شهدت منطقة كرش بمحافظة لحج مسيرة حاشدة في جمعة "وفاء الشعب للجنوب"، شارك  فيها ولأول مرة العشرات من النساء اللاتي قدمن من عاصمة المحافظة الحوطة ومن مديرية تبن، حاملات معهن معونات غذائية للمعتصمين في ساحة الحرية.
 وكان آلاف المتظاهرين قد انطلقوا من ساحة الحرية، رافعين الأعلام الوطنية واللافتات وصور الشهداء الذين سقطوا برصاص النظام، متوجهين إلى السوق، حيث امتلأ بهم الخط العام الرابط بين عدن وتعز..
 وردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب بإسقاط النظام، وتندد بقصف الحرس  الجمهوري لجبل العر بيافع وقتل وجرح الأبرياء، داعين لمحاكمة النظام جراء جرائمه بحق اليمنيين جميعاً، كما رفضوا أي مبادرة تنتقص من ثورة الشباب لصالح النظام.
 وكان خطيب جمعة "وفاء الشعب للجنوب" بمنطقة كرش قد أكد على عدالة القضية الجنوبية وأنه لا يمكن أن يتجاهلها أحد، مشيداً بمن سماهم الأحرار من جمعيات المتقاعدين الذين ناضلوا من أجل حقوقهم وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى .
وأضاف الأستاذ عبدالقوي قائد صالح : لقد أزهق النظام الأرواح البريئة و ضيق على الناس في أرزاقهم وصادر ممتلكاتهم وحول الوحدة المباركة إلى فيد ومشروع عائلي خاص به وأسرته ومقربيه .
 وأشاد الخطيب بالثورة الشبابية، داعياً الجميع إلى عدم اليأس لتأخر النصر، معدداً عشر بشائر وعلامات على نضج الثورة وتحقيق أهدافها وهي الإجماع الخارجي والداخلي على أحقية الشعب في التغيير وإسقاط النظام الفاسد وكذا ما أسماه الإجماع الفقهي للعلماء بدءاً من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وانتهاءً بهيئة علماء اليمن والإجماع الشعبي بكل أطيافه وفئاته على دعم الثورة وإسقاط النظام.
وذكر الخطيب أن التخلص من الخوف ومشاركة الشعب في الثورة تعد من علامات نضج الثورة، سارداً بقية العلامات وهي: تفكيك منظومة الحاكم، حيث لا مجلس نواب شرعي ولا حكومة ولا هيئات سياسية ودبلوماسية، إضافة إلى ازدياد المنضمين للثورة وإصرار الثوار وعدم تراجعهم برغم أعمال القتل والعنف التي يتعرضون لها.
وتابع الخطيب: إن الناس في هذه الثورة قد ارتقوا من متعاطف مؤيد إلى متحمس مناضل، إلى مؤمن بالثورة مضحٍ بكل ما يملك، وتم إبطال كل أكاذيب النظام التي ظل يخدع الشعب بها.