دعا وزير الأوقاف السابق القاضي/ حمود الهتار الخطباء والأدباء والكتاب والمثقفين والسياسيين إلى ضرورة أن يتحدثوا عن حق الشعب في اختيار حكامه ومحاسبتهم و حق الشعب في استعادة الثورة ممن حاولوا الاستيلاء عليها وتحويل الجمهورية إلى سلطنة ومملكة ، وحقه في الوفاء لدماء الشهداء التي سقطت دفاعاً عن الحرية والعدالة والمساواة ونصرة القضية الجنوبية ومعالجتها بإعادة المظالم التي أخذت عليهم وإعادة الحقوق لأهلها.
 وقال الهتار في خطبة جمعة "وفاء الشعب للجنوب" أمام عشرات الآلاف من أبناء محافظة حجة (إن خطابات النظام اليوم أصبحت خالية من العدل، لأنها بعيدة عنه ، وأن العدل أساس الحكم وعليه تقام الدول ، مشيراً إلى ما جاء في قول الإمام ابن تيمية "إن الله يؤيد الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة " وأن العدل ليس في مجالات محددة وإنما يشمل كل جوانب الحياة ولقوله تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
 وأضاف القاضي الهتار: الثورات التي قامت في اليمن وأريقت فيها دماء الشهداء الأحرار، إنما قامت ضد الظلم والاستبداد والتوريث الذي سعى إليه الإمام يحيى والإمام أحمد وكيف أن التاريخ يعيد نفسه من خلال أعمال هذا النظام اليوم الذي أعاد التوريث ومعه الجور والظلم والاستبداد من جديد وبالمقابل هاهو الشعب يثور من جديد ضد كل ذلك ويقول لا للظلم ولا للاستبداد من ميادين الحرية في كل أرجاء اليمن .
 وتابع: (ها نحن نقف في أول ميدان للحرية وهو ميدان حورة بحجة الذي أريقت فيه دماء الأحرار الذين ضاقت بهم الأرض واتسعت لهم مدينة حجة التي أكرمت الشهداء واحتضنت الأحرار وأحسنت إليهم جميعاً ، مستشهداً بعدد من الشهداء الذين سقطوا في هذا الميدان دفاعاً عن الحرية والعدالة وهم (محي الدين العنسي وأحمد المطاع واحمد الوراق والخادم الوجيه واحمد الحورش وعبدالوهاب نعمان وحسين الكبسي وحسين بين ناصر الأحمر وحميد بن ناصر الأحمر وغيرهم من الشهداء والأحرار .
واستطرد متسائلاً: عن أي عدل إذاّ يتحدث النظام وعن أي أمن يتحدث عنه وهو يقوم بتوزيع الأسلحة على المواطنين من الموالين له ، وما ظهر منها هو إعطاء حصة محافظة حجة خمسة آلاف قطعة سلاح وما خفي كان أعظم ، أم يتحدثون عن البلاطجة والمرتزقة الذين يشجعونهم على قتل إخوانهم من المواطنين ، أم عن القوات المسلحة التي فقد الحاكم الثقة فيها ليلجأ إلى تسليح المواطنين ، ذلك لأن القوات المسلحة والأمن هم حماة الوطن وسلاحه المتين ضد من يحاول المساس بالوطن لا حماة أشخاص أو أسرة .
 
وحيا الهتار موقف أبناء القوات المسلحة والأمن الشرفاء إزاء ما تشهده البلاد ووقوفهم إلى جانب الشعب وحماية مكتسبات الثورة والجمهورية، داعياً أبناء اليمن كافة إلى الامتناع عن قتل بعضهم البعض لحرمة النفس المؤمنة ، كما حث المعتصمين بأن يثبتوا ويصبروا ويثقوا في النصر ، وأن عليهم أن يحافظوا على الجمهورية ومكاسبها، لأنها ملك الشعب ، والحفاظ على الوحدة والمصالح الوطنية العامة ،والحفاظ على الأموال العامة ، وأن على من يشجعون النظام أو من يقفون صامتين في المنازل أن يضعوا الوطن في حدقات عيونهم ويحافظوا على أمنه واستقراره وألا ينجروا وراء دعوات النظام لسفك الدماء .