حتى اليوم نكون قد دخلنا الشهر الخامس من نزوحنا من أبين إلى عدن بسبب الحرب على القاعدة كما أسموها، وكان سبب هذا الخروج وحسب مصادر مقربة من قيادة المحافظة دخول القاعدة إلى أبين ..وسط أنباء أنها من قامت بتسليمها لهم ..وبالرغم من إدراكنا العميق بأن الألوية المرابطة في زنجبار ودوفس وضواحيها تتمتع بقدرات عسكرية ضاربة، فكيف تم اقتحام المدينة كما يتساءل المطرودون ليل نهار؟! فهل الأوامر لم تصدر لها من موقع القرار؟! أم أن هذا النوع من القتال يفوق قدرتها، وهي قوات مسلحة شاملة لدولة كبيرة بحجم اليمن، المفترض أن تكون قد حققت ذلك منذ زمن؟!..هل الهدف النهائي إبقاءهم أقوياء لإقامة إمارة إسلامية في أبين شمال الجنوب، كما هو الحال في إقامة إمارة حوثية بصعدة في شمال الشمال..؟!.
أسئلة بل تساؤلات نريد من يجيب عليها ؟!.
وهنا قال الأخ الفنان/ محمد علي القديمي في قصيدة كتبها ولحنها تقول:
يا عيد أبين حزينة    على فراغ الأحبة
ما عيد يحلى بدونش    حتى ولو في أوروبا
يا مسقط الرأس وانتي    فاتني أحلى مدينة
وكل من بايهينش      مصير ربي يهينه
أبين بلادي....  يا عيد تبكي حزينة
يا نازحين ذا قدركم    والكل ربي يعينه
ونذكر الله دائم     حتى النبي ذاكرينه
وكل ما جاء من الله    نحمده شاكرينه
كل السبب هو تعبنا      هو السبب في المهينة
وفرق الناس عن ناس     في القرى والمدينة
لا بارك الله بإنسان    خلى أسركم حزينة
الله يمهل ولا يهمل   ومن هاننا ربي يهينه
أبين بلادي     بلادي يا عيد تبكي حزينة
هكذا قال فناننا القدير القديم، وأي عيد له طعم أو فرحة ونحن في هكذا حال، مشردين، مهجرين، وتمر الأيام والشهور ونحن في الخامس منها ولا كأن هناك دولة أو نظام؟!.. أن يمر عيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر وقبله عيد الفطر المبارك.. وبتمر أعياد في أعياد ونحن مهجرون وليس نازحين من ديارنا.
ونعود للتساؤلات مرة أخرى؟!. هل نحن نازحون أم مهجرون؟! أم ماذا؟! ولماذا كل هذه البهذلة؟!..لكن يقول المثل الشعبي المعروف (من خرج من داره قل مقداره) ومنذ خروجنا من ديارنا في 27/5/2011م ونحن نتفاءل بالحسم العسكري والعودة، ومحاسبة من كان السبب في هذا العذاب وهذا البيع لأبين وبالذات زنجبار؟!. عندما نزحوا، بل تم تهجيرهم من ديارهم بالقصف العشوائي وتهديم منازلهم، وإدخال الخوف والهلع في قلوب الأطفال والنساء والشيوخ، من الطبيعي ألا أحد يرضى بهذا الرعب والعشوائية بأن يتم السكوت على أفراد بالدخول إلى عاصمة محافظة واحتلالها وتشريد أهلها وقواتنا المظفرة بالعتاد والسلاح واقفة أمام ما يعتمل؟!.
ويجب أن لا يسكت أبناء أبين عن هذه الجريمة وهذا العذاب وهذا التشريد والتهجير؟! ولماذا أبين بالذات؟!.
ووضع النازحين على هكذا حال مشردين في كل مدرسة وبيت في عدن ولحج ومناطق أخرى..هل يعقل أن الدولة غير قادرة على معالجة وضع التعليم في عدن ولحج مثلاً؟.
ومن الاستهتار أن تضع الدولة الشروط التعجيزية للنازحين ولأبنائنا المشردين بعدم التعليم حتى خروجهم من المدارس ،وهذه الأحداث إذا ترجمت إلى سيناريو لفلم تراجيدي كوميدي لأصبح من أفضل وأنجح الأفلام على مستوى العالم وسيحصد جائزة نوبل لعام 2011م.
التهجير لأبناء أبين
عندما وصل الحال لأحد المهجرين من أبين إلى عدن كان قد طلب مني أن أكتب مقترحاً للدولة أن تعطي أبناء أبين الحق في عملية الهجرة من عدن أو أي منطقة فيها ، وفتح العملية للطبقة السوداء أن تهاجر إلى أفريقيا، إلى موطنهم الأصلي كما يدعي البعض.
وأردف آخر من النازحين وأقصد من سكنوا في عدن قبل التهجير الأخير من حرب القاعدة في أبين: وهي فكرة طيبة أن تفتح الدولة الطريق إلى الهجرة في أي بلد يريده المواطن بدلاً من المواطنة غير المتساوية والإهمال المتعمد، والمعاملات غير الواضحة وكأن مواطن أبين غير يمني وليس له الحق في أن يعيش في وطنه بسلام وكرامة وحياة طبيعية؟! .
المجتمع اليمني القادم
طالما هكذا تعامل دولتنا المظفرة أبناء أبين وغيرهم من أبناء هذا الوطن في أرحب ونهم والحديدة وغيرها من المناطق وعدم الوضوح في سياسة هذه الدولة التي أصبح المواطن بين قوسين أو أدنى من العذاب والمهاناة دون أي مبررات تذكر..إضافة إلى عدم توافق الرؤى لدى طبقات هذا المجتمع من فئة الشباب إلى فئة المثقفين ورجالات العلم والاجتماع ودكاترة الجامعات المنتشرة في هذا الوطن؟.. فأصبحنا في مجتمع الكل ينهش من لحم أخيه المسلم، وأصبح الهم الخاص والشخصي هو السائد في المعاملات المجتمعية والمسؤولة في هذا الوطن ،متناسين أن صناعة المجتمعات تأتي من التعليم ونوعية المناهج ونوعية القيادة المجتمعية من منظمات واتحادات وأحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وغيرها، وغرس روح الوطنية والولاء الوطني للمواطن منذ نعومة أظافره ,وكل هذا لم يحصل في هذا الوطن ليس فيه سياسة مفيدة عدا غرس الأحقاد وتشريح الماضي وتفصيل مفرداته المأساوية.
نقول كفى.. لأن صناعة المجمعات الراقية والمتطورة تأتي من إرساء نظم معينة لإدارة الأمور المجتمعية والإنسانية والسياسية وحتى الاقتصادية والعلمية والخيرية إدارة حسنة.
وهي خلاصة للأبناء الشباب والمثقفين أن يتحدوا إلى تشكيل كيان قوي يجمع أفكارهم ورؤاهم وأهدافهم لتحقيق المستقبل المرجو.
شكراً للنائب.. ورسالة لوزير الدفاع
عندما يصل العقل والاقتدار والمسؤولية عند ابن أبين الفريق/ عبدربه منصور هادي – نائب رئيس الجمهورية بأن يضع مصلحة الجميع فوق كل اعتبار ,فهذه هي المسؤولية والأمانة الحقيقية التي حملها ؟.
فقط نريد من أبو جلال أن يضع أبين في الاعتبار وما يدور فيها من أحداث ويوقف بهذلة التشريد والتهجير والنزوح عند حده.. إلا إذا كان الأمر فوق طاقته وأكبر منه فهو معذور كل العذر.. فقط نريده أن يذكر بأن أبين قد ضحت وكفى تضحيات فيها اليوم ومنذ 1968م وهي في التحارب والتضحيات ..ووفقه الله لما فيه السداد.
أما وزير الدفاع فهي رسالة قد وجهتها له ويجب أن يعي معناها.. وهو أعرف منا بكل ما يدور حوله وأمامه وأثبت أنه رجل الصمود والتضحية والفداء لهذا الوطن.. والله الموفق لما فيه الخير والاستقرار.
عنوان
وضع النازحين على هكذا حال مشردين في كل مدرسة وبيت في عدن ولحج ومناطق أخرى لا يرضي صغيراً ولا كبيراً وعلى الدولة أن تعيد الأمور إلى نصابها