كهرباء خدير بين الانقطاع والإرجاع وخسائر ضحيتها المواطن

2008-06-02 11:21:17

في حين وصل العالم إلى ذروة العلم والتكنولوجيا، وفي حين سيرت هذه التكنولوجيا كل سبل الحياة الضرورية والكمالية وبدأت دول العالم بتسيير هذه التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة ومنها الطاقة الكهربائية، وبدأت دول العالم النامية هي الأخرى تستفيد من هذه التكنولوجيا ومن هذه الدول اليمن، والتي اهتمت بالطاقة الكهربائية كحاجة ضرورية لتلبية متطلبات الحياة اليومية ولأجل مواكبة هذا التطور الهائل في مجال الطاقة منها الطاقة الحرارية وكيفية الاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية، ولكن هذا لا يكفي لأن سكان اليمن يزدادون يوماً بعد يوم وتزداد معهم الحاجة إلى التيار الكهربائي، مما يسبب عجزاً كبيراً في تغطية المناطق في أنحاء محافظات الجمهورية، وهنا يأتي دور المسؤولين في المؤسسة العامة للكهرباء في معالجة الوضع وهو القيام بقطع التيار الكهربائي على بعض المديريات والمناطق من أجل معالجة العجز في الطاقة الكهربائية والعجز عن وضع خيار آخر، ومن هذه المديريات مديرية خدير محافظة تعز، فقد شهدت هذه المديرية وفي الآونة الأخيرة انقطاعاً للتيار الكهربائي باستمرار حيث يصل عدد مرات قطع التيار في اليوم من خمس إلى ست مرات، وفي بعض الحالات يتم قطع التيار لمدة دقائق ثم يعود بشكل فجائي مما يسبب إتلاف العديد من الأجهزة الالكترونية وقد يسبب العديد من الخسائر للمواطنين، وذلك بسبب المهزلة التي نلاحظها بين الآونة والأخرى، فما هي الفائدة التي كسبتها المؤسسة من قطع التيار لدقائق ثم يعود؟ كل هذا وأكثر سوف نعرضه لكم في هذا التحقيق.

تحقيق/ ماجد البدوي

نشوان عبدالمولى العريقي مهندس أجهزة منزلية قال لنا: إن التيار الكهربائي قد سبب إتلاف العديد من الأجهزة خلال هذه الفترة وذلك منذ ازدياد قطع التيار الكهربائي، وقال: إن نسبة الأجهزة التي تأتي إلينا كل يوم هي ما يقارب خمسة إلى ستة أجهزة ويكون السبب في إتلافها هو التيار الكهربائي، وأن الأجهزة الأكثر عرضة للإتلاف بسبب التيار هي التليفزيونات والسيفرات بشكل، عام علماً أنه في الآونة الأخيرة تم قطع التيار الكهربائي وإرجاعه فجائياً وأكثر من مرة وهذا هو الخطأ الذي يؤدي بدوره إلى إتلاف مثل هذه الأجهزة، وأنا وبحكم أنني مهندس فإن العديد من الناس يأتون وهم مستاءون من انقطاع التيار وفي بعض الحالات يسبب لي مشاكل أنا في غنى عنها حيث يأتي إلي بعض الناس الذي تم إصلاح أجهزتهم ويعودون بها إلى منازلهم ولكنهم لم يستمتعوا بها كثيراً وذلك بسبب قطع التيار وإرجاعه فتتلف مرة أخرى فيعود إلي فيحصل بيني وبينهم شجار بسبب عدم وعيهم بأن الأمر خارجاً عني وعنهم، فهنا والذي أريد أنه أقوله هو أن يجب على القائمين على وحدة التحكم بالتيار الكهربائي ومحطات التزويد مراعاة الله ومراعاة هؤلاء المواطنين وما يتعرضون له من خسائر في ظل هذه النعمة التي تحولت إلى نقمة، ويجب على المسؤولين إلى المؤسسة أن ينظروا في هذه المناطق وغيرها من مناطق محافظات الجمهورية والتي هي الأخرى مسها الُضر.

خسائر مادية طالت الأعمال والممتلكات

الطاقة الكهربائية تحولت إلى وسيلة يتم من خلالها تواصل الحكومة مع المواطنين وذلك من خلال استفزازهم وإثارة غضبهم أكثر من مرة في اليوم، لغة إطفاء التيار وإعادة تشغيله في نفس اللحظة ولعدة مرات قد باتت عادة لا يستطيع أن يستغني عنها القائمون على وحدات التحكم بالتيار الكهربائي، وأيضاً الاستمتاع بإتلاف العديد من الأجهزة بات مألوفاً هو الآخر لديهم، وخسائر طالت المواطنين في الأعمال والممتلكات الخاصة دون مراعاة ظروفهم.

عمر عبدالله صاحب ورشة نجارة يقول: أنا لست وحدي أضحية لانقطاع التيار الكهربائي ولكن هناك العديد من المواطنين الذين يشكون من انقطاع التيار وخصوصاً من انقطاعه لدقائق ثم يعاد تشغيله من جديد ولعدة مرات، وأيضاً انطفاؤه لأكثر من ساعة في اليوم ولعدة مرات، أما أنا فقد تم إتلاف "الكمبريشن" الخاص بالورشة والذي يستخدم في دهانات الخشب وهو يقدر بأكثر من "100. 000" ألف ريال والسبب يعود إلى انقطاع التيار ثم يعود فجأة، وسبب انقطاع التيار ولفترات طويلة وقصيرة أدى إلى تأخير أعمالنا وتأجيل مواعيد العمل من يوم إلى آخر ويأتي في بعض الأحيان والمواطنون الذين لديهم أغراض ومواد لم يتم إنجازها في المواعيد التي التزمنا بها ولم يتم الإنجاز من جهتنا، والسبب هو انقطاع التيار فإما أن يحدث شجار أو أنه يتم تقدير الظروف خلال عرض المشكلة التي سببت تأجيل وتأخير العمل، وفي الأخير أريد أن أقول: أننا نحن مع وزير الكهرباء لأن الكهرباء الحالية وبالذات في فصل الصيف لا تستطيع أن تغطي كل مناطق الجمهورية بسبب الضغط الشديد على الكهرباء، ولكن يجب أن تضعوا لنا حلاً في مديرية خدير وتقوموا بإلزام المسؤولين هناك بتحديد أوقات معينة ولفترة مناسبة ويجب تعريف القائمين على وحدات التحكم بأن المواطنين لا يستطيعون تحمل خسارتين في وقت واحد وهي خسارة في الأعمال وتأجيلها وخسائر في الممتلكات وإتلافها.

من جانبه نجيب مثنى تحدث قائلاً: الكهرباء في اليمن عموماً وفي تعز خصوصاً في قمة المهزلة والسخرية فإذا كنا بدون كهرباء فإنه أفضل والآن "ما يفرقش وجودها من عدمها"، وعلى الأقل انظروا إلى الخدمات بالله عليكم خذوها بالعقل عشر دقائق "تلصي وتطفي" ثلاث إلى أربع ساعات وأكثر من مرة في اليوم وإذا قدمت شكوى قالوا هذه أوامر من صنعاء، "طيب" أمرتكم أن تقوموا بفصل التيار عدة مرات في اليوم وفي نفس اللحظة ثلاث إلى أربع مرات هذا شيء لا يعقل، فأنا بالنيابة عني وعن كافة المواطنين نشكوا أمرنا إلى الله ثم إلى من يخاف الله ونقول: على المسؤولين أن يراقبوا الله في أنفسهم وختاماً أقول لهم هذه الأبيات:

"لقد أسمعت لو ناديت حياً. . . ولكن لا حياة لمن تنادي".

الكهرباء تذكير بوجود الحكومة

أما محمد محفوظ سليم صاحب "مقهى انترنت" قال لنا: في الحقيقة يعجز اللسان عن وصف ما يحدث لنا في مديرية خدير وباقي المديريات المجاورة من معاناة وحسرة جراء الانقطاعات المتعددة للتيار الكهربائي، وبالذات هذه الأيام والطقس حار لا يتحمل، فالتيار يتم قطعه يومياً ما يقارب الخمس والست مرات إذا لم يكن أكثر وبفترات غير منطقية وهذا يؤدي بدوره إلى التسبب في إتلاف كثير من الأجهزة الكهربائية للمواطنين البسطاء بفعل هذه الانطفاءات المتعددة.

أنا كصاحب "مقهى انترنت" تضررت أشد الضرر كون كل أجهزتي كهربائية، فأحد الحواسيب تم إتلافه وكذلك خازن كهرباء "ups" فالمولد الذي كنا نعتمد عليه خلال فترة الإطفاء نتيجة لتشغيله وإطفاءه فترات عدة في اليوم الواحد، فقد تعطل وهو يحتاج لإصلاحه بمبلغ ستين ألف ريال على أقل تقدير، هنا أتساءل لما كل هذه العشوائية، في العام المنصرم وفي فترة ما قبل الانتخابات تم توسعة الاشتراك إلى قرى كثيرة وبالرغم من العجز في التيار في ذلك الوقت على أي أساس تمت هذا التوسعة، مثل هذه الأمور تجعل المواطن مستاءً ومستغرباً وفاقداً الثقة بالحكومة وبالتطوير المنشود، فنحن الآن في عصر التكنولوجيا والتطور المستمر والدول متحضرة أو نامية أصبحت توفر هذه الخدمة على مدار الأربعة والعشرين الساعة بحكم ضرورة هذه الخدمة وتأثيرها في عملية التنمية، ولكن في بلادنا كل شيء داس على عقب فتحولت مثل هذه النعمة إلى نقمة ندفع ثمنها نحن المواطنون المغلوبون على أمرنا، ولذا أطالب الجهات المعنية وعلى رأسها الحكومة بالحد من هذه المهزلة المستمرة والتوقف عن صرف أموال الدولة على مشاريع لا نفع فيها وبدلاً من ذلك إصلاح قطاع الكهرباء المتدهور باستمرار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

كهرباء خدير "طفي لصي"

من جهته وليد عبدالقيوم صاحب محل بيع أجهزة الكترونيات بدأ بالقول: إن التيار الكهربائي قد سبب لي خسارة مادية كبيرة وذلك بسبب إتلاف العديد من الأجهزة منها التلفيزيونات وذلك بسبب القيام بتجربة تشغيل التليفزيونات عند عرضها للزبون فيتم في نفس اللحظة قطع التيار الكهربائي فجأة ويتم إرجاعه في نفس اللحظة وفجأة يتم خلال ذلك إتلاف الجهاز مما سبب لي العديد من الخسائر المادية جراء ذلك، وفي بعض الحالات يتم شراء أجهزة من بعض الناس وهي صالحة وبمجرد ما يحملها إلى المنزل ويتم إشراك التيار الكهربائي إليها فيتم قطع التيار فجأة فيتلف الجهاز الذي أحضره الزبون حينئذ نقوم أنا وهو بشجار حول الجهاز ووجد العديد ممن يذهب إلى إدارة الأمن ليقدم بي شكوى ولكن الشكوى سبقته لأننا قدمنا بلاغاً في هذا الموضوع وأنه سبب إتلاف الأجهزة هو التيار الكهربائي، وقد أخليت مسؤوليتي تجاه ما قد يحدث بعد البيع بسبب التيار الكهربائي والتلاعب فيه حتى الثلاجة المنزلية الخاصة بي قد تلفت هي الأخرى وذلك بسبب "لصي طفي"، فيجب على المسؤولين في المحافظة والمديرية وضع حد لمثل هذه الممارسة والتلاعب والتهاون من قبل القائمين على هذا الأمر.

موظفو المؤسسة. . إخلاء للمسؤولية

من جانبه "ع. ع" موظف في مؤسسة الكهرباء طلب منا عدم ذكر اسمه قال لنا: هناك أمر خارج عن إرادتنا عند قطع التيار لأن الضغط الشديد على الخطوط والمولدات يسبب عجزاً كبيراً في التيار مما نضطر إلى قطع التيار لكي نعالج الأمر، وهذا معروف بأنه خطأ لأننا نعالج الخطأ بالخطأ والسبب في ذلك هونقص الإمكانيات والمعدات والمولدات اللازمة لتزويد وتغطية العجز والفجوة الكبيرة في التيار، أما سبب قطع التيار لمدة وجيزة ثم نعود بإعادة تشغيله من جد هو الآخر خارج عن إرادتنا لأن المولدات الحالية عندما تصل حرارتها إلى درجة عالية والضغط عليها يزداد هو الآخر فإنها تفصل دون أي تدخل منا، مع العلم بأنه لا توجد مولدات بديلة لكي يتم تفادي هدف المشكلة فنضطر إلى تشغيله مرة أخرى فيرجع التيار في نفس اللحظة، وهذا لا يحصل في خدير فقط ولكن في مديريات أخرى، فيجب على المواطنين أن يتفهموا الأمر وأن يعرفوا بأن الإمكانيات الحالية أن تفي بالغرض، وأن اليمن لم تصل بعد إلى التقدم والتكنولوجيا الذي وصلت إليه بعض الدول المجاورة.

ولكن يجب على المسؤولين أن يمدوا المحطات الموجودة بمولدات تزويد لكي يتم تفادي مشكلة انقطاع التيار وخصوصاً في مديرية خدير.

الحكومة وعوداً زائفة

إن الكهرباء في مديرية خدير قد انتهجت سياسة "طفي لصي" وهي سياسة لا تنتهجها أضعف الدول في الإمكانيات، وعوداً من الحكومة بتوليد الطاقة النووية لأغراض التزويد بالكهرباء ولكنها أصبحت بالطاقة الشمعية.

عبده علي محمد يصف لنا الحال بالقول: الكهرباء في خدير لا تكاد تستمر إلا أقل من يوم في الأسبوع مع العلم بأن إدارة المجلس المحلي تعلم بالأمر وهي عاجزة على اتخاذ أي قرار، على الرغم من التمتع الذي منحته الدولة للمجالس المحلية في الحكم المحلي والمد بصلاحيات أكبر ولا نجد سوى وعود زائفة نسمعها في الانتخابات فقط، فاليوم أصبحت المديرية وبعض المديريات في أزمة كهرباء حتى في أوقات الصلاة ووقت سماع الأذان يتم إطفاءها، فإلى متى هذه المهزلة؟، فيجب على المسؤولين في المحافظة عموماً والمديرية خصوصاً النظر في أحوال هذه المديرية، لأن المسؤولين توجد لديهم معدات طوارئ أو مولدات للكهرباء ولكن المواطن العادي والسواد الأعظم من البسطاء لا تتوفر لديهم تلك الإمكانية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد