امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية .. العوائق.. والأسباب.. والطموح

2008-06-24 11:59:32

كنا في عدد سابق ل"أخبار اليوم" قد نشرنا استطلاعاً أجريناه مع تربويين ومدراء مدارس في محافظة عدن وقرأنا ما هي انطباعات أولئك التربيين حول عملية سير الامتحانات واتضح لنا جلياً أهمية الدور الواقع على المراكز الامتحانية لا نقول في منع وإنما في التخفيف من ظاهرة الغش التي أفقدت الامتحانات الوزارية هيبتها وهيبة القائمين عليها. . . اليوم أعزاءنا القراء وبعد مرور ثلاثة أيام على بدء الامتحانات نستكمل ما تبقى من الاستطلاع والذي تناولنا فيه نفس الموضوع ولكن في منطقة أخرى وأكثر أهمية، إنها أمانة العاصمة وضواحيها وكذا بعض المحافظات القريبة منها فإلى الحصيلة:

استطلاع: يحيى الشرفي

البداية كانت مع الأستاذ/ محمد الغذيفي - مدير منطقة شعوب التعليمية الذي وصف لنا حال الامتحانات خلال الثلاثة الأيام التي مضت والمشاكل التي قد تحدث أثناء الامتحانات بالقول: فعلاً هناك بعض المشاكل قد تحدث أثناء الامتحانات مثل إتيان بعض الشباب بسيارات وينادون بالمكرفونات حتى يسمع الطلاب داخل المركز لكن لا نعلم كيف يحصلون على الأسئلة لكن الطلبة ليس لهم أي ذنب وعند حدوث مثل هذا فإننا نقوم بإلغاء المركز وذلك بنقله مركزاً آخراً، وعندما نكتشف أن هناك غشاً حصل في مركز ما بعلم إدارة المركز فإننا نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المدرس أو المراقب وذلك بإيقافه من العمل وحبسه وتحويله إلى النيابة، أما على مستوى المركز ككل فهذا معناه أن رئيس المركز يضطلع فيها، وهنا يتوقف مدير المركز ويغير بمدير مركز جديد ويغير طاقم المراقبين بالكامل ونتائج الطلاب تظل كما هي ولا تتدخل بعمليات الغش.

من ناحية سير الامتحانات بصراحة الامتحانات في أمانة العاصمة متميزة جداً عن بقية المحافظات لأنها تعتبر واجهة اليمن وكذا لاختيار كوادر ممتازة ومن ذوي الكفاءة والخبرة لأنه إذا فشلت أمانة العاصمة فكيف بالمحافظات الأخرى ولهذا فالمراكز الامتحانية مدعمة بلجان أمنية والحمد لله ونحن نشكر أفراد الأمن على جهودهم حقيقة أثناء امتحانات الثانوية وكذلك إذا طلبوا أثناء الأساسية كما أننا نعطي كل حقوق المراقبين أولاً بأول وكذلك الجهات الأمنية.

أما مشكلة أرقام الجلوس فإننا عند توزيعنا لأرقام الجلوس فقد أخذنا تعهدات من مدراء المدارس بعدم استلام أي مبالغ مالية من قبل الطلاب.

أما عن ظاهرة الغش فقد قال: عملية الغش إن حدثت هنا فهي ظاهرة سرية وأنا أقول هذه الظاهرة لا تجدي الطالب نفعاً والمسؤولية تقع على الآباء بالدرجة الأولى لأنهم يعودون أبناءهم على عدم المتابعة والغياب بالإضافة إلى المدرسة فكلما كانت المدرسة تشدد على ظاهرة الغش والطالب يعرف أنه لن يستطيع الغش في الامتحان فإنه سيذاكر ولن يعتمد على الغش، لكن أعتقد أن المجتمع اليمني بدأ يعي مخاطر الغش وأنها ليست في صالح أبنائهم لهذا كنا نواجه في السابق العديد من الضغوطات والمحاولات لتسهيل بعض الأمور لكن الآن لا توجد هناك أيٌ من هذا بل بالعكس هناك ضغوطات في أننا نجعلهم يعتمدون على أنفسهم.

وفي نهاية حديثه قال: أقول إن هذا العام بالذات أنيطت بالمراكز التعليمية مهمة وأعطيت لها صلاحيات في عملية صرف القرطاسية والدفاتر وتم توزيع كل شيء من المناطق التعليمية إلى جانب المهام السابقة التي كنا نقوم بها وهي عملية نقل الأسئلة من مركز التربية بالمحافظة إلى المراكز والإشراف عليها ثم إعادة المظاريف إلى الكنترول.

وفي مديرية أخرى من مديريات أمانة العاصمة كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ/ عصام العابد - مدير منطقة الثورة التعليمية والذي قال: سير الامتحانات في منطقة الثورة حقيقة مرت ثلاثة أيام على الامتحانات ولم تظهر أي سلبيات بشكل كبير جداً ولكن مع مرور الأيام وتدرج المواد الأصعب فالأصعب تبدأ المشاكل لكن التجهيزات والإعداد للاختبارات أعتقد أنا بأنها كفيلة بأنها تطوق أي مشاكل وتعالجها أولاً بأول نظراً للإعداد المسبق واتخاذ مكتب التربية بأمانة العاصمة إجراءات ممتازة وحتى الآن والحمد لله الأمور مستقرة، أما عن ظاهرة الغش فهي حقيقة واقع موجود لا نستطيع أبداً أن ننكرها كتربويين لكن نظراً للإجراءات المشددة في اللجان الامتحانية واللجنة الفرعية بأمانة العاصمة نطوق هذه المشكلة من عام إلى آخر لكن العائق الكبير ليست ظاهرة الغش وإنما عدم التزام الكثير من الملاحظين والملاحظات في المراقبة على الامتحانات سواء الأساسية أو الثانوية والسبب الرئيسي هو الاستحقاقات والمبالغ التي تخصص لهم ولعدم كفايتها والتي تدفع بهم لأن يكونوا أكثر التزاماً من أول يوم وأتمنى أن يكون العمل للمراقب ورئيس المركز بشكل عام إجباري وألا تعطى أي مستحقات وأنا أعتبره واجب وطني على الجميع.

وفي ختام حديثه للصحيفة قال: أشكر صحيفة "أخبار اليوم" لاهتمامها بجميع الفعاليات التربوية والامتحانات واهتمامها بأبنائنا الطلاب والطالبات وكذا تعاونها الدائم والمستمر مع النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية وخاصة أ. ابراهيم مجاهد - رئيس التحرير وأتمنى لكم كل التوفيق وأرجوا أن تكونوا على استمرار وتواصل معنا طيلة أيام الامتحانات لمعرفة كل جديد.

كما تحدثنا إلى الأستاذ القدير والمربي الفاضل/ محمد علي الشامي - مدير المركز الامتحاني بمدرسة اليرموك ورئيس الرقابة والتفتيش بالنقابة العامة للمهن التربوية والذي قال: فيما يخص أمانة العاصمة، فأمانة العاصمة تتمتع بدرجة عالية من العملية الآمنة لسير الامتحانات خاصة خلال السنوات الأخيرة ولقيادة مكتب التربية ممثلة بالأستاذ/ محمد الفضلي جهد واضح وملموس في ضبط سير عملية الامتحانات بالشكل الصحيح والمضمون، أما ما يخص سؤالك في أن الامتحانات تقيس مستوى الطالب فإنها تقيس مستوى الطالب مقياساً جيداً وخاصة في إدارات مراكز الأمانة وعن المخصصات المالية فهي فعلاً غير مراعية للظروف وأتمنى من وزارة التربية مقارنتنا بأولئك الذين يعملون عملاً إضافياً ويتم إعطاؤهم مبالغ مالية كبيرة فإذا كان أقل واحد يأخذ ألف ريال في اليوم فما بالك بمن يحصل على 220ريال ويكاد يكون مجهوده خمسة أضعاف مجهود من يعمل العمل الإضافي وأنا أرى أن يتم إلغاء هذه المبالغ ويعمم العمل بشكل إجباري أفضل من هذا الظلم.

مضيفاً: صحيح أن هذا السبب يؤدي بضعفاء النفوس إلى التخلي عن ضمائرهم وبيعهم للجان أو محاولتهم القبض من الطلاب مبالغ مالية أو محاولة تعكير صفو جو الامتحانات وأكون صادقاً معك بأنه كل سنة يتم الإعلان عن إحالة عدد من المراقبين إلى النيابة، لكن لم تعلن كأسماء، وأتمنى من وزارة التربية أن تعلن للجميع بأسماء من تم إحالتهم حتى يعرف الجميع من الذي يعمل ومن غير ذلك.

وفي ختام حديثه قال أ. محمد: أشكر صحيفة "أخبار اليوم" على هذا المجهود والتفاعل الجيد وإتاحة الفرصة لنا بالتحدث والتلمس الحقيقي لهذه القضايا التي تهم الوطن وتهم الطالب وتهم ولي الأمر وتهم كل الناس والذين من ضمنهم فلذة أكبادنا الذين هم من سيمسكون بزمام الأمور، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في الامتحانات.

أما أ. محمد النهاري - مدير مركز 30 نوفمبر الامتحاني يرى بأن جميع المدرسين ملزمون بالمراقبة وليس هناك أحد معفي منها ومن ناحية اختيار رؤساء المراكز فإنه يتم عن طريق ترشيحهم من المناطق التعليمية واللجنة الفرعية، وتمنى أ. النهاري زيادة المخصصات للمراكز وكذا تجهيز المراكز من ناحية الكراسي وما إلى ذلك قبل الامتحانات بفترة لأن هذا يؤثر سلباً على سير العملية الامتحانية بشكل كبير وضياع للوقت وانتقاص لحق من حقوق الطلاب ويشكل عائقاً وإرباكاً بالنسبة لنا كمراقبين ورؤساء مراكز.

كما تحدثنا إلى الأستاذ/ حسن ثابت - مدرس بأمانة العاصمة حيث أوضح لنا العديد من الأمور التي تتم في الأرياف وبعض مدارس العاصمة حيث قال: المشكلة الآن أصبحت أنه من حق الطالب أن يغش وأحياناً الإدارات التربوية هي من تساعد على هذا الغش كون هذا ابن فلان أو ابن علان، والطالب الذكي هو مظلوم منذ دخوله قاعة الامتحان لأنه يتساوى مع الطالب المهمل الذي لا يحضر طوال العام ويأتي الغش لهذا الطالب وطبعاً عبر المراقب وهنا ربما قد يحصل الطالب المهمل على درجة أكبر من الطالب المتفوق.

وأكد على أن القائمين بالمراكز الامتحانية يقومون ببيع أرقام الجلوس مع أنها توزع مجاناً وهذا مذكور في أسفل رقم الجلوس حيث قال: يعود سبب هذا العمل هو أن المراكز الإمتحانية في الأرياف تباع بيعاً من قبل المديريات ولا تسلم إلا بمقابل وهذا المقابل يتراوح ما بين (100-200) ألف ريال، لذلك يضطر رئيس المركز إلى بيع أرقام الجلوس أو أخذ مبالغ مالية من قبل الطلاب أثناء الامتحانات مقابل تسهيل عملية الغش، لذلك في الأرياف تنعدم النزاهة وهذا يعود إلى أن ما يصرف من الوزارة للمراكز الامتحانية لا تصل إليها فالدولة تصرف لكل محافظة فرضاً مليون ريال كبدل تنقلات لمدراء المراكز والمراقبين والمشرفين وهذه تصل إلى مدير التربية بالمحافظة ولا تسلم إلى اللجان أبداً.

أما عن ظاهرة الغش فالطالب يعرف أين مصلحته كما يجب على الدولة مكافحة هذه الظاهرة لأنها ظاهرة سيئة وأصبحت مستشرية بشكل كبير، فإذا كان لا يحضر طوال العام سوى (10) طلاب ويأتي الامتحان وعدد الطلاب (50) طالباً وطبعاً هؤلاء جميعهم سيدفعون حتى ينجحوا في الامتحان.

لذلك المسؤولية مشتركة على الجميع وألقيها أكثر على القائمين على المراكز الامتحانية لأنهم بأيديهم منع الغش وبأيديهم أيضاً السماح له.

ويتحدث أيضاً الأخ/ كمال محمد - طالب جامعي حيث يرى بأن المظلومين هم أبناء أمانة العاصمة والسبب هو كون هنا في الأمانة حزم وتشديد لمنع الغش أما من هم في المحافظات الأخرى فتسهل عليهم عملية الغش نظراً لعدم الرقابة والنزاهة والاهتمام ومن ناحية المسؤولية فقد قال: أحمل المسؤولية على الطالب والمدرسة فإذا كان الطالب لديه نية في الدراسة فلن يلجأ إلى الغش في الامتحانات كذلك المدرسة عند تساهلها مع الطلاب وعدم حزمها للأمور وعدم متابعة غياب الطلاب أولاً بأول وإبلاغها لأولياء الأمور تتيح للطالب اللعب والتغيب طوال العام وفي نهاية العام ليس هناك طريق إلا الغش، أما الأسرة فأنا لا أحملها المسؤولية وإن تحملت فهي بالقدر القليل هذا هو رأيي وأحترم بقية الآراء.

وفي نهاية الاستطلاع أكد لنا أ. محمد الحداد - الذي يعمل بالريف أنه من خلال السنوات السابقة تبين بأن عملية الغش يتم الترتيب والاتفاق المسبق لها وهذا يحدث فقط في الريف أما عن أمانة العاصمة وعواصم المحافظات فيندر وجود الغش، ويضيف بأن سماح المراقبين للطلاب بالغش يحطم مستقبلهم ومستقبل اليمن وعليهم احترام المهنة التي يؤدونها والشعور بالمسؤولية أمام الله وأمام المجتمع.

متمنياً لجميع الطلاب التوفيق والنجاح وعلى إدارات المراكز العمل أكثر من أجل اليمن لأن المال الحرام لا يدوم لصاحبه لأن هؤلاء هم شباب المستقبل ومن ستنهض بهم اليمن فكيف لنا أن نريد التنمية والعز ونحن نبني أنفسنا على ظاهرة ستؤدي بالمجتمع كله إلى طريق الفشل.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد