المواطنون يؤكدون أن تنفيذ الطريق الرابط بينهما سيكون المفتاح لحل كل المشاكل..

طريق ماوية تعز ومسيمير لحج .. إهمال ونسيان ومشاريع متعثرة جراء قرصنة الفاسدين

2010-12-14 00:42:33 استطلاع / عبد الرب الفتاحي



الحديث عن مشروع خط الطريق بين ماوية والمسيمير أصبح مملاً.. هذا ما سمعته من احد الأشخاص في مديرية المسيمير بمحافظة لحج عندما حاولت معرفة رأيه عن أهمية هذه الطريق.
 لقد كثر إطلاق كافة الأوصاف على مشروع هو في غاية الدقة لمنطقة تعيسة لدرجة حرمانها من أبسط مقومات الحياة والخدمات، حتى أنها لا تجد مشروعاً لمياه صالحة أو مجمع مدرسي سليم, فمنطقة كهذه كانت ضحية في فترة التشطير ، لكونها واقعة في منطقة حدودية منشغلة بالصراعات، أما في الوقت الحاضر فقد اختلف الأسلوب لكن بطريقة تدمير المناطق من خلال حرمانها من المشاريع والطرقات التي تضمن لها التطور لكي تخرج من العزلة المربحة للبعض.

عقد ونصف والمشروع على الطاولة
 في عام 2007 قام الرئيس علي عبدالله صالح بزيارة لمديرية ماوية بمحافظة تعز في شهر أكتوبر وقد تابع وقتها الحديث عن مشاريع كثيرة ترتبط بالخدمات ولم ينسِ الإشارة عن خط ماوية ـ المسيمير الذي ظل ولفترة كبيرة في قائمة المشاريع التي ينظر إليها الكثير على أنها مهمة وتستحق التنفيذ وفي كل مرة يقوم الرئيس بزيارة ماوية يكون موضوع الطريق شيئاً يكرر نفسه في توجيهاته، إلا أن الجهات المعنية لم تنفذ تلك التوجيهات وإلى الآن لم يتحقق أي عمل على ارض الواقع وبذلك لم يعد لدى الناس في المسيمير وفي ماوية أيضاً أي حديث غير متى سيتم إنجاز هذا الخط؟؟.
 وتعود الفكرة لهذا المشروع إلى التسعينيات أي بعد إعلان الوحدة المباركة وقد تم اعتماده ضمن الطرق الهامة وقد نزلت العديد من لجان المسح لكي تحدد المناطق التي سيمر من خلالها هذا الخط , ولكن بعد مرور الوقت أصبح هذا الطريق مجرد شكل لا يجد التنفيذ وهي تمتد بطول 30كيلومتر وتمر عبر العديد من المناطق التي يقع الطرف الأسهل منها في المسيمير حتى منطقة القضاة أما الطرف الآخر فهي مناطق جبلية تمتد من القضاة إلى ماوية.
هناك في ماوية يجد الشخص أن الطريق هي الحل لمعظم المشاكل التي تعاظمت خلال فترة طويلة وتعرضت فيها المنطقة لحالات من الإهمال والنسيان وقد تحولت المديرية فقط لتكون "زبالة" لمشاريع فاشلة سواء في جانب الخدمات التي ترتبط بالمياه أو في الكهرباء والمجمعات المدرسية ومازال هناك مجمع مدرسي يقع على خطوط التماس سابقاً والتي كانت تفصل المسيمير عن ماوية وقد تعرض لعملية قرصنة من النوع المرتبط بالفساد ومازال حتى الآن متوقفاً بعد انسحاب المقاول وتعرض المجمع للتدمير من خلال عدم توفير الاحتياجات التي أظهرت مدى التلاعب فيها, ولذلك ينظر البعض أن وجود الخط سوف يساعد في تغير كبير على المنطقة وسيجعل من السهل على الدولة مراقبة المشاريع وإجراء التصحيح فيها ومحاسبة من يحاولون عزل المناطق عن بعضها بطريقة جعلت من السهل ممارسة شتى أنواع الفساد وذلك من خلال المحاولات الجادة التي تحدث الآن من خلال إضعاف تحقيق هذا الخط على الواقع وقد أدى إيقافه إلى تعزيز مدى الشعور بالإحباط لدى الكثيرين والذين طالما كانوا يحلمون بأن تمر الطريق على مقربة منهم وهذا دفع البعض إلى القول أن المنطقة تتعرض لحالة من التهميش سواء أثناء الحكم الشمولي أو بعد زواله .. فمديرية ماوية والمسيمير لم تجدا مشروع يعوضها عن الفترات السابقة والتي كانتا فيها مناطق حروب وصراع وقد حدثت محاولات شتى من اجل إفشال الخط ومنها أن هناك أطراف حاولت تغير مساره فبعد نزول إحدى اللجان وتم وضع المسوح وتحديد النقاط على أن تكون المنطقة المستهدفة هي ماوية والمسيمير عبر خط يمر بعزلة "اصرار" التي تمتد من منطقة "هيميريم" وتنتهي بقرى "ذابة والقضاة" إلا أن هناك من أراد فيما بعد أن تكون المنطقة المستهدفة تمر عبر المناطق التي تمتد في وسط الطريق من ماوية وتعز بحيث سيتم حرمان المديرية من هذا المشروع وستكون الطريق مارة بمسار منحني إلى المناطق التي تقع في إطار "الدمنة والقبيطة" وهذا يعني أن بعض الجهات تحاول إفشال الطريق الحقيقي بإيجاد طريق أخرى لم تكن مذكورة وفق المخطط الذي تم تأسيس الخط عليه والذي كان في التسعينيات ويجعل من مديرتي ماوية والمسيمير احدهما نقطة البداية والثانية هي نقطة النهاية ..
وتنبه الجميع إلى وجود خطر يهدد مشروع الخط الرابط بين ماوية والمسيمير بأسلوب لم يخل من الخوف وهذا دفع الكثير لمحاولة معرفة حقيقة المشروع وقد كانت زيارة الرئيس هي الدليل على وجود هذه الطريق وتوجيهاته للجهات المختصة بالعمل بها وسرعة انجازها دليلاً واضحاً على وجود هذا المشروع لكن بمجرد مغادرة الرئيس تكون الأساليب مدفوعة من خلال إقامة بعض الطرق الصغيرة التي يتم رصها بالأحجار على أنها مشاريع تستحق الاهتمام ومن اجل تغطية العجز فيما يخص تحديد الخط الأصلي ومتى سيتم إنجازه.
وأكد المواطنون وجود قوى تعمل جاهدة على عرقلة المشروع وهذا هو الذي جعل الخط مجرد حلم بحاجة إلى قوة القانون من أجل انجازه.
مشروع مهم
عند وجودي في مديرية ماوية التقيت بالشيخ/ هزاع هائل الشجري ـ عضو المجلس المحلي ـ والذي عبر عن سعادته لتناولنا موضوع الخط الواصل بين المسيمير وماوية والذي اعتبره مهماً بدرجة كبيرة للمنطقة .
وأضاف "أتذكر أن عبد العزيز عبد الغني هو من وضع حجر الأساس لهذا المشروع بعد الوحدة وحينها كان هناك محاولات حقيقية للبدء فيه بطريقة فعليه وكان الاختلاف في ذلك الوقت يدور في تحديد بداية العمل بالمشروع فهل سيكون من ماوية أو من المسيمير والآن المنطقة الأخيرة أي المسيمير منطقة سهلة ولا تتضمن الكثير من الجبال فقد ابتدء العمل منها فيما ماوية ونتيجة لوجود مناطق جبلية فيها وعلى مسافة قليلة فهي كانت بحاجة إلى تخطيط وإعداد جيد لكن كان هناك اتفاق حول أهمية الخط الذي كان بمبادرة حقة لكي يتم إنقاذ منطقة ظلت ولفترة تصارع حالة التمزق القريب منها وبشكل محسوس وأكثر تأثيرا ".
وتابع عضو المجلس المحلي حديثه :"أعتقد أن هناك حاجة ماسة لهذا الخط بالنسبة لنا والسبب أن العزلة أثرت على مديرية مغلقة كماوية أو حتى المسيمير وهناك نقص في الخدمات ولا يعلم الكثير من المسؤلين ظروف هاتين المديرتين والتي يجب أن تكون لهما الأولوية من المشاريع والخدمات والطرق وهذا لم يتحقق بشكل مقنع لذلك الطريق يمكن أن تلعب هذا الدور ويجعل هناك نظرة تختلف عما هي اليوم وسوف  تكون الأمور واضحة وليس فيها لبس وإنما ستكون الحقائق معرضة للتقييم بشكل أفضل وهذا يعود في كون الطريق ستعمل على تشغيل المنطقة والتعرف عليها عن قرب ".

حلم ومعوقات
في المسيمير تحدث الأستاذ/ فاروق الحميدي ـ عضو المجلس المحلي فيها والمسؤل على لجنة التخطيط والتنمية في المجلس ـ والذي عبر عن شكره لصحيفة "أخبار اليوم" لإنها قامت بالنزول إلى المديرية والاطلاع على سير العمل في المشاريع فيها وقال : "طريق المسيمير ماوية في حال اكتماله فإنه سيسهل من تنقل المواطنين من جهة وكذلك في نقل المواد الغذائية والتي تعاني فيها المنطقة حاليا من صعوبات تعرقل ذلك".
 وأضاف الحميدي :"هذا الخط حلم كبير لجميع أبناء المديريتين ومنذ الإعلان عنه كانت هناك معوقات تواجه وقد بدء المشروع من خلال مقاول والذي قام بعملية المسح للطريق لحوالي خمسة كيلو مترات من عاصمة المديرية وحتى منطقة عيانه وعمل على شق الطرق التي تمر تحت المدينة ولكن كانت العراقيل وقتها من السلطة والمواطنين وقد أدت إلى توقف العمل بالمشروع وتم مجيء مقاول أخر بعد فترة والذي لجاء إلى وضع الرسومات والمسوحات من جديد، لكن نتمنى ألا تكون هذا الطريق دعاية انتخابية كما يقول المواطنون هنا ".
حل لمعظم المشاكل
الأستاذ/ السكري صالح حمود تحدث من جانبه عن الخط من الجوانب التي يمكن أن تشكل أهمية كبيرة للناس في المنطقة وقال :"المشروع أو الطريق ظل الكثير من الناس في ماوية والمسيمير يحلم بها لتكون حقيقة ملموسة وليست مجرد طريق لها فترة زمانية لم ترى النور وهذا الذي يحدث ولذلك يمكن نقل حياة الناس نحو الأفضل في حال ما تم وضع المشروع قيد التنفيذ وسوف يساعد هذا الطريق على تنمية المنطقة وتطويرها وسيكسر حالة العزلة والحصار المفروض عليها حيث أن هذا الخط سيعالج بنفسه الكثير من القضايا والمشاكل وسيدفع الناس لكي ينموا من قدراتهم بطريقة تختلف عما نجده الآن من ضعف في بنية التعليم والمعرفة والصحة وحل المشاكل ".
وتابع الحديث :" لهذا الخط أهمية لأنه سيكون أحد الطرق التي تربط المديرتين مع شبكة من الطرق وسيكون هناك عمل مستمر في مختلف المجالات وسوف يضطر البعض لكي يستثمر المناطق بشكل أفضل ولهذا سوف ترتبط المنطقة بمشاريع كثيرة في مجال الكهرباء والمياة وسيكون توجه الناس كبيرا لكي يتخلوا عن بعض الأعمال الشاقة المنتشرة في المنطقة ولكي يفكرون بأعمال أخرى لأنهم في منطقتهم وسيكون هناك فرص خاصة والعديد من الخدمات لم تصل إلا الآن وهذا سيدفعهم لكي يعملوا بصدق وستزول بعض الأفكار التي تعبر عن جوانب ينطلق أصحابها في القول أنهم لم يجدوا المشاريع بعد الوحدة وغيرها من المبررات، لأن الحقيقة تدحض الادعاء إذا تحقق هذا المشروع".
أصحاب المصالح يعيقون المشروع
في المسيمير أيضاً التقينا بالأستاذ عبد ربه حربي عضو في الهيئة الوطنية للدفاع عن الوحدة في المديرية حيث اعتبر الطريق ذات أهمية متعددة بالنسبة لمديرية المسيمير وقال "نظرة التجار الذين يقطنون في الدمنة والراهدة تتميز بالتخوف على خطهم إذا ما تحقق هذا المشروع وينظرون أن خط ماوية المسيمير يمكن أن يكون منافس قوي وقد تتضاءل الحركة في خط الراهدة الدمنة بشكل واضح لذلك عملوا على مواجهة المشروع الجديد ".
وتابع : "توقف المقاول الجديد عن العمل بالمشروع محزن ومقلق والمواطنين في المسيمير لم يعملوا أي فعل أثر على سير العمل في هذا الخط بل أن التوقف له أسباب مجهولة تعلمها السلطة ممثلة بوزارة الأشغال والطرقات والمقاول نفسه والعجيب أن خط المسيمير ـ الازارق يجري العمل به بينما خط ماوية ـ المسيمير يعاني من التوقف بشكل متكرر".
لتعويض المنطقة
الشيخ إسماعيل سالم القاضي في ماوية نوه إلى ضرورة إعادة النظر في بعض التصرفات التي تدفع الناس لكي يتخذوا مواقف سلبية على الدولة على اعتبار أنها تقف حجرة عثرة أمام هذه المشاريع مما قد يسبب في حالة فوضى إذا ما استمرت بعض المشاريع خاضعة لأطراف لا تريد الخير للمسيمير أو حتى لماوية لكي تتطور أو ترتقي إلى الأفضل".
 وقال" من الطبيعي أن يشعر الناس أن مصالحهم تضررت لأسباب غير معروفة وهذا يخلق حالة من اليأس والإحباط وربما العنف والتمرد ويفرز في نفوسهم مواقف سلبية من الدولة التي لم تستطيع أن تحمي المشروع الهام كخط المسيمير ماوية الذي مرت عليه فترة 18سنة دون أن يتحقق ولذلك أصبح من الضروري أن يتجه من يعرقون المشروع إلى تعديل توجههم ويبتعدوا عن التدخل في هذه المشاريع والتي تعود بالفائدة والنفع على الناس جميعاً".
من جانبه يتفق الأستاذ/ عادل منصور السرحني عضو في المجلس المحلي سابقاً حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الطريق في تحقيق نهضة كبيرة وفي مختلف المستويات وقال "الكل يتحدثون هنا في المسيمير أو حتى في ماوية عن هذا الخط ونحن ومنذ أن كنا في المجلس المحلي رغبنا في تحقيق هذا الخط الذي يمثل أحد أهم المشاريع الهامة في المنطقة والتي سينعكس أثره على الجميع ولكن لم نكن لنعرف لماذا تتسع المشاكل فيه، مما أدى إلى توقفه.
وأضاف :"تنفيذ المشروع مهم وسوف يكون له دور في تعميق روح الولاء لدى الناس نحو الوطن خاصة أنه سيلبي وسيعالج النقص في الخدمات والتي أدت إلى حالة من الشعور بالنقص في التعامل تجاه بعض المناطق وتفضيلها على أخرى من خلال توزيع المشاريع وهذا يدل على أن كل ما يجري لا يعتمد على خطط ودراسات وإنما على تخمينات وتدخلات من شخصيات وأطراف معينة وهنا تكمن المشكلة ولو توفرت مثل هذه العوامل لكان خط المسيمير ماوية يحتل أوليه كبيرة من حيث ضرورة تحقيقه وبسرعة كبيرة دون أي تأخير، لذلك بإمكان الدولة إنهاء هذه الممارسات التي تتم بطريقة خاطئة وتكون الخسائر فيها كبيرة على المجتمع".
طريق الوحدة
أما الأستاذ/ عدنان سيف القاضي فقد دعا إلى ضرورة انجاز هذه الطريق، معتبراً إياها تمثل طريق الوحدة، لأن المسيمير وماوية كانت مناطق حدودية وشهدت صراعات كثيرة وكانت الأضرار من نصيبها بشكل لا يمكن قياسه.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد