2024-10-01
غارات إسرائيلية على اليمن.. لماذا تعتمد إيران على ميليشياتها في المنطقة في حربها ضد إسرائيل؟
تشهد عمليات ميليشيا الحوثي العسكرية ضد السفن التجارية، تراجعًا غير مسبوق منذ بدئها في الـ19 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رغم عدم تحقق شرط "إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة"، لإيقاف هجماتها في ممرات الملاحة الدولية.
ومنذ الـ26 من مارس/ آذار المنصرم، لم تعلن ميليشيا الحوثي سوى عن هجومين اثنين استهدفا عدة سفن، في مياه خليج عدن والبحر الأحمر، دون وقوع أضرار مادية، يقابله انخفاض في عدد الهجمات الاستباقية التي تشنها القوات الأمريكية – البريطانية، على مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، والتي كان آخرها يعود إلى التاسع من الشهر الجاري.
فقدان "بهشاد"
يرى وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة المعترف بها دوليًا، أسامة الشرمي، أن المواجهة المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، خلال الشهر الجاري، أدت إلى خفض عمليات ميليشيا الحوثي العسكرية، خصوصًا بعد انسحاب سفينة "بهشاد" الإيرانية، التي قال إنها "مركز السيطرة العملية لهجمات ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن. وفق تصريحه لموقع إرم نيوز.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، ذكرت الأسبوع الماضي، أن سفينة التجسس الإيرانية "بشهاد"، الرابضة قرب سواحل اليمن منذ العام 2021، غادرت موقعها نحو ميناء "بندر عباس"، على خليفة التصعيد بين إيران وإسرائيل.
وأكد الشرمي، أن انسحاب السفينة الإيرانية، "أفقد ميليشيا الحوثي الإرهابية الأهداف والإحداثيات والتفاصيل المتعلقة بهجماتها التي كانت تؤديها خلال الأشهر الماضية، وبالتالي كانت نتيجة ذلك انخفاض أو انعدام عمليات ميليشيا الحوثي بشكل تام".
وقال المسؤول اليمني، إن ذلك تأكيد على عدم امتلاك ميليشيا الحوثي قرار العمليات أو السيطرة عليها، "فإذا كان السلاح المستخدم من صواريخ ومسيّرات وتقنيات إيرانية، والسفينة المسيطرة هي إيرانية، والخبراء المتمركزون في ساحل اليمن الغربي كذلك هم إيرانيون، وهم من يطلق الصواريخ والمسيرات على ممرات التجارة الدولية، فإن ذلك لا يدع مجالًا للشك بأن عمليات القرصنة كانت إيرانية بحتة، وأن ميليشيا الحوثي مجرد حامل للاتهامات فقط، وتزجّ باليمن في أتون معارك إقليمية ودولية كبرى".
ارتباط سياسي
ويعتقد خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، علي الذهب، أن تراجع هجمات ميليشيا الحوثي مرتبط بعدة عوامل سياسية وأمنية ومحلية وإقليمية، "تبرز في مقدمتها، الضغوط التي مورست على إيران والتي وصلت حدّ العنف المتبادل بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف في حديثه، أن المسألة برمّتها سياسية أكثر منها عسكرية وأمنية تحقق رغبة ميليشيا الحوثي في المقام الأول، "وبالتالي فإن التراجع يرتبط بالمسار السياسي فيما يتعلق بعملية السلام في اليمن والجهود التي تبذل لاستئنافها، وفي الوقت نفسه يرتبط بالدور الإيراني وما يترتب عليه من ملفات أمنية وسياسية، انطلاقًا من دور ميليشيا الحوثي وموقعهم في الأجندة الإيرانية. وفقا لموقع إرم نيوز.
وأشار الذهب، إلى العمليات العسكرية للتحالفات البحرية المختلفة في البحر الأحمر، منها تحالف حارس الازدهار، والنشاط الفردي لبحريات بعض الدول، ودورها في التصدي لهجمات الميليشيات وإجهاضها؛ ما مثّل شاغلًا أمنيًا لدى ميليشيا الحوثي، يستنزف قدراتهم ويقوضها إلى حد ما.
وذكر الذهب أنه على مدى أكثر من 5 أشهر، حدث استنزاف مستمر لطاقات ميليشيا الحوثي في مجال الطائرات المسيّرة والزوارق غير المأهولة التي تصل من إيران، وذلك غير قابل للتعويض حاليًا بفعل الحصار البحري، لتبقى هجماتهم الصاروخية مستمرة على نحو منخفض، وذلك يعود لاستيلائهم على مخزون الجيش اليمني الصاروخي.
ضغوط اقتصادية
من جانبه، يقول الخبير العسكري، العقيد وضاح العوبلي، إن ثمّة ارتباطا مباشرا بين تراجع هجمات ميليشيا الحوثي والضغوط الأمريكية الدولية المشتركة، المتمثلة بدعم الحكومة الشرعية في قراراتها المتعلقة بنقل مراكز البنوك والمؤسسات المصرفية من صنعاء إلى عدن، "وهو ما جعل ميليشيا الحوثي تشعر بمأزق، من جراء توفر أوراق وخيارات يمكن أن تتسبب بخنقه اقتصاديًا، إذا ما توفر للحكومة الدعم والضوء الأخضر الدولي لتنفيذها".
وأشار إلى أن تحرك الحكومة مدعومة بالأطراف الدولية لاستخدام مثل هذه الأوراق، "قد أدى لسحب ميليشيا الحوثي من الجبهات العسكرية التي تمتهن التصعيد والتحرش فيها، إلى ميدان الجبهة الاقتصادية التي لا يمتلك الكثير من الخيارات إزاءها، لا سيما بعد ربط كل التعاملات المالية الخارجية بسويفت البنك المركزي في عدن، ما جعل ميليشيا الحوثي عاجزين عن إيجاد حلول لهذا الملف".
ولا يستبعد العوبلي، أن يكون التراجع الملحوظ لعمليات ميليشيا الحوثي البحرية، موجهة في إطار وعود أمريكية ودولية، تقضي بالضغط على الحكومة الشرعية والبنك المركزي اليمني، لاستمرار العمل بالآلية المالية السابقة، التي كانت معتمدة قبل إعلان البنك الشرعي مهلة الـ60 يومًا، لنقل مراكز البنوك والمصارف من صنعاء إلى عدن.
وبين العوبلي أن الهجمات الحوثية الإرهابية لم تشهد تراجعًا كالذي يجري حاليًا، منذ انطلاقها، حتى في ذروة العمليات الجوية الأمريكية البريطانية التي استهدفت مناطق سيطرة الميليشيات، "وهو ما يؤكد أن مفاعيل ورقة الضغط الاقتصادي على ميليشيا الحوثي، هي الورقة التي كبحت عملياتهم وأرغمتهم على مراجعة حساباتهم".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية بين التنفيذ والتضليل
2022-10-30 05:01:32
بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد