المكــــــلا .. تجتاحها القمامة والعشوائية وتتراجع فيها الخدمات اليومية

2010-05-20 03:34:34


استطلاع وتصوير/ ناصر محمد المشجري

مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت لا يختلف حولها اثنان، إنها مدينة الثقافة والفن والتراث وفيها الإنسان تواق إلى كل القيم الإنسانية ومزاج الإنسان الحضرمي لا يرغب بغير النظام والسلام وهذا ما جعل محافظة حضرموت تشهد خلال العقدين الماضيين من الزمان نهضة تنموية في المجالات العمرانية والصناعية ساهم فيها تدفق أموال المغتربين اليمنيين والحضارم بشكل خاص وبنسبة كبيرة لتوفر المناخات الملائمة وأصبحت بعد ذلك مدينة جاذبة للزائرين والمغتربين والمستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي. . ولكن اليوم بفعل الأجواء المحتقنة والفوضى المتواصلة وإهمال السلطة المختصة تحولت المكلا من مدينة جاذبة إلى مدينة طاردة، فالقمامة تملأ الشوارع والعشوائية تغزو كل المواقع، ومستوى الخدمات في تراجع مستمر.

قمامة وعشوائية وما خفي أعظم

لم تعد المكلا تلك المدينة الناصعة البياض أو يسودها الانتظام. . هكذا بدأ الأخ/ عوض رجب خميس حديثه معنا في إطار الجولة الاستطلاعية ل"أخبار اليوم" حول ما آلت إليه الأوضاع في مدينة المكلا وواصل يقول: كانت المكلا معظم المنازل فيها مطلية باللون الأبيض وهي صفة تمتاز بها كثير من المدن الحضرمية، أما اليوم العشوائية في كل شيئ، فقد أصبحت مدينة المكلا تسبب للناس إزعاجاً كبيراً نظراً للروائح الكريهة التي تنبعث منها بسبب حرارة الجو والرطوبة الزائدة وهذا حسب ما اعتقد أنه أكبر الأسباب التي أدت إلى أن تتفشى بين أوساط المواطنين الأمراض الفتاكة مثل حمى الضنك المنتشرة في مدينة المكلا بشكل كبير حسب ما سمعنا في وسائل الإعلام وما يصرح به المسؤولون في الصحة، وما يحز في النفس أن ترى القمامات متناثرة في المواقع التي يصنفونها مواقع سياحية، بالرغم أن المواطن يتحمل كلفة النظافة مضافة إلى تعرفة المياه والكهرباء تحت بند رسوم تحسين المدينة بمبلغ "200" ريال ولا نظافة ولا تحسين نشاهده في الواقع سواءً بمستوى شكلي، والمجسمات الجمالية التي تم بناؤها تعطي المكلا شيئاً من الجمال والمظهر الحضاري يطالها العبث والبعض الآخر يتهدم والمعنيون يتفرجون وكورنيش المكلا مليئ بالنفايات وهياكل السيارات ويطفح بمياه المجاري و"البالوعات".

خور المكلا من نعمة إلى نقمة

خور المكلا كان حلم الحضرميين وأصبح حقيقة على الواقع وكان حتى سنوات قليلة وجهة كل الزائرين والوافدين والقاطنين والأطفال والعائلات يشربون الشاي ويستمتع آخرون بالمناظر الخضراء ويمارس الشباب على ضفتيه هواياتهم وألعابهم المفضلة في لعب الدمنة والبياردوا وكلهم يتغنون "ما أجمل المكلا بالخور" ولكن سرعان ما تبخر هذا الحلم، فخور المكلا الذي يعد ذاك المكان الجذاب أو المنتجع السياحي الذي تتميز به مدينة المكلا هو اليوم في حالة يرثى لها وأبدا البعض تخوفه من أن يتحول الخور من نعمة إلى نقمة قد تحل بهم.

على ضفاف خور المكلا وجدنا قلة من الشباب فطلبنا منهم الحديث عن وضعية خور المكلا وانطباعاتهم في ذلك ولكن امتنع أكثرهم من الحديث قائلين: ان المسؤولين ما يعجبهم الحديث حول السلبيات وقد يكون حديثهم يسبب لهم مضايقات في مواقعهم العملية.

وواصلنا سيرنا حتى التقينا شاباً آخر من القادمين إلى محافظة حضرموت وهو الأخ/ مروان البعداني ويقول عن خور المكلا: عندما شاهدت المكلا عبر الفضائيات أعجبتني كثيراً وخصوصاً خور المكلا ولكن لم أتوقع أن الحقيقة غير ذلك، كما ترى الخور تجري فيه مياه المجاري وبكميات كبيرة، وتنبعث منه الروائح الكهريهة التي تجعل كل من يأتي إلى هنا ينفر ويفضل عدم الجلوس بالقرب من المكان، أضف إلى أن حوض الخور ممتلئ بالأكياس البلاستيكية والعلب الفارغة وهو منظر مشين وحرام يتركون مياه المجاري تتسرب فيه وهو مكان معد للراحة والاستجمام، كونه موقعاً سياحياً وقد يشكل هذا التلوث الحاصل خطراً يهدد البيئة وصحة الناس. . وبصراحة لم نتوقع أننا سنرى خور المكلا بهذا الشكل، وكما هو معروف أن خور المكلا لحقت به بعض الأضرار في كارثة الأمطار والسيول في أكتوبر من العام الماضي وحدثت فيه تشوهات لم تستطع السلطة المحلية بالمحافظة إصلاحها.

المياه مليئة بالشوائب والأوساخ. . والكهرباء "طفي لصي"

هي الأخرى الخدمات المقدمة للمواطنين من سيئ إلى أسوأ حيث يشكو المواطنون في مدينة المكلا وفي كل الأحياء والمناطق في الديس والشرج وحي السلام وفوة من كثرة الشوائب والترسبات التي تأتي مصاحبة للمياه في خطوط التغذية من مشروع مياه المكلا،الأمر الذي غير لون المياه من اللون الطبيعي إلى اللون الأصفر ونسبة الملوحة الزائدة مما دفعهم إلى عدم استخدامه في مياه الشرب أو الطبخ وهذا كلفهم الكثير من المال في شراء المياه المعدنية المحلاة بمادة الكلور أو ما يعرف بمياه الكوثر على الرغم أن هذه المياه لها أضرار صحية نتيجة زيادة نسبة الكلور في المعامل لعدم توفر أجهزة قياس النسبة وأما في شأن الطاقة الكهربائية فهي تمثل كابوساً يؤرق حياتهم ويقض مضاجعهم، ويتم فصل التيار الكهربائي عن منازلهم لفترات طويلة مما ترفع الضغط لدى بعضهم تراهم يصرخون بأعلى أصواتهم:"متى سينتهي طفي لصي وتتعطل الأعمال ومصالح الناس" ويتظاهر المسؤولون في الجهات المعنية بأنهم لا حول لهم ولا قوة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد