شهدت ساحة الحرية بعدن مساء اليوم الجمعة مهرجان خطابي حاشد شارك فيه عشرات الآلاف من شباب الثورة السلمية بعدن (رجالا ونساء)، احتفاء بذكرى 14 أكتوبر المجيدة.
المهرجان الذي سبقته مسيرة حاشدة لشباب الثورة ، وحمل المشاركون الأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة ، حمل الشباب والشابات صوراً لرواد التغيير والتنوير في عدن أمثال (سالم ربيع علي- قحطان الشعبي – جار الله عمر- محمد علي لقمان – باحميش- عمر الجاوي وفيصل بن شملان – فيصل عبداللطيف- الشيخ البيحاني – عمر طرموم – محمد علي باشراحيل – عبدالقوي مكاوي) وصورة مشتركة (لبوزة - شاعن) أول شهيد في ثورة أكتوبر وأول شهيد لثورة الشباب السلمية الذي سقط في عدن ولافتات تعلن تضامنها مع صحيفة أخبار اليوم المستقلة التي تتعرض للمصادرة واختطاف اثنين من موزعيها.
 ودشن المهرجان بإضاءة شعلة الثورة في الجبل المطل على ساحة الحرية وشارع أروى بمدينة كريتر، ثم ألقى محمد باهارون كملة اللجنة التنظيمية لشباب الثورة بعدن، قال فيها أن الثورة اليوم هي امتداد لثورة أكتوبر المجيدة وتحقيقا لأهدافها وتكريما لشهدائها، وأن مدينة عدن التي شهدت أحداث أكتوبر وانتصارها ستشهد في قادم الأيام انتصارا للثورة الشبابية الشعبية والتي قامت ضد الظلم والفساد والاستبداد.
وأضاف باهارون "أيها الثوار إنكم مازلتهم تؤكدون يوما بعد يوم، أسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر بثباتكم في الساحات ومشاركتكم المتميزة في الفعاليات على القوة الجبارة التي تتمتعون بها وتستمدونها من عدالة قضيتكم وسلمية ثورتكم وصدق جهودكم لإسقاط علي صالح الفاسد وبناء يمن جديد وسعيد، يمن التطور والازدهار والعيش الكريم".
ووجه في ختام كلمته الدعوة إلى المنظمات المدنية والحركات السياسية وكافة شرائح المجتمع للإلتقاف لتشكيل المجلس الثوري بعدن، وصافا هذا المجلس بالعون والسند لاستكمال تحقيق أهداف الثورة.
كما ألقت عضو المجلس الوطني لقوى الثورة، تقية عبدالواحد نعمان كلمة المجس قالت فيها: "إن عدن هي من وحدت اليمن، عدن هي المدينة والحضارة والثقافة والمساواة، تهفو نحو وطن خال من الضيم والإلحاق والتمزق والشتات، من أجل وحدة القوة لليمن، وليس وحدة نهب لثروة الوطن لصالح حاكم طاغية وعائلته".
واستطردت بالقول:" إن شرذمة فاسدة قد عاثت في الأرض الفساد محولة أجهزة فرض وحماية القانون إلى أدوات للجريمة، واستحضروا كل وسائل وأدوات التفكيك لليمن، وتركت أمر اليمنيين للثارات لينهشوا بعضهم بعضا".
مضيفة أن من نهبوا أرض الوطن، وأهدروا بحرها، ولوثوا بيئتها، وأضعفوا تعليم أبنائها، وصادروا ثروة اليمن ومقومات نموها، قد شوهوا سمعة الوطن حتى دفعوا اليمنيين إلى ثورة شاملة خرجت للعالم بسلميتها وصمودها لإزاحة هؤلاء الطغاة المفسدين العابثين.
تلت ذلك أناشيد ثورية لفرقة المعلا الفنية، ومشاركة شعرية للشاعر الكبير أبو حمدي، كما قدم المنشد المبدع محمود كارم مشاركة بانشودة حماسية، لتنال تلك المشاركات إعجاب وحماس جميع الثوار.
وتخللت المهرجان عدد من الفقرات الاستعراضية لزهرات ساحة الحرية الصغيرات، وعرض شبابي بهذه المناسبة قدمه عدد من شباب الثورة بمحافظة عدن، وأنشودة مؤثرة عن الطفل الشهيد أنس السعيدي.
وكان لمنظمات المجتمع المدني حضوراً فاعلاً بمشاركتها بكلمة ألقاها المحامي/ عبدالله قحطان - أمين عام نقابة المحامين - فرع عدن - اعتبر فيها ثورة الشباب السلمية ردا عمليا على سياسة الطمس والإهانة لشهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر بإزالته لأسمائهم الخالدة من على المدارس والشوارع التي كانت تحمل وتتزين بهؤلاء الشهداء والمناضلين، واصفا هذه الطريقة السلمية بالحل الأمثل لمعالجة القضية الجنوبية حيث وضعها شباب الثورة في صدارة أهداف ثورتهم المباركة.
ودعا قحطان في سياق كلمته باسم منظمات المجتمع المدني بعدن، المجتمع الدولي وكافة المنظمات لمقاطعة بقايا النظام العائلي وإيقاف دعمه واتخاذ قرارات دولية لإحالة المسئولين إلى محكمة الجنايات الدولية وتجميد أرصدتهم عن جرائمهم المرتكبة بحق الثوار ومعاقبة شعب اليمن بأكمله.
من جانبها قالت عائشة صالح في كلمة المرأة واتحاد منتديات الفتاة والمرأة أن جائزة نوبل للسلام التي حظيت بها الثائرة توكل كرمان هي صفعة قوية على جبين النظام المتعجرف الذي يوجه رصاصه لصدور أبناء اليمن الغر الميامين ولم يكتف بأكثر من 33 سنة حكم، خرب فيها البلاد وأذل العباد ونهب الثروات وفرق الناس إلى تجمعات قبلية وعرقية ودينية كي يسهل مهمة القبض على خناق الوطن، ثم أدخل أطياف الشعب اليمني في حروب داخلية وساوم على سيادة البلد حيث أعطى صكا لدول خارجية لملاحقة أبناء اليمن وقتلهم على أرضهم.
مشيرة إلى أن التكريم يعد لكل نساء اليمن اللواتي صرخن في وجه الطاغية وخاصة نساء تعز الأبيات اللاتي واجهن آلة القمع الشرسة بكل ثبات وإصرار انظروا كيف يذل نظام صالح نساء اليمن في حين ينظر العالم لنا نظرة احترام حيث لن يستطيع العالم إلا أن يحني رأسه لنضالات المرأة اليمنية، وهدية لفتيات و نساء ميادين التحرير وساحات الحرية والكرامة في اليمن ومصر وتونس وليبيا وسوريا، وهي اعتراف بالمرأة العربية المناضلة من عهود الاستعمار إلى عهود الطغاة والخونة.
كما قالت عائشة أن الربيع العربي قد ساهم في إعادة تأهيل المرأة لأخذ دورها الحقيقي في التنمية والبناء والنهضة والتطور والتقدم، كما ساهمت المرأة أيضا في صقل الربيع العربي وإعلاء الجانب الإنساني والاجتماعي والحضاري منه.
والتفت رشاد سالم علي عضو الأمانة العامة للحوار الوطني في كلمة المناضلين وأسر الشهداء إلى المظاهر الدخيلة على مدينة عدن، حيث قال: "اليوم باتت الكثير من الظواهر المظاهر المخلة تنتشر بين أوساط شباب محافظة عدن، وكأنها تريد صناعة وجها غريبا لعدن منافي للوجه الحضاري والتاريخي التي تميزت به هذه المدينة، فانتشرت بصورة مفاجئة أقراص الحبوب المخدرة، وأصبح الشباب يتباهون بالسلاح، ويبرزون في تجمعات مسلحة مخيفة تثير قلق المواطنين".
وأردف قائلاً: "أن الفوضى الغريبة عن روح وثقافة أهل عدن تنذر بأن بقايا أسرة الحكم العسكري العصبوي الدموي تحيك خططا وتعد سيناريو انتقامي من عدن وأهلها".
مهيبا بكل جهود أبنائها المخلصين لتأسيس كيان جامع شعبي مدني تتوحد خلاله كل جهود المخلصين والأوفياء لهذه المدينة الراقية لتحصينها من هذه الأوبئة ومن ما يحاك ضدها.
وفي ختام فعاليات المهرجان تم إشهار إتحاد شباب جبهة التحرير، وتكتل نازحي أبين ومنتدى العز والمجد، كما تزينت سماء ساحة الحرية بكريتر بالألعاب النارية التي أطلقها شباب الثورة ابتهاجاً بالمناسبة العظيمة.