بعد أن تلاشت عن الأنظار طيلة سنوات الحرب ..

صعدة .. المحاصيل الزراعية تستعيد عافيتها وتمد الأسواق المحلية بكل ما لذ وطاب

2011-07-18 17:38:33 تقرير / نايف رحمة -علي أشيب


عادت إلى الأسواق بقوة فاكهة صعدة وخضرواتها بعد أن تلاشت عن الأنظار فترة لتستعيد المحاصيل الزراعية انتاجها بعد سنوات من الكساد والتلف والجفاف كمسلمة طبيعية أفرزتها سنوات الحرب التي عاشتها صعدة في السنوات الماضية.. هاهي المحاصيل الزراعية تستعيد عافيتها وتمد الاسواق المحلية بكل ما لذ وطاب من خيرات أر
محافظة صعدة كانت ولازالت محافظة زراعية بامتياز ،ربما كان لتنوع تضاريسها وطبيعتها الطبوغرافية التي جمعت بين السهل والجبل والأودية ميزةً عن غيرها واستمراراً في انتاج محاصيلها على مدار العام ,إضافة إلى نسبة 75% من سكانها يعتمدون على الزراعة ويشتغلون بها ويتخذون منها مورداً إقتصادياً للدخل ومصدراً للعيش .
ومع أن المساحة الإجمالية لمحافظة صعدة تبلغ (29) ألف كيلو مربع ,إلا أن إجمالي المساحة الزراعية الكلية والصالحة تبلغ فقط (50726) ألف هكتار ومع ذلك لم يتم استغلال إلا القليل منها .
الإسهام في الناتج القومي
محافظة صعدة مؤهلة من نواحٍ عدة لأن تصبح واجهة اليمن الزراعية وأن تسهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي للوطن ككل لو وجد التخطيط والدعم اللازمين من قبل الجهات المعنية للارتقاء بمهنة الزراعة فيها وتطويرها ورفدها بالآلات الزراعية الحديثة، والمعدات التي تعمل على زيادة المحصول وترشيد استهلاك المياه ,فالموقع المتميز الذي تتمتع بع محافظة صعدة بامتلاكها منفذين حدوديين مع المملكة العربية السعودية هما (منفذ البقع - ومنفذ علب) يسهل من عملية تصدير المنتجات الزراعية إلى الأسواق السعودية والخليجية عموماً والتي تعتبر أسواقاً هامة للصادرات الزراعية من محافظة صعدة وبأقل التكاليف الممكنة.
وتتميز محافظة صعدة بإنتاج زراعي وفير ومتنوع وذي جودة عالية وإقبال كبير سواء من المستهلك المحلي أو الخارجي , وما تعترض هذه المنتجات من صعوبات ومشاكل قد تلقي بآثارها إذا ما عولجت على أمن واستقرار المنتجين والمصدرين لهذه المحاصيل والذين يقدرون بـ"75%"من إجمالي تعداد سكان المحافظة , حيث تشير الإحصائيات الأخيرة بحسب تقرير صادرعن مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة أن إجمالي قيمة المبيعات من الإنتاج الزراعي والحيواني في صعدة خلال العام الماضي بلغ ( 18.342.100.984 ) ريال, كما بلغ الدخل النقدي الصافي ( 13.661.994.015 ) ريال .
التفاح تغرق السوق
وتغرق صعدة بمنتجاتها الزراعية من التفاح هذه الأيام الأسواق المحلية ؛حيث يصل سعر السلة إلى (200) ريال، لاسيما مع استعدادها لجني موسم الرمان والعنب كما يقول مدير إدارة التسويق بمكتب زراعة بصعدة .
لكنها كغيرها من المحافظات الزراعية تعاني من انعدام خزانات التبريد الحكومية وقلة خزانات التبريد الثابتة الخاصة على المستوى المحلي، الأمر الذي يدفع بالمزارعين إلى جني المحصول قبل نضجه، وهو ما يعتبره مدير التسويق (علي صالح) بأنه من أبرز المعوقات التي تواجه المزارعين وتساهم في فقدان ما يقارب من 30-50 % من المحصول الزراعي سنوياً.
تنتج المحافظة بحسب – مدير التسويق الزراعي- ما يقارب 80 ألف طن سنوياً من الرمان وحده ومثله من العنب والتفاح، لكن إنتاج الأخير في تراجع مستمر نتيجة تأثره الكبير بعدم وجود مخازن تبريد كبيرة في المحافظة مقارنة بالعنب والرمان الذي يتزايد بحسب حجم الشجرة.
مشيراً إلى أن غياب القوانين والتشريعات المنظمة لتصدير الفاكهة إلى الخارج يسهم بشكل كبير في عرقلة جهود تصديره ,لاسيما في ظل تجاهل دول الجوار للاتفاقيات التي تبرم أحيانا مع الجمعيات الزراعية والمصدرين.
وقال (علي صالح) إنه وبرغم المشاكل الكبيرة التي يواجهها المصدرون على المنفذ الحدودي تتعلق "بالتأشيرة وفي الغالب تكون بسب عدم وجود قوانين محلية منظمة للتصدير" ؛إلا أن إجمالي ما تصدره المحافظة إلى السوق السعودية (باعتبارها السوق الوحيد الذي يتمكن المزارعين من التصدير إليه في المنطقة) يتجاوز الــ(25) ألف طن من الفاكهة سنوياَ، لافتاً إلى أن أسعارها في الخارج لا تتجاوز أسعارها في الداخل بسعر (2000- 3000) للسلة زنة (20) كـيلو وإن كان في الغالب لا يتجاوز الفارق في السعر الألف ريال.
ويعتمد تحديد السعر الخارجي بحسب(علي صالح) على وفرة المحصول في السوق إذا توفر بكثرة يضطر المزارع إلى بيعه بـ2000 ريال للسلة, أما إذا توفر بحسب احتياجات السوق فإن السعر يصل إلى 5000 ريال للسلة.
 وتعتبر مديريات (الصفراء –مجز- سحار) من أبرز المديريات الزراعية في المحافظة ,باعتبارها تقع في الحوض المائي للمحافظة، لكن إجمالي ما تملكه المحافظة من خزانات تبريد ثابتة تتبع القطاع الخاص قليلة ولا يتجاوز سعتها التخزينية الـ(1300طن) في حين تملك المحافظة قرابة (80) شاحنة متنوعة الحجم ,لكنها مزوده بخزانات تبريد وجميعها تتبع القطاع الخاص كما يقول مدير التسويق الزراعي بالمحافظة، موضحاً أن آلية التسويق المتبعة تقوم على أساس اجتماع يضم المكتب والمزارعين والمصدرين في تحديد آلية العمل للتسويق خلال الموسم السنوي ,لكن خططهم تواجه صعوبة في التطبيق أحياناً لاسيما في ظل وجود ترهل في الكوادر الإدارية "أحياناً يطلع موظف مرتشٍ يفشل جهودنا كلها" -حسب قوله -معتبراً أهم الصعوبات التي يواجهها المزارعون هذه الأيام انعدام مادة الديزل التي تؤثر على المحاصيل في جانب الري بسبب توقف آبار المياه عن ري المحاصيل ,فيضطر المزارع إلى جني محصوله قبل النضوج وبيعه بأقل الأسعار, كما أن انعدام المشتقات النفطية يؤثر في عملية التصدير لاسيما مع ارتفاع تكلفة النقل .
محاصيل متنوعة
وبحسب تقارير حصلت عليها الصحيفة فإن صعدة تنتج عدداً من المحاصيل الزراعية أشهرها الرمان والعنب والتفاح والبن وإن كان تراجع الانتاج في المحصولين الأخيرين في السنوات الماضية لأسباب عدة .
•   الرمان : ويعتبر أهم محصول من الفواكه المنتجة وذا مردود اقتصادي كبير للمزارعين, كونه يصدر إلى خارج البلاد وتحتل صعدة المرتبة الأولى في زراعة وإنتاج هذا المحصول دون منافس , وقد بلغت نسبة الكمية المنتجة من الرمان 70% من إجمالي ما تنتجه محافظات الجمهورية .
•    التفاح : تأتي محافظة صعدة في المرتبة الأولى في إنتاجه ؛حيث تبلغ نسبة الكمية المنتجة 50% من إجمالي ما تنتجه محافظات الجمهورية .
•    العنب : تأتي محافظة صعدة في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج بعد محافظة صنعاء ,إلا أنها تأتي في المرتبة الأولى من حيث جودة المنتج ومدى الإقبال عليه لدى المستهلك الخارجي وبالذات زبيب دماج .
•    الخيار : تنتشر الزراعة المحمية لهذا المحصول ,حيث بلغت البيوت المحمية الخاصة بزراعة الخيار أكثر من 6000 بيت وبهذا تكون المحافظة هي الأولى في زراعته وإنتاجه وتسويقه .
•   الزيتون : تعتبر محافظة صعدة هي الأولى من بين محافظات الجمهورية في زراعة شجرة الزيتون حيث بلغت الكمية المزروعة من أشجار الزيتون بـ7000 )) شجرة .. إضافة إلى اشتهار المحافظة بإنتاج وزراعة محاصيل حقلية أخرى مثل الذرة والقمح ,والشعير , والطماطم , والبطاط , الباميا, الكوسه , ... إلخ وتنتج وبكميات تفوق حاجة السوق المحلي بالمحافظة وأغلبها تصدر بكميات قليلة في أسواق داخلية .
•    كما تنتج المحافظة المحاصيل النقدية مثل البن وبجودة عالية ,إلا أن هذا المحصول تراجع بسبب انتشار شجرة القات ذات المدخول الأوفر والأسرع إضافة إلى محاصيل نقدية واعدة مثل الشمار , الكمون .
ختاماً :
 ندرك تماماً أن الخوض في موضوع الصادرات الزراعية في صعدة واسع ومتشعب ويتطلب المزيد من الوقت والجهد ويستدعي الكثير من التأني والترتيب لجمع المزيد من المراجع والوثائق لاستقصاء معلومات أكثر في ظل شحة المعلومات وعدم وجود أرقام لكمية الصادرات لكل محصول,.إلا أن حيوية الموضوع وعلاقته المحورية بالتنمية الزراعية وإدراكاً منا لأهمية هذه المحافظة ودورها في رفد الاقتصاد الوطني والناتج القومي لو قوبلت باهتمام الجهات المعنية .
عناوين
صعدة مؤهلة من نواحٍ عدة لأن تصبح واجهة اليمن الزراعية وأن تسهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي للوطن ككل لو وجد التخطيط والدعم اللازمين من قبل الجهات المعنية
غياب القوانين والتشريعات المنظمة لتصدير الفاكهة إلى الخارج يسهم بشكل كبير في عرقلة جهود تصديره ,لاسيما في ظل تجاهل الاتفاقيات التي تبرم أحياناً مع الجمعيات الزراعية والمصدرين

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد