مهرجة" إب السياحي

2008-07-21 04:45:04

عبدالوارث النجري

على مدى ست سنوات وهناك من يعبث بالمال العام في محافظة إب تحت مسمى الإعداد والتحضير لإقامة المهرجانات السياحية دون أن يتم أي مردود للمحافظة وأبنائها، بل على العكس تعرض الكثير من أصحاب الفنادق والمطاعم لابتزاز تلك الجهات المشرفة على المهرجانات وفرض إتاوات عليهم ما أنزل الله بها من سلطان، ورغم ذلك نجد الجهات الرقابية المسؤولة لم تحرك ساكناً سواء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أو نيابة الأموال العامة أو مجلس النواب وغيرها من الجهات فهؤلاء الذين لا يخجلون من الناس يتحدثون عن السياحة والاستثمار والتنمية السياحية وإب لا تمتلك حديقة واحدة، ولا منتزهاً سياحياً راقياً سوى منتزه جبل ربي والمحاط بثكنة عسكرية أفقدته الطابع الجمالي والاستمتاع برؤية الجمال الرباني للزائر، أما الخدمات فهي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، وكذلك هو الحال بالنسبة لمنتزه مشورة الذي عبثت فيه مخالب إخطبوط الفساد وسماسرة وتجار الأراضي، فإب تلك الحديقة الربانية الكبيرة عبثت أيادي مجموعة من المهندسين والمشائخ والقيادات المحلية ببساطها الأخضر وحولته إلى كتلة خرسانية، كان الأمل بالقاضي أحمد عبدالله الحجري لإصلاح ما أفسدته تلك البطانة التي ظلت معشعشة ست سنوات ماضية على المحافظة ومضللة للمحافظ السابق القيسي، إلا أن الحجري فاجأنا وكل أبناء المحافظة بالتمسك والتشبث بتلك البطانة عاملاً بالمثل المصري: "يبقى الحال كما هو عليه" حتى وكلاء المحافظة الآخرين فلا رئيس لجنة المغتربين والاستثمار قدم ما هو جديد للسياحة والاستثمار سوى التحكيم والعدال بين المغتربين لحل مشاكلهم البينية، ولا وكيل الشؤون الفنية حاول إصلاح حفرة واحدة من الحفر المنتشرة في مختلف شوارع إب، أو إنصاف أبناء ميتم من خطر كسارة وخلاطة القفاف وآثارها البيئية.

قمة الفوضى الخلاقة تشهدها محافظة إب بمختلف مديرياتها والكل يبحث عن المصلحة الشخصية على حساب المال العام وإيرادات المحافظة وجمالها ومخططاتها وحتى نقاوة جوها وتميزها بالخضرة واستمرار سقوط الأمطار وكل ما يصب في المصلحة العامة، ورغم ما سبق نجد أن قيادة إب لا تزال تصر على الاستمرار في الخطأ متجاهلة الأوضاع الخطيرة التي يمر بها الوطن وما يحاك ضده من مؤامرات ومخططات عدوانية تستغل الظروف المعيشية الصحية التي يمر بها المواطن العادل لاستغلال الشباب والشابات في تنفيذ العديد من المشاريع العدوانية التي تستهدف أمن الوطن ووحدته واستقراره وقيم ومبادئ مجتمعنا اليمني المسلم وعاداته وتقاليده، ترى هل تدرك قيادة المجلس المحلي بمحافظة إب وفي مقدمتها المحافظ ونائبه وبقية الوكلاء أن تلك الممارسات والإجراءات الخاطئة مثل استغلال الخضرة والجمال الرباني الذي منحه الله سبحانه وتعالى مدينة إب لصرف الملايين من المال العام في مسميات وهمية وغير مجدية والمهرجة السياحية كل ذلك له بلا شك دور سلبي على نتائج الانتخابات النيابية القادمة، فهل ستتحمل هذه القيادة تلك النتائج كيفما كانت أم أنها ستحاول إلقاء اللوم على غيرها؟! كنا قد سمعنا بأن القاضي الحجري كان قد حدد يوماً في الأسبوع لمقابلة المواطنين والاستماع لهمومهم وحل مشاكلهم، وكنا قد رحبنا بتلك الفكرة التي أجهضتها بطانة السوء قبل أن ترى النور. لماذا لا يقوم القاضي الحجري بزيارة ميدانية إلى المكاتب التنفيذية وخاصة الأوقاف والأشغال والتربية وصندوق النظافة وغيرها ليرى بأم عينه شكاو المواطنين وآهاتهم وما يتعرضون له في تلك المكاتب؟! أليس من الأولى سيدي القاضي الاهتمام بشوارع مركز المحافظة وإصلاح الحفر المنتشرة فيها قبل التفكير في اعتماد مشروع حماية إب من أضرار السيول؟! لا شك بأن ذلك أولى من مشروع إب غنية عنه ولولا فساد الأشغال والسماح للمواطنين بالبناء في السوايل وقيام بعض المقاولين بنقل مخلفات الشق والبناء إلى مجاري السيول لما كانت إب بحاجة إلى مشروع حماية من أضرار السيول، أيضاً سيدي القاضي لو كنت تعلم بأن مشاريع الترميمات انتشرت بكثرة في إب لما فكرت بالعمل على اعتماد مشروع ترميم قلعة القاهرة وقلعة سمارة خاصة لو علمت أن مشروع ترميم الجامع الكبير بإب وجامع جبلة منذ أكثر من ثلاث سنوات والعمل جاري في ال "10%" المتبقية حسب كلام مدير أوقاف إب، لو تعلم سيدي القاضي أن مشاريع الترميمات  وصلت إلى منزل المحافظ الذي لم يتجاوز عمره الزمني ال"20" عاماً وكل مشاريع الترميمات وغيرها من مشاريع شق الطرق الريفية عن طريق التكاليف، نأمل أن لا تكون  مصداقيتكم سيدي القاضي تصب في خدمة أصحاب المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد