الحديدة .. فرح بالعيد لا يخلوا من مشاهد الألم .. والزائرون شواطئها الجميلة يفترشها المخزنون

2010-11-18 00:34:39 تقرير/ عبد الحفيظ الحطامي

ثمة حضور زاهي للعيد هنا في مدينة الحديدة رغم مظاهر البؤس التي تتكوم بصورة محزنة .. أطفال ونساء ورجال تتعدد المطالب والأفراح والأتراح والأشواق والأوجاع كذلك .. تتداخل الصور بشكل درامي يفضي بك الى تداعيات تؤرق الزائر الى مدينة مسكونة بالشواطئ والمناظر الطبيعية ، وغاصة بلواعج الألم كذلك .. مشاهد الجمال الشتوي في مناخ الحديدة يجبرك على البقاء في أجوائها المفعمة بالشجن اللذيذ ، بيد ان ما يفطر القلب تكور مشاهد الألم في شوارعها بصورة تصادر منك شعور غامر بالفرحة والبهجة والحضور الأنيق لمشاهد قد لا تجدها في غير مدينة الحديدة وشواطئها وحتى مزارعها القريبة من أودية زبيد ومور ورماع وسهام وغيرها من الاودية الثانوية التي تهب سهوا تهامة الق الاخضرار .. اخبار اليوم رصدت مظاهر الفرحة العيدية لسكان الحديدة وحتى زائريها وتلمست مظاهر الوجع المسفوح في شوارعها الخرساء.

للأعياد في محافظة الحديدة نكهة خاصة وولع طاغ بالجمال والبساطة والروحانية والتكافل والتراحم والتعاون الحميم .. جمال عياني وهو احد الشخصيات الاجتماعية في حي السور يقول اذكر ان لعيد الاضحى والفطر مذاق خاص لدى سكان الحديدة حيث المئات من السكان يتدفقون الى شواطئ البحر والكورنيش وحديقة الشعب أول متنفس في المدينة كان يقصده المئات من السكان من مختلف أحياء مدينة الحديدة .. الاطفال والنساء وحتى الرجال ينتقلون على متن العربيات التي تجرها الحمير وسط ابتهاج الأطفال وأناشيدهم وتهليل وتكبير الكبار .. في النهار ومنذ الصباح الباكر وبعد عودة الرجال من المصلى الكبير تبدأ تشكل لوحة من التكافل الاجتماعي الرجال وحتى الأطفال يتزاورون مع أقاربهم وأرحامهم وجيرانهم يتبادلون التهاني ويأكلون وجبات شعبية خفيفة المعفش والمطبق والزعافير والمجلجل والمشروبات المختلفة والعصائر التي تتكون الشعير والعناب ومنقوع الزبيب والماء المبخر وغيرها من الأشياء الجميلة التي اذكرها في طفولتي ، أما محمد سالم عياش وهو من سكان حي الدهمية فيمضي بالقول للأسف ان مثل هذه المظاهر أخذت في التلاشي ، تغيرت الكثير من هذه المظاهر الاجتماعية ولم يبقى منها سوى التزاور والتكافل الذي لا يزال قائما وتحول بعضه إلى عمل اجتماعي وخيري حيث أصبح عشرات الجمعيات تقوم بجمع الأضاحي وتقوم بتوزيعها وكما ترى المئات من الاسر الفقيرة تمتد طوابير طويلة للحصول على اللحوم منذ أيام العيد الأولى الفقر قضى على كثير من المظاهر الجميلة والتي أصبحت مجرد ذكريات من الماضي ومثلا في سبعينيات القرن الماضي كانت الأسر الغنية تذبح أضاحيها جوار منازلها وسط التفاف الجيران والاسر الفقيرة التي تاتيها اللحوم الى منازلها ، والرجل الذي يضحي يبقى مثل العروس ويلبس ملابس مميزة وتخرج من بيته روائح عابقة بالعطور والفل والأشياء الجميلة ، واليوم هذه لم تعد موجودة ، اما محمد خيرات فيتذكر ان مساء أيام العيد كان الأطفال يذهبون الى الحديقة التي في شارع الدهمية والتي قضى عليها الزحف العمراني ولم يتبقى منها سوى قطعة صغيرة وبعض الحديد الخردة حيث كان الأطفال ذكور وإناث يمارسون لعبة المدريهة والتي لم تعد موجودة ، والقناواة الفضائية والقات قضت على هذه المظاهر انتهى كل شيء فلم يعد شاطئ الحديدة مثلما كان أصبح اليوم الى قاعات أعراس وفنادق ومتنزهات للأسف فيها خيم لا للأطفال والناس يتنفسون فيها لا أصبحت مرتعا للمخزنين والمدخنين حيث تتبارى هذه المتنزهات في تقديم أجواء مناسبة للمخزنين والذي يرتادها المئات من السواح من المحافظات الأخرى ..

 

أما فيما يتعلق بحاضر العيد هذه الأيام هناك متنزهات كثيرة وحدائق كذلك لكن أسعار الدخول والألعاب فيها مرتفعة بحسب من التقيناهم فالأسر الفقيرة لا تقدر قطع تذاكر لأطفالها وهذا يسبب إحراجا لها كما يقول سعد عبده سالم الوصابي الذي وجدناه على مقربة من الحديدة لاند يتمكن البعض من إدخال أطفالهم والبعض الآخر يكتفون بالفرجة ، لا توجد متنزهات مجانية للأسر الفقيرة والشواطئ احتلها المخزنون بسياراتهم او ببناء متنزهات تصبح هي الأخرى مستحيلة لدوي الدخل المحدود ، اما احمد يفرسي فيقول الحديدة جميلة هذه الأيام لكن كما ترى أسعار الفنادق مرتفعة وهناك زحمة شديدة ولا توجد متنفسات كل شيئا صبح بفلوس حتى الشواطئ التي أصبحت مأوى للمخزنين ، الحديدة رائعة واضطررنا التوجه الى محمية برع ومزارع في وادي سهام وسردود وزبيد ، وتركنا الشواطئ واكفينا بمشاهدتها عن بعد ، اما انور عبد الكريم القادم من محافظة صنعاء فيقول انه قدم الى الحديدة للاستمتاع بالسباحة في البحر مع 6 من زملائه ، مشيرا ان السكان في الحديدة طيبين ، لكن ما ينغص السياحة هنا وجود المتسولين في المتنزهات والشوارع وحتى ابواب المطاعم بما يثير في قلوب الزائرين الحزن والألم إزاء هؤلاء الاطفال والنساء المتواجدين عند أبواب المطاعم والجولات كما ترى ، اما صادق السدمي فيقول انه قدم للحديدة للاستمتاع بجوها وشواطئها ونخيلها في الخوخة والدريهمي ، مشيرا إلى ان أطفاله اعجبوا بمناظرها الرائعة رغم ان أسعار الفنادق غالية .

الزائرون للحديدة عبروا عن ارتياحهم لما رأوه في الحديدة من مناظر جميله في سواحل الدريهمي والعرج والخوخة والتحيتا وغيرها من المناطق التي تعتبر عوامل جذب سياحي بحاجة الى مزيد من الاهتمام والعناية.

 

 

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد