ماهي أسباب تدني مستوى تعليم الفتاة في الرحيبة - خدير؟

2008-05-10 11:57:16

هناك العديد من الحقوق التي حضيت بها المرأة في كافة المجالات في العديد من دول العالم ولعل منها اليمن والتي نقرأ ونسمع ونشاهد العديد من الحقوق التي أتاحتها وتتمتع بها المرأة اليمنية ولكن هذه الحقوق لم تصل إلى الكثير من المناطق الريفية والنائية وخاصة في منطقة الرحيبة بدو خدير من محافظة تعز، ففي هذه المنطقة لاتزال المرأة محرومة من أبسط حقوقها وهو التعليم فالمنطقة والقرى المجاورة لها قد حضيت بمدرسة ولكنها ابتدائية فقط والكادر التربوي لايكفي لتطوير هذه المدرسة من أجل مواصلة التعليم الإعدادي والثانوي مما يدفع الفتيات إلى ترك الدراسة والتخرج بعد الابتدائية والسبب يعود إلى عدم قدرة الآباء على تحمل نفقات المواصلات إلى المدرسة الثانوية والإعدادية في المدن المجاورة وأيضاً عدم وجود الكادر النسوي في المدرسة يجعل الفتيات يرفضن الدراسة وهنا تكون الفتاة أمام ثلاثة أخطار وهي «الأمية، الزواج المبك أو الإحباط النفسي» وفقد الأمل، فهل لهذه الزهرة وصانعة الأجيال أن تحظى اليوم بحقها في التعليم ومواصلة التعليم أم أنها ستظل محرومة وبعيدة عنها المدارس الإعدادية والثانوية؟

تحقيق/ ماجد البدوي

التعليم فرض على كل مسلم ومسلمة والفتاة في أرياف خدير محرومة من هذا الحق المكفول والمشروع من قبل الدستور، فالفتاة في أرياف وقرى مديرية «خدير» عامة وفي الرحيبة خاصة تعاني من عدم التعليم ومواصلته والذي تتمنى في كل لحظة أن يكون لها نصيب من هذا الحق وهي الآن تعيش في أمية وظلام وتذمر وإحباط نفسي وخاصة عندما تسمع عن حقوق المرأة ومنها التعليم وهي محرومة منه، فتعليم الفتاة ينبع من الوعي الذي يتمتع بها الوسط الاجتماعي والأسري والفتيات بلا شك ضحايا عدة عوامل وسياسات وممارسات خاطئة منها تجاهل الجهات الحكومية المعنية بظاهرتها وأسبابها ودوافعها وعدم القيام بأي دراسات ميدانية والعمل على وضع «خدير» من ضمن الخطط ومعالجاتها وكشف أسباب الخلل قبل انتشار الأمية لتشكل بذلك جهل وتخلف للعديد من الفتيات والذي هو حاصل اليوم وأيضاً القيام بتوعية الوسط الاجتماعي بأهمية تعليم الفتاة من أجل تحاشي ظاهرة الزواج المبكر وهنا توجد العديد من الأسئلة والتي سوف يتم طرحها في هذا التحقيق منها.. هل يكمن السبب في مكتب التربية بخدير وعدم تلبية إحتجاج إدارة المدرسة الموجودة بمدها بالكادر التربوي؟ أم أن السبب يمكن في عدم وجود مدارس خاصة بالبنات؟ أن السبب يعود إلى عدم وجود الوعي الأسري وانتشار الأمية في غالبية أفراد الأسرة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنوردها لكم شاكرين صحيفة «أخبار اليوم» لاهتمامها بقضايا التعليم وتعليم الفتاة في خدير.

- الأستاذ/ عبده علي عبده حنش - مدير مدرسة خالد بن الوليد بالرحيبة إن الظروف البيئية والريفية وبحكم أن المدرسة العزل النائية والبعيدة عن المدن والتي هي بحاجة إلى العديد من الأمور منها الكادر التربوي النسوي الاهتمام من قبل مكتب التربية بهذا الجانب وعدم مقابلة مطالبنا بالأعذار بحجة عدم توفر التربوي لدى المكتب حسب زعمهم مما أدى إلى عدم مواصلتنا للتعليم في الصفوف الأساسية أو الثانوية واكتفاء لمرحلة الابتدائية منذ تاريخ بناء المدرسة بعد الثورة وحتى المدرسة الجديدة هي الأخرى ابتدائية فالطلاب الذين يكملون التعليم الابتدائي من الذكور يذهبون إلى المدارس الأساسية والثانوية.

أما في مدينة الراهدة أو في المدارس المجاورة والتي لاتستطيع الفتيات الذهاب إليها بسبب المسافات البعيدة وصعوبة تحمل أولياء أمورهن أجور النقل، أما الأولاد فإنهم يذهبون إلى مدارسهم عن طريق الدراجات النارية والذي نريد أن نقوله هو أن الفتاة إما أن تظل قابعة في البيت أو أن تكون ضحية لزواج مبكر والذي لايحمد عقباه أو أن تصاب بالأمية بسبب ما تواجهه زميلتها أو أختها من إحباط عند توقفها في الصف السادس أو الصفوف الدراسية الأولى.

- أما الأستاذ/ جميل ردمان فقد حمل المسؤولية كلاً من مكتب التربية والتعليم والآباء وأيضاً عدم الاهتمام بترميم المدرسة القديمة ومع غياب وعي المسؤولين في المنطقة بأهمية تعليم الفتاة فمكتب التربية يجب عليه توفير المدرسين والكادر النسوي إلى المنطقة التي توجد بها المدرسة وعلى إدارة المدرسة أن تقوم بتطوير المدرسة إلى الأساسية كخطوة مرحلية من أجل مواصلة الفتاة تعليمها والبنين وعلى الآباء أن يدفعوا بأبنائهم الذين توقفوا عن مواصلة التعليم من البنين والبنات إلى المدرسة وأيضاً على إدارة المدرسة الاهتمام بهذا الموضوع والنظر إلى النسب التي تم اكمال التعليم الابتدائي من الفتيات مقارنة بمدارس أخرى، فهل هذه النسب تكفي مع العلم بأن الفتيات اللاتي يذهبن للتعليم أقل بكثير من اللآتي لايتعلمن ويرفضن التعليم والسبب يعود إلى المصير الذي يوجهنه أثناء إكمال الدراسة والتخرج بعد الابتدائية.

- أما الأستاذ/ جميل سعد فإنه يرى أن هناك أسباباً لتدني مستوى تعليم الفتاة في مديرية «خدير» بصفة عامة وفي عزلة البدو بصفة خاصة منها غياب الوعي والبيئة التعليمية في المنطقة نتيجة للأمية التي تغطي الوسط الاجتماعي بين الفتيات في بدو خدير وأيضاً أغلب أفراد الأسر فأدى ذلك إلى غياب القدوة التعليمية الذي يدفع وينمي الرغبة البنات مهما وجهت من صعوبات لأن فاقد الشيء لا يعطيه وأيضاً عدم وجود المدارس الثانوية التي تتيح الفرصة للفتاة لتواصل تعليمها وأيضاً عدم وجود كادر تعليمي نسوي لإنجاح عملية تعليم الفتاة لأن الكادر النسوي يعمل على طمأنة الآباء وشحذ عزيمتهم في دفع الفتيات إلى التعليم.

أما في حالة غياب الوعي وعدم توفير المدارس والمدرسات فسيتجه أولياء الأمور لتزويج بناتهم مبكراً كبديل سلبي وأيضاً أقول المرأة نصف المجتمع وصانعة الأجيال، فإذا كانت أمية فماذا نتوقع لأبنائها وبناتها مستقبلاً.

وقال الأستاذ/ جميل بأن المعالجات تتمثل في توعية الآباء بأهمية تعليم الفتاة وأيضاً التنسيق بين الجهات ذات العلاقة لمساعدة هذه الأرياف وهذه المدارس في جميع متطلبات العملية التعليمية في المراحل الأساسية والثانوية من أجل الأخذ بأيدي الفتيات وإخراجه من الكابوس الذي يفرض نفسه عليهن وهو الأمية وإلا فإن بدو خدير سيتعرض لكارثة مجتمعية وتخلف كبير في مجال تعليم الفتاة.

- الأستاذ/ صادق علي محمد هزاع فيرى أن عدم وجود المدرسة الخاصة بالبنات وأيضاً أمداد المدرسة بمدرسين تلبية للمطالب التي ترفعها إدارة المدرسة إلى مكتب التربية بخدير التي هي منذ تاريخ بنائها في 1979م حتى اليوم وبعد بناء ستة فصول دراسية بدعم من البنك الدولي وهي ما زالت حتى الصف السادس أي أنها ابتدائية فقط ولا توجد مدارس قريبة لمواصلة التعليم مما يضطر الطالب أو الطالبة إلى التوقف عن الدراسة مجبراً علماً أن القادر الموجود في المدرسة لا يستطيع تغطية الفصول الدراسية في المرحلة الابتدائية على الرغم من وجود مدرس متطوع للتدريس في المدرسة وبالرغم من تكدس المدرسين في المدن ولا توجد أي بادرة من مكتب التربية لتلبية مطالبنا مع العلم أن اللجان الإشرافية قد لاحظت وضع المدرسة من حيث أعداد المدرسين ومستوى تدني تعليم الفتيات والغياب الكبير من قبل مكتب التربية في معالجة الموضوع.

أما «ل.م» وهي أحدى الفتيات اللاتي واجهت المصير نفسه وهو التخرج بعد الابتدائية فهي ترى بأن فتاة الريف محرومة من حقها في مواصلة التعليم ليس في بدو خدير ولكن في أماكن كثيرة من اليمن ولكن في خدير عامة والرحيبة خاصة تعاني الفتاة من عدم الاهتمام بها والنظر في شأنها وشأن الأمية التي تلتهم الكثير من الفتيات حيث أن الأمية التي تعيشها الفتاة قد ساعد في تشكيلها عدة عوامل منها: المجتمع وعدم وعي الآباء بأهمية تعليم الفتاة وأيضاً غياب أدنى بادرة لتطوير المدرسة والسعي بها إلى المرحلة الإعدادية وأيضاً لا يتحقق ذلك إلا من خلال التنسيق بين الجهات ذات العلاقة وهي إدارة المدرسة وإدارة مكتب التربية مع العلم أن الفتاة في الريف بدو خدير عامة وفي الرحيبة خاصة لاتعاني فقط من الأمية وعدم مواصلتها التعليم ولكنها تعاني من جوانب كثيرة وهي الصحة وأيضاً التوعية بمشاكل الصحة الانجابية إلى جانب معاناتها في مساعدة الرجل في أعمال كثيرة من الوادي والبيت مثلها مثل بقية فتيات الريف فيجب على المسؤولين في المنطقة والدولة والجهات ذات العلاقة النظر في حال هذه المنطقة ومعالجة الأمور والاحتياجات الإنسانية بعيداً عن المشاحنات والتعصب والقيام بالتنسيق بين الجهات ذات العلاقة ومعالجة هذه الأمور معالجة إنسانية تخلص ضمائركم أمام الله والرسول في تأدية هذه الأمانة «التعليم وتعليم الفتاة» لأن الفتاة إذا كانت جاهلة وأمية فإنكم محاسبون أمام الله.

- الأستاذ/ وهبي وهو مدرس في مدرسة خالد بن الوليد بالرحيبة يرى أن الفتاة إذا لم تواصل التعليم إلى المرحلة الإعدادية والثانوية فإنها أمية بلا شك وعلى الرغم لحضور القليل للفتيات إلى التعليم عام بعد عام والسبب هو توقف الفتيات عن التعليم بعد إكمال المرحلة الابتدائية وعدم و جود الوعي الاجتماعي والأسري لدى الكثير من الآباء والذي نتج عنه الزواج المبكر وانتشار الأمية بين أوساط الفتيات مع العلم أن المدرسة التي هي موجودة وهي مدرسة خالد بن الوليد الكادر التربوي بها قليل جداً ولا يستطيع تغطية الحصص ولا يكفي للمرحلة الابتدائية والمدرس الواحد منا يأخذ العديد من المواد لكي يغطي العجز التربوي الذي لم يستطع مكتب التربية تغطيته ونناشد الجمعيات الحقوقية والإنسانية والجهات ذات العلاقة النظر في أحوال الفتيات اللاتي سيصبحن ضحايا للأمية لمكتب التربية بخدير.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد