حرب غزة.. ضالة مليشيات الحوثي لدغدغة مشاعر اليمنيين وتبييض جرائمها الإرهابية

2024-01-22 03:50:28 أخبار اليوم _ تهامة 24


  

وجدت ميليشيا الحوثي في حرب غزة، ضالتها لاستعادة شعبيتها التي كانت قد وصلت إلى الحضيض، وكذلك الهروب من أزمتها الداخلية والتشويش على مساعي السلام، ومحاولة تبييض جرائمها بحق اليمنيين، في متاجرة واضحة بالقضية الفلسطينية واستغلال ما يحدث للأشقاء في غزة لخدمة أهدافها وتحقيق أجندتها السياسية.

 

يقول الأستاذ في جامعة ذمار محمد الذماري وهو اسم مستعار، أن الميليشيات الحوثية تحاول لفت الأنظار للاستمرار في خداع المواطنين البسطاء على أنها تناصر فلسطين والغرض ليس مناصرة فلسطين بل خداع المواطن الذي يئن تحت سطوتها وإيهامه بأنها في طريق القدس وفقا لـ«تهامة 24»،.

 

ويضيف لقد وجدت ميليشيا الحوثي أن هذا الوقت المناسب لتلميع صورتها وتبييض تاريخها الأسود المليء بالجرائم ضد الإنسانية بحق المواطن اليمني ”

 

بدوه يقول المحامي ماجد أحمد، إن ميليشيا الحوثي تسعى من خلال أعمال القرصنة البحرية إلى أحداث ضجة إعلامية لدغدغة عواطف اليمنيين الذين يتوقون لنصرة غزة وبهذا تقوم باللعب على مشاعر البسطاء لتتمكن من حشد المزيد من المقاتلين إلى صفوفها.

 

ويؤكد أن هذه الأعمال لن تجلب سوى التدخل الأجنبي بذريعة الحماية، وتهديد الملاحة وخطوط التجارة الدولية، وتفاقم تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن. موضحا إن من يقوم بتفجير وهدم المساجد، ويفرض قيودًا عنجهية كهنوتية على المصلين، لن يقاتل لأجل الإسلام وفلسطين بل يضر الشعب اليمني وشعب فلسطين وقضيتهم العادلة التي يؤمن بها كل يمني.

 

وفي ظل استمرار الميليشيات في تهديد الملاحة والتجارة العالمية يرى مراقبون أن المجتمع الدولي سيدفع ثمن سياسته الخاطئة في التعامل مع الميليشيات الحوثية، وسيدفع اليمنيون أيضاً ثمنا إضافيا كون الشواطئ والمياه الإقليمية اليمنية ستتحول ربما إلى ساحة للصراع الدولي.

 

الضربات الغربية تخدم أجندة الميليشيات

بينما يرى الأكاديمي على العنسي أن العملية العسكرية الغربية ضد أهداف عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وذمار وصعدة، عززت من موقف ميليشيا الحوثي وشعبيتها، بل وستعمل هذه الضربة على صناعة أسطورة سيستغلها الحوثي جيدا للترويج لنفسه في أنه تعرض لعدوان غربي، تماما كما روّج للعدوان الذي يقول إنه تعرض له من التحالف العربي وبنى عليها مظلوميته طيلة سنوات الحرب الطويلة.

 

ويقول الناشط السياسي عبده ناصر القوسي، إن الولايات المتحدة لجأت إلى ضرب ميليشيا الحوثي وإشعال المنطقة بهدف حرف بوصلة الحرب على غزة من قبل آلة الدمار الصهيوني، وإشغال الرأي العام العالمي بما يجري في البحر الأحمر وباب المندب.

 

ويضيف “وتعد هذه خدمة قدمها ميليشيا الحوثي بالفعل منذ الأيام الأولى للصهاينة رغم مزاعمهم بأن ما يقومون به يأتي من باب نصرة غزة وأهلها، بينما العكس هو ما يحدث”.

 

ويجمع محللون ونشطاء وقادة الرأي في الشارع اليمني، أن الضربات الأمريكية البريطانية لن تردع المليشيات بقدر ما تتناسق مع جنون ميليشيا الحوثي وتخدم أجندات الميليشيات في المنطقة، باعتبارها أداة لإيران التي ستتلقف هذه الفرصة هي وميليشيا الحوثي بكل حفاوة لتعزيز صورتهم البطولية أمام الشارع العربي واليمني، باعتبارهم يدفعون ثمن الوقوف إلى جانب غزة والفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات إسرائيلية متواصلة، حتى وإن لم تحقق الهجمات الحوثية هدفها في رفع معاناة أهالي غزة، إلا أن هذا الهدف ليس في حسابات ميليشيا الحوثي بقدر ما يسعى إلى تحسين صورة وتحقيق مكاسب من وراء كل هذا.

 

وقد التقطت ميليشيا الحوثي بالفعل هذه الفرصة للتصعيد، وأعلن غداة الضربة الأمريكية البريطانية أن مصالح واشنطن ولندن في المنطقة ستكون في مرمى التهديدات الحوثية، الأمر الذي يؤكد أن الحوثي لن “يتأدب”، ولن تشكل العملية ردعا أو منعا لهجماته في البحر الأحمر وباب المندب، ما يؤكد أن المنطقة برمتها تسير نحو المجهول.

 

موقف ثابت

 

بدورها عبرت الحكومة الشرعية عن تمسكها بموقفها الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني، ورفضها لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، غير أنها رفضت الاستغلال الحوثي لهذه القضية، وتحميل اليمن ثمن ممارستها وهجماتها في البحر الأحمر، وموقف الحكومة هذا قد يكون في ظاهره محملا ميليشيا الحوثي المسؤولية إلا أنه لا يعارض العملية العسكرية الغربية، التي قالت إنها تؤمن الملاحة الدولية، كما أنها حملت المجتمع الدولي المسؤولية فيما وصلت إليه الأوضاع في البحر الأحمر وباب المندب؛ نتيجة سياسة المجتمع الدولي وصمته تجاه ممارسات ميليشيا الحوثي غير المسؤولة منذ سنوات.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد