أنشيلوتي بين العبقرية والاتهامات بالجمود.. هل هو مدرب محظوظ؟

2024-04-22 23:45:17 أخبار اليوم - متابعات

   

قاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، فريقه لتحقيق الانتصار (3-2) أمام الغريم التقليدي برشلونة، مساء الأحد على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن منافسات الجولة 32 من الليجا.

وأصبح ريال مدريد على بعد خطوات من حسم لقب الليجا بشكل رسمي، بعد أيام قليلة من تأهله لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عقب الإطاحة بحامل اللقب مانشستر سيتي.

ورغم نجاحاته الباهرة، يرى قطاع كبير من الجماهير أن أنشيلوتي "مدرب محظوظ"، كما يعتقد آخرون أنه يتسم بالجمود.

وترددت هذه النغمة بشكل أكبر، بعد الفوز بركلات الترجيح على السيتي، الذي تسيد تماما مباراة الإياب.

ودافع أنشيلوتي عن نفسه بعد المواجهة الأوروبية، قائلا إن الطريقة الدفاعية كانت الوحيدة، التي يمكن أن يتغلب بها على الفريق الإنجليزي.

وكذلك صرح أسطورة الكرة الفرنسية، تيري هنري، بأن ريال مدريد كان أفضل من السيتي، معتبرا أن الناس تغفل أن الدفاع جزء من تكتيك كرة القدم، وليس الهجوم فقط.

وحتى تشافي هيرنانديز، المدير الفني لبرشلونة، أكد أن الميرينجي لا يحقق كل هذه الانتصارات بالحظ.

دلائل واضحة

وقد تجلت ملامح ذكاء أنشيلوتي وحسن إدارته، لا سيما هذا الموسم، فمنذ بدايته تعرض ريال مدريد لعدة إصابات لعناصر لا غنى عنها، يتصدرها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.

ورغم أن المدرب الإيطالي لم يكن يثق في قدرات الحارس الأوكراني، أندري لونين، إلا أنه منحه الفرصة بعد إصابة الوافد الجديد، كيبا، ليستغلها بالشكل الأمثل، وهو ما منحه كامل الثقة، ليصبح ركيزة أساسية في تشكيل الميرينجي.

ورغم إصابة مدافعين بارزين، مثل إيدير ميليتاو وديفيد ألابا، لم يتخذ أنشيلوتي هذا الأمر ذريعة للفشل، خاصةً مع عدم الذهاب للميركاتو الشتوي من أجل التدعيم.

وبدلا من الاكتفاء بالتذمر، بحث أنشيلوتي عن توليفة جديدة للخط الدفاعي، ووصل به الحال إلى الدفع بالظهير الأيمن، داني كارفاخال، كقلب دفاع، وهو نفس المركز الذي شارك فيه لاعب الوسط، أوريلين تشواميني، بينما لعب متوسط الميدان الآخر، إدواردو كامافينجا، كظهير أيسر.

وفي خط الوسط، قدم أنشيلوتي أفضل نسخة من إبراهيم دياز، رغم كونه ورقة بديلة، وحتى لوكا مودريتش، الذي يعيش آخر مواسمه مع الملكي، أصبح حلا مهما في العديد من الأوقات.

وعلى المستوى الهجومي، أعاد المدرب المخضرم الثقة لرودريجو جويس، الذي بات ماكينة أهداف.

ورغم خروج الميرينجي من كأس الملك، على يد أتلتيكو مدريد، إلا أنه توج بالسوبر الإسباني، في يناير كانون ثان الماضي، وأصبح قريبا بشدة من لقب الليجا، بالإضافة لسيره بخطى ثابتة في دوري الأبطال، وهي الإنجازات التي لعبت فيها خبرة أنشيلوتي وقدراته الفنية دورا كبيرا.

وضد مانشستر سيتي، تعلم أنشيلوتي درس الموسم الماضي، فلم يفتح خطوطه أمام اختراقات لاعبي الفريق الإنجليزي، ونجح في تطبيق خطة دفاعية محكمة، قادت الملكي إلى نصف النهائي.

وإذا نجح مدرب ميلان وبايرن ميونخ السابق في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، الـ15 في تاريخ ريال مدريد، فسيكون إنجازًا استثنائيًا جديدًا يُضاف لمسيرته التاريخية.

لم يغير كارلو أنشيلوتي طريقته المعتادة هذا الموسم (4-3-1-2)، محافظا على مثلث الهجوم، فيما تحول كامافينجا إلى ظهير أيسر، مع إدخال لوكا مودريتش في الوسط بدلا منه.

على الجانب الآخر، حافظ تشافي هيرنانديز على طريقة (4-3-3)، معولا على المدافع أندرياس كريستينسن في وسط الملعب كارتكاز.

شوط الأخطاء

حاول الريال فرض سيطرته من البداية مع محاولة بناء الهجمات من الخلف، كما حدث أمام مانشستر سيتي في مباراته الأخيرة بأول 20 دقيقة.

لكن البارسا قابل ذلك بضغط متقدم، شل قدرة الريال على الخروج بالكرة بأريحية، مما تسبب في ارتباك الحارس أندري لونين والدفاع الملكي في أكثر من لقطة.

وظهرت الأخطاء في وقت مبكر، مما سمح للبارسا بتسجيل هدف مبكر من ركنية، عبر خطأ مزدوج من كروس ولونين، حيث لم يرتق الأول لحرمان كريستينسن من التسجيل بضربة رأس، فضلا عن خروج الحارس الأوكراني بشكل خاطئ من مرماه.

الأخطاء لم تكن من جانب الريال فحسب، بل تسبب كوبارسي بإعاقة متهورة لفاسكيز، في منح أصحاب الأرض فرصة معادلة النتيجة من ركلة جزاء.

لكن التعادل لم يخف أخطاء لاعبي الميرينجي، بل استمرت سذاجة الدفاع في التعامل مع الركلات الركنية، التي شكلت خطرا بالغا من جانب برشلونة، حتى كاد الفريق الضيف أن يسجل بهذا السلاح أكثر من هدف.

ولعب لامين يامال دورا مؤثرا في اختراق الدفاع الملكي بتوغلاته الناجحة في الجانب الأيمن، مما شكل خطورة شديدة، في وقت عجز فيه كامافينجا عن إيقاف تلك الانطلاقات.

وعاب هجوم الريال سوء اتخاذ القرار في الثلث الأخير، وهو ما ظهر جليا عند انفراد فينيسيوس بالمرمى، قبل أن يقرر التمرير لرودريجو في الخلف بدلا من التسديد.

تحولات مزدوجة

اختلف السيناريو في الشوط الثاني بكلا الجانبين، ليتخلى برشلونة عن أسلوب الضغط المتقدم، فيما كان الريال أكثر إقداما على الهجوم بمختلف الطرق.

ودانت السيطرة قليلا لأصحاب الأرض، لكن كانت اللمسة الأخيرة ناقصة لترجمتها في الثلث الهجومي.

وقرر تشافي تنشيط هجومه بإقحام فيليكس وتوريس على حساب رافينيا وليفاندوفسكي في الدقيقة 64، أملا في صناعة الفارق بعد التراجع الكتالوني.

ورغم تراجع البارسا قليلا، إلا أن أخطاء الدفاع الملكي ظلت مستمرة، وهو ما اتضح في هدف الضيوف الثاني، لحظة عدم متابعة المدافعين كرة ارتدت من لونين، ليتجمدوا داخل منطقة الجزاء، بينما كان لوبيز يضع الكرة في الشباك.

ورفع دفاع برشلونة شعار "لست وحدك"، ليحاكي لاعبو ريال مدريد في الخط الخلفي، بسبب سوء التمركز والرقابة داخل منطقة الجزاء، لحظة إرسال فينيسيوس عرضية نحو فاسكيز، الذي لم يجد صعوبة في إسكانها الشباك وهو خالٍ من الرقابة.

استسلام كتالوني

ظن كثيرون أن برشلونة سيندفع للهجوم بعد إحراز الريال للتعادل، بحثا عن هدف الانتصار، لكن حدث عكس هذا السيناريو في آخر ربع ساعة.

أنشيلوتي دفع بدوره بورقتين من البدلاء: ميليتاو وخوسيلو، على حساب الجناحين رودريجو وفينيسيوس، وهو تغيير يبدو نظريا بمثابة رغبة من مدرب الريال في تأمين التعادل والخروج بنقطة تخدمه في طريقه نحو اللقب.

لكن مع استسلام برشلونة، كان ريال مدريد هو الزاحف نحو مرمى تير شتيجن بوابل من الهجمات، رغم خروج ثنائي الهجوم السريع.

ومع كثرة المحاولات، خطف الريال هدف الفوز القاتل، في وقت كان فيه برشلونة عاجزا عن الرد بكافة السبل.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد