سلبيات مزمنة ترافق الحجاج اليمنيين كل عام

2011-11-06 01:39:36 تقرير/ ماجد البكالي


ونحن في موسم الحج - الفريضة الدينية والركن الخاتم لأركان الإسلام - حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق إلا بوحي من الله تعالى، أكد أن ذلك الركن وهذه الفريضة تؤدى في حدود الاستطاعة وعند توفر القدرة المادية التي تمكن صاحبها من التزود لرحلة هذه العبادة..
اليمني الذي يستعد لرحلة الحج طوال حياته أو لأعوام من عمره ولا ينوي أداء هذه الفريضة حتى يدفع قيمة كل الخدمات اللازمة له لأداء هذه العبادة بل ومثلها جبايات لجهات الجباية اليمنية.
غير أن الحاج اليمني يذهب إلى البيت الحرام ولعنات المعاناة تلاحقه حتى في الحرم المكي ـ ومعاناة مدفوعة الثمن مسبقاً ـ تلهيه وتشغله عن الإخلاص في عبادته..إذ يفاجأ بنقص أو انعدام الخدمات التي دفع قيمتها أو اختلافها كماً وكيفاً عن البرامج النظرية والمواصفات التي سمعها في اليمن وأكدها القائمون على الخدمات والمعنيون بها وعلى ذلك الأساس دفع قيمة البرنامج الموصوف(الوصفة).
ويعرض التقرير التالي جزءاً من تلك المعاناة والسلبيات التي ترافق الحاج اليمني, ومؤشرات تضاعف وزيادة تلك السلبيات, والمشاكل خلال موسم الحج الحالي.

سمات
في البدء.. لابد من الإشارة إلى المعاناة والمشاكل المتكررة التي عاناها الحجاج اليمنيون خلال  كل الأعوام السابقة، معاناة وصعوبات تبدأ منذ تحرك الحاج اليمني من موطنه متجهاً صوب الأراضي المقدسة بدءاً من مواعيد سفرهم وتناقض المواعيد الورقية التي يحملونها مع التحرك الفعلي للرحلات سواء ذهاباً أو عودة وتكرر ذلك بشكل دائم مع ركاب طيران اليمنية، ورحلات شركة قريش للنقل البري..

معانات:
وما أن الحاج يصل إلى مكة فيجد المواصفات النظرية لبرنامجه قد تغيرت في الواقع كماً وكيفاً سواء في السكن الذي قيل له في البرنامج أنه لا يبعد عن الحرم سوى 900متر فإذا به يبعد كيلو ونصف أو أكثر الغرف الفندقية التي وصفت له بالمتر تتحول بالسنتيمتر، وغرفة النفرين تصبح لأربعة أشخاص، ومدة الحجز التي أكدت له الوكالة أنها لشهر تتآكل فيجد صاحب الفندق يشعره بالمغادرة قبل إتمامه طواف الوداع، النقل من السكن إلى الحرم وبين المشاعر المقدسة تصاب وسائله بالصداع وتحتاج إلى دفة وتغيب وتتخلف عن الصلوات أغلب الأيام، إذ أن أغلب حجاج الأعوام السابقة تمنوا لو أنهم اصطحبوا أحذيتهم الربل التي تخدم وتعمر طويلاً.
مخيمات الحجاج اليمنيين ضاقت بهم، فلم يسعهم إلا العراء ـ في منى ـ ولاحقهم طفح المجاري وانعدام المياه وتراكم القمامة إلى مخيمات العبادة، فكانت أشد من مخيمات النزوح واللاجئين..
طيران اليمنية ليس لها إلا طائرة واحدة كما اقتنع بذالك حجاج الجو الذين انتظروا ليومين كاملين في مطار مكة المكرمة بعد أداء الفريضة وكلما سألوا عن الطيران اليمني يقال لهم في أثيوبيا، في اريتريا، بالصومال، جائي الآن حتى أن ركاب طيران اليمنية العام الماضي يؤكدون أنهم تحركوا إلى المطار في ذات الوقت الذي أتجه فيه ركاب النقل البري إلى باصاتهم وبعد أكثر من "20" ساعة انتظار إذا بأصحابهم وأصدقائهم ممن ركبوا النقل البري يتصلون بهم وقد وصلوا قراهم وأحيائهم بين أهليهم في اليمن، وركاب اليمنية منتظرون اليمنية في مكة كي تختصر لهم الزمن وتخفف عنهم معاناة طريق البر، ويهنجموا على أصحابهم أنهم ركبوا جوا.
وقالت إحدى أسر إنهم ظلوا منتظرين حجاجهم بمطار صنعاء ليومين كاملين تحركوا للمطار عندما أبلغهم الحاج أنه وصل المطار وسيغادر حسب موعد اليمنية والحجز الذي حجزه، هؤلاء الأفراد منعهم الحياء والخجل من الجيران - الذين علموا بأنهم تحركوا لاستقبال حاج في المطار أبوهم أو أخ - منعهم ذلك من العودة بدونه ويبيتون ويخزنون وينتظرون ويسهرون في صالات انتظار مطار صنعاء وأرصفته فهل تستحي اليمنية؟
مبالغ بلا خدمات:
كل تلك الخدمات وغيرها يدفع الحجاج قيمتها وتشمل أغلب سعر البرامج التي يدفعون قيمتها ما بين 5000ريال سعودي إلى 6000ر.س عن كل حاج تدفع مقابل الخدمات سالفة الذكر والتي لا يستفيد الحاج منها سوى التعب والإحراج والمعاناة، تلك الأموال معظم الحجاج جاءوا بها بعد أن باع بعضهم ما يملك من أرض أو ماشية أو ذهب أو تحويشة العمر أفلا يتقي الله كل القائمين على هذه الخدمات والمعنيين بتنظيم رحلة الحج ـ على الأقل - في جودة خدماتهم ومصداقية برامجهم النظرية وتطابقها مع الواقع ـ؟ واليمنية أليس عيباً وعاراً عليها أن ركاب البر الذين حجزوا هم وركابها في وقت واحد يصلون قبل ركابها بــ24ساعة؟
مؤشرات واقعية
وكل تلك السلبيات رغم حديث وسائل الإعلام عنها تتكرر كل عام ويخشى أن تتكرر هذا العام أيضاً.. بل وتضاف إليها معاناة وسلبيات أخرى وهو ما يتوقعه ويراه معنيون ومتابعون لشؤون الحج,لاسيما أن مؤشرات تضاعف تلك المعاناة والسلبيات بدأوا يلمسونها هذا العام من اليمن قبل توجه الحجاج إلى الأراضي المقدسة من خلال ممارسات عبثية وغير قانونية أقدمت عليها اللجنة المشكلة من الاتحاد اليمني لوكالات السياحة والوزارة المعنية باعتماد وكالتين جديدتين للعمل في الحج للعام الحالي، فخالفت تلك اللجنة توجيهات قيادة الوزارة بأن اعتمدت "10" وكالات جديدة وبالمخالفة للوائح الوزارة التي تضع شروطاً لاعتماد الوكالات الجديدة كعضوية وإصدار التراخيص الرسمية غير المزورة، وعدم ملكية الوكالة لموظف بالوزارة أو صاحب وكالة سابقة.
وجاءت جميع تلك الوكالات الـ"10" مخالفة لتلك الشروط المنصوص عليها في لوائح الوزارة,فهي ما بين مكررة لملاك وكالات قديمة وإن بمسميات أخرى، أو تابعة لموظفين لدى الوزارة، ووكالتين مزورة وثائقها ومثلها ليست أعضاء في الاياتا, ولم يسمح لباقي الوكالات المتقدمة للاعتماد والبالغ عددها "40" وكالة بالطعن في ذلك الاعتماد مطلقاً وكذا لم تتم مطابقة الأصول، ما دفع بأحد ممثلي الاتحاد في اللجنة للانسحاب منها وعدم التوقيع على الاعتماد..
الشاهد هنا هو أن كل تلك الصعوبات سالفة الذكر كانت تحدث للحاج اليمني مع وكالات معتمدة فعلاً ومنطبقة عليها كل الشروط فكيف سيكون الحال مع وكالات غير مؤهلة وحتى هوية اعتمادها لتقديم خدمة دينية وهي حج بيت الله الحرام، حصلت عليها بأساليب ملتوية؟ ـ يدرك ذلك ويقر به الجميع.. فكيف ستكون أمينة على حجاج بيت الله ومعاملتهم وحقوقهم؟
كان ذلك المؤشر الأول على تضاعف السلبيات وزيادة المعاناة التي سيواجهها الحجاج اليمنيون.. أما المؤشر الآخر فهو المستوى الاقتصادي للحج لهذا العام والذي يعد الأكثر معاناة كون خدمات هذا المستوى هي الأقل شأناً من بين حجاج العالمين.. فالمسافة التي تبعد سكنات حجاج هذا المستوى عن الحرم تزيد عن "3" كم والسكنات ذاتها شقق أشبه بغرف العزوبية أو فنادق عادية، وذلك ما أقرت به وزارة الأوقاف, ناهيك عن الخدمات الأخرى, وكيفية النقل من السكن إلى الحرم وبين المشاعر، لا سيما أن اليمنيين عانوا الأعوام السابقة من النقل من السكن إلى الحرم المكي لمسافة لا تتجاوز كيلو متر ـ ناهيك عن إحساس المعنيين بخدمات الحج، من الوزارة أو الاتحاد بأن العشوائية القائمة في اليمن والأوضاع غير المستقرة ستمكنهم من ممارسة مزيد من السلبيات ونقص الخدمات المهم الربح والحُجة الأوضاع وعلى الجميع أن يقدر..
وهو ما لا نتمنى حدوثه ولا تكرار ما حدث في الأعوام السابقة وأن يعمل المعنيون في بعثة الحج وأصحاب الوكالات على تذليل كل الصعوبات لحجاجنا والمعاناة، ففي ذلك خير عظيم ناهيك عن أن الحاج سدد ودفع قيمة كل الخدمات اللازمة لأداء هذه العبادة, فهي عبادة لا تاجرة وإن الإثم في عرقلة العابد مضاعف, وسرقة مال الحاج أو الاحتيال عليه كالسرقة من بيت مال المسلمين بل ومحاربة لهذه العبادة.. وليست من الأعمال المحببة إلى الله في بيته.. هذا ونسأل المولى أن يحفظ حجاج بيته أجمعين, وأن يتقبل منهم حجهم وعبادتهم له.. ويحفظ يمننا ويلطف بقدره إنه سميع مجيب..  






 


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد