منازل المحاريق بعدن تتعرض للحريق الكهربائي والسكان يهجرونها

2008-05-26 12:31:31

تحقيق/ علي الخديري

أخطر حرائق اليمن عادةً ما يكون سببها التيار الكهربائي وبالذات في محافظة عدن التي شهدت خلال الثلاث السنوات الماضية أحداث مؤسفة جداً سببها التيار الكهربائي والالتماسات المفاجئة التي تؤدي إلى الحرائق كعمارة الخساف في مديرية صيرة وعمارة شارع الشهيد مدرم الرئيسي في مديرية المعلا ومحلات السيلة التجارية في مديرية الشيخ عثمان ومكتبة سوق بانافع في مديرية البريقة، فهذه الحرائق المشار إليها هي نماذج لما شهدته محافظة عدن وكان ضحاياها نفوس بشرية وخسائر بالأثاث والمعدات وبالملايين من الريالات وهناك أحداث الأسلاك الكهربائية المخلوسة وكذا الأسلاك الرديئة والتي تعد بحكم المصابة الهابطة وكذا سقوط أسلاك الأحمال من كثر ما فيها من أثقال فوق المنازل كالذي حدث في منطقة البساتين في مديرية دار سعد في منزل ببلوك (21) وتسبب بحريق جزء من المنزل وكذا ما حدث في منطقة المحاريق في مديرية الشيخ عثمان وهي بيت القصيد في تحقيقنا الذي بين أيديكم والذي لا ننسى قبل الدخول إلى تفاصيله حريق مخازن القاضي في منطقة الشريجة بالشيخ عثمان ومقتل طفلين في مديرية دار سعد وشاب في جولة القاهرة، (بلاوي) كثيرة ليس لها حصر سببها التيار الكهربائي الرسمي الحكومي.

نحن في "أخبار اليوم" واستجابة لعدد من الاستغاثات التي وجهها سكان منطقة المحاريق في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن وبالتحديد المنازل الواقعة خلف بستان مهدي لكي نشاركهم همومهم ومعاناتهم اليومية على مدار الساعة فقد استجبنا وقمنا بالنزول وكان آخر نزول لنا في الساعة الثانية من فجر أمس "الأحد" حتى كانت حصيلة نزولنا الاستنطاقات التالية:

الطفلة وسام صادق عبدالعزيز ببراءة الأطفال قالت: الكانبة "عمود الكهرباء" كل مرة تقرح نار "تلهب" كل يوم ونحن نضج ونخاف وبالليل لا نستطيع النوم لأن أعمدة الكهرباء تنشأ فيها شرارة كهربائية وإذا توفي أحدنا ماذا سيعمل لنا أصحاب الكهرباء وأصحاب الكهرباء (غلطانين) بحقنا.

وكانت الطفلة رانيا عادل سعيد قد شاركتنا الحديث قائلة: كل يوم (نشوف) حريق من الوايرات وهذا سبب لتركنا منزلنا وهروبنا ونحن لا نستطيع النوم بسبب الخوف من حدوث أي حريق أما أصحاب الكهرباء فيأتون إلى هنا ويذهبون بدون عمل أي شيء مع أن (الواير) كان يلهب ناراً وسقط فوق جدار منزلنا وتسبب في حريق لمنازلنا، وحتى أصحاب الكهرباء يقومون بتركيب (الواير) بالغصب ونحن غير راضين ورافضين وهذا (الواير) تم تركيبه فوق بيوتنا عصباً عنا.

وأضافت المواطنة نجيبة علي قائلة: الواير عندما سقط على منزلي وإلى جانبي وبيدي طفلي وبيننا وبينه مسافة بسيطة وهو يلهب بالنار والناس أنقذونا، وفي المرة الثانية سقط الواير وابني نائم داخل البيت وتم إنقاذ ابني من قبل الشباب عبر سقف المنزل وعندما أتوا أصحاب الكهرباء ليقوموا بتركيب واير الكهرباء استمرينا أربعة أيام بلا نوم ونحن ننتظر مصيرنا.

وقال الأخ المواطن فتيني عبدالله عياش: أصحاب الكهرباء استكثروا علينا الحياة الآمنة والاستقرار في منازلنا وهذا قمة الإهمال بنا كبشر، حقوق الحيوان في العالم مصانة وحقوق البشر في اليمن مهانة ومسلوبة.

وسألنا الأخ/ علي نعمان محمد الذي قال أن مؤسسة الكهرباء المنطقة الثانية قاموا بمد الواير إلى منزله بتمريره فوق منازل المواطنين.. كيف قبلت بأن تلحق الأضرار بجيرانك وما هو الحل والمخرج؟

فرد قائلاً: يا عزيزي إن المخرج والحل هو أن تقوم مؤسسة الكهرباء بتحويل واير الأحمال (الكيبل) من فوق منازل المواطنين ويعملون محولاً بعيداً عن المواطنين تفادياً لأي أضرار أو كارثة لا سمح الله وهذه مسؤولية مؤسسة الكهرباء، أنا صحيح مستفيد كمواطن من واير (الكيبل) لكني أرى أن تركيبه بهذه الطريقة خطر على الجيران.

< خلاصة القول:

- ان غلطات مؤسسة الكهرباء م/ عدن وبالذات في المنطقة الثانية لم تعد تحتمل ففيها من الاستهتار واللامبالاة ما يلحق الأضرار بالبشر.

- مؤسسة الكهرباء مهمتها الرئيسية تقديم الخدمات الصالحة النافعة للناس وليس إرعابهم وتشريدهم من مضاجع نومهم والحكم عليهم بالتهجير من منازلهم.

- مازالت مؤسسة الكهرباء بالمنطقة الثانية على إصرار بتمرير (واير الكيبل) فوق منازل المواطنين وهذا خطأ ألف خطأ ومن حق المواطنين أن يرفضوا ذلك ويلجؤون إلى النيابة العامة بتقديم بلاغات رسمية وإلى القضاء لمقاضاة مؤسسة الكهرباء.

- من خلال متابعتنا في الصحيفة لثلاثة أيام متواصلة وجدنا أن هناك كارثة قادمة إذا ظل الوضع كما هو عليه وستكون الضحية نفوس بشرية بما فيهم أطفال أبرياء هم الضحية

- على رجال الأمن مناصرة المواطن الضعيف وعلى أعضاء المجلس المحلي في منطقة المحاريق تحمل مسؤوليتهم في حماية مواطنيهم الذين سيحتاجون لأصواتهم غداً وما هو على الواقع خطأ في خطأ.

وقال المواطن/ محمود سالم عوض: هذه المعاناة ليست جديدة علينا فنحن كبار يمكن أن نواجهها لكن المشكلة في أطفالنا، أما دور أعضاء المجلس المحلي فقد حضر البيتي وفضل غالب وكانا شاهدين على تركيب كل هذه الأسلاك الكهربائية فوق منازلنا وبدل أن يقولوا بأن هذا خطر قالوا هذا بشكل مؤقت، ونحن أولادنا يعيشون في رعب.

مضيفاً: نريد حلاً من الحكومة وأن يعملون لنا تأمين من هذه الوايرات.. هذا الكلام لا يرضي الله ولا رسوله إننا نهجر منازلنا ونذهب للإقامة عند الأقارب ومؤسسة الكهرباء يعلمون أن تركيب أي واير بهذه الأحمال ممنوع أن يمر من فوق المنازل لخطورته.

وقالت المواطنة/ الحجة عيشة: أصحاب الكهرباء قالوا بأنهم سوف يضعون لنا كانبة "عمود كهرباء" لكي يركبوا عليها الواير لكنهم رحلوا ولم نرهم منذ ذلك الوقت، أما أعضاء المجلس المحلي فإننا لا نرى أحداً منهم ويوم أن رفضنا تركيب الواير نزل ابن البيتي عضو المجلس المحلي وطلب من أصحاب الكهرباء أن يقوموا بتركيب الواير بالغصب ونحن غير راضين ورافضين وهذا الواير تم تركيبه فوق بيوتنا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد