اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسل الجزيرة إسماعيل الغول من داخل مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد اقتحام المجمع الطبي الأكبر في القطاع.

وقالت شبكة الجزيرة إن قوات المحتل الإسرائيلي اعتدت بالضرب المبرح على إسماعيل الغول قبل اعتقاله وهو على رأس عمله.

وأشارت الشبكة إلى أن القوات الإسرائيلية دمّرت سيارات البث التابعة للطواقم الصحفية بمستشفى الشفاء.

ويتخذ الصحفيون من المستشفى مركزا إعلاميا في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت.

وفي وقت سابق من يوم الإثنين، قصف طيران المحتل الإسرائيلي عدة منازل على رؤوس أهلها في شارع الجلاء بمدينة غزة.

وقالت مصادر طبية إن القصف أسفر عن ارتقاء عشرات المواطنين أغلبهم أطفال.

وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال أطلقت النار على مجمع الشفاء الطبي وحذرت الموجودين فيه من الاقتراب من النوافذ.

وفي مداخلة على الجزيرة، قال الصحفي محمود عليوة إن قوات الاحتلال اعتقلت إسماعيل الغول وعددا من الزملاء الصحفيين صحبته من داخل مجمع الشفاء، بعد الاعتداء عليهم.

وكانت وزارة الصحة في غزة أكّدت استشهاد مواطنين وجرح آخرين جراء هجوم نفذته قوات الاحتلال - الإثنين- على مجمع الشفاء الطبي شمال غزة.

وأوردت مصادر إعلامية أن المحتل الإسرائيلي دفع منذ صباح الإثنين بدبابات ومدرعات وسيطر على المجمع واعتقل العشرات من الفلسطينيين.

وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وكانت المرة الأولى في 16 نوفمبر بعد أن حاصرته مدة أسبوع على الأقل.

وطالبت شبكة الجزيرة بالإفراج الفوري عن مراسلها إسماعيل الغول والصحفيين معه، محملة الاحتلال المسؤولية عن سلامتهم.

وأكدت الشبكة القطرية أن الاستهداف محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لترهيب الصحفيين لمنعهم من نقل جرائمه بحق المدنيين بغزة.

وأدانت الجزيرة جرائم الاحتلال المستمرة ضد الصحفيين والإعلاميين في غزة، مجددة مطالبتها بالوقف الفوري لها.

وقالت إن استهداف الاحتلال للجزيرة شمل اغتيال شيرين أبو عاقلة وسامر أبو دقة وحمزة الدحدوح وقصف مكتبها بغزة.

بدوره، أدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأشد العبارات اعتقال الاحتلال الصحفيين ومن بينهم مراسل الجزيرة خلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن قوات الاحتلال اعتقلت طواقم صحفية من بينهم مراسل الجزيرة خلال اقتحام مستشفى الشفاء بالقطاع.

وأضاف المكتب في بيانٍ له أنّ “الاحتلال الإسرائيلي اعتقل مجموعة من الصحفيين الذين ينقلون معاناة الشعب الفلسطيني والجرحى والمرضى والجوعى، وذلك بعد أن اقتحم مجمع الشفاء الطبي في غزّة، مضيفا أنه عُرف من الصحفيين المعتقلين إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة وطاقم القناة وغيرهم من طواقم وسائل الإعلام”.

من جهته، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الاحتلال الإسرائيل يتعمد استهداف الصحفيين لمنع وصول صورة وحشيتهم إلى العالم.

وقال البرغوثي في تصريح للجزيرة إن الاحتلال يستهدف الإعلام لتغطية فشله في حسم المعركة مع المقاومة، مضيفا: “يتخبط ويتنفس عدوانية”.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي عن ارتقاء أكثر من 130 صحفيا، وفق إحصائيات حكومية.

وتنقل تقارير دولية قصصا مروعة عن معاناة الصحفيين في قطاع غزة اليومية لنقل الصورة الحقيقية للعدوان الإسرائيلي.

ويواجه الصحفيون الذين يغطون تقاريرهم من غزة تحديات جمة أهمها الاستهداف والجوع كما هو الحال مع بقية السكان، إضافة إلى الحرمان من النوم وملاقاة العائلة.