قال خطيب ساحة الحرية بدمت في محافظة الضالع "سعد مثنى الربية أن النظام العائلي يراهن على الوقت، إذ يراهن على تعبكم في الساحات ولكننا نرى كل يوم تزايداً في الساحات،
وقال إن هؤلاء الشباب الأبطال لم يكونوا يحملون سلاحاً سوى إيمانهم بما يحملون من ثقة بنصر الله سبحانه وها هو التعاطف الدولي والضمير الإنسان يتحرك ضد سفك الدماء وإزهاق الأرواح، مؤكداً بأن أحرار العالم يقفون معهم.
وقال الربية إن الثورة الشعبية لا تراهن على أحد بقدر مراهنتها على أبناء الشعب اليمني وبخاصة الشباب الذين قال إنهم عمود الثورة وأساسها المتين ولن نصنع ثورتنا إلا بإرادتنا القوية وإيماننا بالله عز وجل.
وفي خطبة جمعة "واثقون بنصر الله" قال الربية إن من استقبلوا صالح في وقت كان يرتكب فيه هو وأبنائه مجزرة بشعة ضد أبناء شعبه لم يسلم منها حتى الأطفال الصغار هم شركاء في القتل، ولكننا نقول لهم بأن دماء اليمنيين أغنى من ثرواتهم وأن الحكمة اليمانية أمضى من مؤامراتهم ومن أعاده إلينا يريدها حربا أهلية بين اليمنيين.
وأكد رئيس إصلاح الضالع بأن الإرهاب آفة لا تعرف ديناً ولا وطناً ولا مشاعر وهو عمل مدان بكل أشكاله وصوره، وأن الإسلام جاء يحارب الإرهاب بكل أشكاله وصوره سواء كان إرهاب دولة أو عصابة أو فرد، مشيراً إلى أن ما يجري اليوم في اليمن وسوريا هو أعظم أنواع الإرهاب وأخطره وأشده باعتباره إرهاب دولة ضد شعوب مقهورة.
وخاطب الحاضرين بقولة "هل سمعتم أن نظاماً ضرب السكان الآمنين بالصواريخ والطائرات، وهل سمعتم أن نظاماً قصف المتظاهرين والأطفال بصواريخ الآر بي جي ومضادات الطائرات؟ من قتل أبناء اليمن ؟ من قلع عيون أبناء اليمن ؟ من صنع الإرهاب في أبين ومأرب ؟ واستدرك بقوله : إن هذا هو أعظم إرهاب وهذه الأسرة هي التي صنعت كل هذا باليمن واليمنيين أفلا تستحق أن وصفها بالإرهابية القاتلة"؟.
وأشار الربية إلى أن نهج الإسلام نهج تغيير وبناء وقد حارب الإرهاب بكل الوسائل المشروعة والممكنة وقد سبق الإسلام جميع القوانين إلى محاربته.
وقال الربية إن الناس لا يزالوا يتجمعون سلمياً في الساحات والميادين ولا يريدون الوصول إلى الحرب الأهلية ومن يسير نحو الحرب هي هذه العصابة التي اغتصبت السلطة وحولت البلاد إلى ضيعة تملكها دون غيرها.
وحذر الربية شباب الثورة من الانجرار وراء ما يخطط له النظام من جر البلاد إلى الفتنة والحرب الأهلية وتشويه صورة الثورة السلمية، مؤكدا أن الثوار أصحاب قضية ولا يليق بهم التشبه بتلك الفئة التي باعت ضمائرها للشيطان ممن لا وزن لهم ولا قيمة.
وقال إن الثورة لم تأت للانتقام وإنما جاءت لإعادة الحقوق إلى أهلها وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون التي يتساوى فيها كل أبناء اليمن، مؤكدا بأن الثورة فوق كل الاعتبارات فيه فوق الأحزاب والمناطقية.
وكان ما يقارب المائة ألف شخص قد احتشدوا في جمعة "واثقون بنصر الله" إلى ساحة الحرية بدمت بالضالع لأداء صلاة الجمعة في مشهد عز نظيره في المحافظة منذ انطلاقة الثورة الشعبية قبل أن يخرجوا في مسيرة هائلة استنكرت المجازر الدموية البشعة التي ترتكبها عائلة صالح في صنعاء وتعز ضد المتظاهرين السلميين.
وجابت المسيرة التي انطلقت من ساحة الحرية الشارع العام ذهابا وإيابا وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بمحاكمة صالح وأولاده على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب وإسقاط نظامه العائلي الفاسد.
وهتف المتظاهرون " صعب..صعب..صعب.. شخص يتحدي ثورة شعب".. " اليوم قالوا المجرم عاد.. والثوار له بالمرصاد "، " عهدا.. عهدا يا شهداء.. لن نتراجع للوراء "، " واثقون بنصر الله.. أن نهزم علي عبد الله ".
وفي رسالة لمن وصفوهم بأبواق الكذب والتضليل ومنابر التحريف التي تمول من أقوات الشعب بأنهم لم ولن يستطيعوا إسكات أصوات الحق أو تثبيط عزائم حملته وأنصاره، فصوت الشعب أصبح صوتا يلهب ظهور الظلمة والمفسدين.
وفي بيان أصدره ثوار الضالع – حصلت أخبار اليوم على نسخة منه – أكدوا خلاله أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، فالثورة ماضية قدما في تحقيق أهدافها وأن تلك الوحشية التي تقابل بها المسيرات والتظاهرات السلمية لن تثني شباب الثورة بل تبعث فيهم الحياة من جديد وتشعل حماسهم حتى إكمال المشوار في إسقاط قتلة الأطفال.
وفي رسالة للأشقاء بالسعودية قال شباب الثورة بالضالع أن اليمنيين ليسوا بحاجة إليهم وإن أقصى ما يطلبونهم منهم هو أن يكفوا أيديهم عن الشعب اليمني ليقرر مصيره وأن لا يقفوا مع القتلة والسفاحين ضد خيارات الشعب اليمني، مؤكدين في الوقت ذاته أن الثورة حسمت أمرها ولن تسمح بعد اليوم لأي كان التدخل في الشؤون الداخلية، خاصة وقد سئم الثوار وملوا الانتظار طويلا لتلك الجهود التي بذلت من قبل الأشقاء والأصدقاء، تكسرت جميعها أمام تعطش صالح وأبنائه لإراقة الدماء اليمنية.
ودعوا أبناء الشعب اليمني قاطبة إلى الخروج صفاً واحداً للانتصار للحق والمظلومين على الظلمة ضد القتلة والمجرمين وتوديع الصمت إلى الأبد.
