شخصيات سياسية:

التاريخ سيسطر الموافق البطولية لقبائل أبين في مساندتها للواء 25 ميكا في محاربة الارهاب وتنظيم القاعدة

2011-07-21 16:26:03 تقرير خاص

قبائل المحافظة جمعت أمرها وبدأت باتخاذ خطوات لإخراج العناصر المسلحة بعد أن خاب أملها في الحسم العسكري الذي كانت تراهن عليه منذ الوهلة الأولى 

وصف عدد من الشخصيات القبلية والسياسية موقف القبائل في محافظة أبين ومساندتها للواء "25" ميكا وثورة الشباب بالموقف البطولي سيسطره التاريخ لقبائل أبين في مشاركتها بطرد المسلحين من مدينة زنجبار.
وجاء تدخل القبائل بعد أن استطاع الإرهابيون المسلحون تكبيد الجيش خسائر فادحة، وكادت أن تُعلن محافظة أبين إمارة إسلامية بعد أن كان سقوطها وشيكاً وهو الأمر الذي أكده الشيخ/ عبدالله أحمد الحوتري ـ شيخ قبيلة الحوتري، المراقشة، أبين في تصريح لـ"أخبار اليوم" حيث قال: إن قبائل المحافظة راهنت منذ الوهلة الأولى على الحسم العسكري لتفادي سقوط المحافظة، إلا أن أملها خاب في ذلك وغاب الحسم العسكري، فما كان من تلك القبائل إلا أن جمعت أمرها ، وبدأت بالتشاور فيما بينها واتخذت خطوات منها حماية مناطقها وإخراج العناصر المسلحة من زنجبار والوقوف أمام أبنائهم الذين يحاربون في زنجبار، مطالبين بعودتهم والانضمام للقبائل، ما لم فإنه سيتم تبرئة القبائل منهم.
وأضاف: أنه في ضوء هذا الاتفاق بدأت النقاط القبلية تنتشر من شقرة حتى مودية وقطع الإمدادات والتعزيزات على المسلحين في زنجبار، مؤكداً أنه لم يتبق أمام المسلحين سوى خياران المواجهة مع القبائل أو الخروج من مدينة زنجبار والعودة إلى المناطق التي قدموا منها.

* إشادات بالموقف البطولي للواء "25" ميكا:
ولفت الشيخ/ الحوتري إلى أن دخول القبائل كطرف ثالث في الصراع من أجل المساندة والوقوف مع اللواء "25" ميكا الصامد وعوناً له في الموقف البطولي الذي سجله في تصديه ومواجهة العناصر المسلحة منذ قرابة شهرين، موضحاً أن القبائل حتى اللحظة لم تصطدم مع المسلحين على الرغم من التهديدات التي تلقوها من تلك العناصر.
وأوضح أن التفاف القبائل والمواطنين في زنجبار إلى جانب اللواء "25" ميكا قد شكل ضغطاً كبيراً على المسلحين وأنه في الأيام القليلة القادمة سيتم تطهير مدينة زنجبار من هذه العناصر المسلحة بإذن الله ,منوهاً بأن مساندة القبائل والمواطنين لثورة الشباب واللواء "25" ميكا وذلك لرفضها للواقع الحالي.



            











       القبائل تقوم بدورها الوطني في ظل غياب الدولة:

وجاء تدخل قوات القبائل نتيجة لغياب دور الدولة وقواتها المسلحة، إلا من اللواء "25" ميكا المساند لثورة الشباب.. وفي هذا السياق يقول الأستاذ/ سعيد بن عبيد الجحمي ـ باحث ومتخصص في شؤون الإرهاب:"إن القبائل هي أكثر الأطراف تضرراً من وجود الإرهاب في مناطقها، وما قامت به هو دور وطني رائد وما حققته من نجاحات سيكون في رصيدها ولن تُنسب تلك النجاحات إلى قوات الجيش أو أي جهة أخرى. 


النجاحات التي حققها الجيش الوطني في أبين بمساندة قبائل وثوار أبين أحرقت آخر ورقة كان صالح وبقايا نظامه يستخدمونها لإفزاع الأشقاء والأصدقاء من عملية التغيير في اليمن


 وعن أهمية تكاتف القبائل واتحادها يقول الأستاذ/ الجحمي: إن هذا يدل على أن الإرهاب مهما بلغ ومهما تعاظم فإن مسألة الحد منه ليست بعيدة، وإذا كان من يواجهها الآن هم قبائل مسلحة، بأسلحة متوسطة وخفيفة، فكيف لو واجهتها الدولة بصدق وكانت هناك نية حقيقية وإدارة سياسية لمواجهة هذا الإرهاب؟.
من جانبه يرى النائب/ محمد صالح القباطي ـ رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي ـ أن النجاحات التي حققها الجيش الوطني في أبين بمساندة قبائل وثوار أبين، مؤشر من مؤشرات نجاح الثورة، وبذلك احترقت آخر ورقة كان صالح وبقايا نظامه يستخدمونها لإفزاع الأشقاء والأصدقاء من عملية التغيير في اليمن.
مساندة القبائل لقوات اللواء "25" ميكا عززت من معنويات أفراد ذلك اللواء في ظل تخلي النظام عنه، وتركه وحيداً وجهاً لوجه مع المسلحين الإرهابيين.. وهذا ما أوضحه الشيخ/ الحوتري واصفاً ذلك الموقف بالبطولي، وتأتي أهميته من كونه قد شكل ضغطاً كبيراً على المسلحين.
من جانبه أشاد رئيس الدائرة السياسية في التجمع اليمني للإصلاح بأبين، "عبدالعزيز الحمزة" ـ بالموقف البطولي للقبائل التي تداعت واستنفرت أفرادها من أجل تحرير أبين من المسلحين، مثمناً صمود اللواء "25" الذي أقام علاقة مميزة مع القبائل تتسم بالثقة المتبادلة والوقوف صفاً واحداً ضد المسلحين في أبين، مؤكداً أن موقف القبائل سيسجله التاريخ لهم وأنه ليس له صلة بالطابع السياسي، بل هو مجتمعي وثوري للوقوف ضد هذه العناصر المسلحة الذين يعملون بأجندة خاصة لصالح النظام.
وأضاف أن المواقف القبلية على الميدان تسير في تطور متسارع وعززت أيضاً من دور اللواء "25" ميكا الصامد الذي نثمن موقفه البطولي الكبير وأنه لولا صموده في وجه تلك العناصر لكانت النتائج وخيمة جداً، وأنه لكان بإمكان العناصر المسلحة الوصول إلى عدن لولا ذلك الصمود البطولي لقادة وأفراد وضباط اللواء "25" ميكا ضد تلك العناصر.










           


        
                                                                   
موقف القبائل كشف التواطؤ السافر:
موقف القبائل الداعم للواء "25" ميكا كشف التواطؤ السافر بين نظام صالح والقاعدة، ذلك لأن نظام صالح لم يتعامل مع الإرهابيين في أبين بجدية، ولم يرسل قوات الحسم العسكري السريع، كما هو الشأن في منطقة أرحب، الأمر الذي أثبت أن تلك العناصر موالية للنظام، وهو ما تنبه له الأستاذ/ عبدالعزيز الحمزة، من خلال قراءته لتصريح أحد أفراد القاعدة في أبين والذي قال فيه "إن ثورة الشباب لا تعنيه بشيء وإن لديه ثورة جديدة تتعلق بتحكيم الشريعة"، وهو ما اعتبره الحمزة دليلاً قاطعاً على أن تلك العناصر موالية للنظام وأن ظهورها من أجل تغيير مسار الثورة الشبابية المطالبة بإسقاط النظام، وفتح جبهة جديدة لشغل الرأي العام المحلي والدولي عن مطالب الشباب بإسقاط النظام.

وفي ذات السياق أكد النائب/ القباطي "أن نظام صالح سلَّم محافظة أبين للجماعات المسلحة لإظهار أن التهديدات التي يطلقها في خطاباته من أن أي عملية تغيير للنظام ستؤدي إلى سقوط البلاد في أيدي القاعدة، كانت تحذيرات جديّة"، وحين رفضت قوات اللواء "25" ميكا الانسحاب وتسليم الموقع كما فعلت مثيلاتها استجابة لأوامر عليا، حين رفضت ذلك تُركت لتواجه المسلحين الإرهابيين دون مساندة أو تعزيزات، بل علاوة على ذلك تم التضييق على اللواء "25" ميكا من قبل قيادة المنطقة الجنوبية الموالية لصالح، والتي تخلت عن هذا اللواء رغم استغاثاته المتكررة.
من جانبه يؤكد الأستاذ/ الجحمي أن تلك العناصر الإرهابية هي من صنع النظام قائلاً: "كان هناك تحالف بين جهات عسكرية عليا وقبائل في محافظة شبوة، وتم تزويدهم بالعديد من الأسلحة والعتاد، ونشأت في تلك الفترة فكرة الصحوات على غرار الصحوات في العراق"، وهذه هي الورقة التي ظل نظام صالح يلعب بها في ميدان السياسة الدولية والعلاقات الخارجية.

•ما يدور في أبين رسالة إجماع وطني إلى المجتمع الدولي:
من الأهمية بمكان أن نقول إن ما فشلت في تحقيقه الدولة بنظامها وقواتها أو تراخت عن تحقيقه، قد استطاعت مجاميع قبلية محدودة أن تحققه بنجاح، رغم محدودية إمكانياتها وضآلة عتادها، وفي ذلك –كما يرى الأستاذ الجحمي- رسالة بعيدة للأميركيين تقول لهم إن اليمنيين أنفسهم يستطيعون أن يحرروا مناقطهم وأن يخلصوها من لوثة الإرهاب، وعلى الأميركيين أن يدعموا القبائل فقط، وأن لا يتدخلوا بطائراتهم أو جواسيسهم، وما عليهم إلا أن ينتظروا وينظرون كيف يطهر اليمنيون مناطقهم بأنفسهم.



المواقف القبلية عززت أيضاً من دور اللواء "25" ميكا الصامد والذي لولا صموده في وجه تلك العناصر لكانت النتائج وخيمة جداً 


من جانبه اعتبر السياسي والكاتب الأستاذ/ سيف الحاضري، أن ما يدور في أبين رسالة إجماع وطني من مختلف القوى الوطنية المتمثلة في الجيش الوطني والقوى المؤيدة للثورة، إلى المجتمع الدولي بأن الشعب اليمني يرفض الإرهاب سواءً أكان ذلك الإرهاب القاعدي أو الإرهاب المصطنع من السلطة، واصفاً مساندة القبائل للجيش المؤيد للثورة الشبابية ومطالبها، قد شكل لحمة يمنية قوية يتصدى من خلالها لأهم محور يهدد أمن وسلامة اليمن دون الحاجة إلى المساعدات الأميركية الضخمة التي صرفت على ما يسمى قوات مكافحة الإرهاب.
وفي هذا الجانب يرى الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك/ محمد قحطان أن الدرس الأول الذي يجب أن يستفاد من النجاحات السريعة للجيش الوطني المؤيد للثورة ولأبناء الشعب والقبائل الملتفة حوله ومعه، هو أن تعي الأجهزة الأميركية المعنية بحرب الإرهاب أن القوات التي دربوها واستثمروا فيها وأنفقوا عليها الأموال الطائلة في إطار الجيش العائلي في الأمن المركزي والحرس الجمهوري، لم تحرك ساكناً ضد القاعدة في أبين، مقترحاً بأن يتم تحويل الدعم إلى الجيش الوطني ولو تم ذلك –حسب تعبيره- لحصلوا على نتائج أفضل بدلاً من الأكاذيب والمغالطات التي يروجها صالح وأولاده في محاربة الإرهاب، وفي ذات السياق شكر الأستاذ/ محمد قحطان الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية عبر سفارتها في صنعاء للواء "25" ميكا والمقدر بحوالي "600" طن من المواد الغذائية والمياه، مبيناً الأثر البالغ لذلك الدعم في صفوف الجيش الوطني والقبائل الموالية له.
وبشأن عدم إرسال قوات مكافحة الإرهاب إلى أبين رغم إطلاقها في مناطق الحصبة وأرحب ونهم لقتل المواطنين الأبرياء العزل، يقول الأستاذ/ الحاضري :"إننا نحيل هذا الاستفسار إلى المجتمع الدولي والأميركان، لماذا دعموا ودربوا ما يسمى بقوات مكافحة الإرهاب سواء التابعة للأمن المركزي أو القوات الخاصة؟ وهل هي فعلاً كانت لمكافحة الإرهاب أم لمكافحة الشعب اليمني؟.
ويرى أن أي دعم يقدمه الأميركان والمجتمع الدولي، لا يأتي في إطار تنمية ودعم قدرات الجيش الوطني، فإنه لن يخدم أي أهداف تحت أي مسمى كانت، في ظل سعي الأصدقاء والأشقاء لحماية اليمن والممرات الدولية لمنع نمو الإرهاب، ويؤكد هذا الرأي النائب/ القباطي بقوله: إن الأميركان يدركون هذا الأمر وبدأوا يتفهموا حقيقة ما كان يطرحه المشترك بهذا الخصوص ووعدوا بدعم القوات التي تواجه الإرهاب في أبين.
ويفسر النائب/ القباطي عدم إشراك قوات مكافحة الإرهاب في قتال القاعدة في أبين، رغم أنها أنشئت لها الغرض، بقوله إن القوات المعنية بمكافحة الإرهاب سحبت بأوامر عليا من أبين وشبوة والمناطق التي تتواجد فيها إلى صنعاء وتعز وغيرها من المحافظات للتفرغ لمواجهة المعتصمين والخصوم السياسيين، في الحصبة وأرحب ونهم، وهذا –طبعاً- مخالف لسياسة الدول الداعمة والمتبنية لقوات مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يوجب على الولايات المتحدة الأميركية ضرورة مراجعة سياساتها بخصوص دعم نظام صالح في مجال مكافحة الإرهاب على خلفية ما يحدث في أبين، وهذا ما يجمع عليه معظم المحللين والسياسيين وفي مقدمتهم الأستاذ/ سيف الحاضري والأستاذ/ قحطان وغيرهما.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد