تعلن ميليشيا الحوثي عن توقف محادثاتها مع السعودية، فتعود وتعلن أن المفاوضات مستمرة.

حالة القلق والخوف التي تعيشها الميليشيات، جراء الهدوء الذي تبديه الرياض، وقد كانت مندفعة في مسار التسوية، تجعل الميليشيات الحوثية على أعصابها، وهي الموعودة بكثير من المكاسب السياسية من خلال التسوية المنتظرة.

والملاحظ، خلال الفترة الماضية، أن السعودية باتت تراجع جدوى التسوية المبرمة مع الحلف الذي تستند عليه الميليشيات، بدءا من طهران مرورا بدمشق وحتى صنعاء.

الصحافة الغربية، التي شككت، ابتداء بجدوى الاتفاق السعودي - الإيراني المبرم بوساطة صينية، باتت تدلل بكثير من الشواهد على شكوكها، أبرزها التريّث الذي تبديه الرياض في فتح سفارتها بطهران ودمشق، وكذلك عدم الحديث عن الزيارة، التي كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الرياض؛ علاوة على تصاعد حِدة الخلافات الخليجية مع إيران حول حقل "الدرة" الغازي، وما تسميه طهران بحقل "آراش".

في الجهة المقابلة، تراقب ميليشيا الحوثي تلك التطورات بكثير من الخوف من أن تعيد الرياض مراجعة حساباتها في اليمن، وما التهديدات، التي تصرح بها الميليشيات بين الفينة والأخرى، إلا دليل على خوف يدب في الداخل.

الحوثيون، الذين اعتادوا على الذهاب نحو مسقط، كلما حشروا في الزاوية -يبدو أنهم فعلوا ذلك مؤخرا- خرجوا بأحاديث وتصريحات تدعم مساعي مسقط، وتتحدث عنها بكثير من الإيجابية.

القيادي في الميليشيات، علي القحوم، قال إن هناك مقاربات جيّدة في بعض الملفات الإنسانية، لافتا إلى أن الوسيط العُماني يبذل جهودا كبيرة للتقدم وحل العقد في النقاط الخلافية المتعلقة بفتح المطارات والموانئ، وصرف المرتبات بآليات مستدامة، وإطلاق الأسرى، وأن التفاؤل مازال قائما.