الدراجات النارية.. الموت القادم من الصين

2008-08-16 04:16:36 ماجد البدوي


اليمن مثلها مثل بقية دول العالم تتخذ من الدراجات النارية وسيلة من وسائل المواصلات والنقل في العديد من مدنها وعواصمها وأريافها ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت بشكل كبير في بلادنا حيث تم استيراد تلك الدراجات ذات الأصوات المنخفضة العديمة الصوت من الصين وغيرها من الدول وبشكل كبير وغير مسبق وبأشكال وأسماء مختلفة وعديدة، ومع هذا التنوع للأسماء تنوعت معها الحوادث وتعدده أشكال وأسباب الموت في عالم الدراجات في اليمن فالبعض يتخذها وسيلة للمواصلات الخاصة به وبعض آخر يتخذونها من أجل لقمة العيش ومصدر رزق وذلك عن طريق العمل بها وبعض آخر من فئة الشباب يتخذونها وسيلة للمعاكسات ومضايقة الآخرين، وبعض آخر يتخذها وسيلة للسرقة وخاصة الحقائب الخاصة بالنساء وهذا يحدث كثيراً في عواصم المحافظات، ومع هذا التنوع في أغراض استخدام الدراجات النارية الآن المصير واحد هو "الموت" إذا استمر التنظيم على غيابه الملحوظ، والذي نريد أن نوصله هو: من المسؤول عن كوارث وحوادث الدراجات النارية؟، هناك من يلقي بالمسؤولية إلى المستوردين والجمارك ومنافذ ومداخل اليمن، وأيضاً هناك من يلقي بالمسؤولية على عاتق أصحاب وسائقي تلك الدراجات وهناك من يحمل المسؤولية على آباء وأولياء الأمور من الذين يقومون بشراء هذه الدراجات لأبنائهم وهم صغار وفي مرحلة الطيش فيتم استخدامها لغير غرضها أو المشي بسرعة جنونية مما يسبب العديد من الحوادث المؤسفة وهذا ما سنورده لكم خلال هذا الإستطلاع.

الصين وضعت حداً لأصوات الدراجات النارية المرتفعة الصوت والتي كانت مصدر إزعاج للكثير من المدن وذلك بأن قامت بتصنيع دراجات نارية تعمل على والات بدلاً من كمبريشن لتتفادى بذلك الحظر التي تقوم به بعض الدول ومنها اليمن في منع أصحاب الدراجات النارية من الدخول والعمل بها في عواصم المحافظات والمدن بسبب الإزعاج الذي يخلفه صوت الدراجة، وبتلك المواصفات تم السماح باستيراد هذه الدراجات دون مراعاة الازدحام والحوادث التي قد تحصل نتيجة هذا الانتشار الكبير والاستيراد الذي استطاع أن يأخذ مساحة كبيرة في اليمن.

وسيلة للمواصلات ومهنة للعاطلين عن العمل

الدراجات النارية تعتبر إحدى وسائل النقل الداخلية في المدن والقرى، وقد اتخذها الكثير من الذين لا يجدون أعمالاً مهنة لهم في إيصال الناس إلى أعمالهم وبيوتهم والأماكن التي يرغبون في الوصول لها ولكن بعد الإستيراد الكبير لهذه الدراجات أصبحت لا تخلو بيت منها في الكثير من المحافظات حتى الأطفال تجدهم يسوقون تلك الدراجات والتي بدورها قد ضاقت بها الشوارع مع وجود الطائشين والمتهورين من الشباب والذين يسوقون بسرعة متهورة وجنونية مع وجود في الطرف الآخر سائقي السيارات والقواطر وشاحنات وجنونية مع وجود في الطرف الآخر سائقي السيارات والقواطر والشاحنات وهم يسوقون بسرعة والذين يعتلون هذه القواطر لا يحسبون للناس حساب، فيأتي شباب يسوقون بسرعة جنونية فيقعون ضحية للقواطر وخاصة عند مداخل المدن ومخارجها حيث كانت لنا هذه اللقاءات مع العديد من سائقي الدراجات.

* فهيم مكرد صاحب دراجة نارية يقول لنا: إن الغرض من شراء الدراجة النارية هو من أجل النفع والاستنفاع بها فهي بمثابة الوظيفة بالنسبة لي ولكثير من أصحاب هذه الدراجات ولكن هناك كثير من الناس من الذين يشترون تلك الدراجات لغير هذا الغرض، فمنهم من يستخدمها للعب واللهو بها وذلك من خلال السرعة الجنونية التي يمشون بها والتي على أثرها نشاهد كل يوم العديد من الحوادث المؤسفة والمؤلمة، فيوم تسمع بقاطرة تدهس دراجة ويوم سيارة وغيرها والسبب هو الإستخدام السيء لهذه الدراجات التي بدورها تسيء للكثير من الذين يحترمون القانون ويقدرون أسرهم وعملهم كونها الدراجات النارية مصدراً للرزق لكثير منهم ووسيلة مواصلات لبعض آخر.. يجب علينا وعلى كل من يمتلك هذه الدراجات أن يلتزم بقوانين ولوائح المرور والسير وعدم السرعة الجنونية.

* مجيب محمد عبدالجبار هو الآخر صاحب دراجة وجدناه وهو ينتظر الركاب فقال لنا الكثير منا كما تلاحظ يعمل على هذه الدراجات ولا نستطيع أن نستغني عنها لأنها تعتبر وسيلة للمواصلات لنا ومصدر للعيش على الرغم من خطورتها من حيث الحوادث التي تسببها ويكون ضحيتها سائقو هذه الدراجات، أما بشأن الحوادث ليست كل الحوادث التي تحدث يكون سببها الدراجة النارية ولكن في بعض الحالات تجد سائق الدراجة يمشي وهو مركن ويسير بهدوء ويكون سائق السيارة أو الدينة أو القاطرة هو الذي يمشي بسرعة فتكون الضحية هي الدراجة ومن عليها فيجب علينا كسائقين لتلك الدراجات أن نتوخى الحذر ويجب علينا المشي بسرعة معقولة ويجب على سائقي السيارات والقاطرات أن يضعوا مدخل ومخارج المدن في حسابهم وخاصة مدخل مدينة الراهدة والخط الرئيسي تعز - عدن لأن الحوادث تكثر في هذه الأماكن والدراجات النارية تتواجد بكثرة.

تحوله إلى وسيلة للموت

قال لأسرته اشتروا لي دراجة سوف أمشي بها وبعدها سوف أموت.. ماجد الزبيدي بعد أن شق على أهله بمطالبته لهم بأن يشتروا له دراجة لكي يعمل بها وبعد قيام أسرته بتجيمع قيمة الدراجة وأغلب الفوس التي جمعتها كانت دين ثم بعد ذلك أعطته أسرته الفلوس من أجل أن يشتري الدراجة ولكنه خرج ولم يعد، خرج واشترى دراجة وأخذها ومشى بها لكي يقوم بعملية "تسليكها" وأخذ يمشي على خط تعز - عدن بينما هو في الطريق تجاوزت إحدى الدينات إلى خطه فأخذته هو ودراجته ففارق الحياة على إثرها، فهكذا اختار الله طريقة وفاته وجعل من الدراجة وسيلة للموت بدلاً من كونها وسيلة للمواصلات فموت هذا الشاب بمثابة رسالة للآباء وللأسرة في المشاركة في موت أبنائهم ومساعدتهم على اختيار وسيلة وسبب الموت مع الإصرار على عدم توعيتهم بخطر السرعة وعواقبها الوخيمة.

وسيلة للمعاكسات والسرقة

اتخذت الدراجات النارية في الكثير من عواصم المحافظات والمدن لغير ما صنعت له ففي بلادنا تحولت من وسيلة للمواصلات والعمل بها إلى وسيلة للمعاكسات والمضايقات والسرقات في المدن من بعض العديد من السائقين لتلك الدراجات حيث قال "ع.م": إن البعض من سائقي الدراجات النارية يقومون بمضايقتنا في الكثير من الشوارع فنحن كفتيات عندما نذهب إلى السوق أو إلى المدرسة فلا نستطيع أن نمشي بأمان وذلك بسبب خوفنا من هؤلاء فأنا في الأسبوع الماضي حدث معي موقف مع صاحب دراجة نارية وذلك خلال مروري في أحدى الشوارع في مدينة تعز حيث قام صاحب الدراجة النارية بدراجته وهو يمشي بسرعة جنونية بسحب اللثمة فلولا إمساكي بلثمتي لكشف عن وجهي فمن سيقف ضد هؤلاء قليلي الذوق والأدب؟!.

أما الأخ/ رمزي محمد فقد قال لنا: بعض زملاء للمهنة من الذين يعملون على هذه الدراجات في كثير من عواصم المحافظات وخاصة تعز وصنعاء يقومون بشراء الدراجات لغرض السرقة وليس العمل بها، فقد حدث أن أصحاب هذه الدراجات يقومون بسرقة الحقائب الخاصة بالفتيات والنساء وبهذا يسيؤون لنا جميعاً ويسبون لنا العديد من المشاكل منها ملاحقة المرور والأمن وخوف الناس منا مع العلم أنه يوجد سائقون محترمون لجميع لوائح المرور لأنهم يعتبرون العمل على متن هذه الدراجات مصدر رزق لهم ولأسرهم.

إدارة مرور الراهدة ثلاثة حوادث في يوم واحد

من جهة أخرى قال لنا الرائد وليد البعداني مدير مرور منطقة الراهدة والدمنة: في البداية نشكر صحيفة "أخبار اليوم" على إهتمامها بهذا الموضوع والمواضيع الأخرى وذلك من شأنها تخدم سلامة وأرواح الآخرين، حقيقة أن الدراجات النارية تمثل مصدر إزعاج وأزدحام لنا وللمواطنين حيث نشاهد العديد من الحوادث التي تقع يكون أغلبها بين دراجة وسيارة أو دراجة وقاطرة أو غيرها من عربات النقل مما يسبب العديد من الكوارث والحوادث التي يكون نتيجتها إما كسور أو جروح أو موت، مع العلم أنه في أحد أيام الاسبوع الماضي كانت هناك وخلال ثلاث ساعات حوادث مؤسفة كلها مع دراجات نارية وسيارات وكل يوم ونحن نشاهد هذه الحوادث والتي باتت مألوفة لدى الكثير من سائقي هذه الدراجات، فاليوم تجد الكثير من الآباء والأسر يأخذون لأبناءهم هذه الدراجات لغرض العمل بها ولكن تخيب آمالهم ويخسرونهم في الكثير من الحوادث، فيجب على الآباء أن يضافروا الجهود معنا من أجل أن تخفيف هذه الحوادث ومن أجل عدم ضياع أبناءهم ويخسرونهم ليست المسؤولية على الآباء ولكن المسؤولية يجب أن نتحملها جميعاً نحن كمرور وأنتم كآباء وأيضاً المجلس المحلي والمشائخ وأيضاً الجمارك والموردين لتلك الدراجات النارية لكي تخفف من الازدحام وتخفف من كوارث وحوادث الدراجات وأنصح الكثير من أصحاب الدراجات النارية أن يلتزموا بالهدوء والتخفيف من السرعة التي يقودون بها تلك الدراجات ،وأيضاً كلمة أخيرة أريد أن أقولها للأخوة في منافذ ومداخل اليمن والجمارك أن يعملوا جاهدين من أجل الحد من الاستيراد لأنه إذا استمرينا على هذا الاستيراد والسماح بشراء هذه الدراجات فإن اليمن سوف تصل إلى عام 2010 وشوارعها تكتض بهذه الدراجات والمرور لا يستطيع أن يعمل لها شيئاً إذا لم تتظافر الجهود من كافة الجهات، فيجب تعاوننا جميعاً أمام هذه الظاهرة وهي ظاهرة انتشار الدراجات النارية.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد