فيما أطباء مستشفى الثورة يوجهون نداء استغاثة إلى الإنسانية..

شباب تعز يؤكدون على سلمية ثورتهم والشيخ المخلافي ينفي سيطرة القبائل على المحافظة

2011-06-08 07:06:35 أخبار اليوم/ تعز/ رياض الأديب


جاب آلاف الشباب المتحمسين يوم أمس عدة شوارع بمحافظة تعز في مسيرة طالبوا من خلالها بسرعة تشكيل مجلس انتقالي، مؤكدين على سلمية ثورتهم وعدم انجرارهم للعنف مهما كانت الأسباب, حيث انطلقت التظاهرة من شارع جمال باتجاه وادي القاضي وذلك بعد أن تم تأجيل المسيرة المليونية والتي كان من المقرر لها أن تنطلق في ذات اليوم نظراً لأعمال العنف التي تطال الوافدين من المديريات والأرياف إلى المحافظة في معظم مداخل المدنية من قبل قوات صالح وخاصة نقاط الضباب ونقيل الإبل والحوبان.
وكانت محافظة تعز قد شهدت انتشاراً لمسلحين قبليين تعهدوا بحماية الشباب والدفاع عنهم في حال قيام قوات النظام بشن هجوم عليهم على غرار محرقة ساحة الحرية.
تجدر الإشارة إلى أن ليلة الأمس كانت الأعنف بالمحافظة، حيث دارت فيها اشتباكات عنيفة بين قوات النظام التي استخدمت قذائف المدفعية والدبابات وبين هؤلاء المسلحين في أكثر من اتجاه مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من كلا الطرفين وكان من بين الجرحى 3 أطفال تم إصابتهم بفعل قذيفة عشوائية سقطت على أحد المنازل في منطقة بئر باشا.
إلى ذلك حذر المركز القانوني لمناصرة الثورة بتعز من خطورة بعض ما رددته بعض وسائل الإعلام من قيام مسلحي القبائل بالسيطرة على المحافظة وكأن في ذلك محاولة وتمهيداً لشن عمل إجرامي تجاه أبناء تعز بحجة هذه الأخبار التي لا صحة لها.
وكانت وكالات عالمية قد نقلت على لسان الشيخ/ سعيد المخلافي وتناقلته عدة قنوات فضائية وبعض الوسائل الإعلامية عن قيام المسلحين القبليين بالسيطرة على المحافظة.
 من جانبه أوضح الشيخ/ حمود سعيد المخلافي أنه لا توجد هناك سيطرة من قبل مسلحين على المنشآت الحكومية، مشيراً إلى أن ما هو حاصل في تعز ـ بعد المجزرة التي شهدتها المحافظة ومن خلال استهداف قوات النظام للمعتصمين داخل ساحات الحرية واقتحامهم للساحة وأمام هذا الوضع والمجزرة التي ارتكبت ـ اجتمع وجهاء المحافظة قبل نحو أسبوع وقرروا حماية المعتصمين السلميين في ساحة الحرية، وقد بدأ هذا يوم الجمعة وكان من غرض التواجد الحماية.
وقال الشيخ/ المخلافي في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" أما بالنسبة للمنشآت فقد شعرنا أن ثمة مخططاً لدى السلطة لخلق حالة من الفوضى والسلب والنهب حيث تم سحب كل القوات الأمنية المكلفة بحماية المؤسسات والمنشآت الحكومية بعد أن كانوا قد أتفقوا مع بلاطجة من المسلحين للقيام بعملية نهب تلك المنشآت، فكنا في حالة سباق مع بلاطجة النظام الذين سارعوا لاقتحام تلك المنشآت ونهبها، فقمنا بعد ذلك بالتحرك لحماية هذه المنشآت كونها ملكاً للشعب وليست لشخص أو لحزب.
وأشار المخلافي إلى أنه وبعد تولي اللجان الشعبية حماية تلك المنشآت قام وجهاء تعز بدعوة مدراء العموم والمسؤولين على تلك المنشآت وطلبوا منهم أن يقوموا بجرد كل ما بداخل هذه المنشآت واستلام ما بداخلها لأن السلطة حاولت تحميل اللجان الشعبية التي تقوم بحماية هذه المنشآت مسؤولية النهب التي تعرضت له من قبل البلاطجة.
واعتبر الشيخ المخلافي ـ أحد وجهاء محافظة تعز ـ أن ما حدث في ساحة الحرية من قتل واقتحام بالإضافة إلى عملية القتل التي استهدفت شباب الثورة كانت كفيلة بأن يستجيب الله عزوجل لدعوات المظلومين من خلال ما حدث في دار الرئاسة.
ودعا المخلافي في ختام حديثه للصحيفة آباء وإخوة وجميع أقرباء من تبقى في معسكرات الحرس الجمهوري إلى أن يوجهوا أبناءهم وإخوانهم الذين ما زالوا في صفوف هذه الوحدات بأن ينسحبوا منها، وقال: أقول لمن تبقى في النظام انتهى عهد الظلم، انتهى حكم "33" سنة وهلموا جميعاً لبناء دولة مدنية حديثة ننعم بها جميعاً.
وبالعودة إلى المركز القانوني لمناصرة الثورة فقد أدان في بيان صادر عنه الهجوم العشوائي وبالأسلحة الثقيلة من مدافع ودبابات على محافظة تعز ليلة أمس والذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء من قبل قوات صالح وما أسفر عنه هذا القصف من سقوط عدد ومن الضحايا، منوهاً أن ما تقوم به قوات صالح تندرج ضمن أعمال الإبادة الإنسانية، والقانون الإنساني جرم قصف منازل المدنيين حتى في حالة الحرب.
وأوضح المركز عن متابعته وبقلق ما تقوم به هذه العصابة المسلحة من إقلاق للسكنية العامة والأمن العام وترويع المواطنين بالمدينة.
وكشف المركز عن رصده لمعظم قيادات العصابات ومن يديرونها مؤكداً أنه سيعمل مع الجهات القضائية على ملاحقتهم وأن العمل جار في الوقت الراهن على استخراج مذكرات ضبط من النيابة العامة لإلقاء القبض على هؤلاء القادة لاتخاذ اللازم تجاههم قانونياً.
 وأفاد المركز القانوني أن كل هذه القيادات معروفة وبالاسم وقد تم رصدهم وتوثيقهم من قبل المواطنين والإبلاغ عنهم إلى المركز والذي باشر باتخاذ اللازم من أجل ضبطهم لمنع حدوث أي فوضى أو ترويع للمواطنين بالمحافظة, مهيباً بالمواطنين إلى التحلي بالشجاعة وحماية الممتلكات العامة والخاصة والإبلاغ عن من يحاول إقلاق السكنية والاعتداء على هذه الممتلكات.
من جانب آخر سمع في منطقة عصيفرة وتحديداً في المساء إطلاق نار من أسلحة خفيفة ومتوسطة, كما شهدت المحافظة صباحاً تحليقاً منخفضاً للطيران الحربي.
كما اعتصم عصر أمس مجاميع من الشباب في شارع جمال حتى ساعات المساء الأولى للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي يعقبه حكومية إنقاذ وطني.
إلى ذلك وجه أبناء محافظة تعز وتحديداً حي مستشفى الثورة والأطباء العاملون فيه نداء إلى الإنسانية لتخليصهم من الثكنات العسكرية التي استحدثتها قوات صالح.
 وقال الأهالي في ندائهم : لليوم السادس ولازالت قوات من الحرس الجمهوري مدعومة بالدبابات والمدرعات ومحمية بالقناصة ـ من أسطح مستشفى الثورة بتعز والأحوال المدنية وفندق النجوم والمعهد الصحي ـ متمركزة باتخاذها من المستشفى ثكنة عسكرية لقصف الأحياء المجاورة وقنص المارة مما أجبر المرضى على مغادرة المستشفى وإغلاق كافة الأقسام فيها باستثناء الطوارئ ...
وأكد جميع العاملين في المستشفى من كادر طبي وإداري مناشدتهم لأصحاب الضمير الحي أن يتدخلوا لمنع هذه التصرفات التي وصفوها بالهمجية، حيث أن المشافي يجب أن تظل محايدة وملجأ آمناً لكل السكان وأن تخلو من المظاهر المسلحة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد