إب السياحية تستقبل رمضان بانتشار المستنقعات وابـتـزاز أصـحــاب الـبــســطــــات

2008-09-08 09:07:14 تقرير/ عبدالوارث النجري


*لا تزال الخضرة تكسو الجبال المجاورة والمحيطة بمدينة إب السياحية، ولا تزال زخات الأمطار تداعب الأشجار وأسطح المنازل، ولا تزال السيول تجرف المزيد من الأتربة والأحجار من أعلى جبل بعدان إلى سائلة إب التي تمر باتجاه وادي ميتم، ومع بداية الشهر الكريم رمضان يبدأ أبناء إب كعادتهم بممارسة الكثير من الأعمال التجارية وصناعة وبيع الحلويات وكل متطلبات الشهر الكريم والعيد، فهذا يقوم ببيع السنبوسة وذاك ببيع الحلويات وثالث يسعى لبيع الملابس على البسطات التي يقوم صندوق النظافة وأشغال إب بتأجيرها لأولئك الشباب، وفي هذا العام وبعد أن نظم أصحاب البسطات تظاهرةً أمام مبنى ديوان عام المحافظة وقيل أن المحافظ الحجري وجه بمنحهم أماكن تلك البسطات دون أي مبالغ مالية.

 

أكد عدد من هؤلاء الشباب الذين بدأوا بنقل بضاعاتهم إلى تلك البسطات وخاصة في الرصيف المتواجد بجوار المقبرة المتواجدة في السوق المركزي أمام مبنى المؤسسة الاقتصادية وسط مدينة إب أكدوا جميعاً دفعهم مبلغ لا يقل عن عشرة آلاف ريال لفرع صندوق النظام في مديرية المشنة، والبعض الآخر منهم تعرضوا للإبتزاز من قبل سماسرة صندوق النظافة وبلدية إب الذين استأجروا تلك المواقع والبسطات بمبلغ عشرة آلاف ريال ومنحها لأولئك الشباب بمبالغ تصل إلى الثلاثين ألف ريال، هذه الظاهرة ليست جديدة على مدينة إب خاصة في الشهر الفضيل رمضان والتي يشكو منها أصحاب البسطات كل عام جراء ممارسات غير مسؤولة من قبل موظفين وسماسرة في بلدية إب وصندوق النظافة ومؤسسة الكهرباء وغيرها من تلك الجهات دون أن يعيرها محلي إب وقيادته أي اهتمام، لكن الجديد هذا العام أن تلك الإبتزازات والممارسات الغير قانونية تتم في عهد محافظ جديد منتخب من قبل كافة أعضاء المجالس المحلية في مختلف مديريات المحافظة، في عهد محافظ جديد من أبناء المحافظة!!!

إب السياحية التي دشنت قبل شهر مهرجانها السياحي السادس وأنفقت قيادة المجلس المحلي بالمحافظة باسم هذا المهرجان ملايين الريالات منها فقط ثلاثة وثلاثون مليون ل "أوبريت أمجاد وألوان" وبالرغم من أنها خرجت قيادة المحافظة في هذا المهرجان بمديونية تزيد عن الخمسة مليون ريال على عكس ما تخرج به المهرجانات الصيفية في مختلف دول العالم من تحقيق مكاسب ربحية خيالية ونجاح ترويجي ملحوظ، وإلى جانب ما تمتاز به هذه المحافظة السياحية من انتشار الحرف في معظم شوارع الرئيسية والفرعية واتساعها من عام لآخر دون أن تحرك قيادة المجلس المحلي ساكناً سوى الوعود الكاذبة، إلى جانب ما سبق فقد استقبلت عاصمة المحافظة السياحية رمضان الكريم هذا العام بظاهرة تواجد المستنقعات في الشوارع الرئيسية كما هو حاصل في المدخل الجنوبي لمدينة إب، ذلك المستنقع المتواجد على الشارع العام في سائلة جبلة جوار الشارع المؤدي إلى فرع المؤسسة العامة للطرق والجسور، ذلك المستنقع الذي يبدو أنه ناتج عن طفح مجاري أو هبوط سطح "بيارة" رغم أنه تمر من جواره السيارات على خط إب - تعز وما يشكله من خطورة على المارة، إلى جانب ما تمر جواره من عشرات المعدات الخاصة بالمؤسسة العامة للطرق والجسور إلا أن الجهات المعنية وقيادة محلي إب لم تعر الموضوع أي اهتمام في الوقت الذي تتشدق فيه عن السياحة والاستثمار وتصرف عشرات الملايين باسم السياحة والمهرجانات السياحية، وفي الأمسية الرمضانية التي أقيمت مساء أمس الأول في ديوان محافظ إب وتم فيها استضافة الإعلاميين والمثقفين من أبناء المحافظة وعد مدير عام أشغال إب بإصلاح كافة الحفر المنتشرة في شوارع إب ولم يتطرق إلى ذلك المستنقع وأضاف بالقول: بأن هناك العديد من الشوارع التي تنتشر فيها الحفر سيتم إعادة تأهيلها من خلال وضع صبيات خرسانية بدلاً عن الإسفلت، ولكنه لم يوضح في حديثه هل سيتم عمل "عبَّارات" لمجاري السيول في تلك الشوارع أم ستتحول تلك الشوارع بعد عمل الصبيات الأسمنتية إلى مجاري للسيول كما هو حادث في خط الشعاب والشارع المجاور للصالة الرياضية المغلقة، والذي يربط خط المحافظة بمفرق ميتم!!

سؤال هام يتبادر إلى أذهان العديد ممن حضروا الأمسية وهو لماذا تسعى قيادة محلي إب ومكتب الأشغال لرصف الكثير من شوارع المحافظة الداخلية بطبقة الصبيات الخرسانية بدلاً عن الإسفلت رغم أنها "مكلفة"؟ هل بالفعل الإسفلت لا يتناسب مع تربة إب؟! وإذا كان كذلك فماذا عن خط صنعاء - تعز الإسفلتي المار وسط السحول وسمارة ومدينة إب ولم توجد فيه حفرة واحدة رغم مرور عشرات السنين؟! والجواب على السؤال السابق جاء على لسان أحد الحاضرين بالقول: أن مسؤولاً كبيراً في قيادة محلي إب دخل مؤخراً في شراكة مع صاحب مؤسسة مقاولات معروفة في تنفيذها لمشاريع الصبيات الخرسانية في شوارع مدينة إب، لهذا فالمسألة مصالح وأطماع شخصية ولا علاقة لها البتة في صدق النوايا في إصلاح الحفر داخل شوارع مركز المحافظة السياحية!!!

في الأمسية الرمضانية حمل المعلق بشرى للحاضرين تضمنت الموافقة من قبل البنك الدولي ووزارة التخطيط على تمويل مشروع حماية إب من أضرار السيول والذي قال: أنه سيقدم للمحافظة وأبناء إب الخير الكثير من تنفيذ العديد من الخدمات لكنه لم يوضح ما إذا كان المشروع سيشمل كافة السوائل الممتدة في عرض جبل بعدان وتصب في السائلة المتواجدة وسط مدينة إب، وفي الأمسية الرمضانية التي دعيا إليها كافة مراسلي الصحف الرسمية والأهلية والحزبية وحضرها القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة، والأمين العام للمجلس المحلي العقيد/ أمين الورافي، ووكيل المحافظة الشيخ/ عبدالواحد محمد صلاح والوكيلان المساعدان خالد بدر الدين وأمين الوصابي كشف أعلامي إب الكثير من الممارسات الغير قانونية وقضايا الفساد المالي والإداري وبعض السلبيات التي تعاني منها مختلف القطاعات بالمحافظة مثل قطاع الأمن والأشغال والطرق وقطاع المشاريع وقطاع الصحة والأوقاف والإرشاد والكهرباء وغيرها، وبعدها قام مدراء المكاتب التنفيذية المعنية بالرد على ما تناوله الصحفيون في الأمسية الرمضانية، ليختتم القاضي الحجري الأمسية بكلمة توجيهية طالب فيها الإعلاميين بالتطرق لكل ما هو إيجابي في المحافظة مثل تناول الجوانب السلبية وأضاف بالقول: إن المسؤولية مشتركة بين المجلس المحلي والمكاتب التنفيذية والكوادر الإعلامية والأدبية، وتطرق المحافظ إلى تاريخ محافظة إب والدور الذي لعبه وتلعبه أبناء المحافظة منذ التاريخ القديم وحتى اليوم، وكذا دورهم في المشاركة بقيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وإعادة تحقيق الوحدة الوطنية باعتبارهم أول من أكتوى بالتشطير ما قبل يوم ال "22" من مايو 90، وأكد المحافظ استعداد قيادة المجلس المحلي لدعم أي إبداع في أي مجال من مجالات الحياة وكذا حماية وتشجيع كل المبدعين من أبناء المحافظة، وخاطب المحافظ الإعلاميين بالقول: أنتم من خلال عملكم بمصداقية وموضوعية وبعيداً عن التعصب الحزبي الأعمى تقدمون خدمة كبيرة للمحافظة وخاصة في مجال التنمية داعياً إياهم إلى تبني إصدار صحيفة باسم المحافظة يظهرون فيها مواهبهم وإبداعاتهم مؤكداً بأنه سيتم في نهاية كل عام تكريم صاحب أفضل تحقيق أو استطلاع صحفي، كلمة المحافظ التي استمرت قرابة ساعة أكدت ما تناوله الإعلاميون في مداخلاتهم في الأمسية الرمضانية بأنه واقعي، وأن ثمة اختلالات وتجاوزات ومخالفات يجب العمل على إصلاحها لكن من خلال تعاون كافة أبناء المحافظة بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم. <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد