وسط تحذيرات من انتشار الأوبئة والأمراض .. الجهات الرسمية تتحجج بانعدام الديزل..

القمامة والقاذورات تسود شوارع العاصمة صنعاء

2011-07-18 16:58:00 تقرير / مهيب زوى


انتشرت أكوام القمامة والقاذورات المتراكمة منذ أسبوع على طول الشوارع والأرصفة والحواري في العاصمة صنعاء، وأصبحت الروائح الكريهة تزكم الأنوف والذباب والبعوض أكثر انتشاراً ما يشكل وسطاً غير صحي ويوفر مناخاً لانتشار الأوبئة والأمراض كما يحذر من ذلك الأطباء، وتزداد مخاوف المواطنين جراء استمرار ذلك.



* أوبئة وأمراض
حذر الدكتور/ عبدالحفيظ الصلوي ـ إختصاصي باطنية وحُميات كبد ـ من استمرار بقاء أكوام القمامة في الشوارع والأحياء.. وقال لـ"أخبار اليوم": تكدس القمامة أمر في غاية الخطورة ويسبب وسطاً ملائماً لنمو البكتيريا والميكروبات بسرعة والآن مع حرارة الصيف وتساقط الأمطار يزداد خطورة الأمر مع تكاثر الذباب والبعوض والعديد من الحشرات الناقلة لتلك الميكروبات للمنازل والمطاعم".
وأضاف الصلوي :" إن هذه الميكروبات تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض وخصوصاً الأطفال هم أكثر عرضة للاسهالات والحمى بسبب تواجدهم للعب في الشوارع والأحياء".
وتابع:" إن طبيعة المواد الموجودة في القمامة من لحوم فاسدة وبقايا بيض ولبن وأطعمة، خصوصاً وأن انطفاء الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يومياً أدى إلى التخلص من بقايا الأطعمة بسبب توقف أجهزة التبريد"الثلاجات" عن العمل وهو ما يسبب نمو أنواع خطيرة من الميكروبات المسببة للحمى التيفية" التيفوئيد" والالتهابات البكتيرية الحادة كالسلمونيلا والشيجيلا وهي بكتيريا معوية تسبب إسهالات حادة وحمى.. بالإضافة إلى بكتيريا "التراخوما " وهي بكتيريا تصيب العينين بالتهابات وبكتيريا "كوكسي" التي تصيب الجهاز التنفسي بالتهابات أيضاً".
وشدد الصلوي على أن تراكم القمامة والقاذورات خطير جداً ويساعد على نمو مستعمرات كبيرة من البكتيريا والميكروبات وليس أنواع محددة فقط.
مخاوف
وتزداد مخاوف المواطنين من انتشار الأوبئة إذ يبدي عبدالإله سلطان استياءه من استمرار تراكم القمامة أمام منزله في حي السباح قلب العاصمة صنعاء ويقول:"إنني لا أستطيع أن أمر إلا ويدي على أنفي بسبب الروائح المنبعثة من أكوام القمامة المنتشرة في الحي".
فيما تبدي السيدة "أمينة " مخاوفها على أطفالها من الأمراض بسبب القاذورات والذباب قائلة:" لم أعد اسمح لأطفالي بالخروج من المنزل".
وبدأ البعض بالتفكير بحل بديل للتخلص من القمامة بعملية إحراقها داخل الأحياء، إلا أن ذلك سبب المزيد من الدخان الأسود الضار أيضاً، ما جعلهم يقلعون عن ذلك، معبرين عن سخطهم لما يحدث تجاههم.
يقول رضوان إن ابنه محمد ـ 7 ـ سنوات أصابه تحسس في الصدر بسبب الدخان الذي أحدثته عملية حرق أكوام القمامة في حيه الذي يسكن به.
*تبريرات

بدأ البعض بالتفكير بحل بديل للتخلص من القمامة بعملية إحراقها داخل الأحياء، إلا أن ذلك سبب المزيد من الدخان الأسود الضار أيضاً.

وسط هذه المخاوف والتحذيرات الصحية بانتشار الأوبئة والأمراض يبرر السيد/ عباس الشلفي ـ نائب المدير العام لعمليات مكتب النظافة بأمانة العاصمة صنعاء ـ تكدس القمامة والقاذورات واختفاء عربات النقل المباشر للقمامة من الشوارع والأحياء بانعدام مادة "الديزل" وأزمة الوقود التي تعانيها البلاد منذ أشهر.
وقال الشلفي لـ"أخبار اليوم": انعدام مادة الديزل أدى إلى ركود الموظفين وعمال النظافة في المكتب وأدى إلى عدم قدرتنا على تحريك عربات النقل المباشر لجمع القمامة من الشوارع والأحياء".
وأضاف : " إننا نبذل ما بوسعنا للحصول على مادة الديزل للقيام بواجبنا وقمنا بالتواصل مع وزارة النفط والجهات المسؤولة لحل هذه المشكلة".
وأفاد الشلفي أنهم يستهلكون في مكتب النظافة بصنعاء من 10 إلى 11 ألف لتر يومياً، أي ما يعادل 55 برميل ديزل من أجل تشغيل العربات وتنظيف الشوارع من القمامة والمخلفات.
عقاب كريه الرائحة:
سياسياً تتهم الجهات المسؤولة اليمنية أحزاب المعارضة وتحملها مسؤولية اختفاء الديزل من الأسواق وتتهمها بالوقوف وراء أزمة الوقود في البلد.
يقول السيد/ عباس الشلفي:" أحزاب المعارضة فجروا أنبوب النفط في مأرب-شرقي اليمن- ويتحملون المسؤولية".
في المقابل يرى مراقبون أن تراكم أكوام القمامة في الشوارع والأحياء يعد ضمن أدوات "العقاب الجماعي" التي ينفذها نظام الرئيس/ علي عبدالله صالح منذ الأسابيع الأولى للثورة المطالبة بإسقاط نظامه بدءاً بافتعال أزمة الغاز وإطفاء الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يومياً وقطع مياه الشرب عن المنازل وافتعال أزمة الوقود بترول وديزل وكيروسين وصولاً إلى هذا العقاب كريه الرائحة بترك القمامة في الأحياء والشوارع بهدف تطفيش المواطنين وإلهائهم عن ما يدور في ساحات الثورة وميادين الاعتصامات- حد قولهم.



الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد