لماذا طُرد بيلينغهام في الدقيقة 99؟

2024-03-05 01:05:06 أخبار اليوم/ متابعات

  

وصلت المواجهة المثيرة في الدوري الإسباني بين فالنسيا وريال مدريد إلى الدقيقة 99 عندما فاز الضيوف بركنية أخرى. وعندما انطلق لوكا مودريتش بسرعة لتنفيذ الركلة الثابتة، أشار الحكم خيسوس جيل مانزانو بوضوح إلى الملعب بأكمله أن هذه ستكون نهاية المباراة. وكانت المباراة قد انتهت بنتيجة 2 - 2 عندما مرت علامة 90 دقيقة. وأظهرت لوحة الحكم الرابع ما لا يقل عن سبع دقائق ليتم إضافتها. كان هناك بعد ذلك تأخير لمدة دقيقتين إضافيتين للتحقق من ركلة الجزاء التي احتسبها حكم الفيديو المساعد في البداية لريال مدريد بسبب خطأ على هوغو دورو، ولكن تم إلغاؤها بعد ذلك بعد استدعاء جيل مانزانو لمشاهدة إعادة اللعبة على شاشة جانب الملعب. كان الجميع في الملعب في حالة تأهب، حيث سدد مودريتش ركلة ركنية من قبل حارس مرمى فالنسيا جيورجي مامارداشفيلي. استعاد لاعب ريال مدريد إبراهيم دياز الكرة سريعاً على حافة منطقة الجزاء، وشغل مساحة لتمرير عرضية إلى منطقة الست ياردات. كان مهاجم فالنسيا هوغو دورو يشير الآن بشكل محموم إلى الحكم الذي أطلق صافرته على شفتيه، وأطلق ثلاث تسديدات قوية واستدار، وأشار نحو منتصف الطريق، بينما وضع جود بيلينغهام الكرة برأسه بعد تمريرة دياز العرضية في شباك مامارداشفيلي.

كانت الساعة تشير إلى 98:40 عندما اصطدمت الكرة بالشباك، وابتعد مدافع فالنسيا كريستيان موسكيرا في حالة من اليأس، معتقداً أن فريقه خسر للتو مباراة كان يتقدم فيها 2 - 0. ولكن عندما اتضح للجميع أن صافرة النهاية قد انطلقت، ولم يقم بيلينغهام بإضافة هدف آخر متأخر في المباراة إلى سجله، تسابق قائد ريال مدريد داني كارفاخال وزملاؤه بما في ذلك بيلينغهام وفينيسيوس جونيور وخوسيلو وأندري لونين وأنطونيو روديغر لمواجهة الحكم، مع تراجع جيل مانزانو إلى الخلف حتى يكون لديه مساحة لإصدار بطاقة حمراء في وجه بيلينغهام.

في ذلك الوقت، كان أنشيلوتي يتجادل مع الحكم، بينما اندلعت مشاجرات صغيرة في مناطق مختلفة من الملعب، حيث واجه كل من بيلينغهام وفينيسيوس لاعبي فالنسيا، قبل أن يغادر اللاعبون أخيراً، بعد خمس دقائق كاملة من انتهاء المباراة.

جاء ذلك وسط أجواء ساخنة طوال المباراة بأكملها في ملعب ميستايا، حيث أُطلقت صافرات الاستهجان على فينيسيوس في كل مرة يلمس فيها الكرة، في أول مرة يعود فيها منذ تعرضه لإساءة عنصرية في الملعب في مايو (أيار) الماضي. ورد البرازيلي بالاحتفال بهدفيه برسائل موجهة إلى المدرجات.

كان بيلينغهام لا يزال غاضباً عندما غادر الملعب وسار في النفق، واستمر في الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ذلك بوقت قصير، وأعاد نشر رسالة على «إكس» جاء فيها: «انتظر الحكم حرفياً مرور إبراهيم دياز بالكرة! هذه فضيحة». وسرعان ما قام بيلينغهام بإزالة تلك الرسالة من حسابه، لكنّ لاعبين آخرين في مدريد كانوا سعداء بالتعبير عن سخطهم. وكانت رسالة أوريليان تشواميني «هذا محرج»، جلبت رداً من زميله لاعب خط الوسط الفرنسي إدوارد كامافينغا.

وكان لاعبو ريال مدريد والطاقم الفني غاضبين أيضاً مما حدث. قال أحد اللاعبين إن قرار الحكم كان «شائناً»، بينما قال آخر إن عدم السماح بتسجيل الهدف كان قراراً «غير وارد»، بينما رأى لاعب ثالث أن الطريقة التي جرت بها المراحل النهائية من المباراة كانت «غبية بشكل لا يُصدق». حتى دورو لاعب فالنسيا قال في تصريحات تلفزيونية مباشرة بعد المباراة إن الحكم ارتكب خطأً واضحاً. «لا أعرف لماذا انتظرنا ليطلق الصافرة إذا قال ذلك. أنا أفهم ريال مدريد - كان عليه أن يطلق الصافرة عندما أبعدنا الكرة. لقد انتظر حتى حصل إبراهيم على الكرة، وعندما كان سيمرر عرضية، قام بذلك».

إلى جانب النقطتين اللتين «كلفهما» القرار ريال مدريد في السباق على اللقب، هناك الآن إمكانية أن يتعرض بيلينغهام للإيقاف لثلاث مباريات على الأقل، إذا تبين أنه أهان أو هدد المسؤولين.

بدا أنشيلوتي مدركاً تماماً لهذا الأمر خلال مؤتمره الصحافي بعد المباراة. وقال أنشيلوتي: «بيلينغهام لم يهن الحكم، قال باللغة الإنجليزية (إنه هدف لعين)، وهو ما اعتقده الجميع». وأردف: «من الواضح أنه اقترب من الحكم، لكن بالنظر إلى ما حدث كان ذلك طبيعياً جداً. لم يوجه أي إهانة على الإطلاق. سوف نرى ما هو مكتوب في تقرير الحكم».

تقرير الحكم الرسمي للمباراة، نُشر عبر الإنترنت بعد ساعة من ذلك. وجاء في المباراة أنه «في الدقيقة 99، تم طرد اللاعب (5) بيلينغهام للسبب التالي: بعد نهاية المباراة، وبينما كان لا يزال في الملعب، جاء راكضاً إلي وهو يصرخ بطريقة عدوانية مراراً وتكراراً: إنه هدف لعين».

وأعاد ذلك إلى الأذهان حادثة تتعلق باللاعب الإنجليزي الآخر في الدوري الإسباني ميسون غرينوود، الذي طُرد في أوائل يناير (كانون الثاني) أثناء لعبه مع خيتافي، حيث يلعب حالياً على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد. كتب الحكم فيغيروا فازكيز في تقريره أن غرينوود قال «تباً لك».

ومع تأكيد ريال مدريد على استئناف البطاقة الحمراء، ومع وجود خلاف تحكيمي صاخب وغاضب من المؤكد أن يهيمن على عناوين الأخبار والمحادثات في جميع أنحاء إسبانيا. مساء السبت، نشر الموقع الإلكتروني لنادي ريال مدريد تقرير المباراة بعنوان: «قرار تحكيمي غير مسبوق يمنع ريال مدريد من الفوز في ميستايا». وألغى جيل مانزانو الهدف؛ لأنه أطلق صافرة النهاية، بينما كانت الكرة في الهواء. قال أحد النقاد على القناة: «أولاً أطلق جيل مانزانو صافرة ركلة جزاء عندما كان من الواضح أنه لم يكن هناك خطأ، ثم كان على حكم الفيديو تصحيحه. ثم في المسرحية النهائية، إذا سمحت بمواصلة اللعب، وتم إرسال الكرة العرضية، فلا يمكنك إطلاق الصافرة طوال الوقت عندما تكون الكرة في الهواء». يدعي أن بعض الحكام متحيزون ضد الريال، ويبثون ذلك في الأيام التي سبقت تولي هؤلاء الحكام مسؤولية مباراة مدريد. وكثيراً ما انتقد رئيس مدريد فلورنتينو بيريز علناً مستوى التحكيم الإسباني، بينما قال ضمنياً إنه يعتقد أنه تم اتخاذ قرارات ضد فريقه، بما في ذلك أثناء مراجعات الفيديو، وقال بيريز أيضاً إن فريقه تضرر تاريخياً بسبب المدفوعات التاريخية التي دفعها منافسه برشلونة لرئيس الحكام السابق خوسيه ماريا نيجريرا.

يعتقد كثير من مشجعي مدريد أن المسؤولين أصبحوا الآن متحيزين ضد فريقهم. خلال مباراة الدوري الإسباني في نهاية الأسبوع الماضي على أرضه أمام إشبيلية، هتف مشجعو برنابيو بانتظام «الفساد في الاتحاد» عندما كانت القرارات ضد فريقهم، بما في ذلك خلال فحص حكم الفيديو الذي انتهى بإلغاء هدف لريال مدريد. بيلينغهام نفسه الذي كان يتحسن بشكل تدريجي منزعج من الحكام الإسبان، حيث حصل على ثلاث بطاقات صفراء في ست مباريات خلال شهري يناير وفبراير (شباط)، ونفّذ عقوبة لتراكم البطاقات قبل بضعة أسابيع فقط. في مفارقة من غير المرجح أن يجدها الإنجليزي مضحكة، أحدث إنذار سابق لبيلينغهام جاء عندما لعب ريال مدريد مع ألميريا في أواخر يناير، وهي مباراة أخرى مليئة بالجدل التحكيمي. كان فريق أنشيلوتي متخلفاً بنتيجة 2 - 0 في الشوط الأول، لكنه عاد ليفوز 3 - 2 بعد ثلاثة قرارات ضخمة بمساعدة تقنية الفيديو.

وكان ألميريا غاضباً من الطريقة التي تعامل بها المسؤولون معه في تلك المباراة، وهناك الآن شكوك واسعة النطاق حول معايير الحكام بين الكثيرين في كرة القدم الإسبانية. ربما لم يختبر أنشيلوتي أبداً أي شيء مثل نهاية مباراة السبت في ميستايا، لكنّ شيئاً مشابهاً تماماً حدث الموسم الماضي في الدوري الإسباني. كانت المباراة بين بلد الوليد وإشبيلية لا تزال من دون أهداف في الوقت الإضافي عندما أطلق الحكم ميغيل أنخيل أورتيز أرياس صفارة نهاية الشوط الأول، تماماً كما سدد سيرغيو إسكوديرو لاعب بلد الوليد تسديدة من 30 ياردة كانت تتجه نحو مرمى إشبيلية. واعتذر أورتيز أرياس سريعاً لبلد الوليد على أرض الملعب، لكنّ القرار ظل قائماً. خسر الفريق تلك المباراة 3 - 0، وانتهى به الأمر بالهبوط بفارق نقطة واحدة فقط بعد بضعة أسابيع. يتفق رئيس ريال مدريد بيريز ورئيس الدوري الإسباني خافيير تيباس على القليل جداً، لكنهما دعوا إلى السيطرة وتنظيم التحكيم في الدوري الإسباني. وصرح تيباس لشبكة «ذا أثليتيك» في الصيف الماضي أنه من المثالي إنشاء هيئة مستقلة جديدة، على غرار الوضع في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان بيلينغهام قد هدأ إلى حد ما بحلول الوقت الذي غادر فيه الملعب، وأخذ بعض الوقت لالتقاط التوقيعات والتقاط صور شخصية مع بعض المشجعين في طريقه إلى حافلة فريق مدريد.

وكان أنشيلوتي يدرك أيضاً كيف يحتاج لاعبو ريال مدريد للحفاظ على تركيزهم على الأشياء التي يمكنهم التحكم فيها. وقال الإيطالي ذو الخبرة لصحيفة «أثليتيك» بعد المباراة: «من الواضح أننا ما زلنا غاضبين، غرفة تبديل الملابس ساخنة للغاية، وهذا أمر طبيعي. علينا أن نعود إلى طبيعتنا؛ لأن لدينا مباراة أخرى مهمة للغاية يوم الأربعاء».

ولا ينبغي أن تكون خسارة نقطتين أمام فالنسيا ذات أهمية كبيرة في السباق على لقب الدوري الإسباني، نظراً لأن الفريق لا يزال يتقدم على جيرونا صاحب المركز الثاني بسبع نقاط، وبرشلونة صاحب المركز الثالث بتسع نقاط (على الرغم من أن كلا الفريقين الكاتالونيين لديهما مباراة مؤجلة يوم الأحد). وسيعمل الفريق القانوني لريال مدريد أيضاً هذا الأسبوع على استئناف طرد بيلينغهام، بهدف تجنب أي إيقاف. ويبقى أن نرى ما إذا كان سيكون اللاعب متاحاً لمدريد أم لا في المباريات الثلاث المقبلة في الدوري الإسباني.

ما يمكننا التأكد منه هو ازدياد الضجيج والغضب بشأن معايير التحكيم في إسبانيا بعد نهاية سريالية وهزلية لمباراة مساء السبت في ميستايا.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد