هل ستقبل الأطراف اليمنية دخول العراق وسيطاً موثوقاً لوقف الحرب؟ ..

2023-08-05 01:59:43 أخبار اليوم/ الخليج أون لاين

 

في وقتٍ يعوق الفشل أي تقدم نحو حل الأزمة اليمنية الراهنة والمستمرة منذ نحو عقد، يجمع المجتمع الدولي على ضرورة التوصل لاتفاقٍ ينهي الحرب التي وصلت تأثيراتها إلى دول محيطه بالبلد العربي.

وأمام توقف الحراك الدولي خلال الأشهر الأخيرة، خرج العراق معلناً على لسان وزير خارجيته استعداده للتوسط في حل الأزمة اليمنية، متسلحاً بنجاحه في المساعدة بشكل رئيس في إنهاء الأزمة السعودية الإيرانية، التي أفضت إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويمتلك العراق تاريخاً طويلاً في التواصل مع دول المنطقة، وقد يستخدم هذه العلاقات لتسهيل الحوار والوساطة، فهل تقبل الأطراف اليمنية دخول العراق وسيطاً موثوقاً به يسهم في حل الأزمة اليمنية، أم أن تعقيداتها المتداخلة في كثير من القضايا ستعيق تدخله، فضلاً عن فشل أي محاولات جادة منه؟

طلب عراقي

مع مرور الحرب اليمنية بعامها التاسع، وفشل الوساطات الإقليمية والدولية لإنهائها حتى الآن، أعرب العراق عن استعداده للعب دور الوسيط والمساعدة في إيجاد حلّ للحرب في اليمن.

وخلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، لدى استقباله نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، في بغداد، قال الأول: "هناك وقف إطلاق نار أو هدنة غير معلنةٍ الآن (...) نتمنى أن تتحول هذه الحالة إلى حوار بين جميع الأطراف اليمنية".

الحوثي للحوار وحل أزمة اليمن؟

وأضاف: "العراق مستعد للمساعدة في هذا المجال. لدينا علاقات جيدة مع جميع الأطراف. نستطيع أن نضع هذه العلاقات في خدمة الاستقرار والأمن في اليمن، نستطيع أن نتحرك إقليمياً في هذا المجال".

بدوره قال الوزير اليمني في كلمة له: إنه "مع الأسف، لهذه اللحظة لم نشهد تأثيراً مباشراً لهذا الاتفاق على الوضع في اليمن"، مستدركاً: "لكن ما زلنا نأمل هذا الأمر".

وأكد بن مبارك أنه "منذ أكتوبر العام الماضي هناك هدنة غير معلنة، لكن من طرفنا كحكومة شرعية ملتزمون ببنود هذه الهدنة".

وأضاف: "نحن نعتقد أنه آن الأوان لإنهاء هذه الحرب في اليمن".

الوساطات العراقية

ويسعى العراق لتعزيز حضوره الإقليمي، من خلال طرح نفسه وسيطاً في عدد من الملفات الشائكة بالمنطقة، وآخرها الملف اليمني، مراهناً في ذلك على علاقته مع مختلف الفرقاء.

ويرغب العراق في البناء على ما تحقق من وساطته بين إيران والسعودية، حيث كان لبغداد دور أساسي في مسار تطبيع العلاقات بين الخصمين الإقليميين، كما أن بغداد تشارك أيضاً في جهودٍ لتطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة.

واستقبل العراق في 2021، محادثات غير مسبوقة بين إيران والسعودية، واستمرت حتى العام 2022، وعقب جولة من المفاوضات السرية والمعلنة، أعلن الطرفان في مارس الماضي، عن عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما برعاية من بكين.

ولعل إعلان العراق استعداده للوساطة لإنهاء الحرب في اليمن، طرح كثيراً من التساؤلات حول مدى قدرة بغداد على لعب دور فاعل في الحرب، المستمرة منذ عام 2015 وتناوبت الوساطات الإقليمية والدولية لإنهائها لكنها لم تصل لنتائج حاسمة.

مساعٍ سعودية

وحول ذلك، يرى المحلل السياسي اليمني كمال السلامي، أن تصريحات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إيجابية، "خصوصاً أن الأطراف اليمنية ليست لديها مشكلة مع أي تدخل من هذا القبيل".

ويشير إلى أن ميليشيا الحوثي الموالين لإيران "التي هي بالأساس حليفة للحكومة العراقية، ومن ثم سيقبلون، فيما الحكومة اليمنية وحلفاؤها، قريبون من السعودية، التي بدورها استعانت بالعراق لفك تعقيدات العلاقة مع إيران، وإعادة تطبيعها".

ويعتقد في حديثه لموقع"الخليج أونلاين"، أن تصريحات الوزير العراقي تأتي "في سياق مساعٍ سعودية تحديداً، لحلحلة الحرب اليمنية، في ظل حالة الجمود التي أصابت المفاوضات المباشرة مع ميليشيا الحوثي، والتي تمت برعاية من سلطنة عمان".

وأضاف: "العراق يملك فرصة للعب دور مهم في هذا الاتجاه، خصوصاً أنه نجح فعلاً في التقريب بين طهران والرياض، وبما أفضى إلى إعادة تطبيع العلاقات، وتبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".

تحريك الملف اليمني

ومنذ اتفاق الصلح بين السعودية وإيران مؤخراً، كانت الرياض أول من يتحرك بدبلوماسية نشطة لإيجاد حلول للملف اليمني، دون أن تدخر جهداً في الاستعانة بكل الأطراف المؤثرة مثل العراق وسلطنة عُمان.

وكانت صنعاء على موعدٍ مع زيارة في الـ8 من أبريل 2023 أجراها وفد سعودي وعُماني كأول وفدٍ سعودي يزور الحوثيين منذ اندلاع الحرب، وكان الهدف منها الخروج إلى اتفاق حول عدد من الملفات.

لكن تلك المفاوضات توقفت منذ نحو ثلاثة أشهر، بالتزامن مع توقف التحركات واللقاءات الدولية، وبدت الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً لإحلال السلام في اليمن شبه متوقفة، وسط تهديدات حوثية باستئناف القتال وزيادة حشوداته العسكرية في عدة مدن يمنية، منها حدودية مع اليمن.

وكان من المتوقع عقب التقارب الإيراني السعودي أن تحقق المفاوضات نجاحاً حاسماً بإنهاء الحرب كلياً، أو العودة مجدداً إليها، خصوصاً في الجبهة الداخلية، وهو ما يبدو أن خلافات على عدد من الملفات بين ميليشيا الحوثي والسعودية -وفق مراقبين- أوقفت تلك التحركات؛ ما دفع العراق إلى إعلان استعداده للتوسط.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد