عملت المقاومة منذ اللحظات الأولى من عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من معارك ضارية على فرض خطابها في فضاء اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على التحكم في تفاصيله الدعائية وفي مجريات الحرب ومساراتها..

خطاب المقاومة" يورّط إسرائيل في معركة استنزاف نفسية

2023-12-23 07:56:47 أخبار اليوم _محمد بشير ساسي

 

  

بالتوازي مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل شهره الثالث مخلّفا تكلفة بشرية باهظة وأزمات نفسية حادة لأكثر من 2.3 مليون نسمة، وسط دمار هائل في البُنى السكنية والصحيّة والمؤسسيّة، تدورُ رحى معركة أخرى لا تقل شراسة عما يجري على الساحة تقودها المقاومة الفلسطينية بشقيها النضالي – العسكري والدعائي رغم الفارق الكبير في العتاد والإمكانيات قياسا بما يملكه جيش الاحتلال الذي يصنف في المرتبة 17 بين أكثر جيوش العالم إنفاقا بميزانية دفاع تتجاوز 24 مليار دولار سنويا وفق إحصائيات موقع “غلوبال فايرباور” الأمريكي للعام الحالي.

 

معركة الوعي

وفي الواقع لن تكون عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي هي الأولى والأخيرة التي يجري فيها النقاش بشأن نجاح المقاومة الفلسطينية في التأثير النفسي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث سجّلت وفق العديد من الخبراء انتصارا في “معركة الوعي” بما امتلكته من أدوات اكتسبتها عبر سنين عدة من الكفاح، واستوعبت جيدا الفكرة التي تصدّرها إسرائيل عن نفسها وما ترسّخ عنها في الوجدانين الجمعي والفردي.

كما اتضحت أهمية تلك الحرب النفسية وتأثيرها في مجريات الحرب ومساراتها بدرجات متفاوتة، إذ أبرز الخطاب الصوري المرئي للمقاومة الفلسطينية مجموعة من القيم السياسية والفكرية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية والأبعاد العسكرية لما يحتويه من عناصر تعبيرية واتصالية لها أهداف ورسائل معينة إلى الجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية للمقاومة، وقبل ذلك إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجبهته الداخلية والمجتمع الدولي..

لقد عملت المقاومة منذ اللحظات الأولى من “الهجوم المزلزل” على مستوطنات غلاف غزة وما تبعه من معارك ضارية ضد جيش الاحتلال، على فرض خطابها في فضاء اعتقد العدوّ أنه قادر على التحكّم في تفاصيله الدعائية وفي مجريات الحرب ومساراتها، وفي هذا الإطار يمكن تحديد جملة من النقاط التي سجلتها المقاومة لدحض الرّواية الإسرائيلية:

    – إخفاق الصورة النمطية التي طالما روّجت لها إسرائيل بأنها تمتلك “الجيش الذي لا يقهر”، وذلك بما أقدمت عليه يوم السابع من أكتوبر الماضي في عملية طوفان الأقصى.

– إبراز الجانب غير المرئي من القسوة والحقد واتباع أساليب غير شريفة من القتل والدمار”. وكل هذا كان يحدث في الماضي دون أن يراه العالم، لكن الآن وسائل الاتصال أصبحت متنوعة وعديدة، والعالم كله يرى ما يحدث في اللحظة نفسها.

فإسرائيل تجيد دائما لعب دور الضحية منذ إنشائها، واستغلال “الهولوكوست” في تصدير هذه الصورة للعالم، لكن المقاومة أدارت المعركة بذكاء شديد جدا، وجعلت الصورة الحقيقية لهذا الكيان الصهيوني واضحة أمام العالم كله، بعد ممارسته كل صور الإرهاب على سكان قطاع غزة وقتله لأكثر من 20 ألف شهيد بالإضافة إلى إصابة ما يتجاوز 53 ألف فلسطيني .

– الصورة الإنسانية – الأخلاقية التي أظهرتها المقاومة في استضافة الأسرى وخروجهم وامتنانهم للمعاملة الحسنة التي وجدوها”، وصاحَب ذلك تركيزا إعلاميا، مما أثّر في العقل الجمعي للعالم خاصة بعد كشف تقارير إعلامية إسرائيلية أن رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار التقى بعض المحتجزين الإسرائيليين في غزة وتحدث معهم بالعبرية قائلا: “أنتم في المكان الأكثر أمانا ولن يحصل لكم مكروه”.

– قدرة حماس على تغيير الأفكار، وتغيير الصورة النمطية التي صدّرها الإعلام الإسرائيلي والغربي عموما حيث تم التركيز على وَسْم “حركة حماس” بتنظيم “الدولة الإسلامية ودَمْغِها بعلامة الدَّعْشَنَة واستدعاء الصورة النمطية لهذا التنظيم (داعش) في القتل والتمثيل بالضحايا واغتصاب النساء عبر اختلاق روايات عن اغتصاب مقاتلي حركة حماس نساء إسرائيليات وقطع رؤوس أطفال بالمستوطنات التي دخلوها في غلاف غزة.

واستطاعت المقاومة الانتصار في معركة الوعي، مما جعل العديد من العواصم العالمية تنتفض في مظاهرات من أجل وقف العدوان، وهذا أيضا كان له أثره في متخذي القرارات السياسية الذين وقعوا كثيرا تحت تأثير الدعاية الصهيونية.

– صمود الشعب الفلسطيني، واتخاذه المقاومة جزءا من القضية، فعلى مدار الأحداث لم نر أحدا من أهل فلسطين يدين المقاومة، وإنما كان الصبر والتمسك بفكرة المقاومة والتمسّك بالأرض والفداء واضحا جدا؛ وهذا يعطي رؤية بأنّ الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وثابت على مبادئه.

 

جبهة مفككة

في الجبهة المقابلة، عزّزت قراءات الجانب الإسرائيلي القناعة بأن الخيارات العسكرية لم تفض إلى انتصارات تتباهى بها حكومة نتنياهو، بل على عكس ذلك باتت ترزح الآن تحت وطأة ضغوط داخلية وخارجية، إذ يقودها رجل يقاتل من أجل نفسه فقط ويقامر بكل شيء ولو مقابل أثمان مؤلمة، بل بلغ به التخبط السياسي حد تحميل الجيش وأجهزة الاستخبارات مسؤولية الإخفاقات في التحذير ومنع أحداث “السبت الأسود” يوم السابع من أكتوبر الماضي في تغريدة عبر حسابه في منصة إكس.

وقوبل كلامه بانتقادات شديدة اللهجة من الشركاء في ائتلاف حكومة الطوارئ وأعضاء “كابينت الحرب”، وخاطب ورئيس المعسكر الوطني بيني غانتس نتنياهو قائلا: “عندما تكون إسرائيل في حرب على القيادة أن تتحلى بالمسؤولية والقيام بخطوات صحيحة ودعم قوات الجيش والأمن لتحقيق ما يطلب منها.

واحتدمت الخلافات بين رئيس الوزراء وتحالف حكومة الطوارئ الوطنية، حين فنّد نتنياهو تقارير إسرائيلية ذكرت أن المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستخباراتية قدّمتا تقارير إلى ديوانه مطلع العام الحالي، حذرتا فيهما من مغبة اندلاع حرب على عدة جبهات، ولم تستبعد التقارير سيناريو هجوم مباغت قد تشنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غلاف غزة..

إعلاميا رُوّج على نطاق واسع أنّ أمرا من هذا القبيل لم تشهده إسرائيل من قبل، رئيس وزراء وفي خضم الحرب، وبينما جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يخاطرون بحياتهم، والشعب الإسرائيلي يدفن قتلاه، يحمّل رؤساء الأجهزة الأمنية مسؤولية الفشل الذي أدى إلى “كارثة السبت الأسود”. وتتابع التقارير الإعلامية أن هذه خطوة فكّكت الجبهة التي تقود الحرب، وتؤدّي إلى تآكل ثقة الجنود في قادتهم، وتضر بالأمن القومي”، مبينة أن نتنياهو “مثل اللص في الليل كنرجسي لا يتحكم في دوافعه.

عكست هذه الخلافات عمق الأزمة التي يمر بها نتنياهو منذ صدمة “طوفان الأقصى” وطبيعته في التّعامل مع الجولات القتالية والعمليات العسكرية التي خاضها الجيش خلال توليه رئاسة الوزراء، حيث وصف دائما بـ”الخائف والمتردد والجبان.

كما تلمّح الخلافات وفق مراقبين إلى أن من يقود سير الحرب هم غلانت وغانتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، في مؤشر على أن الحرب فُرضت على نتنياهو الذي يسعى إلى إبقائها تحت فتيل خافت اللهب وإدارتها بما يخدم مصالحه الشخصية وأن تفكيره ليس في الحرب وتطوراتها وإنقاذ شعب إسرائيل، بل يتركز فقط في كيفية التهرب من المسؤولية والنفاذ بجلده.

 

تشكيل الرأي العام

بخصوص العمليات القتالية في الميدان، تُجمعُ تقديرات محلّلين عسكريين وسياسيين، على فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة وهي القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى وخلق نظام جديد في القطاع..

وفي ظل تعقيدات الحرب والتوغل البري، كتب أحدهم في صحيفة “يديعوت أحرونوت أنه حان الوقت للنزول من الشجرة، في اعتراف ضمني بحالة التخبط في إسرائيل على جميع الأصعدة، مضيفا أنه لا يحتاج المرء، ليكون ضابطا بالجيش، إلى أن يلمس الفجوة في الحقائق والوقائع الميدانية والتوقعات العالية المغروسة في عقلية الجمهور الإسرائيلي الذي رفع سقف الضغوط على الحكومة من أجل دفعها إلى التوصل إلى صفقة تبادل شاملة…

 

إذا كان الخطاب الإعلامي في إسرائيل باستثناء عدد قليل من الأصوات يخفي الحقائق الصعبة بميدان المعركة تحت ذريعة الحفاظ على الروح المعنوية والقتالية بالإضافة إلى الدوائر السياسية والعسكرية التي تجد صعوبة في إخراج الحقيقة من حناجرها، فإن الحقيقة في جبهات القتال العنيف تُجبر الجميع في إسرائيل يوما بعد يوم على مصارحة “الجمهور المذعور” والتعامل مع ما يدور على أرض المعركة دون حيف أو تزييف.

 وهنا تحديدا وجب الوقوف عند جملة من الحقائق الرقمية والمصوّرة الصادمة التي نجحت حماس من خلالها في إعادة تشكيل الرأي العام في إسرائيل والعالم..

اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكبّد خسائر فادحة مع اشتداد القتال العنيف في قطاع غزة، حيث تجاوزت الحصيلة المعلنة 470 قتيلا منذ السابع من أكتوبر وأكثر من 130منذ بدء العمليات البرية في قطاع غزة وناهزت نسبة الضباط 27% من عدد العسكريين القتلى.

الكشف عن تلقي لواء جولاني – الذي ينتمي إلى سلاح المشاة ويعتبر من قوات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي – ضربة موجعة بعد فقداته نحو ربع قواته المقاتلة منذ بدء عملية طوفان الأقصى وما تبعها من حرب برية على قطاع غزة، آخرها كمين

حي الشجاعية شمالي قطاع الذي كبّد الفرقة 10 قتلى معظمهم ضباطا لترتفع خسائره إلى أكثر من 80 قتيل فضلاً عن عدد كبير من المصابين وتجبره على الانسحاب خارج غزة وتسليم قوة أخرى المنطقة.

– الفشل الذريع للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في تحرير ولو محتجز واحد عبر التوغل البري في قطاع غزة، ما دفع الاحتلال إلى الالتجاء إلى القوة ليقضيَ على العشرات منهم جراء عمليات قصف المنازل.

وكانت الهدنة التي استمرت 7 أيام في أواخر نوفمبر الماضي، دليلًا عمليا على انهيار مسار تحرير المحتجزين في غزة بالقوة، بعد أن فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليا في فعل أي شيء، كما فشلت كلّ رواياتها ومعلوماتها التي روّجت أن المحتجزين وقيادة حركة حماس يوجدون في مقرات تحت مستشفيي الشفاء والرنتيسي، وهو ما ثبت أنه كذب أمام مرأى العالم كله.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ثبت تورّط جيش الاحتلال الذي يعيش حالة هستيرية في التضحية ببعض جنوده، وقتلهم في حي الشجاعية مما أثار موجة بعد فرارهم، من الغضب ضد الحكومة وأضر سمعة الجيش.

وبرّرت رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي ذلك بأن أحد القناصة شعر بالتهديد، ففتح النار على 3 رجال خرجوا من أحد المباني دون قمصان، ولوحوا بقطعة قماش بيضاء على طرف عصا، لينتهك بذلك قواعد الاشتباك التي يتم التعامل وفقها.

 وفي ظل هذا الحادث تُطرح مجموعة من الفرضيات والسيناريوهات؛ وفيما تذهب إحداها إلى استناد الجيش إلى بروتوكول هانيبال (يسمى أيضا توجيه هانيبال) الذي يعطي قوات الاحتلال صلاحيات مثيرة للجدل، لمنع وقوع جنوده في الأسر حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى، وقد صاغه 3 ضباط رفيعو المستوى، وبقي بروتوكولا سريا حتى اعتماده في 2006.

وعلى خلفية مقتل الجنود الأسرى الثلاثة والجدل الواسع حول بروتوكول “هانيبال” – يصفه معارضوه بـالخيار الوحشي” الذي يخاطر بأرواح أسرى يمكن إنقاذهم – قرر المنتدى غير الرسمي الذي يمثل عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تكثيف الضغوط على الحكومة، عبر نقل مركز نشاطه إلى بوابة كريا، مقر قيادة الجيش، وهو ما يضطر أعضاء مجلس الحرب إلى المرور بجانبهم يوميا وأمام الصور العملاقة لأحبائهم حتى يقدموا خطة لتحرير جميع الرهائن.

وقد فتح هذا الحادث وفق تقارير إعلامية عقول الإسرائيليين على الفوضى التي تسود في القطاع، وعلى هذه المعارك المباشرة التي تؤدي إلى الإعلان اليومي عن خسائر جديدة للجيش الإسرائيلي، حيث إن 20% من الجنود الذين لقوا حتفهم منذ بدء الهجوم البري قتلوا “بنيران صديقة”، بل إنه يشاع بين جنود الاحتياط أن هذه النسبة قد تكون أقرب إلى 50%.

– اشتكاء قوات الاحتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي من نقص المعدات، مع نقص الملابس والأحذية ووجبات الطعام الذي كان واضحا منذ اليوم الأول لإعلان حالة الطوارئ والحرب مع بدء معركة طوفان الأقصى.

فمنذ بدء العدوان على غزة، تم استدعاء 360 ألف جندي من قوات الاحتياط، حيث امتثل أكثر من 300 ألف منهم للخدمة وهم يشكلون نحو 8% من إجمالي العاملين بالاقتصاد وسوق العمل الذي يضم حوالي 4 ملايين عامل ومستخدم، وفق البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي.

وفي مؤشر يعكس عدم جاهزية الجيش لتزويد قوات الاحتياط بالمعدات والمستلزمات الأساسية للمقاتلين، أُطلقت مبادرات لجمعيات يهودية عالمية وحركات إسرائيلية محلية من أجل التبرع لشراء المستلزمات والمعدات للجنود، واعتبرت هذه الحملات في البداية مبادرات للوحدة والتلاحم بين الإسرائيليين.

 

دعاية المقاومة

 إلى جانب تكتيكاتها العسكرية المؤثرة في نصب الكمائن المرعبة والتحرك في الأنفاق الكبيرة والقدرة على استهداف تل أبيب مركز الثقل السكاني والاقتصادي لإسرائيل بالصواريخ، تعد الحرب النفسية – التي زادت منذ السابع من أكتوبر – سلاحا أساسيا في ترسانة المقاومة الفلسطينية لأنها تسمح لها بتحقيق إنجازات مهمة بتكاليف قليلة للغاية.

فأقوى أوراق الضغط في يد حماس حاليا؛ المختطفون، حيث تستخدم الحركة تسجيلات تظهرهم في ثلاث مراحل من الأسر والشهادات من فترة الأسر والإفراج عنهم، وهذه المراحل الثلاث سمحت لحماس بالسيطرة على روتين الحياة اليومية للمواطن الإسرائيلي وفق رؤية ينيف لويتان الباحث في مجال حرب المعلومات بجامعة حيفا.

كما وظفت المقاومة التسجيلات أيضا للتهكم على جيش الاحتلال وفضح فشله المضاعف في الحرب الوحشية المتواصلة، حيث نشرت مقطع فيديو بعنوان “وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت” بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي اكتشافه نفقا كبيرا. وأوضحت كتائب القسام في الفيديو أن هذا النفق الضخم استخدمته مرة واحدة لتنفيذ عملية طوفان الأقصى.

يُفهم مما سبق أن تقديرات إسرائيل في الرد العسكري على عملية طوفان الأقصى كانت مدفوعة بإعادة الاعتبار إلى الكثير من الأساطير التي هُدمت وقد بُنيَ عليها التفوق على مستوى قوة الجيش والسلاح والاستخبارات والتطور العلمي والتكنولوجي، غير أنّ حرب الاستنزاف التي فرضتها المقاومة أفشلت الأهداف الإسرائيلية، وأكدت قياداتها أنها تملك الإمكانيات للصمود أياما وأسابيع وشهورا في القتال وأنها لن تبحث أي صفقة إنسانية أو شاملة دون وقف إطلاق النار.

وبالتالي فإن قدرة “حماس على إدارة المعركة رغم الفوارق الكبيرة في الإمكانيات، مكّنتها من فرض شروطها على الأرض وترويج دعايتها وخطابها بطريقة مؤثرة وساخرة ومتلاعبة أحيانا لاستفزاز العدو الإسرائيلي وإبطال رواياته وفضح عجزه الكبير عن حسم الحرب المرعبة في عدة محاور بقطاع غزة.

بل والأهم من ذلك نقلت حماس المعركة إلى الداخل الإسرائيلي ليصل مداها إلى الدوائر السياسية والإعلامية والمجتمعية التي يبدو أنها أجمعت على قراءة مهمة مفادها أن حكومة نتنياهو تقود إسرائيل إلى الهاوية لأنها لم تستفد أبدا من دروس المقاومة الفلسطينية على مر التاريخ.

   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد