الربيعي: جر الدولة إلى قضايا هامشية أعاق التنمية والإفراج عن المعتقلين في قضايا جنائية يعد إلغاءاً لسلطة القانون

2010-05-23 04:13:55

حاوره : منيف الهلالي

أكد عضو مجلس الشورى/ عبدالواحد الربيعي أن مصلحة الشعب وسير عملية التنمية بنجاح مرهونة باستقرار البلاد واستتباب الأمن، مشيراً إلى أن من يسعى للوقوف في وجه الدولة إنما يقف في وجه الشعب وتنميته.

وأضاف الربيعي رئيس مجلس الشرف الأعلى لمنتدى مجاز الأدبي الثقافي في حوار ل"أخبار اليوم" أن رئيس الجمهورية قادر على تحقيق تطلعات الشعب اليمني غير أن هناك من يعبثون بأمن الوطن ويحاولون جر الدولة إلى قضايا هامشية بعيداً عن تلك القضايا التي تصب في مصلحة البلاد، وفيما يلي نص الحوار:

> كيف تقرأ امتعاض البعض من الاحتفال بذكرى الوحدة؟

-أنا لا أعتقد أن هناك من يمتعض من هذه المناسبة ، حتى أولئك الذين يرفعون شعارات الخطيئة.

جميعهم يدرك ما الذي مثله ويمثله الثاني والعشرون من مايو، فهم أكثر من عانى من التشطير ففترة التشطير سلبتهم كامل الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والدينية ولم يتنفسوا تلك الحريات إلا في عهد الوحدة ، إضافة إلى أنهم تمتعوا بالكثير من تلك الحقوق في عهدها كونها حملت الخير للجميع ولا يمكن أن نقول بغير ذلك ، لأن ذلك سيعد من باب إنكار الحقائق.

فاحتفالنا بمناسبة كهذه احتفال بالمجد ، احتفال بتحقق الحلم الذي راود آباءنا وأجدادنا وما أهداف ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر إلا معطيات هذه النتيجة الحتمية التي اقتضتها أبجدية التاريخ والجغرافيا.

> هل من مفاجآت تحملها لنا الأيام القادمة في معالجة الإختلالات ومحاربة الفساد؟

-أنا على يقين دائم من أن الأخ الرئيس يحمل للوطن الكثير من المفاجآت كعادته ، مفاجآت تحقق للشعب ما يصبو إليه.

غير أن هنالك من يعبثون بأمن الوطن من خلال ما يقومون به من إيقاف لعملية التنمية ومحاولة جر الدولة إلى قضايا هامشية بعيدة عن تلك القضايا التي تخدم المصلحة الوطنية.

فمصلحة الشعب لها علاقة وطيدة بالاستقرار ، وعملية التنمية لها علاقتها أيضاً بالأمن والاستقرار ، فعندما يسعى البعض إلى الوقوف في وجه الدولة إنما يقفون في وجه الشعب وتنميته.

فعملية الإصلاحات التي تنشدها الدولة بحاجة إلى هدوء ، وعدم تسييس لمعاناة المواطن ، فتسلقهم على معاناته إنما يسعون من خلاله إلى تحقيق مصالحهم الشخصية.

> ما الذي ينبغي على المواطن عمله في هذه الفترة وسط تلك التجاذبات السياسية؟

-المواطن يدرك واجبه دوماً ولا يمكن أن نقول إلا بوعي المواطن

ذلك الوعي المتمثل في وقوفه مع الدولة لمواجهة أي أزمة مفتعلة.

> ما الذي يعنيه الوطن كمفهوم ؟

-الوطن أكبر من أن ندرك مفهومه كونه يمثل الذات ، يمثل الإنسان ،

يمثل الأرض ، يمثل التاريخ ، يمثل النظام ، يمثل المؤسسية ، يمثل العدالة. . الخ

> الحوار الوطني انتظرناه كثيراً فإلى أين ذهب؟

-إسألوا الأحزاب.

> كيف ترى تمسك الأحزاب المعارضة بالإفراج عن بعض المعتقلين بقضايا جنائية وإقلاق سكينة؟

-هذه الأحزاب نحملها مسؤولية تعطيل العملية السياسية والديمقراطية وكذلك السعي إلى تعطيل الحوار. . فالحوار ضرورة حياتيه تقتضي منا ضرورة الرجوع إليها حتى مع الذات.

أما أن تسعى إلى تعطيله بغية الإفراج عن معتقلين على ذمة قضايا جنائية فهذا عيب بحقها كأحزاب سياسية ، لأن الإفراج عن معتقلين على ذمة قضايا جنائية يعني سلب القانون سلطته كما يعني تعطيل دور السلطة القضائية عن القيام بدورها ، وواجب الدولة هو أن تقوم بدورها لحماية المواطنين وتحقيق الأمن والسلم الاجتماعي.

>هل يعني ذلك في حالة رفض الأحزاب للحوار توقفه؟

-أولاً ينبغي أن ندرك أن الشعب هو مصدر جميع السلطات ، والأحزاب إنما أنشئت وفق أطر مكفولة لتمثيل الشعب وتبني قضاياه ، أما أن تجتنب الأحزاب تمثيلها لقضايا الشعب من خلال تنفيذ آراء ومآرب القائمين عليها فهذا من وجهة نظري يمثل إخلالاً بشرعية حضورها كأحزاب سياسية لغياب المضمون الذي أنشئت من أجله لأنها ستكون أحزاب شكلية تفتقر إلى الغاية من تواجدها ، فالحزب السياسي ينبغي أن يقوم على مُثل ومبادئ يرتقي بتحقيقها المجتمع والدولة ، أما أن تمثل عامل إخلال لنظام الدولة فهذا خروج سافر عن واجبها ، الأمر الذي يطرح عليها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب.

ثانياً: الأحزاب التي ترفض الحوار ؛ هي جزئية من منظومة ديمقراطية حيث لا زال هناك العديد من الأحزاب التي لها حضورها وحجمها ، ففي حالة أحجم البعض إنما عمل بإحجامه على تعطيل دوره كشريك في العملية السياسية ، وهذا لا يؤثر على قيام الآخرين بواجبهم أمام مصلحة الوطن والمواطن.

لذا نأمل من جميعها أن لا تفوت الفرصة على نفسها من خلال سلوكيات لا تعدو كونها عامل إلغاء لحضورها ، فالوطن وطن الجميع ، والانتماء قبل أن يكون للحزب يتوجب أن يكون للوطن.

> ما الذي تقترح على الحكومة القيام به في حالة تعطيل عملية الحوار ؟

-أقترح تحاورها مع الشعب ، باعتباره القاعدة الحقيقية لأي نظام أو أي كيان.

>كيف سيتم التحاور مع الشعب ؟

- من خلال الوقوف على متطلباته.

> هل يعني ذلك سحب البساط من تحت الأحزاب؟

-أولاً: لا ينبغي أن نتعامل مع المواطن كبساط لأن رفعة الدولة من رفعة المواطن ، فالمواطن هو أكليل الدولة لا بساطها.

ومن يتعامل مع المواطن أو مصلحته كبساط.

أعتقد أنه بحاجة إلى مراجعة مبادئه وقيمه ، فالمواطن هو القيمة المثلى للنظام.

>قبل أن نختتم حديثنا ما الذي تود قوله والوطن يشهد هذه الأجواء الفرائحية ؟

-أقول المناسبة تفرض نفسها ولكل مناسبة قيمتها. . هذه القيمة هي قيمة روحية ، لا تقتصر على رفع شعارات بعينها كما يظنها البعض.

بقدر ما تمثل الإيمان بعظمتها وما مثلته من علامة فارقة في الوجود الإنساني ومناسبة الوحدة هي تلك القيمة الاستثنائية التي سنعبر عن فرحتنا بها بأرواحنا وقلوبنا ودمائنا ووجداننا.

سنحتفل بها بكافة الطرق التي نأمل أن تقترب من قيمتها ، متمنين أن نعطيها حقها كما أعطتنا حقنا في استعادة العزة والكرامة والسؤدد.

لذا هي تهنئتي لكل معني في هذا الوطن وكل ذرة من ذراته وكل إنسان على ترابه كما أحملها إلى قيادتنا السياسية ممثلة بالأخ الرئيس/علي عبدالله صالح حفظه الله. . وكل عام والوطن بخير. . .

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد