مناشدة جندي مسجون منسي

2024-02-03 12:26:48 أخبار اليوم/ متابعات

 

الاسم محمد أحمد سلطان القحطاني.. من أبناء محافظة.. تعز.. مديرية جبل حبشي.. عزلة.. بني عيسى.. أنه بتاريخ 2020/4/11 تم تكليف أفراد قسم شرطة المطار إلى مقر صرافة الشارقة لتأمين استلام أسر الشهداء والجرحى إكرامياتهم من الصرافة.

وفي يوم الأحد الموافق 2020/4/12 تم نزول الأفراد من القسم إلى الموقع المحدد للمهمة وللقيام بعملهم الموكل إليهم من قِبل القيادة.

وتم توصيل الأفراد إلى الموقع المحدد من قِبل سائق الطقم، محمد أحمد سلطان القحطاني، وتم توكيله بمهمة أخرى، ثم عاد إلى موقع الصرافة، وأثناء عودتي إلى موقع الصرافة لكي أخذ الأفراد إلى القسم، وكانت الساعة تقريبا الحادية عشر والنصف ظهرا.

تفاجئت عند وصولي بحدوث مشاجرة بين أحد الأفراد ومواطن من الطابور، بحيث كان يريد الدخول في الطابور بالقوة، وقد تم منعه من ذلك، ولكن المواطن لم يكتفي من ذلك المنع، وقام بإشهار سلاح جنبيه ورفعها على أحد أفراد الأمن العام، الذي كان في مهمته من قِبل القيادة ولما رأيت ذلك، نزلت من الطقم، وعمرت بندقي لكي أطلق في الهواء "جوا" وتخويف الجمع الذي كان حولهم، ولكن لم يطلق الآلي ولم تخرج منه أي طلقة، ثم اقتربت منه وهو كان يشهر الجنبية على الفرد، فحاولت أن أضربه في يده بالبندقية لكي تسقط الجنبية من يده.

 ولكن كانت أقدار الله تمضي ولا راد لقضاء الله أبدا خرجت طلقة من الآلي حقي من دون إرادتي، فدخلت في جسم المواطن المجني عليه، وقمت بإسعافه، أنا والفرد الذي كان يتشاجر مع المجني عليه إلى مستشفى الهيئة، وقد طرحت بندقي في المستشفى مقابل علاجه، وثم اتجهت إلى إدارة الأمن لتوقيف نفسي. وتم تحويل القضية إلى النيابة.

وهذا ما كان قد قدره الله عليا والحمد لله رب العالمين.

ولكن كانت الصدمة لي بأني لم أرى أحدا يتابع في قضيتي من القيادة أو الزملاء أو حتى من أصحاب بلادي تعز الشرفاء والأعزاء -كوني وحيد في هذه المحافظة- إلا قليل من الرجال الصادقة وكل منهم معروف باسمه -وفقهم الله- في فعل الخير وأعانهم.

وقد تم الحكم عليا بالإعدام، ولم يتبقى لي سوى التنفيذ فقط وهذا الذي لم يكن لي في الحسبان لأني خرجت في مهمة تابعة للدولة، ولكني أرى بأن الدولة التي تعبت، وضحيت، وناضلت، وجاهدت من أجلها ومن أجل أمنها واستقرارها.

 وسافرت من عند أسرتي، وتركت والداي وإخواني وكل ما أملك من شأن رفع الظلم والفساد، وملبيا نداء الجهاد في سبيل الله ورفع كلمة الله في هذي الأرض المباركة، والتي هي أساس الدولة الحديثة. ولكني لم أرى أي شيء من دولتي والتي هي أبسط حقوقي وهي الدفاع عني كوني جنديا من جنودها وحارس من حراسها.

 لكن أين هي أصواتكم الصامتة والتي لم أرى لكم أي موقف تجاهي، وأنا مسجون لديكم، أين أنتم يا مسؤولي الدولة، أين أنتم يا وزراء الدولة، أين أنت يا محافظ المحافظة، أين أنت يا وكيل المحافظة، أين أنتم يا قيادتي وأنا جندي لديكم، أبالله عليكم أهذا الذي يحصل يرضيكم ويريح ضمائركم ويسلي على خواطركم، وأنتم تشاهدونني أقضي عمري يوما بعد يوم خلف قضبان السجون.

 

 لكن ما زال أملي بكم بعد الله يهدئني ويخفف عني معاناتي، فلا تتركونني وحيدا أتحمل هذا العناء وراء شبابيك السجن مقيدا من حريتي.

 فأنا أرجوكم يا سادتي ويا رجائي بعد الله بأن تنظروا إليا بعين الرحمة، وبعين الشفقة، وبعين ولد فقد أحضان والديه، وبعين جندي فقد جنديته في إتمام مهمته من أجل الوطن، فأنا قلبي يمني حر وسيبقى حرا أمد الدهر بإذن الواحد الأحد، وهذا ما أنا منتظره من الله ثم منكم ايه الإخوة الأعزاء والقادة الشرفاء والآباء العظماء.

 ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.

حسبي الله ونعم الوكيل فهوه خير الناصرين وخير الحافظين وخير الشاهدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الجندي / السجين المغلوب على أمره المحكوم عليه بالإعدام /محمد أحمد سلطان القحطاني.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد