خمسون مليون ريال "أعمال إضافية" لمشروع مياه الروى ـ جعار, واثنان وأربعون مليون ريال لمشروع مجاري الحصن.. هي عنوان لفساد فاحت روائحه النتنة مؤخراً في أبين وتحديداً في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي والتي تعاني من النهب وفي عز النهار دون حياء أو خجل..

صحيفة "أخبار اليوم" اطلعت على وثائق توضح فساد في مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة أبين، وتلاعب في مشاريع حيوية تخدم حياه الناس، وتمثل شريان الحياة للمواطن مثل مياه الشرب، والصرف الصحي,حيث كشفت إحدى الوثائق تلاعب المؤسسة في مشروع الخط الناقل للمياه من الروى إلى جعار، ومشروع مجاري الحصن والمحررة في تاريخ 15/4/2011م، وبرقم "56" وهي رسالة موجهة من وزير المياه والبيئة ومدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بأبين إلى وزير المالية ,طلبا فيه بالموافقة على إجراء مناقلة من مشروع خدمات المياه والصرف الصحي لشراء مصانع ومعدات بمبلغ وقدره 34 مليون ريال لا غير لتغطية الالتزامات المستحقة للمرحلة من عام 2009م، للمورد عبدالجبار الأديمي مقابل توريد أنابيب بلاستيكية مع ملحقاتها..
طلب تمويل مشاريع بمبلغ 68.000.000

وجاء في مضمون الخطاب الأول والمقدم من مدير المياه والصرف الصحي بأبين والمذيل بتوقيع وزير المياه والبيئة.. طلب تموين مشاريع قدرت بمبلغ "68.000.000"مليون ريال
و "34.000.000"ريال مشروع تحسين خدمات المياه والصرف الصحي بند مصالح ومعدات "مشروع توريد أنابيب وملحقاتها و"34.000.000" ريال مشروع إعادة تأهيل شبكة المياه والصرف الصحي "الصحن" خنفر بند بناء وتشييد مشروع مجاري الحصن..وذلك ضمن الاعتمادات الاستثمارية المعتمدة لربط المؤسسة للعام 2011م.
كما يوجد خطاب آخر موقع من وزير المياه والبيئة ومدير عام المؤسسة بأبين بنفس المضمون بتاريخ 30/4/2011م بمبلغ "33 مليون + 33 مليون" بإجمالي "66 مليون ريال" ..وبموجب الوثائق والأوليات المرفقة للمشروع في إطار النسبة القانونية للأعمال الإضافية فإنه تم تسليم مشروع الخط الناقل للمياه من الروى إلى جعار للمؤسسة في يوم الأربعاء 3/2/2011م وبحضور لجنة مختصة مكونة من عدد من المهندسين وبحضور المقاول المنفذ "ع.م" لاستلام المشروع.. والذين قالوا انه لا توجد أي نواقص فيه أو ملاحظات.. وبلغ قيمة العقد للمشروع مبلغ وقدره "37.116.000" سبعة وثلاثين مليون ومائة وستة عشر ألف ريال فقط لا غير.
استلام المشروع وطلب أعمال إضافية
في 9/2/2011م تم استلام المشروع من المقاول "ع.م" بعد تنفيذه بمبلغ "37.116.000" مليون ريال.. ليطلب مدير مؤسسة المياه أعمالاً إضافية من الوزارة بمبلغ "37" مليون ريال لمشروع المياه، بالإضافة إلى أعمال إضافية بمبلغ "42" مليون ريال لمشروع مجاري الحصن
وتخاطب مدير فرع المؤسسة مع وكيل قطاع الوحدات الاقتصادية بمذكرة بعث بها إليه في تاريخ 9/5/2011م ,طالبه فيها بالغاء مناقلات من اعتمادات البرنامج الاستثماري للعام الحالي 2011م, ليوافق الوكيل على طلبه بشأن إلغاء المناقلة لغير "ص.ح" حسب المذكرة ..
توفيق إجراءات مناقلة
وفي تاريخ 11/9/2011م بعث الوزير محمد صالح شملان- وزير الثروة السمكية القائم بأعمال وزير المياه والبيئة -بمذكرة إلى وزير المالية جاء فيها "تم توقيف إجراءات مناقلة المناقصات السابقة لمكتب "ب.أ" للمقاولات لصالح ""ع.م" " من قبل المؤسسة المحلية لمياه أبين بحجة تشغيل المشروع الذي تم المناقلة منه وبعد أن تبين أن المشروع لم يتم تنفيذه حسب تقرير اللجنة المكلفة بهذا" يرجى التوجيه للمختص لديكم باستكمال إجراءات المناقلة المشار إليها لصالح مكتب "ع.م"..

كل هذه الوثائق تكشف تلاعب وتورط المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بأبين في قضايا فساد في مشاريع أشبه بوهمية وينطبق عليها وصف مشاريع فاشلة رصد لها الملايين في أروقة الوزارات ومكتب المؤسسة ولا وجود لها على الأرض ,مما يضاعف معاناة أبناء أبين الذين يعانون الأمرين جراء الموجهات المسلحة بين القاعدة وقوات الجيش .
ما ميز هذه القضية هو توقيتها ,حيث أتت في وقت تشهد البلاد فيه أزمة سياسية واقتصادية بشكل عام وتشهد المحافظة مواجهات بين مسلحي القاعدة والجيش اليمني منذ أشهر.. 
ففي "26/3/2011م دخلت القاعدة جعار، وفي 27/5/2011م دخلت عاصمة المحافظة زنجبار لتزيد معاناة أبنائها النازحين جراء الاحداث وهم يبحون وراء شربة ماء نقية منذ بداية عام 2009م حتى خروجهم من زنجبار نازحين إلى عدن.
هذا وكان محافظ المحافظة صالح الزوعري قد أحال مدير فرع المؤسسة إلى النيابة للتحقيق معه في قضايا فساد في مشاريع وصفت بالفاشلة كمشروع مجاري الحصن والخط والناقل للمياه من الروى إلى جعار ومياه زنجبار وغيرها من المشاريع..