policy of approbation"
إن العمل
على إثناء دولة ما متجهة نحو تهديد (ميزان القوة) عن متابعة هذا التهديد، هو من
بين الأساليب التي عرفتها سياسات العصر الحديث، وكان عمل الإثناء هذا يتخذ عديداً
من وسائل دبلوماسية أظهرها الإقناع المباشر أو الالتجاء إلى التعصب بالتحالف في
مواجهة القوة المهددة للتوازن، ولعل أبرز الأمثلة على دبلوماسية الإثناء هذه تتمثل
في السياسة التي لجأت إليها فرنسا وإنجلترا مع هتلر عامي 1938 - 1939م ودون
جدوى.
غير أن سياسة الإثناء قد راحت تتخذ كياناً جديداً تغلب عليه
الإستراتيجية ولكي تحتل مكان الصدارة كأداة لتحقيق ميزان القوة في صورة النسق
الدولي الراهن بثنائية قواه القطبية، المتوازنة نووياً، فمنذ أن اقتنع كل من
الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقاً بتوازنهما في القوى النووية، أي منذ
حوالي عام 1960 والملاحظون ينهون عن التوازن بالذعر حتى انتهى الأمر وخاصة لدى
المصنفين الأميركيين إلى محاولات نحو بناء نظري لما راح يسمى بالإستراتيجية النووية
للإثناء.