عبرت ساحة التغيير في صنعاء عن غضبها الشديد من موقف الأطراف السياسية واستخدامها سياسة التهميش لمطالب شباب الثورة في التوقيع على المبادرة الخليجية التي اعتبرها كثير من الشباب التفافاً على ثورتهم .
واحتشد الآلاف أمس في ساحة التغيير في إطار تصعيد الاحتجاجات الرافضة لكل المبادرات التي تسعى لإجهاض ثورة الشباب السلمية في كل الساحات والميادين المطالبة بتنحي الرئيس صالح ومحاكمته.
وأكد شباب ساحة التغيير عدم التراجع عن مطالبهم التي خرجوا من أجلها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، معتبرين ما تقوم به الأحزاب يتنافى مع المطالب التي يسعون إلى تحقيقها، وهددوا بالزحف إلى القصر الرئاسي بعد الإعلان عن المبادرة الخليجية، حيث رددوا منذ مساء السبت شعارات منددة بكل المحاولات التي تحاول إفشال ثورتهم السلمية ومن الشعارات التي رددوها "لا تفاوض لا حوار، الزحف آخر قرار ". 
وأعلن شباب الثورة موقفهم الرافض من الأحزاب السياسية التي ستوقع على المبادرة الخليجية خلال الأيام القادمة وذلك لحل الأزمة السياسية في البلاد . 
وعلى صعيد آخر انحسرت مظاهر سريان العصيان المدني الجزئي في العاصمة صنعاء في عدد محدود من الشوارع التجارية والأسواق العامة مثل شوارع تعز، الرباط وشارع الرياض الذي يعد ثاني أشهر الشوارع التجارية في العاصمة، فيما قوبلت دعوة تطبيق سريان مظاهر العصيان المدني لساعات محددة بدءاً من يوم أمس الأول السبت تجاوباً متفاوتاً من قبل التجار وأصحاب المحال التجارية والخدمية في شارع جمال عبد الناصر، الأشهر في صنعاء، في حين أمتثل عدد من أصحاب هذه المحال بإغلاق محالهم ومعارضهم خلال الساعات المحددة لسريان العصيان المدني الجزئي ـ استمر آخرون في فتح محالهم وممارسة الأنشطة التجارية اليومية خلال ذات الساعات .
وتشهد الأوساط الممثلة للقطاع الخاص في اليمن انقساماً حاداً في المواقف المعلنة إزاء التعاطي مع السياسة القائمة وتداعياتها المتصاعدة، وخاصة ما يتعلق بالدعوات الخاصة بتطبيق سريان العصيان المدني التي تقابل بالرفض والمعارضة من قبل بعض الأوساط التجارية والمالية المؤيدة للرئيس/ علي عبدالله صالح وشرعيته الدستورية لاعتبارات تتعلق بتوصيفها لمثل هذه الدعوات بأنها تتقاطع مع مصالح التجار وجمهور المستهلكين وتمثل تصعيداً باتجاه تعطيل مظاهر الحياة العامة، ما يفاقم من تداعيات الأزمة الاقتصادية القائمة والمزمنة.
إلى ذلك أكد أبناء الجالية اليمنية في سويسرا وقوفهم مع ثورة شباب التغيير والاستمرار في دعمها من خلال إقامة المسيرات المؤيدة لثورة الشباب أمام مقر الأمم المتحدة وإبلاغ المنظمات الدولية الحكومية والغير الحكومية بموقفها الداعم للثورة.. كما أكدوا تمسكهم بالثوابت الوطنية، الجمهورية والوحدة والديمقراطية.
وأشارت الجالية اليمنية في سويسرا في بيان لها إلى أنها بصدد السعي لدى الحكومة السويسرية من خلال المنظمات الحقوقية لتجميد أرصدة الأشخاص الضالعين في الفساد ونهب المال العام، وكذا القيام برصد وتوثيق الانتهاكات التي تقع ضد شباب الثورة وتقديمها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف استكمالاً للبلاغ الذي قدمته الجالية للمجلس سابقاً.
وحذرت من الالتفاف على ثورة الشباب وسرقتها، رافضة الاستغلال السياسي لها.. كما أدانت كل أساليب الضرب والتعذيب والقتل التي حدثت لأي مواطن يمني أياً كان بسبب وجهه السياسي أو انتماؤه الحزبي ونطالب النائب العام التوجيه بضبط الجناة ومحاكمتهم.
وفيما دعت كافة الأحزاب المطالبة بالتغيير إلى أن تعلن صراحة انضوائها تحت راية ثورة الشباب... طالبت الجالية الدول الخليجية والمجتمع الدولي يالوقوف مع ثورة الشباب والاعتراف بشرعيتها الثورية.