القاعدة في بلاد المغرب بين الحقيقة والخيال ..الحلقة الأولى

2010-07-19 05:04:48

إعداد/عبد الله الوشاح

لطالما أنهكت البيضة والدجاجة الباحثين أيهما جاء أولا، وكذا تفعل الولايات المتحدة الأميركية وتنظيم القاعدة ففي كل بلاد ترتوي أرضها بالنفط والغاز يوجد مقاتلون وفي سمائها تحوم الطوافات الأميركية ويلح السؤال مجددا أيهما جاء أولا؟ ما اجتمع التنظيم العتيد ودولة الاستعمار الحديث إلا وكان ثالثهما نظام دكتاتوري قمعي لا تعرف الدعوات الغربية إلى الديمقراطية طريقا إلى جهازه الأمني وكما هو الحال في أفغانستان، العراق، اليمن، فإن دول الساحل وجنوب الصحراء الإفريقية الغنية بالنفط والغاز والثروات المعدنية تأخذ اليوم دورها في مسلسل استعراض القوة الأميركية يوم قال تقرير لديك تشيني في مطلع هذا القرن إن الأمن القومي الطاقوي يعتمد على توفر مصادر للطاقة لدعم نمو الاقتصاد الأميركي ولتحقيق هذا الغرض فإنه لمن الحيوي أن نجعل أمننا الطاقوي أولوية تجارتنا وسياستنا الخارجية. ومن أجل هذا ربما يسقط نظام وتحيا أنظمة أمن أخرى ويحكى أن شيئا من هذا يحدث هناك حيث الساحل وجنوب الصحراء. .

و نغوص في عمق ملف الحرب الخفية الدائرة والتي تجري بعيداً عن أعين وسائل الإعلام مع "جيريمي كينان" الأنثروبولوجي والأستاذ في كلية الدراسات الإفريقية والشرقية في جامعة لندن، والصحفي والمختص بشؤون القاعدة "محمد الأمين ولد سيدي مولود" الذي استضافهم برنامج "في العمق".

قبل أن نبدأ هذا الحوار نوضح هذه الخارطة، خارطة منطقة الصحراء التي توصف بأنها مركز لتنظيم القاعدة هناك في بلاد المغرب العربي وجنوب الصحراء أيضا، تضم كلا من ليبيا والجزائر وموريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر ومالي، ونلاحظ أن الصحراء الجزائرية تحتل الجزء الأكبر من مساحة المنطقة التي نتحدث عنها إذ تشكل الصحراء أكثر من 80% من مساحة البلاد، حدود الجزائر البرية 6300 كم تتوزع كالتالي ليبيا أقل من ألف كم، تونس أيضا أقل من ألف كم، المغرب 1600 كم، الصحراء الغربية 266 كم ونتوجه إلى موريتانيا هناك 463 كم في الحدود مع الجزائر، مالي أيضا مساحة طويلة 1376 كم وأخيرا النيجر قرابة الألف كم تحديدا 956 كم. هذه هي المنطقة التي نتحدث عنها مشاهدينا الكرام وهذه الأرض التي تدور فيها رحى حرب كبيرة بين دول المنطقة بين الولايات المتحدة الأميركية فرنسا وتنظيم القاعدة التنظيم الذي ظهر مؤخرا في عام 2007 أعلن مؤخرا بعد تحولات كثيرة.

جذور العمل المسلح وعوامل تشكله وتطوره

> أستاذ محمد نريد الجذور التاريخية للعمل المسلح القائم الآن في هذه المنطقة.

- العمل المسلح كانت النواة الأولى له هي الجزائر طبعا وكانت عبارة عن تنظيمات ظهرت في السبعينيات مثل تنظيم مصطفى بويعلي الذي ظهر 1977م وكان يستهدف بعض الحانات كردة فعل على بعض مظاهر عدم التدين في الجزائر، ثم بعد ذلك بعد الانتخابات الشهيرة 1992م وما والاها من انقلاب ظهرت كردة فعل مجموعة تنظيمات جزائرية ذات خلفيات إسلامية مختلفة كجيش محمد والجماعة الإسلامية المسلحة، تلاحقت الأحداث ودارت تلك الحرب التي وصفها الضابط الجزائري السابق حبيب سعيدة في كتابه إنها الحرب القذرة، فتمايزت الجماعات فانبثقت ما يسمى لاحقا بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي ظهرت أولاً كردة فعل على الهدنة التي وقعها الجيش الإسلامي للإنقاذ المحسوب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ من جهة وعلى القتل العشوائي كما وصفوه حينها الذي تمارسه الجماعة الإسلامية المسلحة. كان انشقاق هذه الجماعة على يد حسن حطاب وشقيقه عبد القادر ثم ما لبثت بعد تكونها بضع. . سنتين أو ثلاثة حتى أتى الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة بإجراء انتخابات وبادر إلى المصالحة الوطنية. .

> اوآخر التسعينات.

- اوآخر التسعينات طبعا، هي الجماعة السلفية للدعوة والقتال تكونت 1998م، انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة وأصبحت كيانا مستقلا لكن المصالحة الوطنية التي دعا إليها الرئيس الجزائري كان لها دور في انشطار هذه الجماعة حيث المؤسس حسن حطاب وجماعته بادروا إلى الالتحاق بالمصالحة وليأخذ محله ناس أكثر تشددا وولاء للطرح العسكري فخلفه نبيل صحراوي الذي قتل بعد ذلك ببضعة أشهر ليظهر خليفته عبد المالك دروغدال وهو الزعيم الحالي للقاعدة في المغرب الإسلامي وكان عبد المالك دروغدال أصلا مقربا من حسن حطاب يقال إنه هو من صاغ بيان الانسحاب عن الجماعة الإسلامية المسلحة أصلا. .

تحول إلى الجماعة النسخة ما قبل الأخيرة.

- ما قبل الأخيرة لتنظيم القاعدة لأنها إنما أصبحت فقط تعرف بتنظيم القاعدة المغرب الإسلامي 24 يناير 2007 تحولت وسبقها طبعا تحول بعض الاتصالات، يقال إن هنالك رسالة بعث بها عبد المالك إلى أبي مصعب الزرقاوي ويقال إن الرجل متأثر كثيرا بأبي مصعب الزرقاوي والزرقاوي نفسه أشاد أيضا بدور دروغدال 2005م في شريط متلفز أذاعته وسائل إعلام عربية وعالمية، أصبحت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي معروفة بهذا الكيان وبهذا الاسم 24 يناير 2007م.

> من 2007م، سنأتي للتفصيل أيضا بشكل أكبر. دكتور كينان السؤال برأيك هل ترى رابطا خيطا ناظما بين هذه التحولات التي شهدها العمل المسلح وجماعات العمل المسلح حتى وصلنا مؤخرا إلى تنظيم القاعدة؟

- بالتأكيد هناك صلة وربط محدد منذ البداية ويتمثل في أن قيادة هذه المجموعات كافة وخلال هذه الفترة التي تحدث عنها محمد للتو منذ 1992م وحتى الساعة، وهذه كانت مخترقة على أعلى المستويات من طرف المخابرات والشرطة السرية الجزائرية المعروفة بالمخابرات أو DRS، إذا أخذنا ذلك التحولات المتعلقة بالأسماء هي أسماء المنظمات فقادتها العديدون يبدؤون بجمال زيتوني فقد عوضه بعد ذلك الزوابري وبعد ذلك نصل إلى حسن حطاب وبعد ذلك نبيل زهراوي وأخيرا إلى عبد المالك، كلهم بالتأكيد كلهم هؤلاء كانوا عملاء للاستخبارات وكلهم بالتأكيد كانوا. . وإذا وضعنا تركنا. . بصيغته نقطة استفهام في المنطقة الصحراوية التي ليس لديهم أية سيطرة عليها فإن القادة هنا هناك بعض الأسماء في منطقة الصحراء مثل عماري الصيفي وقد بدأ بصفته عميلا للاستخبارات، نائبه وهو القائد في هذه المنطقة عبد الحميد أبو زيد والذي يليه يحيى الجوادي أو أبو عمر حاول كلهم لهم صلة مباشرة وقريبة من المخابرات إذاً هذا هو الرابط منذ البداية وحتى الساعة. .

> دكتور كينان تقصد أن هذا الرابط موجود قبل التحول الذي حدث للجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة؟ تقصد الفترة السابقة فيما يتعلق بالارتباط بجهاز المخابرات الجزائري؟

- لا، الرابط كان متواصلا مع الاستخبارات منذ 1992م وخلال فترة جماعة الدعوة والقتال وتسييس هذه الجماعة التي كانت مخترقة على أعلى المستويات ومنذ البدايات في الثمانينات، حسن حطاب الآن تحت حماية المخابرات قرابة مقرها في الجزائر العاصمة، إذاً خلال هذه الفترة فإن الصلة والرابط الذي يجمع بينها جميعا هو الاختراق على أعلى المستويات، قد تقول إن بناء والسيطرة على هذه القيادات وهذه المنظمات من طرف المخابرات.

> أستاذ محمد الدكتور جيريمي كينان يطرح نظرية أو تصورا في العمل المسلح تنظيم القاعدة بشكل عام وسوابقه مبني على أن جهاز المخابرات الجزائري تحديدا مخترق وساهم كثيرا في تشكيل كل هذه الأنماط التي يعني بها صبغت العمل المسلح، هل هذا دقيق أن نقول كل ما يجري صنيعة هذا الجهاز الأمني المخابراتي الجزائري أم ثمة أسباب وعوامل أخرى؟

- أنا أختلف نسبيا مع ما تفضل به كينان لأن هنالك أناسا قيادات تحمل فعلا فكرا معينا يموتون من أجله وهم مستعدون لتفجير أنفسهم مقابل هذا الفكر، صحيح أن هذه الجماعات يمكن أن تستغل من خلال أجهزة مخابرات بعض دول المنطقة ومن خلال حتى أجهزة مخابرات غربية أميركية بالتحديد وفرنسية لتبرير تدخل لاحق يلحق على هذه، الظاهرة ليست بمعزل عما يسمى بالإرهاب في الكون عموما إن هو بالأساس يعود إلى ثلاث جذور أصلية وهي الحيف الغربي والأميركي خاصة ضد هذه الأمة ثم القمع الداخلي وطبيعة الهوية السياسية ثم الواقع الذي يعيشه هؤلاء المواطنون وردة الفعل غير الموفقة التي قام بها أناس متدينون أو متحمسون في جلهم، هذه العوامل مجتمعة استفادت منها بعض الأنظمة لتصفية بعض الخصوم فعلا وركبت هذه الموجة ربما يخترق من خلال فرد أو اثنين أو ثلاثة أو حتى تلعب بها هذه الأوراق لكن هنالك أناس. .

دور الأجهزة الأمنية ودلالات تورطها في صناعة التنظيم

> عمن نتحدث؟

ذكرت أسماء كثيرة، دعونا نستعرض أبرز قيادات القاعدة، عبد المالك دروغدال يلقب بأبي مصعب عبد الودود وهو زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التحق في عام 1994م بصفوف الجماعة الإسلامية المقاتلة، تولى قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال في 2004م، جرى أول اتصال بينه وبين أبي مصعب الزرقاوي في العراق جرى أول اتصال عام 2005م. الشخصية الأخرى مختار بلمختار يكنى بخالد أبي العباس ويلقب بالأعور -إن شاء الله يكون النطق صحيحا- عاد في بداية تسعينات القرن الماضي إلى الجزائر، يعتقد أنه هو من أشرف على الهجوم ضد حامية للجيش الموريتاني في 2005م في نواكشوط، أسفرت العملية عن مقتل 15 جندياً. الشخصية الثالثة يحيى جوادي يكنى بيحيى أبي عمار أي أنه دروغدال قائدا لما يعرف بإمارة الصحراء وهو موضع ثقة قائد التنظيم، تتبع له عدة كتائب تنضوي تحت لوائها عدة سرايا. عبد الحميد أبو زيد اسمه الحقيقي حمادة سويد يتولى قيادة كتيبة طارق بن زياد في إمارة الصحراء، يتردد اسمه مع عمليات اختطاف الرعايا الأجانب. وأبو عبد الكريم الطارقي من الطوارق يقود سرية الأنصار التي تتبع للجوادي وهو أول من تسلم هذا المنصب من غير الجزائريين. يحيى أبو الهمام قائد سرية الفرقان في إمارة الصحراء مكلف بملف موريتانيا في التنظيم، يعتقد أنه المسؤول عن العمليات التي حدثت في موريتانيا ومنها خطف رهينتين إيطاليتين. إبراهيم ولد محمد يكنى بأبي أنس الشنقيطي المسؤول عن القضاء في إمارة الصحراء قاضي الإمارة هو عضو في مجلس الشورى الجماعة الأم، خرج من موريتانيا والتحق بالتنظيم عام 2006م.

> دكتور كينان ما تطرحه أمر بالغ الأهمية حينما تقول وتبني فرضيتك أن الأمن الجزائري والمخابرات الجزائرية هي من أسهم بشكل كبير في صناعة هذا التنظيم، ما هي الأدلة التي تؤكد مثل هذه الفرضية؟

- بالتأكيد لقد بدأ الأمر في 2002م في تلك السنة فإن الأميركيين والجزائريين أي استخبارات البلدين كانوا يعملون مع نظيرتهم الجزائرية خطط الطرفان لخلق الإرهاب في هذه المنطقة فلم يكن قبل ذلك هناك إرهاب وذلك عائد إلى أن الأميركيين يودون تبرير إطلاق جبهة جديدة في الحرب على الإرهاب وليس فقط باتجاه هذه المنطقة وإنما بهدف شرعنة العمل الأميركي في القرن الإفريقي والإرهاب إذاً الفكرة كانت قائمة على خلق بعض الإرهاب في هذه المنطقة فقد حاولوا ذلك في 2002م واقترفوا خطأ في ذلك وسارت الأمور بشكل لم يرتضوه وبالتالي لم يقوموا بالتركيز على ذلك حيث تم الأمر في مهاجمة بعض السواح، في هذه المرحلة جلبوا عمر الصيفي أو ما يسمى بالبارا وهو عميل للمخابرات وشخص كفؤ من أجل إدارة اختطاف 32 من السياح الأوروبيين تلك العملية تم إدارتها من طرف المخابرات والسبب وراءها -أنا أعرف هذا لأني كنت أعمل خلال هذه الفترة وأعرف هؤلاء الأشخاص بشكل جيد وكنت هناك على الأرض عندما حدثت هذه الأحداث وتمكنت من الحديث إلى الحرس وإلى المختطفين وكذلك أعضاء من الاستخبارات، إذاً كنت أعرف كافة جوانب القضية- بعد تلك الفترة في 2003م كان هناك انتشار في الساحل في 2004م أيضا عندما تمكن الأميركيون من ملاحقة البارا من خلال معارك عديدة مرت بمالي والنيجر وتشاد وتمكنت من العمل في هذه الأماكن وكل هذه الأحداث لم تحدث وإنما كانت مختلقة وقد تمكنت أن أتحدث إلى المشاركين في هذه المنطقة وعلي أن أقول أنني كنت أعمل بصفتي مختصا بالإنثربولوجيا في هذه المنطقة، بعد ذلك لم يكن هناك عمل كبير حتى 2004م. حكومة المنطقة وقتها ومن أجل الحصول على مساعدات من أميركا والمال وكذلك المعدات العسكرية وغيرها كل هذه الحكومات انخرطت في الحرب على الإرهاب، في موريتانيا على وجه التحديد حيث أن هناك مشكلة ومحمد يتحدث عن مشاكل في تلك المنطقة فإن نظام ولد الطايع الذي تم الإطاحة به منذ سنوات استخدم الحرب على الإرهاب من أجل وصف المعارضة المدنية بصفتها إرهابية والأمر بشكل أقل في مالي والنيجر وفي الجزائر، كل هذه الدول خلال 2005م و2006م كل هذه الدول شكلت نوعا من الاضطراب الداخلي ودعته نوعا من الإرهاب لكن لم يكن هناك إرهاب حقيقي في هذه المناطق. في 2006 بدأ بناء ما أصفه أي بناء قامت به المخابرات لما يسمى بالقاعدة في الساحل، ليس القاعدة في المغرب وإنما القاعدة في الساحل أي المنطقة التي نتحدث عنها، هذه تمت هنا وفي البداية من طرف عبد الحميد أبو زيد هو الرجل الثاني بعد البارا الذي كان العميل الأول للاستخبارات، عبد الحميد تولى التنظيم في مالي على وجه الخصوص حيث يعمل هناك، إذاً هنا لدينا الاستخبارات الجزائرية التي بدأت عملية الإنشاء هذه في 2007م واستمر الأمر في خلال 2008م خلال التجنيد وبالأخص من موريتانيا حيث أن هناك الكثير من الاضطراب والكثير من القمع للإسلاميين والمعتقدات الإسلامية التي قام بها النظام الموريتاني إذاً الكثير من التجنيد كان يأتي بشكل أساسي من موريتانيا بأعداد قليلة لكنه كان من موريتانيا، هؤلاء تم تجنيدهم وهم كانوا يؤمنون تماما بأنهم ينضمون إلى القاعدة، ما لا يعرفونه هو أن قيادة التنظيمات مسيطرة بهذه الطريقة إذاً أبو عمار كان عميلا للمخابرات ومختار بلمختار كان يعمل مع الاستخبارات الجزائرية هو تحت قيادتهم، الأشخاص الذين تحته قد لا يعرفون ذلك إذاً هذا وضع خطير حيث أنه في الهرم هناك سيطرة لكن التجنيد في القاعدة بالأخص في موريتانيا وبالأخص في مالي في شمال مالي وأيضا بمستوى أقل في النيجر هو لم يكن هناك تجنيد كثير في الجزائر فقد كانت في محل ثالث بعد موريتانيا ومالي.

> أستاذ محمد الأمين نريد أن نفهم خارطة هذا التنظيم قوة هذا التنظيم هل ترتكز فقط في الجزائر بمعنى أن الأطراف الدور الموريتاني، من النيجر، هي مجرد إضافات غير رئيسية في قوة وهيكلة التنظيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب؟

- ما تفضل به أولاً الأخ كينان قد أشار إليه حبيب سعيدة في كتابه تحت عنوان "السلطة الخفية" التي استفادت من هؤلاء، صحيح أنه كما أشار أن هنالك أجهزة أمن استفادت لكن هنالك هياكل مستقلة تقوم بعمليات تفجيرية تذبح الناس تقوم بعمليات تبررها خلفية دينية يشوبها بعض من التعصب تدفعها وضعية عامة في البلاد وفي الأمة بصفة عامة وبعض من الظلم والحيف في حق هذه الأمة وهذا موجود. بالنسبة لخارطة التنظيم، لحد الساعة لا تزال الجزائر هي المهيمن الكبير فإذا كانت الصحراء الجزائرية كما أشرتم 80% منها هذه الصحراء حتى التنظيم والسيادة والقيادة في التنظيم تتجاوز ال 80%، تسع مناطق واحدة منها فقط هي إمارة الصحراء الموجودة خارج الإطار الجزائري، جميع القيادات الميدانية باستثناء الطارقي ذات أصول جزائرية، حتى بعض ما أغضب الموريتانيين في هذا التنظيم. .

> (مقاطعا): قد تحولت إلى التنظيم.

- قد تحولت إلى جزء من تنظيم القاعدة. . التحول أتى بعد ذلك بسنتين. إذاً عمليات الاختطاف وتوسيع الدائرة إلى دول الجوار كانت قبل القاعدة، هذا كان جزءا من متنفس تبحث عنه الجماعة بعد أن ضايقها نظام المصالحة الجزائرية من جهة وأجهزة الأمن من جهة أخرى، ربما الجزائر أيضا أو سلطات الأمن الجزائرية لها مصلحة في هذا التوسع يخفف من الضغط على الحكومة الجزائرية وتكتوي دول المنطقة بالنيران التي اكتوت بها الجزائر طيلة سنين ووقف الجيران والإخوة يتفرجون على الجزائر كما لو كانت لا تعنيهم، كان النظام الفرنسي أجهزة الاستخبارات الفرنسية متورطة حتى النخاع وكان بعض الضباط الجزائريين - كما أشار إليهم- هذا الضابط وكما أشار فرناندو الإيطالي في مقدمته لكتاب "الرجل" كانوا أيضا مستفيدين من هذا الواقع واستغلوه لكن كان موجودا أناس مستعدين أن يموتوا نتيجة لأفكار لا يمكن أن تقارع على الإطلاق بالحديد لأن الضرب إذا كان يكسر الزجاج فإنه يبلط الحديد، هذا الضرب أدى إلى انفجار أكثر وتمددت هذه الخارطة أكثر قبل أن يصبح التنظيم، سيصبح لاحقا، ولذلك ما حدث من خلال التحول إلى القاعدة أنا أعتقد أنه أكثر أن أميركا وضعت على تنظيم موجود أصلا بوسائله بتنظيماته. .

> (مقاطعا): لماذا يعني ماذا يستفيد التنظيم من تغيير هذا العنوان من الجماعة السلفية للدعوة للقتال إلى التنظيم ماذا حقق من تغيير أو المبايعة لتنظيم القاعدة والتبعية له؟

- هو في أبجديات التنظيم نفسه يعتبر أنه من ضمن ردات الفعل التي حتمت على التنظيم وضع الولايات المتحدة الأميركية لاسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال على لائحة الإرهاب بعد 11 سبتمبر بأسبوعين، البحث أيضا عن الزخم الذي حظيت به القاعدة بعد 11 سبتمبر والاستفادة من موجة الإعلام، هنا على سبيل المثال الجماعة السلفية للدعوة والقتال لم تكن مهتمة بالإعلام كممارسة، 1990م بيانان والتصعيد، بعد التحاقهم بالقاعدة استفادوا إلى أن وصلت البيانات أربعين بيانا سنة 2009م، حتى في الدعاية في الإعلام في الممارسة في الشهرة استفادوا من هذا القالب وإن كانت القاعدة بدورها أيضا اكتوت ببعض أخطاء هؤلاء في المنطقة ومنها مذبحة رمضان التي وقعت ضد الجنود الموريتانيين ذبحوا ومن بينهم الصيام ومن بينهم أناس حفظة القرآن، هذا جعل التعاطف الشعبي وخاصة في موريتانيا يتراجع ضد ما يسمى تنظيم القاعدة لأن هذه الجماعات ارتكبت هذه الأخطاء قبل أن تصبح تسمى القاعدة كما أنها ارتكبت أيضا أخطاء بعد أن أصبحت قاعدة.

عن «الجزيرة»

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد