بعد يوم من إصابة ما يقارب "400" بساحة الحرية إثر اعتداء بلاطجة..

جمعة مليونية في تعز تطالب برحيل النظام واستهجان واسع لمجزرة صنعاء

2011-03-19 16:28:31 أخبار اليوم / رياض الأديب


أستنكر أبناء محافظة تعز أمس المجازر الوحشية التي ارتكبت ضد المعتصمين السلميين في العاصمة صنعاء وذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى.
جاء ذلك في جمعة " الإنذار " التي اعتبرت الأكثر عدداً والأكثر حشداً في المحافظة، حيث قدر عدد الوافدين إلى ساحة الحرية أكثر من مليون مصل، بعدما تداعى مئات

الآلاف من المواطنين من أجل أداء صلاتي الجمعة والعصر وصلاة الغائب على أراوح الشهداء الذين سقطوا في مختلف ميادين وساحات الحرية والتغيير في جميع محافظات

الجمهورية ، وعقب الصلاة هتفت الجموع برحيل النظام وعدة شعارات مختلفة .
 وفي خطوة فريدة شهدت ساحة الحرية بالمحافظة مساء أمس تزاحماً غير مسبوق عندما تقاطرت حشود ضخمة من المواطنين لأداء صلاتي المغرب والعشاء.
وصدر عن المركز الإعلامي لساحة الحرية بيان، ندد بالمجازر الوحشية التي قال إن السلطة ارتكبتها بحق الأبرياء وتوعد بمحاكمة المسئولين عنها ودعا في الوقت ذاته إلى

الثبات حتى تحقيق النصر .
من جهة أخرى أشارت الإحصائيات الأولية إلى أن عدد المصابين جراء اعتداء البلاطجة على المعتصمين في تعز صباح أمس الأول وبمشاركة رجال الأمن بلغ "400"

حالة وصفت "8" منها بالخطيرة .
وتوزعت الحالات المصابة على كل من المستشفى الميداني واللجنة الطبية بساحة التغيير، حيث استقبل المستشفى الميداني قرابة 230 حالة منها 15 تعرضت للقذف

بالحجارة والبقية بالغازات المسيلة للدموع وحسب مصادر طبية في المستشفى فإن 7 حالات منها وصفت بالخطيرة , فيما استقبلت اللجنة الطبية أكثر من 150 حالة منها

22 حالة تعرضت للقذف بالحجارة أما البقية فبالغازات التي وصفت بالمجهولة، منها حالة خطيرة واحدة تم نقلها إلى العناية المركزة في مشفى خاص نتيجة استنشاقها لهذه

الغازات.
وحمل شباب الساحة مدير الأمن قيران الذي تم نقله مؤخراً من عدن إلى تعز المسئولية ، كون هذه الغازات لأول مرة تستخدم في المحافظة .
 وأفاد مصدر طبي باللجنة عن تحريز مناديل ناعمة يسبب استنشاقها حالة اختناق حادة وتقيؤ مصحوب بالدم , كما أصيبت إحدى العاملات باللجان الأمنية في الساحة بحالة

إغماء وسعال شديدين، إثر تفتيشها لحقيبة إحدى الوافدات إلى الساحة كانت تحتوي على عبوة ينبعث منها غاز غريب أدى لحدوث ذلك .
 وحسب شهود عيان فإن عدداً من الشباب المعتصمين في ساحة الحرية هرعوا لحماية الطالبات المعتصمات بالقرب من مدرسة زيد الموشكي بعد أن تم اعتراضهن من قبل

بلاطجة الحزب الحاكم وبدعم من قوات مكافحة الشغب ومنعهن من الوصول إلى الساحة .
 وأفاد شهود عيان أن البلاطجة كانوا يتمركزون على الأسطح المجاورة للمدرسة وعلى سطح مقر المؤتمر الشعبي العام بالدائرة ( 32 ) وقاموا برمي الأحجار

وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز على الشباب، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى .
وأكد أحد الشهود رؤيته لناقلات أحجار أفرغت حمولتها لعناصر الحزب الحاكم وأفراد من الفئات المهمشة الذين تم استخدامهم في مواجهة وقمع المعتصمين من شباب الساحة

, كما تمت مصادرة بعض الكاميرات التابعة للمركز الإعلامي لساحة الحرية وإصابة بعض الصحفيين والناشطين الحقوقيين باختناقات نتيجة استنشاقهم للغازات التي وصفت

بالمجهولة من قبل اللجان الطبية في الساحة .
وفي ذات السياق أفاد عدد من القادمين من منطقتي بني يوسف وقدس أن الأمن قام باحتجاز قوافل غذائية كانت متجهة إلى ساحة الحرية وإخفائها لما يقارب النصف ساعة ومن

ثم تم الإفراج عنها، الأمر الذي خلق نوعاً في الشك من تلويث تلك المواد الغذائية.
وفي السياق ذاته قامت مديرة مدرسة أسماء للبنات بفصل "16" طالبة على خلفية مشاركتهن في المسيرات المطالبة بإسقاط للسلطة.
وكان عدد من أفراد القوات المسلحة والأمن قد أعلنوا استقالتهم من الحزب الحاكم وانضمامهم إلى الشباب في الساحة , احتجاجاً على ما تعرض له الشباب من قمع

بالرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع .
كما شهدت الساحة وصول وفد من أساتذة وأكاديمي جامعة إب والذين أعلنوا تضامنهم مع الشباب في ساحة الحرية .
وكانت ساحة الحرية بتعز قد شهدت يوم أمس الأول توافد عشرات الآلاف من أبناء المحافظة إثر التداعيات الأخيرة للتعبير عن غضبهم لما تعرض له المعتصمون سلمياً في

ساحة الحرية .
إلى ذلك حيا القاضي/ حمود الهتار في اتصال هاتفي شباب الثورة في ساحة الحرية بتعز وقال :"عليكم أن تصبروا وتصابروا وترابطو فإنها عوامل النصر"..

مضيفاً:" إن أبناء تعز كان لهم الشرف في المشاركة في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر والدفاع عن الوحدة" , مردفاً: "ستظل ثورتكم وفية للشهداء ومحافظة

على الحرية والجمهورية والثورة والوحدة وعليكم ألا تستجيبوا لمن يحاول جركم إلى العنف أو لمن يحاول أن ينال من أموال الناس ودمائهم وأعراضهم ".
ودعا الهتار القوات المسلحة والأمن إلى الرفق بإخوانهم وعدم الاستجابة للأوامر التي تعطى لهم بالتنكيل والاعتداء والقتل على إخوانهم المرابطين .

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد