بمناسبة العيد الثامن عشر للوحدة اليمنية المباركة .. الدكتور العبادي: الوحدة اليمنية ضرورة حتمية وهي مطلب تاريخي لكل أبناء اليمن وتحققت الكثير من الإنجازات التي لا ينكرها إلا جاحد

2008-05-22 05:27:32

جاء تحقيق الوحدة وسط مفاجأة ودهشة وفرحة الجميع داخل وخارج الوطن العربي ليس بسبب أنه عبارة عن تحقيق الشعب اليمني للوحدة بل لأنه يعتبر خطوة هامة في نضال العرب من أجل التمسك بالوحدة العربية الشاملة.. وأيضاً لأنه عبارة عن أول تجربة في التاريخ الحديث لإعادة وحدة شطرين بطريقة سلمية وديمقراطية. إن الوحدة إنجاز عظيم تحقق بطرق سلمية.. ولم تكن معزولة عن الجماهير التي شاركت في اتخاذ القرار عبر الاستفتاء والوحدة فهي قدر ومصير الشعب والفرحة في هذا اليوم العظيم هي فرحة الشعب أولاً. ومن أجل ذلك تم عمل هذه اللقاءات لإبداء فرحتهم بهذا اليوم العظيم يوم الثاني والعشرين من مايو.. وكانت لنا هذه اللقاءات فإلى المحصلة:

استطلاع : كروان عبد الهادي الشرجبي

في البداية التقينا الدكتور محمد أحمد موسى العبادي من جامعة عدن حيث قال لنا: أن الوحدة اليمنية هي حشد لكل الموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية وهي عزة ورفعة اليمن وضرورة حتمية ومطلب تاريخي لكل أبناء اليمن من صعدة إلى عدن ومن المهرة إلى الحديدة.

وجاءت الوحدة اليمنية نتيجة لاتفاق طرفين يربطها الدم الواحد وأن الشعب اليمني موحد منذ القدم كشعب واحد وجاء 22 مايو ليتوج هذا التوحد.

وأصبحنا الآن نشعر بالأمان والاستقرار، وأضاف: إن الوحدة اليمنية حققت إنجازاً عظيماً وهو الديمقراطية التي تتجلى من خلال التعددية الحزبية والعديد من الصحف الحزبية والمستقلة وكل مواطن يعبر عن رأيه في الصحافة الحرة في أي مكان، ولا أدل على ذلك من سبيل الانتقادات الجارحة وغير الجارحة للقيادة السياسية على صفحات الصحف الحزبية المعارضة، واستكمل حديثه: لا شك أن الوحدة حققت كثيراً من الإنجازات، على سبيل المثال لا الحصر تطورت الدراسات الجامعية وأصبحت في اليمن سبع جامعات حكومية والعديد من الجامعات الخاصة وتطورت وتعددت المدارس الثانوية، وكذلك تم شق وتعبيد آلاف الكيلو مترات من الطرق الجديدة التي ربطت أجزاء اليمن شرقه وشماله جنوبه وغربه وثم استخدام ثرواته النفطية والغازية وغيرها من المكاسب والإنجازات التي لا تخطئها العين ولا ينكرها إلا جاحد، فعمر الوحدة لا يزيد عن 18 عاماً وهو عمر قصير في حياة الشعب ومازالت اليمن موعودة بالخير والعطاء والنمو.

وفي الأخير نأمل أن يعم اليمن الأمن والأمان والتطلع نحو المستقبل الواعد المليء بالإنجازات الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية وأن تخطو اليمن خطوات متقدمة.

من جانبه تحدث المهندس عاتق أحمد علي محسن مدير عام شركة النفط اليمنية عدن قائلاً.

الوحدة اليمنية هي الأمان والاستقرار والتطور بشكل أساسي وقد جاءت لتحل العديد من القضايا والشد الذي كان حاصلاً بين أبناء الجنوب والشمال، إذ كانت هناك صعوبة في التواصل بين الأسرة الواحدة وبين أبناء الوطن الواحد وأنا اعتقد أن الوحدة اليمنية تأخرت كثيراً وكان المفروض أن تحصل في وقت سابق لأنها كانت سوف توفر دماء كثيرة هدرت، وأضاف: إن الوحدة حققت الطموح الوحدوي في مجالات شتى، ولكن الوحدة لا نربطها بموضوع شخصي لأن الوحدة كهدف أو كغاية أنبل من أن تربطها بماديات أو بمشاريع، الوحدة هدف سامٍ كبير جداً المفروض أن نتركها بعيداً عن هذه المقولات أو ربطها بالمزايا أو المشاريع لأن عملية ربطها بهذه المزايا والمشاريع تعتبر ظلماً لمعنى الوحدة، لابد أن ننظر للوحدة من منظور ماذا حققت للمواطن نفسه؟ إن المستفيد الأول أو الأساسي من الوحدة هو المواطن خاصة هؤلاء الذين كانوا يسكنون بما كان يسمى بالخط الفاصل، لأنهم هم كانوا ضحايا الانفصال الحقيقي وكانوا يعانوا الأمرين، مؤكداً: إن الوحدة اليمنية حققت الكثير في ظل الإمكانات المتاحة لها ولا ننسى أننا نحن دولة نامية وعندنا معدل نمو عالٍ في ظل الأمية المنتشرة، وأنا في اعتقادي أن أكبر شيء حقق في الوحدة هو الأمان والاستقرار.

إن الوحدة جاءت نتيجة لرغبة شعب لأنها مصير شعب وليست متحكمة بشخص ولا بحزب ولكنها ملك الشعب ولا أحد يستطيع فرض وصايته على الوحدة، صحيح أن الوحدة تحققت عن طريق أطراف ولكنهم كانوا الوسيلة أي هم من حققوها ولكنها صمدت في الواقع نتيجة لرغبة الشعب وتمسكه بها حتى لو لاحظ أي شخص أن من قام بعملية الاستفتاء على الدستور هو الشعب وأي شخص يعتقد أنه وصي على الشعب في اليمن واهم.. لأن الشعب هو من أراد الوحدة وهو من سيحافظ عليها.

وأضاف: إن الإنجاز الأكبر للوحدة هو الديمقراطية.. نجد ذلك واضحاً من التعددية الحزبية وحرية الصحافة وكذا كان انتخاب المحافظين تتويجاً للديمقراطية.

وإن كان هناك من يحاول التشويه أو إثارة الفتن في إضعاف الوحدة فإنه لن ينجح بما في ذلك الأصوات التي تنادي بالانفصال فإنها أصوات مريضة عفى عليها الزمن، بدليل ما حدث أخيراً في الضالع والحبيلين وأبين.. هل هذه المناطق هي المحافظات الجنوبية..؟ طبعاً لا، لأن المحافظات الجنوبية سبع محافظات.

هل عدن تريد الانفصال؟ طبعاً لا، أنا من أبناء المحافظات الجنوبية وغيري كثر.. بل الكل لم نعط الحق لأي أحد أن يتكلم باسمنا ولم نعطِ لأحد توكيلاً للقيام بأي أعمال باسمنا، إن هذه الأصوات أصوات مريضة ولا تتكلم إلا عن مصالح شخصية بها، ما ذنب الوحدة اليمنية في ذلك.

ومن العيب الآن بعد 18 عاماً وحدة تأتي وتتكلم عن شمال وجنوب وهذا أخطر شيء عندما نتكلم عن انفصال لابد أن نبعد عنا ثقافة الكراهية، وإن الوحدة قدّر ومصير ولا يمكن أن نضحي بها.

وأنهى حديثه قائلاً: في العيد الثامن عشر للوحدة نأمل أن تستمر الوحدة وتنتشر المحبة وأن نتخلص من لغة الكراهية والانفصال، وأتمنى أن نمحي ثقافة الكراهية، وأن نهنئ أنفسنا بهذا العيد الوحدوي ونهنئ فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بهذا اليوم العظيم.

من جانب آخر تحدث الأخ عبدالرزاق عبدالله حسين- وكيل نيابة بالقول: الأسباب لقيام الوحدة المباركة كثيرة

كانت طموحات بعض صانعي القرار في الشطر الجنوبي من الوطن لا تقف عند حدود معينة متطلعين إلى يوم الوحدة بحسب ما يرونه وفقاً لمنهجهم الفكري الماركسي وبما تمليه عليهم أهواؤهم ومن وراؤهم دول خارجية لها مصالح إقليمية كثيرة وتوجههم وفقاً لتلك المصالح والتي تم التوقيع بين فصائل العمل الوطني الديمقراطي الثلاث.

الجبهة القومية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبية في أكتوبر 1975م عقد المؤتمر التوحيدي وتم في ذلك الوقت إعلان التنظيم السياسي الجبهة القومية.

وأقصي من ذلك الاتفاق التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري لأسباب عدة منها السير على نهج الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ولم يتفق الخير والشر وشتان ما بينهما ويبقى الدمج بين فصائل العمل الوطني.

لم تتم معالجة القضايا الشائكة في ذلك الحين بالعقلانية والجلوس على طاولة الحوار الوطني وتذليل الصعاب للوصول إلى نزع فتيل الأزمات التي توالت على كثير من الناس وكأنها الليل المظلم في تلك الحقبة المقيتة.

الناصريون كانوا مع الحوار والدمج فقد اعتاد بعض من الناس على نشر الفتن بالشعارات البراقة تحت مسميات واهية "لا صوت يعلو فوق صوت الحزب، الحزب عقل وشرف وضمير الشعب" فماذا بقي للشعب..؟ حيث وقد دفع ثمنها المناضلون الشرفاء الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في النضال ضد الاستعمار وأعوانه من المرتزقة.

توالت أصوات جسام بعد المرحلة السابقة منها مقتل الرئيس إبراهيم الحمدي والرئيس أحمد الغشمي والرئيس سالم ربيع علي.

ونشوب الحروب بين الشطرين، وأحداث 13 يناير 1986م التي حصدت أرواح الكثير من أبناء الشعب اليمني الذين لا حول لهم ولا قوة ومن بقي على قيد الحياة نكل بهم في السجون والمعتقلات، هذه الأحداث المتوالية على ساحة الجنوب من الوطن أسهمت وعجلت في قيام الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م وإعادة توحيد اليمن وقيام الجمهورية اليمنية برئاسة الأخ/ علي عبدالله صالح -حفظه الله-.

وأضاف: شهدت اليمن في ظل الوحدة العديد من التحولات في البناء وإقامة المشروعات الضخمة منها إنجاز الديمقراطية والإصلاح الإداري، وترسيم الحدود، وإعادة جزيرة حنيش، واستخراج النفط بكميات كبيرة، وتطوير جزيرة سقطرى بالميناء والمطار عالمياً، واستحداث القوات المسلحة وتطويرها تطوير القضاء واستقلاليته، ومشاريع المياه، وبناء المدارس والمستشفيات ، وإنارة الطرقات التي تربط بعضها ببعض المحافظات.

من هذه المشاريع ما تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات ولا يقتصر ذلك على محافظة دون الأخرى، والمستفيد الوحيد من ذلك كله الشعب، أكبر منجز تحقق أخيراً هو المنجز الديمقراطي المتمثل بانتخاب المحافظين، فهذا يؤكد على توطيد دعائم الوحدة. ودليل مصداقية البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح.

في الأخير نهنئ الشعب اليمني بهذا اليوم العظيم ونهنئ أنفسنا وكافة القيادات وعلى رأسها الزعيم القائد علي عبدالله صالح -حفظه الله-.

أما المهندس عبدالناصر قاسم إسماعيل- العمل، الحزب الناصري فقد تحدث بالقول: إن الوحدة اليمنية من الأهداف العظيمة التي كنا نسعى لتحقيقها وهي خطوة في طريق تحقيق الوحدة العربية الشاملة.. والوحدة اليمنية لا ننظر إليها بمنظور دمج المؤسسات في الدولة الجنوبية والمؤسسات في الدولة الشمالية بمؤسسة واحدة، وإنما تعني لنا الكثير من الجوانب، نستطيع أن نقول تحقق جزء ويتبقى الكثير والكثير في سبيل الوصول إلى الهدف الرئيسي للوحدة وهو ورفع مستوى الشعب اليمني اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً من خلال تحقيق الوحدة اليمنية ولابد من تنفيذ المطالب الأخرى لاستكمال الوحدة الحقيقية الشاملة ومن خلالها نستطيع أن نقول أن الوحدة تحققت بنسبة كبيرة بالنسبة للأرض ودمج المؤسسات ويتبقى رفع مستوى الشعب وتوزيع ثروات الوطن توزيعاً عادلاً وشاملاً على كل المحافظات وإنهاء أي فوارق أوجدتها الصراعات السابقة، لأن الشعب موحد منذ الأزل.

وأضاف: الوحدة أصلاً كانت نتيجة لرغبة الشعب القوية وهي في حد ذاتها مكسب تاريخي عظيم كل أبنائه على حد سواء، ومن يحاول أن يشكك في هذه الوحدة فلن يستطيع ومن العيب أن نعمل على تفكيك ما هو ملك للشعب، وإن من ينادي بالانفصال هو شخص لا يحسب من أبناء هذا الوطن الذي قدم الكثير من الدماء والتضحيات في سبيل تحقيق منجز عظيم كالوحدة.

واستطرد قائلاً: إن ما يحدث من إثارة للفتن في صعدة وغيرها لا يمكن أن يشكل أي خطورة على الوحدة لأنها قائمة على أساس متين وهو قوة الشعب الموحد، وإن كان هناك أي فتن فإننا في الآخر لن ننظر إلا إلى المتسبب فيها.

واختتم حديثه بالقول: في هذا العيد الوطني نهنئ أنفسنا ونهنئ الرئيس علي عبدالله صالح القائد الوحدوي صانع الوحدة ونأمل أن ينعم الوطن برخاء وأمن وأن نعيش في مجتمع خالٍ من الفساد ينعم بحرية وأمان واستقرار.

وهنيئاً للشعب هذا العيد الوحدوي

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد