الدولار الواحد بـ 1720 ريالاً.. ملامح أزمة اقتصادية جديدة تهدد اليمنيين

2024-05-21 09:32:39 أخبار اليوم/رويترز

   

   

سجل الريال اليمني انخفاضا كبيرا أمام الدولار ليتجاوز مستوى 1720 ريالا للدولار في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات جنوب وشرق البلاد، وذلك حسب تجار ومتعاملون بشركات صرافة، وجاء ذلك وسط موجة -غير مسبوقة- من الغلاء وارتفاع أسعار السلع ما ينذر بكارثة اقتصادية ومجاعة.

وتخطى سعر الدولار عتبة 1720 ريالا في أدنى مستوى للعملة اليمنية منذ نحو عامين. ويتزامن هذا مع أزمة كهرباء خانقة تنهك السكان في عدن والمحافظات المجاورة مع دخول فصل الصيف وتجاوز درجات الحرارة 36 درجة مئوية.

وتتهاوى قيمة العملة اليمنية حاليا رغم استئناف البنك المركزي اليمني مزادات لبيع النقد الأجنبي للبنوك التجارية بعد أيام من حصوله على دفعتين من الدعم الاقتصادي الذي أعلنته السعودية للحكومة المعترف بها دوليا في عدن.

وقال البنك المركزي في عدن في بيان إنه باع الخميس الماضي 21.874 مليون دولار في مزاده السابع هذا العام، ويجريه عبر منصة إلكترونية.

وأفاد مكتب صرافة في عدن بأن سعر الصرف في تعاملات السوق السوداء الموازية مساء أمس الأحد تجاوز حاجز 1720 ريالا للشراء و1730 ريالا للبيع، بفارق 70 ريالا عن مستوى الصرف قبل أسبوع و120 ريالا قبل شهر.

وهذه أدنى قيمة تسجلها العملة المحلية منذ إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022 بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية.

وأحجم مسؤول كبير في البنك المركزي في عدن عن التعليق عن أسباب استمرار انهيار قيمة العملة. وقال: "قس الهبوط الحاصل حاليا بسوق الصرف إلى القيمة الإجمالية تجدها لا تذكر في وضع هو الأسوأ على الإطلاق لبلد بلا موارد، معتمد على البنك المركزي في تغطية التزاماته".

وتقول الحكومة: "إن الاقتصاد تكبد خسائر بنحو ملياري دولار جراء توقف تصدير النفط الخام عقب استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية موانئ نفطية في جنوب وشرق البلاد أواخر عام 2022".

ويوجد في اليمن انقسام مالي ومصرفي بسبب وجود بنكان مركزيان متنافسان أحدهما خاضع للحكومة المعترف بها في عدن والآخر لميليشيا الحوثي في صنعاء.

ولا تزال أسعار صرف الريال في العاصمة والمناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي ثابتة عند 530 ريالا للدولار، وفقا لمصادر مصرفية.

استمرار الضغوط

يقول الباحث المتخصص بالشؤون الاقتصادية والمصرفية وحيد الفودعي: "إن تجدد انهيار صرف العملة المحلية كان نتيجة عوامل محلية وإقليمية أهمها الحرب في البلاد وما خلّفته من كوارث اقتصادية".

ويضيف أن هجوم ميليشيا الحوثي على موانئ تصدير النفط نهاية عام 2022 كانت القشة التي قصمت ظهر البعير مع توقف تصدير حكومة عدن للنفط تماما، ما أفقدها أهم موردا في موازنتها والذي يتعدى نسبة 70%، بحسب تقديرات حكومية.

ويحذر الفودعي من مزيد من الضغوط على الريال اليمني وتدهور قيمته أمام العملات الأجنبية إذا استمرت الأوضاع كما هي.

وقال أبو أحمد (50 عاما) الموظف الحكومي في عدن وهو يمسك بحفنة من أوراق النقد المحلية: "هذه 50 ألف ريال كنت أجيب بها كيس سكر 10 كيلوغرامات، وكيس أرز بنفس الكمية وكرتون طماطم وحليب الأطفال وأشياء أخرى لآكل أنا وأولادي. الآن هذا المبلغ يكفي لكيس أرز وكيلو سكر فقط".

وأضاف: "أولادنا جاعوا… جعنا، هبوط قيمة الريال قتلنا، وأصبحنا عاجزين عن توفير متطلبات الحياة الأساسية، وانقطاع الكهرباء قتل أعصابنا وأرواحنا".

كما قال بسام علي عمر (40 عاما) وهو موظف حكومي أيضا: "المواطن أصبح يعاني الأمرّين بين تردي الخدمات وانهيار العملة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية".

جمود سياسي

وتعليقا على ذلك، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن يوسف سعيد، إن التراجع المتسارع في سعر صرف الريال اليمني يعود إلى عوامل كثيرة أهمها:

- غياب أي روافد اقتصادية جديدة تساعد على حل الأوضاع.

- استمرار الجمود السياسي بين الطرفين المتحاربين.

- التوترات في البحر الأحمر.

ووفقا لمراكز اقتصادية، انخفض الريال اليمني بأكثر من 300% عما كان عليه قبل الحرب عندما كان سعر الصرف مستقرا عند نحو 214 ريالا أمام الدولار في 2014.

ويخشى مراقبون أن تواصل العملة اليمنية انهيارها وتبلغ ألفي ريال مقابل الدولار بحلول نهاية العام وهو ما ينذر بحدوث مجاعة تهدد ملايين اليمنيين.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
الدكتور محمد سالم الغامدي لـ (أخبار اليوم) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية

قال الكاتب الصحفي السعودي الدكتور محمد سالم الغامدي، إن التعديل للتوافق مع حركة الأبراج والفصول لضمان أن يكون العالم الإسلامي متناسيا تماما مع الظواهر الفلكية المحددة. وأكد الغامدي في حوار خاص أجرته (أخبار اليوم) إن هذا مشاهدة المزيد