تقام اليوم الأربعاء، مباراتين في إياب الدور ثمن النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، لنسخة الموسم الكروي الجاري 2023-2024؛ إذ يستضيف فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، حامل اللقب، نظيره كوبنهاجن الدنماركي، في مهمة سهلة لـ«السيتزينز»، في حين يلعب ريال مدريد الإسباني بين جماهيره أمام لايبزيج الألماني، الذي يحلم بتحقيق مفاجأة قوية بإقصاء «الملكي» من «الشامبيونزليج»، وتنطلق المواجهتان في موعد واحد، هو تمام العاشرة مساء بتوقيت القاهرة.

ويستقبل مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، بطل الدانمارك، متسلحا بنتيجة مباراة الذهاب، بعدما قلبت كتيبة بيب جوارديولا تأخرها أمام كوبنهاجن في عقر داره، إلى فوز 3-1، بأهداف نجم المباراة البلجيكي كيفن دي بروين «هدف وتمريرتان حاسمتان» والبرتغالي برناردو سيلفا، والمتألق فيل فودن.

ويتسلح مانشستر سيتي، الفائز في 15 من مبارياته الـ16 الأخيرة بمختلف المسابقات، بعاملي الأرض والجمهور، لكسب الرهان، بالإضافة للنشوة العالية، بعدما تمكن من حسم ديربي مانشستر منذ أيام، بثلاثية في مرمى جاره يونايتد.

وستكون مواجهة كوبنهاجن اختبارا جيدا لمانشستر سيتي، الذي يلتقي نظيره ليفربول في اللقاء المقبل، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي، بمواجهة قد تكون حاسمة بشكل كبير في الصراع على لقب «البريميرليج» بالموسم الجاري.

كما أن مباراة الليلة ستمنح أريحية كبيرة للسيتي، في ظل ضعف المنافس، بمقارنة بإمكانيات حامل اللقب، الذي فاز في مباراته الأخيرة على أرضه ضد كوبنهاجن، بنتيجة ساحقة (5-0) في أكتوبر 2022.

و أصبح التتويج بدوري أبطال أوروبا في كرة القدم "أصعب" بحسب الإسباني بيب غوارديولا الذي قاد مانشستر سيتي الإنكليزي إلى اللقب الأوّل بتاريخه الموسم الماضي، ويستعد لتجاوز عتبة ثمن النهائي الأربعاء.

بعد فوزه على أرض كوبنهاغن الدنماركي 3-1، يخوض سيتي الذي لم يخسر في 19 مباراة في مختلف المسابقات، مباراة الاياب على ملعبه الاتحاد في إياب ثمن النهائي.

فاز على جاره اللدود مانشستر يونايتد 3-1 الأحد، محافظاً على فارق النقطة مع المتصدر ليفربول في الدوري المحلي، ويخوض ربع نهائي الكأس أمام نيوكاسل، على أمل تكرار ثلاثية نادرة حققها الموسم الماضي.

لكن غوارديولا استبعد الحديث عن ثلاثية جديدة وقال الثلاثاء في مؤتمر صحافي عشية لقاء كوبنهاغن "الهدف الوحيد هو محاولة التأهل غدا إلى ربع النهائي. لا زلنا بعيدين، بعيدين جداً للحديث عن هكذا أمور".

تابع "لم نقل كذلك الموسم الماضي حتى فزنا في نهائي الكأس ضدّ يونايتد. لا نزال في بداية آذار/مارس".

واعتبر المدرب الذي قاد برشلونة إلى لقب 2009 و2011، ان مستوى البطولة القارية الأولى قد ارتفع "أصبحت أفضل واصعب. الفرق والمدربون تحسنوا. كل شيء أصبح صعباً مقارنة مع الفترة التي كنت فيها لاعباً. لكن في النهاية، فان الفرق الأفضل هي التي تتقدّم".

وعما إذا قيادة سيتي إلى لقبه الأول كانت انجازاً أكبر من قيادة برشلونة إلى التتويج، أردف "لا، لن أقول ذلك، وإلا سأقلل من قيمة ما حققناه مع برشلونة. لا أرغب بهذا الامر، لأنه كان جيداً حقاً. كل لحظة لها أهميتها".

هالاند يتقبل الاخفاق

بدوره، قال مهاجمه النروجي الفتاك إرلينغ هالاند إنه تقبل وهضم الاخفاق الذي "كان تحدياً في صغري".

وأهدر هالاند فرصة سانحة على فم المرمى قبل ان يعوّض بهدف الاطمئنان في الدقائق الأخيرة أمام يونايتد (3-1)، ما دفع غوارديولا بعد المباراة إلى التعليق "اللاعبون العظماء، وكنت محظوظاً لتدريب الكثيرين منهم، ينسون (اهدار الفرص) في لحظة".

وأضاف "لاعبو كرة القدم، كرة السلة. يهدرون. يبتسمون ويستمرون، وهو (هالاند) قام بذلك. لديه قدرة رائعة على النسيان. هذا ما يحدّد اللاعبين الكبار".

وكان هالاند، متصدر ترتيب هدافي الدوري (18 هدفاً) رغم غيابه فترة طويلة هذا الموسم بسبب الاصابة، قد أهدر العديد من الفرص خلال مواجهة تشلسي، قبل تسجيل خمسة أهداف خلال الفوز على لوتون تاون في مسابقة الكأس منتصف الأسبوع.

تطرّق المهاجم الفارع الطول (1.94 م) إلى هذا الأمر "أهدرت كماً كبيراً من الفرص. سأهدر فرصاً كبيرة أخرى على الأرجح في المستقبل. سينتقدني الناس. هل يجب أن أفكّر في هذا الأمر؟ كلا. علي التركيز على تسجيل المزيد من الاهداف".

شرح انه عزّز هذه القوة الذهنية على مرّ السنين محاولاً تصحيح اخطاء بداية مسيرته "كان تحدياً في صغري. اتذكر اني كنت أبكي عندما نخسر وكنت أهدر الكثير من الفرص، لذا عملت كثيراً على هذه النقطة".

أردف لاعب بوروسيا دورتموند الألماني السابق"اعتقد انه تحد لاني كثير التطلّب تجاه نفسي وأعرف ان زملائي ومدربي هم كذلك. علي العمل على هذه النقطة".

وبعد تسجيله 52 هدفاً في 53 مباراة الموسم الماضي في مختلف المسابقات، يملك النروجي الدولي في رصيده 28 هدفاً في 31 مباراة هذا الموسم، في ظل غيابه نحو شهرين في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير بسبب الاصابة.

وفي اللقاء الآخر، سيكون ريال مدريد مطالبا بردة فعل قوية، منذ بداية المواجهة أمام لايبزيج، للخروج بتذكرة العبور للدور ربع النهائي، بعدما فاز ذهابا في ألمانيا بهدف دون رد، في مباراة كانت شاهدة على غياب الإنجليزي الشاب جود بيلينجهام، بينما سجّل بديله إبراهيم دياز هدف اللقاء الذي أقيم يوم 14 فبراير الماضي، ومنح الفريق الملكي الأفضلية.

كما أن ريال مدريد، بقيادة مدربه المخضرم كارلو أنشيلوتي، سيكون تحت ضغط جماهيره لاستعادة نغمة الانتصارات، بعدما أهدر نقطتين في سباق الدوري الإسباني، خلال المباراة الأخيرة، بتعادل إيجابي مع فالنسيا 2-2، ما جعل جماهير «الملكي» تطالب بعودة الفريق لمساره الصحيح في البطولات كافة، أملا في حصد الألقاب بنهاية الموسم، عكس ما حدث في الموسم والخروج ببطولة واحدة.

على جانب آخر، سيعمل الفريق الألماني، على العودة بمفاجأة قوية والإطاحة بريال مدريد، بعدما ظهر لايبزيج قويا في مواجهة الذهاب، لكن لعب حارس «الملكي»، الأوكراني أندري لونين، دورا في إنقاذ الريال؛ إذ تصدى لـ9 محاولات خطيرة، ولعبت خبرة لاعبي المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي دورها في هذه المواجهة.

و دافع المدرب الإيطالي لريال مدريد الإسباني كارلو أنشيلوتي عن نجمه الإنكليزي جود بيلينغهام الذي طُرد السبت بسبب احتجاجه على إلغاء هدف له في التعادل مع فالنسيا (2-2) في الدوري، وذلك عشية لقاء لايبزيغ الألماني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وبعدما كان متخلفاً بهدفين، عاد ريال من بعيد وأدرك التعادل أمام فالنسيا ثم اعتقد بيلينغهام أنه خطف هدف الفوز للمتصدر في الوقت بدل الضائع، لكن الحكم لم يحتسبه لأنه أطلق صافرة النهاية خلال العرضية التي سجل منها الإنكليزي الهدف برأسه.

وأشعلت هذه الحادثة غضب لاعبي ريال، لاسيما بيلينغهام الذي طُرِد بسبب ذلك في قرار أثار جدلاً في وسائل الإعلام كما حال الهدف الملغى.

وقال أنشيلوتي عشية استضافة لايبزيغ الذي خسر ذهاباً على أرضه 0-1، إن بيلينغهام "لاعب يحاول تقديم كل شيء على أرض الملعب، وهو يؤدي بشكل جيد جداً"، مضيفاً "البطاقة الحمراء كانت خطأ، لقد كان محبطاً بعض الشيء، لكنه لم يتلفظ بأي نوع من الإهانة".

كما هبّ لاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا للدفاع عن زميله الإنكليزي، قائلاً "لم يهين أحداً. إنه أمر غريب للغاية، لم أر ذلك في كرة القدم من قبل، إنه أمر غريب جداً".

وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن ريال مدريد سيستأنف ضد البطاقة الحمراء التي حصل عليها هدافه بيلينغهام المتوقع أن يبدأ أساسياً الأربعاء ضد لايبزيغ، مع طموح إضافة المزيد الى الأهداف الأربعة التي سجلها في خمس مباريات في دوري الأبطال هذا الموسم.

وغاب بيلينغهام عن لقاء الذهاب بسبب مشكلة في الكاحل وأحرز بديله إبراهيم دياس الهدف الوحيد.

وحذر أنشيلوتي أن المواجهة مع لايبزيغ لم تنته بعد والفوز بهدف ذهاباً لا يعني الكثير، مضيفاً "إنها فرصة كبيرة للاستمرار في مسابقة خاصة جداً (بالنسبة لريال الفائز باللقب 14 مرة). يجب أن نكون في أفضل حالاتنا، لأن المواجهة لم تنته بعد"، وتابع "لدينا أفضلية صغيرة، لكن علينا أن نكون في أعلى مستوى منذ الدقيقة الأولى".