توافد المئات من اليمنيين المقيمين في القاهرة ـ من طلاب وطالبات وجالية وزائرين ـ صباح أمس الأحد ـ أول أيام عيد الأضحى المبارك ـ إلى ميدان المساحة، حيث مقر سفارة الجمهورية اليمنية استجابة للدعوة التي وجهها موقع "ابن اليمن" - موقع الطلبة اليمنيين في الخارج وتكتل الثورة اليمنية مصر ـ لإحياء صلاة العيد وخطبتها في مشهد لم تشهد له القاهرة مثيلاً من قبل من حيث العدد ونوعية الفعالية التي تحمست لها حناجر تلك الأعداد الغفيرة ورفعت أصواتها المزمجرة حتى ارتج لها الحي وارتعدت بها الفرائص، على الرغم من محاولة الأمن القومي اليمني بالتعاون مع الأمن المصري إيقاف تلك الفعالية ـ من خلال منع القائمين على الفعالية من فرش الشارع وعمل منصة لإقامة حفل خطابي فني، ورش الأرضية بالماء ـ في عمل استفزازي رخيص استهجنه الجميع واحتقروه، فذلك العمل ينبئ بمدى ضعف من قام به وإفلاسهم الظاهر للعيان، ظناً منهم أن ذلك قد يثني الشباب عن تصميمهم وعزيمتهم التي تفت الجبال.
ففي تمام الساعة السادسة والنصف صلى الحاضرون صلاة العيد ثم خطب الأستاذ/ شوقي القاضي ـ عضو مجلس النواب ـ في الحاضرين خطبة العيد هنأ فيها اليمنيين والأمة العربية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، داعياً الجميع إلى لم الشمل وجمع الكلمة في مواجهة الأنظمة الدكتاتورية التي عاثت في الأرض فساداً وقضت على كل شيء جميل، وصادرت الحريات وعمدت جاهدة إلى نهب المال العام واستباحته من قبل بقايا النظام التي تقاسمت البلاد كضيعة مملوكة لهم.
وبعد صلاة العيد اتجه الجميع إلى الشارع الذي تنتصب فيه سفارة الجمهورية اليمنية، حيث افتتحت الفعالية بالسلام الجمهوري، ثم شرح الدكتور/ خالد السامعي ـ مدير العلاقات العامة في موقع ابن اليمن ـ الملابسات التي أدت إلى عدم نصب المسرح لإقامة الحفل الخطابي الفني ذاكراً بأن ما قام به الأمن القومي تجاه هذه الفعالية لن يزيد الحاضرين إلا إصراراً وعزيمة وقوة، ثم تتالت الكلمات من قبل العديد من المتحدثين كان أبرزهم الأستاذ/ سلطان العتواني ـ الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية ـ والأستاذ/ شوقي القاضي ـ عضو مجلس النواب ـ وخالد الصديق ـ عن المنسقية العليا وبديع الروحاني عن الجرحى، أكدت في مجملها ـ على أن الثورة ماضية في تحقيق كامل أهدافها واجتثاث الفساد من جذوره والقضاء على المشاريع التي يتبناها النظام وحاول تسويقها بين أفراد الشعب اليمني، كما حيت تلك الكلمات الشباب المرابط في ساحات التغيير وميادين الحرية والذين حطموا بصمودهم الأسطوري وإصرارهم وسلميتهم الحضارية كل الرهانات والمحاولات، وترحموا على أرواح الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تربة اليمن الطاهرة لتنبت شجرة الحرية والكرامة والعزة والإباء.
كما كان للشعراء في هذه الفعالية صوتهم المزمجر، حيث صدحت حناجر كل من الشاعرة/ ريم بحيبح والشاعر/ محمد القهالي والشاعر الدكتور/ محمد الدقري، ألهبت حماس الحاضرين ونالت استحسانهم لما تحمله من معان راقية ورسائل مهمة.
أما الأنشودة الثورية فكان فارساها النجم المبدع/ عبد القادر قوزع وحمزة عبيد، اللذينِ اطربا الحاضرين بأناشيد ثورية جديدة كان لها وقع على الأسماع وظهر ذلك جلياً في تفاعل الجميع معها.
تخلل الفعالية شعارات رددها الحاضرون في مشهد حماسي منقطع النظير نددت بالجرائم التي يرتكبها نظام صالح صباح مساء دون أن يفرق بين الرجال والنساء والأطفال، وطالبت بمحاكمة صالح وأعوانه محاكمة عادلة على كل ما اقترفه من قتل وتنكيل وإهلاك للأرض والإنسان.
