رمزية رئيس الدولة وغياب القانون؟!

2009-04-22 03:45:17


المحرر السياسي

من حق كل ناشط أو كاتب أو صحفي أو سياسي أن يعبر عن رأيه ويقول ما لديه ولكن بشرط الالتزام بالقانون واحترام الثوابت والرموز السيادية الوطنية , فالديمقراطية في الأخير محكومة بالقانون وكذا حرية الرأي والتعبير فالمسألة ليست مشاعية ولا مزاجية ولا أن الديمقراطية تعني أن كل من يرغب في شتم الرئيس لا يكلفه الأمر غير ورقة وقلم وحسب بل يجب أن يدرك كل صاحب رأي الحدود المسموحة لحرية الرأي والتعبير ..

بيد أن مصيبتنا أن ديمقراطيتنا لا تخضع لقانون ولا لقيم ولا لمفاهيم حضارية أو نواميس تنظم آلية التعامل معها وحين يصبح شخص رئيس الجمهورية عرضة للتطاول والنقد السفيه والحاقد وكتابة مجردة من أبسط القيم الوطنية والأعراف الأخلاقية والتقاليد المهنية فإن علي جهة سيادية في الدولة أن تقوم بدورها وتؤدي واجبها الوطني تجاه الوطن والشعب والقيم والتحولات فوزارة الإعلام مسؤولة بتطبيق القانون النافذ على كل من يستسهل التطاول علي شخص رئيس الجمهورية وعلي نقابة الصحفيين أن تقوم بدورها بل وأن تحدد نطاق وحدود هذا الدور إذ من غير المعقول ولا المقبول أن تقف النقابة من كل هذه التجاوزات لبعض الكتاب وهم في الغالب دخلاء على المهنة لكن نعتقد أن رؤساء تحرير الصحف تقع عليهم مسئوليات وواجبات مهنية وأخلاقية تحتم عليهم تحمل مسئولياتهم الوطنية خاصة في كتابات طالت هيبة ومكانة الرمز السيادي الأول في البلد وهو شخص رئيس الجمهورية اليمنية الذي قد نختلف أو نتفق معه ومع إدارته وطريقة تعاطيه مع القضايا الوطنية لكن هذا الخلاف والاختلاف لا يبرر هذا التطاول الذي يوجهه البعض لشخص رئيس الجمهورية بلغة أقل ما يمكن وصفها باللغة المنحطة والغير مسئولة والتي لا تعبر عن رؤى وطنية ولا عن شعور بالمسئولية الوطنية ولا الأخلاقية ولا القانونية ولا المهنية وعليه فإن تفعيل القانون يمثل الفعل الإيجابي المطلوب للوقوف في وجه هؤلاء المتطاولين علي الثوابت والقيم والتشريعات والقوانين فالحرية لا تمارس بطريقة البعض منا ولا الديمقراطية تبرر ولا تشرع التطاول على شخص رئيس الجمهورية وليست البطولة واكتساب الشهرة من خلال استهداف الرئيس وبطريقة مخالفة لأبسط النواميس ومجردة من أبسط القيم الأخلاقية والوطنية ..

إننا نحذر من تنامي ظاهرة الاستهتار بالرموز السيادية فمن لا يحترم رموزه السيادية ومن لا يحترم رئيس دولته لا يستحق الاحترام ولا يجب أن يحترم من يضع نفسه في قائمة التطاول على شخص الرئيس الذي لا يعني هذا أنه معصوم من الخطأ وهو ليس إلهاً ولا نبيا معصوما ولكنه رئيس الجمهورية والرمز السيادي الأول في أي بلد من بلدان العالم له تقديره ويجب احترامه لأن في احترام وتقدير الرؤساء احترام وتقدير للشعوب وللأوطان ومن يتطاول على شخص الرئيس يعني أنه يحتقر الشعب ويزدري الوطن ومن يفكر بهذه الطريقة هو خائن في أبسط المفاهيم وأقل التوصيفات وعلى الجهات السيادية الوطنية أن تقوم بمسئوليتها تجاه هؤلاء المتطاولين ووقفهم عند حدود القانون والدستور حتى لا تصبح حياتنا كلها فوضى ونفقد هيبتنا واحترامنا أمام العالم الذي لا يحترم من لا يحترم رموزه السيادية ..فهل نفعل ..؟ وهل يطبق القانون على كل هؤلاء المتطاولين والباحثين عن الشهرة والبطولات الوهمية على حساب الانتقاص من الرموز السيادية بما فيهم رئيس الجمهورية ..؟؟

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد