" أخبار اليوم " تفتح ملف الاعتداءات ضد المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير الحلقة "الخامسة "

2011-07-14 15:57:20 تقرير/ عارف العمري


منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير، لجأ النظام الحاكم إلى استخدام القوة المفرطة في قمع الاعتصامات والمسيرات والمشاركين فيها، الأمر الذي اظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في اليمن انتهاك وقمع منهجي، يصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية، يقتضي من كافة المعنيين بحقوق الإنسان في العالم وفي المقدمة هيئات ومنظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين اليمنيين المطالبين بالتغيير السلمي وإيقاف الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإحالة المسؤولين عن تلك الانتهاكات إلى العدالة.
حيث اتبعت السلطات اليمنية أساليب ووسائل مختلفة في قمع الاعتصام والمسيرات والمشاركين فيها، منها الضرب بالهراوات والصعق بالكهرباء، والاستخدام المفرط لقنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع التي ثبت انتهاء صلاحياتها منذ فترة طويلة، واحتواء بعضها على مواد سامة وهي غازات بحسب إفادة عدد من الأطباء الذين شاركوا في تقديم المساعدات الطبية للمصابين
ومتابعة حالاتهم تؤدي إلى تشنجات للأعصاب مع توقف لحظي للتنفس مصحوب بارتفاع في ضغط الدم وانخفاض عدد ضربات القلب، إضافة إلى اختلال الوعي. 
كما لجأت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش في أكثر من مناسبة إلى إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على المعتصمين والمحتجين سلمياً وبدون إنذار مسبق، ووصل الأمر حد استخدام قناصة متخصصين في الرماية عن بعد لممارسة القتل العمد للمحتجين وهيأت متطلبات تمويههم وتمركزهم في مواقع مطلة على الساحات، ووصل الأمر حد اقتحام الساحات من قبل وحدات عسكرية من الأمن العام والأمن المركزي والحرس الجمهوري والشرطة العسكرية، واستخدمت في ذلك كل أنواع الأسلحة، بما فيها الدبابات لمحاصرة الساحة واقتحامها والاعتداء على المعتصمين سلمياً، بإطلاق الرصاص المباشر عليهم، وإحراق الخيام، والدهس بالسيارات والعربات العسكرية.

ففي 17 مارس حدث اشتباكات عنيفة في محافظة تعز بين متظاهرين توجهوا لحماية طالبات من مدرسة الشهيد زيد الموشكي للبنات أثناء توجههن من المدرسة لساحة الحرية, وآخرين يقولون إنهم يحمون المدرسة من الاعتداء, ما أسفر عن سقوط أكثر من 450 جريحاً بين متوسطة وخفيفة, جراء إلقاء الحجارة واستنشاق الغاز المسيل للدموع أثناء تدخل قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب ومحاولتها الفصل بين الطرفين.
 في الوقت ذاته اتهم المحتجون قوات مكافحة الشغب والتي ترتدي زي الأمن المركزي بالانحياز إلى جانب من يسمونهم بـ""البلاطجة" عندما قامت بتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع، في حين لم تستخدمها مع الطرف الآخر الذي يتهمونه باحتجاز الطالبات داخل المدرسة ومنعهن من التظاهر. 
وقالت مصادر مطلعة إن هذا الهجوم جاء بعد إعداد وتنسيق وإشراف منذ يومين قام به القيادي في المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني , الذي رتب وباشر تنفيذ المهام الوحشية بنفسه ضد المعتصمين , وكانت اتهامات قد وجهت لمرافقي البركاني في إلقاء قنبلة على معتصمي تعز مطلع الشهر الحالي، وقالت أجهزة الأمن في حينها أنها ستكشف عن الجاني، لكن جهات أمنية سعت إلى تمييع القضية.
أكثر من (80) متظاهراً
وفي العاصمة صنعاء جرح أكثر من 80 متظاهراً على يد قوات الشرطة في مظاهرة تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح , وقال ناشطون يمنيون إن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، مما أدى إلى جرح 84 متظاهراً. 
واتهمت المعارضة الحكومة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، وحملت الرئيس علي عبد الله صالح المسؤولية عنها, وقال تكتل اللقاء المشترك في بيان إن "الدماء التي سالت في مختلف أرجاء الوطن الغالي" هي "جرائم ضد الإنسانية". وأضاف البيان أن هذه الجرائم "يتم رصدها وتوثيقها وسيلاحق مرتكبوها أمام القضاء الوطني والدولي ولن يفلتوا من العقاب أبدا". وحمل
البيان الرئيس اليمني ونجله وأبناء شقيقه الذين يشرفون على الأجهزة الأمنية مسؤولية ما سموه بـ"ارتكاب الجرائم". 
واستشهد سبعة متظاهرين وقتل ثلاثة جنود وشيخ قبلي بمحافظتي مأرب والجوف .
18 مارس سقوط جنديين وخمسة جرحى في مواجهات مع الحوثيين في محافظة الجوف، بعد مواجهات في منطقة الصفراء.
وفي العاصمة صنعاء أقدم قناصة بعد صلاة الجمعة على مجزرة تعد هي الأعنف في حق المعتصمين منذ بدء المظاهرات , واستشهد في جمعة الكرامة 53 شاباً وجرح 617 آخرين, منهم 270 جرحى بالرصاص الحي , و347اصيبوا جراء استنشاق الغازات, وكانت تلك المجزرة قد أعقبت صلاة الجمعة مباشرة, وتسببت في استقالة الكثير من قادة الجيش والسفراء والوزراء, وقالت صحيفة صوت الثورة الصادرة من ساحة التغيير بصنعاء إن الجناة الذين تم إلقاء القبض عليهم قد أدلوا بمعلومات في غاية الخطورة تدين الرئيس صالح شخصياً, ووفقاً للتحقيقات فان المنفذين ينتمون إلى اللواء الأول حرس جمهوري الذي يقوده العميد احمد علي عبدالله صالح, وآخرين ينتمون إلى معسكر قوات الأمن المركزي الذي يتولى فيه يحيى محمد عبدالله صالح أركان حربه, إضافة إلى أشخاص آخرين تم استئجارهم من أحياء مختلفة من العاصمة صنعاء.
وتزامناً مع هذه الحادثة التي هزت اليمنيين في الداخل والخارج، فقد سارع الرائد عبدالله عبدالعالم إلى القول بأن اليد التي امتدت إلى المعتصمين هي من اغتالت الرئيس ابراهيم الحمدي واخيه المقدم عبدالله الحمدي. 
بعض شهداء جمة الكرامة
وهذه قائمة ببعض شهداء جمعة الكرامة 1- إسماعيل صالح المعمري ( عمران) 2- عرفات محمد أحمد حمزه ( البيضاء , 3 عيسى أحمد الشامي ( إب ), 4- محمد قناف مرشد غنيم,5- صلاح عبدالله الشرماني , 6- محمد يحيى محمد القملاني ( بني مطر ) 7- خالد علي محمد الحزمي ( تعز, -8 محمد عبدالواحد العريفي ( ذمار 9علي أحمد محمد الفلاحي ( ذمار) ـ10 قيس شوعي الملكي ( حجة) ـ11 محمد محمد مطهر القباء (عمران) ـ12 محمد محمد علي الطويل (ذمار) ـ 13 عوض صالح اليافعي ( لحج14 )جمال أحمد الشرعبي ( تعز, 15 - محمد محمد علي العلوي ( ذمار )16- محمد حسين الثلايا (عمران )17 عبدالباسط عبدالغفور المشولي ( تعز) ـ 18 عمر محمد سعيد البريهي ( تعز )19 ـ ناظم شهاب عبدالعزيز
20 كمال محمد حسين سعيد (بني مطر, 21 عمرو محمد حسن الشيباني ( تعز) ـ 22 نشوان عبدالرحمن عبدالكري، 23- نور الدين أحمد صالح حسين,24 - منيب يفوز الحكيمي25 علوي علي الشاهري ) البيضاء – رداع 26- محمد مرشد أحمد مثنى 27- حامد عبدالله علي شايف,- 28عادل حسين موسى الحميقايني ( البيضاء)ـ 29 ابراهيم محمد علي القادري ( إب ) ـ 30 معين علي أحمد العريقي، 31- محمد يحيى العزب , 32محمد علوي الوصابي33 صادق عبدالله عبده، 34 صقر أحمد الشيخ 35- أمين أحمد علي العريفي ( المحويت )ـ 36 أنور عبدالواحد صالح، 37 حمير محمد علي نصر ( الحديدة )، 38 محمد قرموش السلالي ( البيضاء) .
 وفي الحديدة قامت مجاميع من البلاطجة بالاشتباك مع متظاهرين أمام القصر الجمهوري , والذين كانوا حاملين في أيديهم الخناجر والجنابي والعصي والهراوات, وقام البلاطجة بالاعتداء بالضرب والطعن على المتظاهرين سلمياً، مما أدى إلى إصابة العشرات من المتظاهرين بطعنات في الرأس وأنحاء متفرقة من الجسم , هذا وكان سبعة أشخاص من المتظاهرين قد تعرضوا للضرب والاعتداء عليهم بالخناجر والسكاكين والعصي والهراوات من قبل بلاطجة يتبعون الحزب الحاكم أثناء مشاركتهم في التظاهرة أمام القصر الجمهوري وهم : بازال أحمد إبراهيم 25 سنة ضربة بصميل في الظهر ؛ عبدالخالق المطري 17 سنة ضربة بحجر بالبطن واليد ؛ أحمد علوان الشيباني 34 سنة ضرب بالعصي ؛ مختار علي يوسف 20 سنة ضربة بالظهر بالعصي والحجر ؛ نزار عبدالجبار كديش 17 سنة اعتداء علية بالضرب ؛ محمد عباس الزحزوح 24 سنة مصاب بالساق اليمنى بالحجار، حسين أحمد صالح 18 سنة إصابة باليد اليمنى بالحجار وفي محافظة تعز أقدمت عناصر الشرطة بالاعتداء على المعتصمين في شارع الزراعة, وتم إلقاء القنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عنه إصابة 430 شخصاً باختناقات الغاز,
و20 حالة بالعصي والحجارة.
إدانات دولية واسعةٍ
دولياً أعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما عن إدانته "بشدة" لأعمال العنف التي وقعت في اليمن داعيا الرئيس علي عبدالله صالح إلى "الالتزام بتعهده بالسماح بالمظاهرات السلمية"، في حين عبر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن إدانته لـ "القوة القاتلة" المستخدمة ضد المتظاهرين في اليمن، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى الوقت الحالي للعنف في اليمن وقال اوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض – نشرته وكالة كونا الكويتة- "لا بد من محاسبة المسؤولين عن العنف اليوم وإحالتهم للمساءلة". 
وقال "إن الولايات المتحدة تقف على مجموعة من الحقوق العالمية بما في ذلك حرية التعبير والتجمع، فضلاً عن التغيير السياسي الذي يلبي تطلعات الشعب اليمني".
 وإلى ذلك أدان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة استخدام ما وصفها بـ"القوة القاتلة" ضد المتظاهرين في اليمن قائلا "لا يوجد بديل" عن إجراء حوار شامل حول جميع أنواع الإصلاحات الرامية إلى معالجة الأزمة السياسية في البلاد.
وقد بدأت ردود الفعل الدولية المديُنة لما حدث في اليمن، إذ قالت فرنسا أنها تشجب بقوة الهجمات المميتة التي تعرض لها المتظاهرون، فيما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى وضع حد فوري للعنف في اليمن، معربة عن أسفها لما حدث.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشرته وكالة رويترز "نأسف لوقوع عدد كبير من الضحايا، يجب الآن على قوات الأمن والجماعات الموالية للحكومة أن توقف الهجمات ضد أشخاص يعبرون عن حقوقهم في حرية التعبير والتظاهر."
 ومن جانبها عبرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية وسياسات الدفاع في الاتحاد الأوروبي نائبة رئيس المفوضية الأوروبية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين باليمن، داعية لوقف فوري حالي للعنف، محلياً أدانت المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية "المجزرة الوحشية" التي ارتكبتها قوات الأمن ضد المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بصنعاء واعتبرت المنظمة اليمنية أن ما حدث للمعتصمين بساحة التغيير بصنعاء جريمة واضحة المعالم تستهدف قتل المواطنين المعتصمين بشكل واضح.
مناشدات لوقف الجرائم بحق المعتصمين
وجددت المنظمة اليمنية مطالبتها بسرعة التدخل الفوري لمجلس الأمن الدولي كما تدخلت في ليبيا يوم أمس وذلك لمنع جريمة قادمة ولمحاكمة ومحاسبة المتسببين لجريمة المجزرة الوحشية التي قامت بها قوات الأمن اليمني، وحملت المنظمة اليمنية النظام اليمني المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة.
وطالبت المنظمة اليمنية المنظمات العربية والإقليمية الدولية بالتحرك العاجل والضغط من أجل إيقاف القتل الجماعي للمعتصمين والجرائم ضد الإنسانية في اليمن.
من جانبه ناشد بيان صادر عن ائتلاف ثورة التغيير السلمي بساحة التغيير بصنعاء جميع المنظمات الحقوقية والدولية بمحاكمة عاجلة للنظام وقيادته، داعياً ٍأبناء اليمن الشرفاء الذين لا يزالون في موقف الحياد أو الدفاع عن القتلة سرعة الالتحاق بركب الثورة.
19 مارس قتل جندي وأصيب مالا يقل عن 17 عسكرياً، بينهم 7 ضباط في هجوم لقوة عسكرية نجحت في استعادة موقع عسكري بمنطقة الصفراء بين محافظتي مأرب والجوف من أيدي الحوثيين الذين سقط منهم مالا يقل عن 20 شخصاً بين قتيل وجريح .
وفي محافظة عدن أصيب أربعة مواطنين بجروح مختلفة لدى إقدام قوات مشتركة من الجيش والأمن على محاولة فتح الشارع الرئيسي بالمعلا المغلق منذ أكثر من ثلاثة أسابيع, والمصابين وفقاً لمصادر طبية هم: أيمن علي حسن – طلقة نارية في ساقه الأيمن, محمد توفيق – طلقة نارية في الركبة, ريدان أحمد محمد - اختناق بالغاز, محمد علي أحمد.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد