الملف الأكثر دموية والأشد سخونة

" أخبار اليوم " تفتح ملف الاعتداءات ضد المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير "" الحلقة السادسة "

2011-07-23 17:00:45 رصد / عارف العمري

"
منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير، لجأ النظام الحاكم إلى استخدام القوة المفرطة في قمع الاعتصامات والمسيرات والمشاركين فيها، الأمر الذي أظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في اليمن انتهاك وقمع منهجي، يصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية، يقتضي من كافه المعنيين بحقوق الإنسان في العالم وفي المقدمة هيئات ومنظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين اليمنيين المطالبين بالتغيير السلمي وإيقاف الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإحالة المسؤولين عن تلك الانتهاكات إلى العدالة.
حيث اتبعت السلطات اليمنية أساليب ووسائل مختلفة في قمع الاعتصامات والمسيرات والمشاركين فيها، منها الضرب بالهراوات والصعق بالكهرباء، والاستخدام المفرط لقنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع التي ثبت انتهاء صلاحياتها منذ فترة طويلة، واحتواء بعضها على مواد سامة وهي غازات بحسب إفادة عدد من الأطباء الذين شاركوا في تقديم المساعدات الطبية للمصابين
ومتابعه حالاتهم تؤدي إلى تشنجات للأعصاب مع توقف لحظي للتنفس مصحوب بارتفاع في ضغط الدم وانخفاض عدد ضربات القلب، إضافة إلى اختلال الوعي.



لجأت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش في أكثر من مناسبة إلى إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على المعتصمين والمحتجين سلمياً وبدون إنذار مسبق، ووصل الأمر حد استخدام قناصة متخصصين في الرماية عن بعد لممارسة القتل العمد للمحتجين


كما لجأت الأجهزة الأمنية وقوات الجيش في أكثر من مناسبة إلى إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على المعتصمين والمحتجين سلمياً وبدون إنذار مسبق، ووصل الأمر حد استخدام قناصة متخصصين في الرماية عن بعد لممارسة القتل العمد للمحتجين وهيأت متطلبات تمويههم وتمركزهم في مواقع مطلة على الساحات، ووصل الأمر حد اقتحام الساحات من قبل وحدات عسكرية من الأمن العام والأمن المركزي والحرس الجمهوري والشرطة العسكرية، واستخدمت في ذلك كل أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات لمحاصرة الساحة واقتحامها والاعتداء على المعتصمين سلمياً، بإطلاق الرصاص المباشر عليهم، وإحراق الخيام، والدهس بالسيارات والعربات العسكرية.
ففي 21 مارس قال شهود عيان في محافظة تعز ـ منطقة الجند – قرية قزيلة والشيحان ــ إن قائد الحرس الجمهوري بالجند تبادل إطلاق النار مع مجموعة غير معروفة ثم قام بعدها بقصف القريتين، مما خلف "3" قتلى و"4" جرحى وتم اعتقال عضو المجلس المحلي بمديرية التعزية عن المنطقة محمد ياسر، بينما مصادر محلية أخرى في نفس المنطقة أكدت الاشتباكات ونفت وجود قتلى وجرحى.
كما وقع اشتباك في محافظة حضرموت بين مجموعة من الجيش التابعين للمنطقة الجنوبية الشرقية التي يقودها محمد علي محسن أحد جنرالات الجيش المؤيدين للثورة وأخرى من الحرس الجمهوري في مدينة المكلا، أسفر عن إصابة ضابط وأربعة جنود، حيث واستمرت الاشتباكات نصف ساعة، قام خلالها الجانبان باستدعاء تعزيزات عسكرية، قبل أن يتمركز كل طرف منهما في جانب من المدينة، بينما انتشرت عدد من الدبابات في مداخل وتقاطعات مدينة المكلا.
كما قام جنود من قسم علاية بأمانة العاصمة بقتل الطفل/ مهيب اليعري بعد يومين من إعلان حالة الطوارئ، وقد قاموا بضربه بأعقاب البنادق حتى فارق الحياة.
الثلاثاء "22" مارس تمكنت عناصر قبلية مسلحة من السيطرة على مدينة الجوف وطرد قوات الحرس الجمهوري منها واستولت على أسلحة وذخيرة معسكر بالمدينة، وأسفر ذلك عن مقتل الشيخ/ عبدالله شيحاط ـ أمين عام المجلس المحلي بمديرية الحزم.

وفي 23 مارس الحكومة الأميركية تعبر عن قلقها بشأن الأحداث وعدم الاستقرار باليمن، وفي الوقت ذاته عبر مجلس جامعة الدول العربية عن إدانته بشدة للجرائم المرتكبة ضد المدنيين في اليمن، وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إنه قلق بشأن عدم الاستقرار في اليمن وتأثير ذلك على الحرب ضد الإرهاب ولكنه أحجم عن التصريح بما إذا كان يتعين على الزعيم اليمني التنحي.
ومن جانبها أعربت مفوضية حقوق الإنسان عن القلق من معاملة كل من اليمن والبحرين وسوريا "لمتظاهريها المسالمين المطالبين بمزيد من الحريات"، معبرة عن قلقها بخصوص فرض حالة الطوارئ وتصاعد المشادات العنيفة.
وأعرب الناطق باسم المفوضية عن "أسف المفوضية لمقتل عشرات المتظاهرين المسالمين خلال الأسبوع الماضي، وبالأخص مثلما تم تناقله، عبر قناصة كانوا يطلقون النار من أسطح المنازل".
24 مارس سقط قتيل هو هيثم قاسم عبد القادر وأكثر من 15 جريحاً أثنان منهم في حالة خطيرة جداً من أبناء منطقة الشعوبة مديرية المعافر ـ عندما خرجوا للاحتجاج على قطع التيار الكهربائي عنهم، ومن هؤلاء الجرحى 1- حربي علي قائد 12 سنة، 2- خالد محمد هزاع، 3- ردفان سعيد مكرد، 4- هيثم خالد أحمد مهيوب، 5- معمر محمد عبد القادر6 - سمير سيف محمد، 7 – فراس عادل أحمد حميد8 - عماد عبده محمد سعيد،9- إبراهيم عبد الله غانم. 
 في غضون ذالك تجمع أكثر من 26 طالب من مدرسة الشهيد على جامل بصبر الموادم بتعز في خيمة المحامين في ساحة الحرية لتقديم شكوى ضد مدير المدرسة الذي قام بفصلهم وتسليم ملفاتهم بسبب مشاركتهم ونزولهم إلى ساحة الحرية وانضمامهم إلى الحركة الطلابية، فيما يخرجهم بالقوة لحضور مهرجانات المؤتمر والرئيس في ميدان الشهداء ويهدد من يرفض بالرسوب ـ حسب قولهم.
25 مارس مسلحون يرتدون ملابس مدنية يعتلون سطح عمارة مجاورة لساحة التغيير يطلون النار على جنود الفرقة الأولى مدرع ويصيبون أحد ضباطها بجراح.
27 مارس خروج مسيرة نسائية في شوارع مدينة إب، تردد شعارات تطالب باسقاط النظام، وكان عدد من البلاطجة، وتقف وراءهم قيادات في المؤتمر الشعبي العام، بمديرية المشنة قد قاموا باعتراض المسيرة والاعتداء عليها بالحجارة، ما أسفر عن إصابة امرأتين و3 أطفال، إضافة إلى 16 شاباً من الشباب الذين كانوا متواجدين بجوار المكان الذي تجمعت فيه النساء.
وإلى جانب الاعتداء على المسيرة النسائية، اعتدى عدد من بلاطجة الحزب الحاكم على مراسل قناة "سهيل" الزميل/ هشام هادي، الذي أصيب بإصابات عديدة أغمي عليه جراءها قبل أن يتم نهب كاميرته وهاتفه.
كما تعرضت عدد من الباصات التي كانت تحمل النساء للاعتداء والتهشيم من قبل البلاطجة، كما تم الاستعانة بعدد من النساء المشبوهات وتسخيرهن من قبل قيادات في المؤتمر الشعبي العام للاعتداء على المسيرة النسائية. والجرحى الذين سقطوا، هم: فضل سعيد أحمد، حمزة محمد عبده الحبيشي، أحمد درهم الجماعي، مصعب أحمد عبدالله، هيثم سعيد الجابري، إسحاق صالح محمد، عبدالمجيد الآنسي، محمد محمد مهيوب، عبدالله العواضي، محمد مجاهد الشاووش، عبده أحمد الهجري، أسامة الفقيه، أسامة أحمد مثنى، وليد الورافي، محمد صالح، وسفيان عبدالقوي الحميري.
وفي محافظة مارب قتل "7" جنود بينهم ضابطان، فيما أصيب "7" آخرون إصابة بعضهم خطيرة أثناء الهجوم على موقع ونقطة الميل العسكرية والتي تبعد عن المجمع الحكومي لمحافظة مأرب(شرق اليمن) بـنحو1500 متر.
أسماء الجنود الذين قتلوا في الهجوم:الرائد/ مطهر محمد الرماح، النقيب/ زين دحروج بحتري، محمد عبدالله الدهبلي، نجيب قائد دحان محمد عبده مدير، محمد أحمد المطري، محمد راجح البراق. والجرحى هم : مشهور عبدالله علي، عبده مرشد الخولاني، يحيى مثنى ناصر، عادل أحمد سالم، عبده محمد أحمد، عبدالله علي سريب، مختار علي حزام.
كما قتل جندي بعد إطلاق مسلحين النار على نقطة عسكرية بمفرق الجوف على طريق صنعاء. على صعيد آخر، قتل شخص وأصيب اثنان في مواجهات بين رجال قبائل مع معسكر للجيش بمنطقة "نجد مرقد" غرب محافظة شبوة، كما قام الطيران الحربي اليمني بإلقاء القنابل المسيلة للدموع في محافظة تعز على المعتصمين في ساحةالحرية مما أسفر عنه إصابة 1500 شخصاً
باختناقات وتشنجات نتيجة للغاز السام.

 28 مارس حصد الانفجار الذي وقع بمصنع الذخيرة بمعسكر 7 أكتوبر بمدينة الحصن أكثر من "150" قتيلاً، فيما أدى إلى إصابة أكثر من "150" آخرين بحروق مختلفة؛ أثناء تدافع عدد كبير من المواطنين إلى المصنع الذي تمت السيطرة عليه، من قبل الجماعات الجهادية في جعار.
 من شهداء مصنع "7" أكتوبر حصلت الصحيفة على أسماء 83 شخص هم:
 ناصر محمد علي الصعيدي16عاما، فضل ناصر صالح، فتاح حنش صالح، نائف يحيى صالح، عادل طابون، عارف محمد سالم طبيق، شكري محمد سالم طبيق، رشاد يحيى المسلماني، محمد يحيى المسلماني، أيوب علي مقبل، إيهاب سالم علي، مسعد غرير، صالح مسعد غرير، عبده وعلقي، أحمد سالم شتم، سالمه جمال مبروك، بثخينة جمال مبروك، مطر جمال مبروك، انتصار محمد ثابت، أمنية شفيق مهدي سالم، عبد الله أحمد ألقاعي، زمزم محسن هادي، سالم كرف وسواس، سالم أحمد التوالي، فؤاد جمال محمد حسين، حميدة سلطان، شادية سليمان يسلم (طفلة)، علي بن علي عبد الله، خالد الشيبة صالح، أروى ثابت عوض، طيبه عبد الحميد سلام، أسماء حسين الريشي، سالي علي ناصر شيخ، نعمه يسلم حيدره، علي محسن عوض جحزر، ليلى عوض باذيب، أميمة عادل محسن هادي، أحمد يحي المسلماني، عيناء محسن يسلم محمد، ثابت محمد اليافعي، مسكين علي منصور، حسين محسن الذكي، رامي عبد الله علي، جميل السيد احمد، يسلم احمد سعيد طبقي، ياسر لحمادي، مرشد محسن الخضر، ابن مرشد محسن الخضر، ابن مرشد محسن الخضر، ابن مرشد محسن الخضر، علي الراعي، محمد علي الراعي، القادري الراعي، فاطمة القادري الراعي، أمين سيف سليم، عارف سيف سليم، غالب عيره، صالح علي ناصر، رمزي فضل علي، فكري علي احمد المرير، فيصل احمد علي الصعيدي، عبود يسلم طبقي، سعيد احمد صالح، علي محمد تركي، سالي احمد عوض، إشراق احمد عوض، محمد سالم علي، صالح فضل نعمان، حسين سعد، فاروق ناصر علي، انتصار شائف عوض، همام صالح أنيس، فرج احمد أمين، محمد عمارة، زوجة محمد عمارة، ابن محمد علي جامع، ياسر ناصر علي، محسن يوسف عبده، طالب حرزه، سيف حرزه، احمد سالم احمد، عبد الله سالم نصيب، عبد الله محمد حسن القملي.
 فيما هناك 67 اسماً لم نتمكن من الحصول عليها.
من جهتها دانت أحزاب اللقاء المشترك المعارِضة في اليمن ما أسمته بـ"الجريمة البشعة والمجزرة الدموية" التي شهدتها محافظة أبين والتي راح ضحيتها أكثر من "150" قتيلاً، داعية إلى إسقاط نظام صالح والانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية، محملة صالح وحاشيته مسؤولية ما حدث.
وحمّلت الأحزاب المعارضة المنضوية في تكتل اللقاء المشترك وشركاؤها في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني "الرئيس (علي عبدالله صالح) وحاشيته المسئولية الكاملة عما حدث"، متهمين صالح وحاشيته بـ"التواطؤ مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بتسليمهم مؤسسات الدولة وآلياتها العسكرية في محافظة أبين، وكل وما نتج عن ذلك من جرائم نكراء، وفي مقدمتها مجزرة مصنع الذخائر بالحصن التي أودت بحياة أكثر من "150" مواطناً ومئات الجرحى، والتي ما كان لها أن تحدث لولا الانسحاب المرتب له، والفوضى المخطط لها من قبل هذه السلطة الدموية".
31 مارس أصيب مالا يقل عن 233 معتصماً بساحة التغيير بمنطقة حورة ـ محافظة حجة ـ بجروح مختلفة وحالات إغماء جراء إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع عليهم من قبل مجاميع مسلحة بعضهم كان يرتدي الزي النسائي.
وحمل المعتصمون كلاً من رئيس فرع الحزب الحاكم بالمحافظة "فهد دهشوش" وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة "أمين القدمي" وأمن المحافظة مسؤولية الجريمة التي نفذها البلاطجة على الاعتصام الشباب السلمي.
وقال شهود عيان إن مصادر الرصاص الحي كان من سطح مبنى المجمع الحكومي بالمحافظة ومدرسة هارون وإدارة الأمن وأن مسلحين رابطوا أعلى مباني مدنية أخرى، إلى جانب مجاميع أخرى توجهت إلى بوابة الاعتصام بجانب بوابة المجمع الحكومي وهم يلبسون ملابس نسائية بادرت بإخراج أسلحتها وتوجيه الرصاص على بوابة المعتصمين بصورة مباشرة .
وأضاف المعتصمون أن تدخل الأجهزة الأمنية جاء متأخراً لإيقاف مجموعة البلاطجة، كما قامت أجهزت الأمن بإطلاق كمية من القنابل المسيلة للدموع بين المعتصمين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد