شهدت محافظة تعز يوم أمس مواجهات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري والقبائل في نقطة وادي الضباب ذات المكان الذي يقوم بمنع الأهالي من الوصول إلى المدنية للمشاركة بالمظاهرات السلمية وإطلاق الرصاص الحي عليهم , وأسفرت المواجهات عن حرق مدرعة والاستيلاء على طقمين عسكريين .
المدينة بدورها شهدت ولليوم الثالث على التوالي مسيرة حاشدة انطلقت من وادي القاضي مرورا بأبرز الشوارع في المدينة وصولا إلى ساحة النصر للمطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وإخراج اليمن من الفراغ الدستوري الذي تعيشه , كما طالب المتظاهرون بسرعة سحب قوات الحرس الجمهوري من محيط مستشفى الثورة ومن شوارع المدينة المتبقية فيها والتي حولتها إلى ثكنات عسكرية وكذا التوقف عن مداهمة الأحياء والمنازل وبث الرعب في أوساط المواطنين، كما حدث مع مالك فندق النصر بالمحافظة حينما قامت هذه القوات بمداهمة منزله واقتياد أحد أبنائه ومصادرة سلاحه، كما دعوا الأهالي إلى سرعة مساندة اللجان الشعبية للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة .
 وفي هذه الأثناء شهدت مدينة تعز هدوء نسبياً مشوباً بالحذر والترقب بعد مواجهات شبه عنيفة في الليلة قبل الماضية والساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء.
 وكان شباب الثورة قد نفوا ما تروجه بعض الوسائل الإعلامية من سيطرة المسلحين على مدينة تعز واعتبر المركز القانوني المناصر لشباب الثورة تلك الأخبار بأنها من صنع بقايا النظام لاتخاذها كمبرر لارتكاب المزيد من المجازر.
وعلى صعيد متصل قال بيان صادر عن أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة أن الثورة الشبابية الشعبية والتي انطلقت منذ أربعة أشهر ومضت تعبر عن مطالبها بكل الوسائل السلمية سواء في المسيرات أو المظاهرات أو الاعتصامات دون استخدام أي وسيلة عنف رغم ما كانت تتعرض له المسيرات السلمية والمعتصمون من اعتداءات من قبل السلطة – راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى – ولم يرق للسلطة المحلية ولجنتها الأمنية هذه الأساليب الحضارية، فقامت بذلك العدوان الغادر على ساحة الحرية مساء يوم (29/5) والذي استمر إلى صباح يوم (30/5) في عدوان همجي سافر راح بسببه عدد من الشهداء والجرحى والمفقودين وسط محرقة استهدفت الساحة والمعتصمين ولم تكتف السلطة المحلية بذلك العدوان الوحشي على الساحة، بل راحت تعسكر المدينة كلها وتضرب عليها حصاراً أغلقت معه كل المنافذ ومنع المواطنين من الدخول إلى المدينة من أي اتجاه كان , حتى تعطلت مصالح الناس.
وتابع البيان : والأدهى من ذلك أن يتم إخلاء المرضى من مستشفى الثورة وإخلاء قسم الحريق بالمستشفى وتحويله الى مستودع للذخائر بل وتحويل المستشفى إلى ثكنة عسكرية ترابط فيه الدبابات والمدرعات والمدافع لقصف المدينة بطريقة عشوائية فيما السلب والنهب يقع تحت نظر السلطة وبصرها .
 والأمر الذي سلب الطابع المدني لهذه المدينة المشهورة بسلميتها ومدنيتها وهو الطابع الذي كانت تتميز به.
 وأضاف البيان : وأحزاب اللقاء المشترك تدين هذه التصرفات اللامسؤولة وتدين كل أعمال العنف والسلب والنهب، فإنها تحث على سلمية الثورة وتحمل السلطة المحلية كل التبعات التي تترتب على هذه التصرفات، كما تدين العبث الذي انتشر نتيجة ممارسات القمع الذي تمارسه السلطة . وأحزاب اللقاء المشترك وهى تؤكد على سلمية الثورة وضرورة الحفاظ عليها تدعو السلطة المحلية الى تحمل مسؤوليتها بوطنية وأن تكف عن كل عبث أو ممارسة قمعية تؤدي الى انعكاسات أو ممارسات سلبية .
 ودعا البيان في ختامه كافة المواطنين الى الثبات والصمود في ثورتهم السلمية حتى يتحقق النصر للثورة .