وبُني في عهد الخديو إسماعيل..

مصر لاستعادة رونق «قصر السكاكيني» بمشروع ترميم

2024-03-10 23:52:52 أخبار اليوم/ متابعات

  

في إطار خطة حكومية لتطوير معالم القاهرة التاريخية، تنفذ وزارة السياحة والآثار مشروعاً لترميم قصر «حبيب باشا السكاكيني»، الذي يتوسط ميداناً يحمل اسمه، على بعد أمتار من محطة «مترو غمرة» بحي الظاهر (وسط القاهرة)، يستهدف إحياء القصر الأثري واستعادة رونقه بعد سنوات من الإهمال أثرت على عمارته التاريخية.

 

ويجري ترميم القصر الأثري ضمن بروتوكول تعاون بين وزارتي السياحة والآثار، والإسكان والمجتمعات العمرانية بتمويل من جهاز أحياء القاهرة الفاطمية والإسلامية. وأكد المشرف العام على قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، العميد مهندس هشام سمير، خلال تفقده أعمال الترميم بالقصر (الأحد)، أنه «تم الانتهاء من كافة أعمال التدعيم الإنشائي للأساسات والبدروم، ومعالجة الشروخ، وتطوير شبكات الكهرباء والإضاءة الداخلية والخارجية لواجهات القصر بما يتناسب مع أهميته وقيمته التراثية».

 

وكشفت أعمال الترميم الدقيق للقصر الأثري عن «وجود العديد من الرسومات واللوحات الجدارية الفريدة مغطاة تحت طبقات من الدهانات الحديثة»، بحسب سمير.

 

ومن المقرر أن يشمل مشروع الترميم خلال الفترة المقبلة، رفع كفاءة المنطقة المحيطة، في ميدان السكاكيني، وتطوير المرافق بما يتناسب مع القيمة التاريخية والأثرية والتراثية للمنطقة.

 

وخلال أعمال التوثيق الأثري وفحص وتحليل المواد المستخدمة في البناء وربطها بنتائج الدراسات الأثرية، تم الكشف عن مناسيب أرضيات البدروم وبعض البلاطات الملونة أسفل طبقات «البلاط الموزايكو» المستحدثة، بحسب بيان وزارة السياحة والآثار.

 

ويعود تاريخ إنشاء «قصر السكاكيني» إلى عام 1897، وهو مملوك لحبيب باشا أحد التجار في عهد الخديو إسماعيل. ويقع القصر على مساحة 2698 متراً، ويضم أكثر من خمسين غرفة، بها أكثر من 400 نافذة وباب، ونحو 300 تمثال، من بينها تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر.

 

بدوره، أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «(قصر السكاكيني) ينسب إلى حبيب باشا السكاكيني، وهو سوري الأصل من مواليد دمشق عام 1841، جاء إلى مصر للعمل بشركة قناة السويس»، مشيراً إلى أن من بين ما يروى عن حبيب باشا أنه ساهم في مكافحة الفئران في قناة السويس، عبر شحن قطط جائعة إلى المنطقة.

 

وإثر عمله في قناة السويس كلفه الخديو إسماعيل، حاكم مصر في تلك الفترة، بالعمل في مشروع إنشاء دار الأوبرا الخديوية، مع المعماري الإيطالي Pietro Avoscani ، وبعد ذلك أصبح السكاكيني من المقاولين الأثرياء، بحسب عبد اللطيف.

 

ويتكون القصر من خمسة طوابق، وتعلو واجهته مجموعة من التماثيل لفتيات وأطفال وأسدين يتقدمان الواجهة، ويجمع القصر بين الطرازين الإيطالي واليوناني الروماني، في حين تتنوع زخارفه بين الركوكو والإسلامي. وكان السكاكيني بناه على طراز قصر أعجبه في إيطاليا.

 

وتعلو القصر قباب مخروطية ذات تصميم بيزنطي، في حين تزين جدرانه وأسقفه لوحات زيتية، وأمام مدخل القصر توجد نافورة مصنوعة من الرخام بها زخارف لرؤوس أسود.

 

توفي السكاكيني عام 1923، ووُزعت أملاكه على الورثة الذين تنازلوا عن القصر للحكومة المصرية بعد ثورة يوليو (تموز) عام 1952، وانتقلت ملكية القصر إلى وزارة الصحة، التي حولته إلى متحف للتثقيف الصحي في الفترة من عام 1961 وحتى عام 1983، قبل أن تنتقل ملكية القصر إلى وزارة الآثار، حيث تم تسجيله كأثر عام 1987.

 

وكانت وزارة السياحة والآثار تعهدت في أغسطس (آب) 2020، باستعادة رونق القصر الأثري، وإعادته إلى أصله، بعد سنوات من الإهمال تعرض خلالها بعض مقتنيات القصر للسرقة، وانتشرت عنه قصص خرافية؛ إذ يقول بعضها إن القصر يضيء فجأة في الليل، وإن ابنة صاحبه تظهر في شرفته، كما روى البعض سماعهم أصواتاً مخيفة تخرج من القصر.

* الشرق الأوسط

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد