أخبار
اليوم / بشرى العامري
دعا الرئيس علي عبدالله صالح رئيس
الجمهورية القوى والتنظيمات السياسية إلى الحوار الجاد والمخلص تحت قبة مؤسسات
الدولة المتمثلة بمجلس الشورى أو مجلس النواب والابتعاد عن الشخصنة والمكايدة
والانجرار وراء المشاريع الصغيرة وذلك في إطار المرتكزات الأساسية لاتفاق فبراير
الذي وقع بين المؤتمر الشعبي العام والتحالف الوطني وأحزاب اللقاء المشترك
والمتمثلة في التعديلات الدستورية
وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والتحضير للانتخابات النيابية وكذلك تعديل
قانون السلطة المحلية بما يضمن صلاحيات أكثر وأوسع للسلطة المحلية مؤكدا أن أي حوار
خارج عن هذه المرتكزات فهو مرفوض جملة وتفصيلا.
كما أكد أثناء حضوره صباح أمس
السبت حفل تكريم العمال والعاملات المبرزين في قطاع العمل والإنتاج بالجمهورية
بمناسبة عيد العمال العالمي أن مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات وفوق المصالح الشخصية
والذاتية الأنانية التي لا تعود علي الوطن بالخير وإنما بثقافة الكراهية والحقد
والأمراض المستعصية من مخلفات الإمامة والاستعمار والتشطير.
وخاطب الرئيس دعاة
التشطير والانفصال قائلا : ليكبروا بكبر اليمن دون الانجرار إلى المشاريع الصغيرة
التي تقزم اليمن لأن مشروعنا في اليمن هو المشروع الكبير مشروع إعادة تحقيق وحدة
الوطن ومشروع الاتحاد العربي فكيف نقزم اليمن ونحن أصحاب مشروع حضاري وحدوي فلتخرس
ألسنة أصحاب تلك المشاريع الصغيرة فليبقوا صغارا واليمن سيبقي كبيرا فلتخرس ألسنتكم
يا أصحاب المشاريع الصغيرة أمام شعبنا اليمني العظيم الذي حقق المستحيل علي مختلف
المسارات.
وأضاف : فلنرتقي بالوطن مثلما ارتقي بنا فلنرتقي بهذا الوطن ونتحمل
مسئولياتنا كقوى سياسية والابتعاد عن القيل والقال والمشاريع المشاريع الصغيرة التي
يسعى إليها أولئك الصغار الأقزام ، كما أكد الرئيس على أن الانتخابات النيابية
ستجري في موعدها المحدد دون أي تأخير مشيراً إلى أن تأجيل الانتخابات كان خطئا
فادحا يتحمل مسئولياتها أحزاب اللقاء المشترك.
وانه كان من المفترض على أحزاب
المعارضة أن تطالب بانتخابات مبكرة وسريعة وان تطالب الحكومة بإجراء الانتخابات في
موعدها المحدد ما لم تدعو إلى انتخابات مبكرة لا المطالبة بالتأجيل متسائلا عن
مخاوفها من إجراء الانتخابات في موعدها ودعا الجميع إلى الاحتكام إلى صندوق
الاقتراع لا إلى الفوضى وقطع الطرق ونشر ثقافة العنف و الكراهية وقطع الآذان ونهب
الممتلكات.
وخاطب تلك الأحزاب قائلا : عودوا إلى رشدكم حاوروا والحجة بالحجة
والمنطق بالمنطق حاوروا من اجل الوطن تعالوا لنتفق اتفاق الرجال ونختلف اختلاف
الأبطال لا الحوار الذي يدعون إليه اليوم حوار الطرشان.
مشيراً إلى انه ليس من
ثقافة اليمنيين قطع الطرق أو قطع الأذان أو قطع الأعضاء التناسلية مثلما حدث في بعض
مديريات لحج ونهب القاطرات في بعض المديريات.
وتحدث الرئيس عما كان يروج له
أصحاب المشاريع الصغيرة أثناء أزمة 1993م التي أفضت إلى حرب صيف 94 قائلا : بدأت
ثقافة المرتدين على الوحدة من أن صنعاء غير آمنة وفيها إرهاب وهناك حركة الإخوان
المسلمين ترهبنا وإننا أصبحنا أسرى في صنعاء، وبدؤوا يستهدفوا بعضهم البعض في
العاصمة صنعاء ويرموها على سلطات الدولة وعلى حزب الإصلاح بالذات تحت ذريعة أن حزب
الإصلاح يكره ما كان يسمى بالاشتراكية أو بالشوعية وهذه حقيقة تاريخية هم نشروا هذه
الثقافة ثقافة نعود إلى جنوب الوطن لأن جنوب الوطن آمن ولا نريد أن نظل هنا تحت
الإرهاب في صنعاء وبدأت هذه الثقافة وبدأت الكراهية ضد إخوانهم في الشمال في كل من
عدن والمحافظات الجنوبية.
معتبراً أن ما يحدث اليوم هو امتداد لتلك الثقافة
، ثقافة الكراهية واستهداف إخوانهم من المحافظات الشمالية من تجار أو عمال أو سياح
أو مواطنين في بعض المديريات في المحافظات الجنوبية ومؤكداً أن الهدف من هذه
الثقافة هو حصول ردة الفعل من قبل إخوانهم في المحافظات الشمالية ضد إخوانهم في
المحافظات الجنوبية بهدف النيل من الوحدة الوطنية.
وأضاف : لقد روجت سلالة
الإمامة سلالة آل حميد الدين بعد قيام ثورة ال 26 من سبتمبر بالعودة بالملكية إلى
ما قبل الثورة وفشل هذا المشروع حتى وصل بهم الأمر إلى محاصرة العاصمة صنعاء وفشلوا
في هذا المشروع وأرجعناهم على أعقابهم هاربين يجرون وراءهم الهزيمة
والعار.
مشيراً إلى أن أصحاب المشروع الانفصالي خرجوا هاربين بجلودهم وهذه
مشاريع صغيرة فاشلة لن يكتب لها النجاح على الإطلاق.
من جانب آخر حيا فخامة
الرئيس عشرة ملايين عامل وعاملة في حفلهم السنوي هذا الذي أقيم تحت شعار ( وحدة
الحركة النقابية صمام أمان وحدتنا اليمنية والحماية الاجتماعية أمان الحاضر وضمان
المستقبل لحركتنا العمالية ) والذي نظمه أطراف الائتلاف الثلاثة الممثلة بوزارة
الشئون الاجتماعية والعمل والاتحاد العام لنقابات عمال اليمن والاتحاد العام للغرف
التجارية والصناعية موضحاً أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة عيد العمال العالمي
يعد من مميزات الشيوعية والاشتراكية.
وشكرهم على كل الجهود التي بذلوها وعلى ما
تحقق من إنجازات بالمليارات في كل من حضرموت والمهرة وشبوة وأبين وعدن ولحج وتعز
وإب وذمار وكل المحافظات ماعدى صعدة لأن المتخلفين من مخلفات الإمامة دمروا كل ما
أنجز فيها مشيراً إلى ( أنهم إذا التزموا بالسلام والتزموا بالنقاط الست وآلياتها
التنفيذية فإننا على استعداد تام من قبل الحكومة لإعادة بناء ما خلفته الحرب للمرة
السادسة في كل من محافظة صعدة ومديرية سفيان ونحن على استعداد لإعادة الإعمار
فعليهم أن ينصاعوا للسلام وأن يرحموا أنفسهم ويرحموا المناطق التي دمرت يريدوا أن
يبقوا على محافظة صعدة محافظة قروية متخلفة أولئك العنصريين المناطقيين ندعوهم إلى
الحوار والتفاهم وتنفيذ النقاط الست والياتها التنفيذية.
وأعلن الرئيس عن إنشاء
بنك لعمال اليمن تقديرا لجهودهم برأس مال تأسيسي ثلاثة مليارات ريال ووجه الاتحاد
العام لنقابات عمال اليمن والجهات ذات العلاقة بانجاز الدراسة الكاملة والمستوفاة
لإنشاء هذا البنك بهدف تقديم قروض وتسهيلات ومعالجة قضايا العمال والعاملات وأوضح
فخامته أن ما حققته اليد العاملة اليمنية في مجالات التنمية رغم العواصف والتحديات
ولكنها انجازات عظيمة قياسا بدخلنا القومي والمساعدات الخارجية منوهاً إلى إنها
انجازات رائعة في مجال البنية التحتية سواء في شبكة الطرق أو الجامعات أو التربية
والتعليم أو الصحة أو الاتصالات أو الإسكان داعيا الجميع إلى محاربة الإرهاب لأنه
هو الآفة الكبرى التي أضرت بعملية التنمية في بلادنا وان انتهاء أعمال الإرهاب
وتعاون المواطنين مع أنفسهم ومصالحهم ضمان لاستقرار الأوضاع وتدفق المستثمرين إلى
داخل الوطن وتخفيف البطالة.
وقال : لا يمكن أن ننجز ونحقق أشياء ايجابية للعامل
اليمني إلا في ظل الأمن والاستقرار فالأمن والاستقرار هما الأساس ، داعيا أيضا كافة
القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للعمل مع الوطن بعيدا عن المكايدة السياسية
التي تضر بعملية التنمية.
فيما استعرضت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة
أمة الرزاق علي حمد المنجزات التي تتعلق بالعمل ومصادقة اليمن على 30 اتفاقية عمل
دولية و8 اتفاقيات عمل عربية منوهة إلى أن الحكومة قد أحالت إلى البرلمان 3
اتفاقيات عمل دولية جديدة إلى جانب تعديلات قانون العمل وذلك بما يتواكب مع
التطورات ويتواءم مع التشريعات العمالية العالمية.
وأشارت وزيرة الشؤون
الاجتماعية والعمل إلى إن عمال اليمن يعون جيدا المؤامرات الهادفة للنيل من الوطن
وأمنه واستقراه وأنهم سيقفون ضد تلك المؤامرات ومن أجل الحفاظ على السلم
الاجتماعي.
كما أكد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية محمد عمر
بامشموس أن الاحتفال باليوم العالمي للعمال يتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بمرور
20 عاما على قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 90 والذكرى ال 54
لتأسيس أول اتحاد عام للنقابات اليمنية.
مشيراً إلى أن تأسيس الاتحاد شهد ترجمة
الشراكة بين الاتحاد العام لنقابات العمال باعتباره ممثلا للعمال وبين اتحاد الغرف
التجارية الصناعية باعتباره ممثلا للقطاع الخاص والحكومة ممثلة بوزارة الشئون
الاجتماعية والعمل و أن هذه الشراكة الثلاثية تعمل وفق رؤية مشتركة هدفها وغايتها
مصلحة الشعب اليمني تحت قيادة أبن اليمن البار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس
الجمهورية.
ونوه بامشموس إلى أن القطاع الخاص يتطلع إلى تنفيذ العديد من الأمور
التي وردت في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية ومنها ما جاء في المحور
السادس : بيئة استثمارية جاذبة، والمحور الخامس عشر: المغتربون جسر حضاري وسند
للتنمية، والمحور الخامس عشر: نحو تعاون وشراكة أوسع مع دول مجلس التعاون الخليجي
.
فيما قام فخامة رئيس الجمهورية بتكريم (150) من المبرزين من العمال من مختلف
المؤسسات والجهات الحكومية والشركات الخاصة وكذا الداعمين والمساهمين للحركة
النقابية وتقديم الجوائز العينية والنقدية التي حظيت خلالها المرأة على تكريم
مميز.
