يدخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ110، وسط استمرار قوات المحتل في قصفها القطاع وشن هجوم بري على مدينة خانيونس.

انتهاكات مستمرة

تتواصل الاشتباكات الضارية في خانيونس في قطاع غزة، بعد يوم من إعلان الاحتلال الإسرائيلي تطويق المدينة.

وأسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد نحو 50 فلسطينيا، بينما استهدفت المدفعية المدارس المحيطة بمستشفى ناصر بشكل مباشر.

ويأتي تصعيد الاحتلال بعد إجهاز المقاومة على 24 ضابطا وجنديا إسرائيليا في عملية وُصفت بأكبر صفعة يتلقاها المحتل.

والثلاثاء، حذّرت وزارة الصحة في غزة، من أنّ الاحتلال الإسرائيلي يضع مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس ضمن دائرة “الخطر الشديد”.

وقال الناطق باسم الوزارة، إنّ حياة المرضى والأطقم الطبية والآلاف من النازحين معرّضة للخطر.

كما استُشهد الأربعاء 24 يناير ، ثلاثة نازحين فلسطينيين وأصيب اثنان، في قصف إسرائيلي استهدفهم أمام مقر جمعية الهلال الأحمر جنوب قطاع غزة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف ومنعتها من الوصول إلى الجرحى.

ووفق آخر إحصائية، استُشهد حتى الأمس الثلاثاء 25,490 فلسطينيا، فيما أصيب نحو 63,354 شخصا.

جهود الوساطة

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن جهود الوساطة من أجل إطلاق سراح الرهائن واتفاق وقف إطلاق النار مستمرة.

وأضاف المسؤول القطري أن “هناك بعض الأفكار والمقترحات التي لا يمكننا الكشف عنها”.

من جانبه، قال متحدث باسم الاحتلال، الثلاثاء، إن “إسرائيل” لن توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس يُبقي أسراها في غزة أو حماس في السلطة.

بدوره، كشف مسؤول مصري كبير أن حماس رفضت اقتراحا إسرائيليا بوقف إطلاق النار مدة شهرين مع إطلاق سراح كامل الأسرى مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين ونفي قادة حماس من غزة.

في مقابل ذلك، كشفت مصادر دولية أن كيان الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وافقا من حيث المبدأ على هدنة تستمرّ شهرا.

وكانت صحيفة هآرتس أكّدت أنّ نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى لدى المقاومة أنّ “إسرائيل مستعدّة لتقديم تنازلات من أجل صفقة جديدة”.

حل الدولتين

رغم رفض قادة المقاومة “مشروع الدولتين”، يواصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساعيه إلى إقناع الاحتلال بهذا الحل.

وحذّر المسؤول الأممي من أن رفض بنيامين نتنياهو حل الدولتين سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع الذي يهدد السلام العالمي.

وكان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكّد أنّه أبلغ الولايات المتحدة معارضته إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة.

وقال غوتيريش في اجتماع لمجلس الأمن إن “حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة بالكامل يجب أن يعترف به الجميع.

وأضاف المسؤول الأممي: “الرفض الواضح والمتكرّر لحلّ الدولتين من أعلى مستويات الحكومة الإسرائيلية، غير مقبول”.

دعوات إلى وقف إطلاق النار

جدّدت تركيا دعوتها إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بفرض مزيد من الضغط على الكيان.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن “الحرب المستمرة في غزة وخارجها لا يمكن أن تُحقق السلام أو الاستسلام”.

وأكّد المسؤول التركي- وفق الأناضول- أنه “تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية لوقف هذه الحرب”.

وأشار فيدان إلى فشل مجلس الأمن الدولي في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وقال: “أود أن أكرر دعوتنا إلى إنشاء آلية قابلة للمراقبة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

ودعت كل من النرويج وبلجيكا إلى “وقف إطلاق نار فوري” بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ نحو 4 أشهر.

وجاءت الدعوة عبر تصريحات وزير الخارجية النرويجي أسبن بارث أيدي، ومندوب بلجيكا الدائم لدى الأمم المتحدة فيليب كريديلكا في اجتماع لمجلس الأمن.

بدورها، شدّدت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، على ضرورة تحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

واتهمت موسكو الولايات المتحدة بـ”عرقلة كل المحاولات والمبادرات لوقف إراقة الدماء في الأراضي المحتلة”.