كرة القدم .. سياسة واقتصاد ورياضة

2010-07-01 06:17:24

إعداد/عبد الله علي الوشاح

إنه الدين الجديد فالعالم بوعي منه أو دون وعي بات يؤمن بكرة القدم كما لم يؤمن بشيء من قبل، ولم تعد قطعة الجلد المستديرة تلك التي تتقاذفها الأقدام مجرد لعبة أو تسلية فقط بل عالم تتقاطع فيه السياسة والمال والأفكار والطموحات الكبرى. ويحدثنا التاريخ كيف كانت كرة القدم رأس حربة في المشروع النازي والفاشي والشيوعي والرأسمالي يوم كان رموز السياسة من الطامحين مثل هتلر وموسوليني وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم كانوا يعيدون الحسابات ويخاطبون العالم ويستعرضون العضلات على أرض الملاعب الرياضية وبين جماهيرها، وتوصل الذاكرة الرياضية لنا إسهامات زين الدين زيدان في حملة جاك شيراك الرئيس الفرنسي الانتخابية ودعم النجم العالمي مارادونا للرئيس كارلوس منعم وكيف تسيد بيرلسكوني المشهد السياسي في إيطاليا قادما من نادي ميلان الشهير، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول التأثير الذي باتت تتمتع به اللعبة ورموزها والتوظيف الذي تتعرض له من قبل السياسة ورجالها وحجم الأموال التي تدور في أفلاكها، كما يسجل لنا التاريخ العربي معركة الجزائر ومصر الكروية الدامية.

لا تركل كرة في ملعب إلا ويسبقها النشيد الوطني متوجا بحضور النخب الحاكمة أو الطامحة إليه وبموازاة مشاعر الحماس الملتهبة التي لا تضاهيها مشاعر، إنها بحق الإمبراطورية الشعبية التي تسود العالم ولكن في ظل الفساد والمافيا وتحولها إلى صناعة كبرى تدر الكثير من الأموال.. وعليه يصل عدد اللاعبين المسجلين في العالم 265 مليون لاعب، اللاعبون المسجلون تحديدا منهم 38 مليون لاعب، عدد الحكام والإداريين خمسة ملايين، وعدد الأندية في العالم 301 ألف من النوادي، عدد الفرق خارج الأندية فرق المدارس والمؤسسات والشركات والمصانع مليون و750 ألف فريق، عدد الدول المنضمة للاتحاد العالمي لكرة القدم فيفا 208 دول، وشاهد بطولة كأس العالم الأخيرة مليار شخص أي ما يعادل 15% من عدد سكان العالم، يبلغ حجم الإنفاق السنوي على كرة القدم ما يقرب من 250 مليار دولار.

وفي السياق نفسه يدور النقاش مع الدكتور باسكال بونيفاس مدير مركز العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، والأستاذ عبد الهادي الناجي الناقد الرياضي ورئيس تحرير صحيفة النخبة الرياضية،الذي استضافهم برنامج "في العمق"من قناة "الجزيرة".

العوامل الرياضية والسياسية لتصدر كرة القدم

> الدكتور باسكال ، في كتابك "كرة القدم والعولمة" ذكرت نقطة لافتة وشديدة الأهمية، تقول إن للدولة عادة ثلاثة أركان أساسية وجود أرض وسكان وحكومة ولكن ركنا رابعا أضيف لأركان الدولة الحديثة وهو امتلاك فريق وطني لكرة القدم لما تمثله كرة القدم من أهمية، ما الذي جعل لكرة القدم في عالم اليوم كل هذه الأهمية حتى باتت ركنا من أركان الدولة الوطنية الحديثة كما وصفتها في كتابك؟

- حقا إن هذا تقدم رائع وكبير ذلك أن كرة القدم التي بدأت قبل حوالي 150 سنة غزت العالم، غزتها بطريقة سلمية كما ذكرتم قبل قليل وذلك بفضل الحماس الكبير للناس لها لم تكن هناك أي مقاومة لكرة القدم فكل دولة ترحب بكرة القدم فاليوم في القارات الخمس أصبحت كرة القدم موجودة وسائدة. كيف حصلت كرة القدم على هذا النجاح؟ السبب أولا هو بساطة هذه اللعبة فكرة القدم يمكن فهمها بسهولة، يجب وضع الكرة في الهدف المقابل، بينما الأنواع الأخرى من الرياضات معقدة أكثر من ذلك، ثم يمكن لعب كرة القدم في كل مكان، طبعا أفضل لو كان هناك أرض خاصة وعشب جيد ولكن الكثير من الأطفال يلعبون كرة القدم في حدائقهم أو على الساحل أو حتى على الشارع، بيليه أفضل لاعبي العالم تعلم كرة القدم في الشوارع وليس حتى باستخدام الكرة إنما باستخدام أشياء تشبه الكرة، إذاً بساطة قواعد اللعبة أيضا تجعل أنه يمكن لعبها في كل مكان كما أنها لا تتطلب أي استعدادات بندية مسبقة كل شخص يمكنه أن يلعب كرة قدم ليس بالضرورة أن يكون طويلا أو قصيرا، ماردونا ليس جسمه رياضيا لكنه أفضل لاعب في العالم، كل ذلك يبين سبب شعبية هذه اللعبة في العالم كله وكما قلتم أنتم إنها أصبحت الحدث الاجتماعي الأول في العالم، وعودة إلى تعريف أن الدولة هي أرض وحكومة وسكان ثم فريق كرة قدم ذلك أن كل دولة عندما تحظى على استقلالها تود أولا الالتحاق إلى الأمم المتحدة ثم إلى الفيفا لأن الفريق الوطني يمكن رؤيته وتعريف البلد بواسطته.

> أستاذ عبد الهادي ذكر الدكتور باسكال العوامل الرياضية كلنا يحب أن يلعب كرة القدم وأن يشاهد كرة القدم وهذا أمر طبيعي، لعبة سهلة بسيطة مميزة شعبية يمكن ممارستها في أي مكان في الشارع في الحارة في أي مكان، ولكن باعتقادك هل ثمة عوامل خارجية بعيدا عن العوامل الذاتية المميزة للعبة هل ثمة عوامل سياسية ما دفعت بهذه اللعبة إلى صدارة المشهد اليوم؟

- الإشكالية الحقيقة هو أنه يجب أن نفرق بين رياضة كرة القدم كرياضة شعبية وكرة القدم كوسيلة من الوسائل التي يتخذها بعض الساسة كحقنة من الحقن من أجل تمييع المشهد السياسي، فبالنسبة لكرة القدم سابقا كانت تعتبر بأنها أفيون الشعوب ولكن بسرعة البرق تحولت إلى ورقة اقتصادية رابحة تستغلها بعد المافيات كما سبق أن ذكرت في مقدمتك خلال بداية البرنامج، هو أنه هناك تحكم ولوبيات تتحكم في رياضة كرة القدم وتحاول السيطرة عليها من كل الجوانب، فحينما ذكر الدكتور سابقا بأن أي دولة لها أرض ولها سكان فيجب أن تمتلك فريقا لكرة القدم، فكرة القدم بالنسبة للدول العربية أو الدول الإفريقية لا زالت تلك الشجرة التي تخفي..

> الدكتور باسكال ، يعني تاريخيا شاهدنا استخدام هتلر، موسوليني، كثير من القادة والساسة لقضية كرة القدم لقضية اللهفة المرتبطة أيضا بلعبة كرة القدم، ما هي أوجه استغلال السياسة والسياسيين برأيك لكرة القدم وفي أي اتجاه تحديدا؟

- مما لا شك فيه بما أن كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة فإن المسؤولين السياسيين يحاولون استخدامها، إن شعبية كرة القدم يستغلونها لكي يكسبوا هم أنفسهم شعبية بطريقتها، إذاً يستفيدون بها يستفيدون من شعبية كرة القدم والرياضة بشكل عام، ولكن المثال الذي قدمته أنت يمكن وضعه بشكل نسبي، في عام 1930 موسوليني حاول أن يمجد النظام الفاشي بفضل نجاح الفريقي الإيطالي في كرة القدم، ولاعبو الفريقي الإيطالي فعلا كانوا يقومون بالتحية الفاشية لموسوليني ولكن في الوقت ذاتها بما أنه جرى حديث كثير عن إيطاليا آنذاك فشاهدنا أنه في نهاية المطاف كان هناك الكثير من المشاكل السياسية وبالتالي كان هناك حديث عن الفاشية بمناسبة كأس كرة القدم في العالم، وأراد هتلر أيضا أن يحقق من نصر النازية ولكن من الذي فاز بأربع جوائز؟ جينيوس وهو عداء أسود الذي بين أنه ليس هناك تفوق للجنس الآري على السود وبالتالي كان أثبت بأنه يمكن لأسود أن يكون أعظم رياضي، وكذلك في عام 1918 كانت هناك بطولة كرة قدم في الأرجنتين عن طريق الطغمة العسكرية الحاكمة هناك ولكن كانوا يقولون تعالوا إلى الأرجنتين لأنه بفضل تنظيم كأس العالم سنستطيع الحديث عن النظام الفاشي وانتقاده، وبالتالي من الخطأ القول إنه بالرياضة يمكن تخدير أو أن نجعل من كرة القدم أفيونا للشعوب، في إسبانيا إحدى الأماكن القليلة التي يمكن كان أيام الفاشية أيام فرانكو كان يمكن انتقاد النظام فقط في ملاعب كرة القدم وأيضا لذلك نجد أن طالبان منعوا كرة القدم إذاً كرة القدم ليست أفيون الشعوب بل على العكس يمكن عن طريقها تعبئة الجماهير وتجنيدهم وتقريبهم بعضهم إلى الآخر.

> الولايات المتحدة الأميركية دكتور باسكال أيضا هي من الدول الحديثة العهد بكرة القدم ولديها ألعاب أخرى، بعد عام 1990 شاهدنا دخولا كبيرا للولايات المتحدة الأميركية في كرة القدم وأصبحت ضيفا دائما في كل كأس عالم بل إنها استضافت كأس العالم رغم تاريخها القصير جدا مع كرة القدم، السؤال ما العيب في أن يستثمر السياسيون موضوع كرة القدم، لعبة شعبية جماهيرة متابعة ويريد أي نظام سياسي أو أي مؤسسة سياسية أن تصل إلى الجماهير فبالتالي هل هناك جانب سلبي في تدخل السياسة، هل هناك حوادث تتحدث عن استغلال سيء وسلبي للسياسيين في قضية كرة القدم؟

- عندما تحاول السياسة أن تستحوذ على كرة القدم فإنها لا تنجح دائما لأنه أحيانا يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية إذ أن الناس يثورون على ذلك ويقولون إن السياسيين جاؤوا بالحظ السيء للفريق، الولايات المتحدة ليست من دول كرة القدم تقليديا مقارنة بإنجلترا التي اخترعت هذه اللعبة، الولايات المتحدة لديهم رياضات أميركية مثل البيسبول أو الفوتبول الأميركي، ولكن اليوم كرة القدم بدأت تكتسب شعبية في الولايات المتحدة لأن النساء والمراهقين يحبون هذه اللعبة وكذلك المهاجرون من أميركا اللاتينية يحبون كرة القدم، في السابق المهاجرون كانوا ألمان وإيرلنديين وإيطاليين تخلوا عن رياضاتهم السابقة لتبني الرياضة الأميركية، أما اليوم فأصبحت كرة القدم هي التي يتبنونها وتتقدم، نعم هناك محاولات للاستحواذ على هذه الرياضة ولكن هذه لن تنجح لأنه في ملعب كرة القدم الناس يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية وبالتالي يمكن أن يعبروا عن غضبهم وبالتالي يمكن في ملعب كرة القدم أن يصفر أو يستهجن رئيس الدولة ويهتف ضده.

الجانب المالي وعوامل تحكم الدول بالبطولات وتأثير الفساد

> ننتقل إلى الجانب المالي وهو الجانب اللافت دكتور باسكال،عرض هذه الأرقام المالية الكبيرة تحديدا في سوق كرة القدم في أوروبا يعني واحد من أكبر الأسواق، أكثر من 14 مليار يورو هذه السوق تحتل الشركات الراعية النصيب الأكبر من تلك الأموال المتدفقة على الأندية، نشاهد ريال مدريد دخله 401 مليون يورو، أموال الدعم 139 مليون، برشلونة 365 مليون يورو، مانشستر يونايتد 327 مليون يورو سنويا، بايرن ميونخ 289 مليون، أرسنال 263، أرقام ضخمة جدا تكفي لمؤسسات كبرى. هذه الأموال الكبرى اليوم المرتبطة بالأندية تحديدا في أوروبا وخارج أوروبا ولكن في أوروبا تحديدا هل هي مظهر من مظاهر انحراف كرة القدم عن مسارها الطبيعي أم هو أمر طبيعي نتيجة التطور والاحتراف وتحول كرة القدم إلى صناعة مهمة جدا؟

- إن الأمر بين الاثنين، أنا حظيت فرصة لقاء بالسيد أورسو كلير الذي كان بطل العالم مع ألمانيا في عام 1954، في ذلك الوقت جائزة كأس العالم كانت مكنة غسيل ملابس بكل بساطة، أما اليوم طبعا اللاعبون يكسبون أموالا طائلة، وهذا السيد كان واحدا من أفضل اللاعبين الألمان وكان بطل العالم، تخلى عن كرة قدم المحترفين ليصبح معلما، وطبعا اليوم لا يمكن القيام بذلك فالأموال كثيرة في كرة القدم ذلك أن التلفزيون يدفع أموالا غالية لنقل المباريات والشركات تدفع أموالا غالية لوضع اسمها على ملابس اللاعبين ولو نظرنا إلى الأرقام التي عرضتها أنت، ثلاثمائة مليون دولار هذا مبلغ كبير جدا ولكن الأهمية الإعلامية أكبر من ذلك.

> الأستاذ عبد الهادي الناجي الأرقام التي ذكرناها، مئات الملايين ميزانيات الأندية، أندية محدودة مهما كانت قيمتها أو تأثيرها الكبير، هذه الأرقام الكبرى الميزانيات الكبرى للأندية هل تعطي انطباعا ما عن انحراف في مسار إدارة لعبة كرة القدم، دخول أموال غير نظيفة في هذه الأندية أم هي نتيجة طبيعية؟

- لا بد من الحديث بأن هناك العديد من الذين يتحكمون في رؤوس أموال الأندية الكبيرة وخاصة في روسيا، أوروبا الشرقية سابقا حيث نجد بأن العديد من الأندية تتحكم فيها دواليب المافيا وبالتالي فإن الشيء الأساسي والمهم من خلال كل ما ذكرته من خلال كل الإحصائيات هو أن كرة القدم أصبحت كرة تعتمد على لغة المال وعلى لغة الأرقام والحسابات التي تكاد تفوق ميزانيات الدول بإفريقيا، فمثلا ميزانية ريال مدريد أو برشلونة تفوق ميزانية دولة موريتانيا، فهذا شيء يطرح أكثر من علامة استفهام لأن كرة القدم ذهبت بعيدا وقطعت أشواطا..

> دكتور باسكال بحكم أننا نتحدث عن كأس العالم هل تعتقد أن هناك عدالة حقيقية في قضية توزيع هذه البطولات الكبرى على دول العالم، على القارات، من ينظم كأس العالم، هل المسألة منشآت إمكانيات أم ثمة عوامل أخرى تتحكم فيها الدول المتقدمة في قضية البطولات الكبرى؟

- إن تنظيم البطولة يتطلب وجود منشآت طرق فنادق اتصالات سلكية ولا سلكية، إذاً كان.. بسيط بالنسبة.. فتستمر في إعطاء التنظيم إلى أوروبا أو آسيا أو أميركا والقارات الغنية، لكن الاختيار كان إعطاء حق التنظيم إلى دولة إفريقية رغم أن جنوب إفريقيا فقيرة اقتصاديا لأن كرة القدم عالمية وبالتالي يجب أن تنظم في كل القارات، وهناك بطولة كأس العالم مرة كل أربع سنوات وهناك دولة مرشحة كثيرة أكبر من العدد التي تستضيفها، الآن في إفريقيا البطولة وبالتالي هذا يعني أن كل دول العالم يمكنها يوما أن تنظم كأس العالم.

> أستاذ عبد الهادي تعتقد أنه في عدالة خاصة وأنه كان في مسألة مثل أن المغرب كان طارحا نفسه كمرشح وقيل إن دور مانديلا في الموضوع ويعني موقفا سياسيا ما خلف ترشيح جنوب إفريقيا، هذا جانب من العدالة، الجانب الآخر قضية من يصعد لكأس العالم، قارة مثل أوروبا تحظى بنصيب الأسد قارات أخرى تحظى بعدد قليل جدا، آسيا كلها أكبر قارة في العالم تحلم أن تنظم كأس العالم لمرة واحدة، ما تفسيرك كرياضي متابع لقضية إدارة البطولات الكبرى؟

- هو في الحقيقة ليس على سواد أعين نيلسون مانديلا ولكن لأن جنوب إفريقيا لا تزال قارة عذراء وتتوفر على خيرات وثروات هائلة من الماس وأشياء أخرى وبالتالي فإن الجميع يعلم ويعرف بأن الفيفا تحولت إلى مافيا حقيقية من أجل استنزاف اقتصاد أي دولة، لأن الجميع يعرف بأن جنوب إفريقيا ليست لها ذلك الإقبال من ناحية.. بأن كرة القدم ليست شعبية بذلك المفهوم الذي يعطي ذلك الانطباع على أن جنوب إفريقيا كانت هناك عدالة من أجل إعطائها ومنحها شرف تمثيل إفريقيا في كأس العالم، فجنوب إفريقيا كانت بمثابة ضرس لتحقيق مآرب أخرى، مآرب لا يعرفها إلا بلاتير ومن يدور في فلكه، فالمغرب كان سبق أن قدم ملفا قويا وبالتالي كانت هناك أياد حالة دون تحقيق ذلك، فأريد أن..

من أبرز قضايا الفساد في الدوريات العالمية:

2004: اعتقال 33 شخصا بينهم مسؤولين في أندية جنوب إفريقيا، لترتيبهم نتائج مباريات في الدوري.

2005: - صدور حكم بالسجن على حكم لترتيبه نتائج مبارايات في دوري الدرجة الثانية وكأس ألمانيا.

- نادي جنوا يوضع في أسفل دوري الدرجة الثانية لترتيبه الفوز على نادي فينيسيا كي يصعد لدوري الدرجة الأولى.

- إعادة 11 مباراة في الدوري البرازيلي بسبب تلاعب حكمين بنتائج الدوري بعد تلقيهم رشى.

- إدانة 26 مسؤولا كرويا وتسعة حكام في قضية ترتيب نتائج مباريات في الدوري البرتغالي.

2006: - إلزام حكمين بدفع غرامة بعد إدانتهما بتلقي الرشوة لترتيب نتائج مباراة في الدوري اليوغسلافي في عام 2003.

- مدرب فييتنامي بارز يعترف بدفع رشوة لحكم مقابل ترتيب نتيجة مباراة يفوز فيها فريقه.

- تورط ناديي لييرس ولالوفيير وناد آخر في بلجيكا بتحديد نتائج المباريات.

- تحقيقات حول تناول المنشطات كشفت فضيحة في إيطاليا تركزت على نادي يوفنتوس.

2010: التحقيق مع 3 مسؤولين في الاتحاد الصيني لكرة القدم لعلاقتهم بترتيب نتائج مباريات ومقامرة في الدوري.

البعد التجاري ومصير العوائد المالية ودور الفيفا

> دكتور باسكال في البدء كانت كرة القدم لعبة شعبية، هي لعبة يمارسها الجميع ويشاهدها الجميع وفيها جوانب تربوية توعوية ثقافية روح رياضية ما إلى ذلك، الآن أصبحت الأمور تدار بشكل تجاري، حتى أن مشاهدة كرة القدم أصبحت بثمن، هل نحن نسير في هذا الاتجاه نحو تحويل هذه اللعبة إلى صناعة إلى تجارة لا نعرف أيضا كيف تدار؟

- نعم إن شعبية كرة القدم هي التي حولتها إلى تجارة، لماذا يرغب الناس دفع أموالهم لمشاهدة مباراة أو مشاهدتها على التلفاز؟ لأن كرة القدم تحظى بالشعبية وأن أفضل لاعبي العالم أصبحوا نجوما مثل نجوم هوليوود، ولو أن كريستانيو رونالدو أصبح نجما عالميا وبالتالي هو أصبح أكثر مواطن معروف في العالم وهذا دليل على شعبية كرة القدم ولو لم تكن كذلك ما كان هذا التحمس لها.

> الأستاذ عبد الهادي الآن الأموال أصبحت كبرى نظير احتكار البث التلفزيون نظير التذاكر وأسعارها نظير بيع خدمات من قبل الأندية والرياضيين في كل مكان ولكن هذه الأموال أين تذهب تحديدا؟ لم نلحظ تطورا كبيرا يوازي هذه العوائد الكبرى.

- هذا هو السؤال وهذا هو الإشكال المطروح، فالفيفا تكدس أموالا طائلة ولا تستثمرها بالنسبة للدول الإفريقية ولعل بقراءة سريعة في البنيات الأساسية أو التحتية كما يقولون لدى العديد من الدول ترى بأن ذلك الاستثمار الذي تقوم به الفيفا لا يعدو أن يكون إلا مجرد تمويه من لدنهم حيث إن هناك مشروع غول الذي تتكلف به الفيفا لا يخرج عن إطار بعض الدريهمات البسيطة والقليلة..

> دكتور باسكال هذه النقطة تحديدا هناك شك وعلامات استفهام كبيرة جدا تحيط بالأموال التي ترد للفيفا نظير التذاكر، طبعا مصادر دخل الأندية وكرة القدم التذاكر كما قرأت هنا والبث التلفزيون والمبيعات من الملابس من المنتجات الأخرى، أموال كبرى ترد للفيفا لا أحد يتلمس أو يتحسس إدارتها أو أين ذهبت بشكل واضح. هل هذا الأمر مفهوم بالنسبة لك كخبير رياضي متابع لشؤون الرياضة بشكل عام؟

- إنه واضح بالنسبة إلى ذلك أن ميزانية الفيفا علنية ومعلنة نعرف كم هي كلفة تنظيم كأس العالم وكم وارداتها ونعرف كم هي أجور النقل التلفازي التي تدفع إلى الفيفا وأن الفيفا تستخدم هذ الأموال لإعطائها للفرق المختلفة فالكاسب للجائزة الأولى في المركز الأول يحصل على مبلغ والثاني يحصل على مبلغ واللاعبون يحصلون، وفي هناك مسألة إعادة توزيع الأموال أن الفيفا توزع الأموال كمساعدات للاتحادات الصغيرة مثل اتحاد كرة القدم الفلسطيني يحصل على أموال الفيفا لأنه ليست لديهم أموال وقد قبلت اتحاد كرة القدم الفلسطيني في الفيفا قبل قبول فلسطين في الأمم المتحدة، وإن الفيفا تقدم الدعم المالي للفريق الفلسطيني إذاً هناك أموال يعاد توزيعها من قبل الفيفا، طبعا من يفوز بكأس العالم سيحصل على أموال أكثر من الذي لا يشارك في كأس العالم أو الذي يستبعد منه، إذاً هناك إعادة توزيع للأموال ولكن ما هو أهم من كل ذلك هو أن كل هذه الأمور علنية ومعروفة، هناك معايير معروفة والميزانية ليست سرية، نعرف ماذا تأتي بأموال من كأس العالم ونعرف كيف توزع الأموال إلى الفرق المختلفة.

البعد الاجتماعي وواقع الرياضة وتأثيرها في العالم العربي

> أسأل الدكتور باسكال، الجانب الاجتماعي يعني يفترض بكرة القدم هذه اللعبة الشعبية أن تنمي الروح الرياضية وروح التنافس وأن تسهم أيضا في إيجاد أو خلق جيل لديه قدرة على تحمل المسؤولية معرفة قواعد المنافسة الروح الرياضية، هل تعتقد أن تطور كرة القدم اليوم يسير في هذا الاتجاه أم أن له أضرارا على الصعيد الاجتماعي؟

-إن كرة القدم هي انفتاح نحو الآخرين وهي انفتاح اجتماعي وذلك في كل الدول التي تبث فيها الجزيرة يتحدث الناس عن كرة القدم وهو ما يسمح بالتعرف على دول أخرى وعلى عالم آخر وبالتالي يمكن للشخص أن يحب لاعبي كرة قدم دون أن يعرف جنسيتهم أو دينهم أو لونهم، إذاً كرة القدم هي انفتاح بالنسبة للكثير من الأطفال وهو أول اتصال لهم مع الخارج ليكون عن طريق الإعجاب بلاعب أجنبي يحبونه حتى بدون أن يعرفوا ما هي جنسيته، إذاً فكرة القدم تسمح أيضا للكثير من الناس بالتعلم والتثقف، لا أقول إن كل الأمور جيدة في كرة القدم، هناك بعض الانحرافات هناك بعض الأخطاء يجب محاربتها ولكن بشكل عام كرة القدم هي مساهمة إيجابية في المجتمع.

> أستاذ عبد الهادي هل تعتقد أننا عربيا دولنا سلطاتنا السياسية بشكل عام الأنظمة تتعاطى مع الرياضة بشكل صحيح بشكل سليم، كرة القدم تحديدا؟

- قبل الإجابة على هذا السؤال يجب وضع سؤال آخر هو ماذا يريد العرب من الرياضة؟ هل الرياضة كورقة اقتصادية ضاغطة أم رياضة من أجل الترفيه؟ هذا هو الإشكال الحقيقي المطروح حاليا. أما بالنسبة لمخزنة الرياضة فالجميع يعلم على أن الظروف تحتم على بعض الدول العربية على أن تضع الرياضة لأنها تعرف قوتها وأنها تدخل في إطار التنمية البشرية، المشكل الحقيقي هو أننا لا زلنا لم نعرف النظام ماذا نريد من هذه الرياضة؟ ماذا نريد منها؟ هل هي رياضة نقارع بها أميركا وأوروبا حتى لا يخذلنا بلاتر وزبانيته أم ورقة اقتصادية نقارع بها جميع الدول وتكون لنا هويتنا وشخصيتنا العربية؟ لأن هذا هو الإشكال الحقيقة بالنسبة للدول العربية يجب عليها أن تعرف ما لها وما عليها أما دون ذلك فيجعلنا نسقط في قوقعة لن نخرج منها.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد