خواتـــم مباركة.. فوضى خلاقة تشهدها إب.. ومكاتب شبه مغلقة خلال أيام الشهر الفضيل

2008-09-24 03:15:54

استطلاع: عبدالوارث النجري

البداية من أمام مبنى ديوان عام المحافظة حيث اعتصم العشرات من أصحاب المركبات العاملة في خط "إب ميتم - قعطبة - الضالع" وذلك جراء الممارسات التعسفية واللاقانونية التي قام بها المكلف بأعمال نقابة النقل والمواصلات في المحافظة والذي استبعد اللجنة النقابية المنتخبة لهذا الخط وقام بتكليف أشخاص للقيام بأعمال اللجنة النقابية، الأمر الذي أثار استياء أصحاب المركبات العاملة في الخط وقاموا باعتصام أمام ديوان عام المحافظة بعد أن قضوا ليلة كاملة أمام منزل العقيد/ أمين علي الورافي - أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة والذي قال سائقو خط ميتم ل "أخبار اليوم" إنه وجه مدير أمن المحافظة وقائد النجدة بإيقاف اللجنة النقابية عن عملها واعتماد اللجنة المشكلة مؤخراً ويأتي ذلك بعد أن كانت "أخبار اليوم" قد كشفت في أعداد سابقة العديد من قضايا الفساد والمخالفات والخلافات التي يعاني منها الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن فرع إب، لكن الممارسات التعسفية التي يقوم بها المكلف بعمل رئيس نقابة النقل والمواصلات لم تكن وليدة اللحظة، وفيما يلي هذه المذكرة التي تؤكد ذلك: "الأخ رئيس فرع الإتحاد - الأخ رئيس النقابة الفرعية المحترمون بعد التحية، نأمل التوجيه بعدم إحداث الشغب في خط إب ميتم واستمرار الحال كما هو عليه حتى تتم الانتخابات في جميع اللجان وبحسب الموعد المحدد والمتفق عليه مع الاتحاد والوزارة، وفي حالة إحداث أو حصول أي مشاكل فستتحملون المسؤولية كون الإجراء المتبع من قبلكم غير صحيح وغير قانوني فيما يتعلق بتوقيف العمال واللجنة وتوقيف المندوبين وشكراً إدارة النقابات أحمد محمد راشد، ومدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية بالمحافظة نصر حسن البعداني بتاريخ "4/2/2008م"، الغريب في الأمر أن اللجنة النقابية لخط إب ميتم تعتبر هي اللجنة النقابية الشرعية الوحيدة على مستوى المحافظة، حيث لم يمض على انتخابها سوى عامين بينما بقية اللجان لم تعقد أي انتخابات منذ أكثر من عشر سنوات، كما أن اللجنة النقابية لخط إب ميتم هي اللجنة الوحيدة التي تلتزم بعمل الحساب الختامي كل عام وتلتزم في تسديد وتوريد الرسوم المحلية شهرياً إلى حساب مديرية المشنة وبحسب صور الإشعارات البنكية التي حصلت عليها الصحيفة، فقد قامت اللجنة النقابية لخط إب - ميتم بتوريد مبلغ "157" ألف ريال كرسوم محلية إلى حساب مديرية المشنة لشهر فبراير من العام الجاري 2008م، وكذا قامت اللجنة بتوريد مبلغ "225" ألف ريال إلى حساب مديرية المشنة بتاريخ 14/7/2008م، وتوريد مبلغ "157" ألف ريال بتاريخ 26/5/2008م، الجدير بالذكر أن رئيس اللجنة النقابية سبق وأن قام بمطالبة القاضي/ أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة للتدخل وإيقاف تلك الممارسات اللاقانونية التي تصدر من قبل المكلف بأعمال نقابة النقل والمواصلات بالمحافظة، لكن دون أن تحرك قيادة المحافظة ساكناً، بل على العكس قام مؤخراً نائب المحافظ الحجري أمين علي الورافي بتوجيه الأمن بتوقيف اللجنة النقابية المنتخبة والمعتصمين في إدارة أمن المشنة واعتماد ومؤازرة تلك الممارسات الهمجية التي يقوم بها المكلف بأعمال نقابة النقل والمواصلات في المحافظة، ومع ذلك فإن المتتبع لما تشهده محافظة إب منذ عدة أشهر وفي عهد قيادة المجلس المحلي المنتخبة يصل إلى نتيجة بأن إب بمختلف مديرياتها ومكاتبها التنفيذية وفي شتى القطاعات تشهد فوضى خلاقة لم يعايشها عامة الناس خلال السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال أكد الكثير من أبناء محافظة إب في أكثر من مديرية وجود تلاعب في توزيع الحصص التي تم اعتمادها للمحافظة من المعونات الغذائية لمؤسسة الصالح الخيرية، ففي الوقت الذي كان مندوب مؤسسة الصالح قد حذر في تصريح سابق ل "أخبار اليوم" كلاً من مدراء المديريات ورؤساء فروع المؤتمر بالدوائر الانتخابية من التلاعب وانتقاص مواد الحالات المعتمدة، كشف عدد من الأهالي أن تحذير مندوب "الصالح" المتواجد في فندق فلسطين بقلب مدينة إب لم يهز أصحاب الضمائر الميتة في بعض مديريات المحافظة، وعلى سبيل المثال أكد عدد من الأهالي المستفيدين في مديرية القفر أن القائمين على توزيع مواد مؤسسة الصالح قاموا بالتلاعب في الكمية المعتمدة من خلال عدم تسليم مواد الحالة كاملة لأصحابها، ووصل الأمر إلى توزيع الكيس القمح بين أكثر من أسرة مستفيدة، وفي مديرية المشنة في الجبانة العليا أكدت أم أيمن أنها استلمت كرت فيه "كيس قمح، سكر، أرز، زيت" تم التشطيب على السكر والرز والزيت ولم تستلم سوى الكيس القمح، وكذلك أيضاً ما أكدته أم أكرم، أما ماجد أحمد فقال قال إنهم شطبوا عليه الكيس القمح، وفي مدينة إب القديمة قال المواطن علي ثابت إنه استلم قطمة رز وسكر وزيت ولم يستلم الكيس القمح، وقال المواطن/ علي حمود محمد: أنه استلم فقط كيس قمح سوري، وكذلك عبدالله هادي، أما بلال محمد فقد أكد أنه استلم زر وسكر وزيت، أما القمح فكان مشطوب عليه في الكرت، وفي حين المنظر مديرية المشنة أيضاً قال لطفي محمد: أنه استلم فقط كيس قمح وكذلك جمال علي أكد أنه استلم فقط كيس قمح سوري وأكد عباد قال: بأن القمح لم يستلمه لأنه كان مشطوب عليه في الكرت، وفي مديرية ريف إب قال المواطن طه علي حمود: أنه استلم فقط كيس قمح، أما المواطن خالد عبده علي اليهاري فقد قال: أنه استلم كرت محدد به سكر، رز، زيت فقط، وكذلك حصل في مديريات يريم ذي سفال والسياني وبقية مديريات المحافظة، هذا فيما يخص معونات مؤسسة الصالح الخيرية لمحافظة إب، وفي جانب الخدمة المدنية لا تزال لجنة التظلمات التي يرأسها الدكتور/ نصر الحجيلي عضو المجلس المحلي عن مديرية الرضمة - لا تزال اللجنة غارقة في عملية الفحص والمراجعة منذ أكثر من شهر دون أن تصل إلى نتيجة، وفي الوقت الذي ينتظر الكثير من أبناء إب المتظلمين التقرير النهائي لهذه اللجنة إلا أن هناك مجموعة من المتظلمين قالوا بأن هذه اللجنة لا تختلف عن اللجان السابقة التي لم تنصف متظلماً واحداً وأكد هؤلاء بأن اللجنة الحالية لم تقبل بعض التظلمات التي تقدم بها زملائهم، ومما يدل على أنها في الأخير لا يمكن أن ترد وساطات واتصالات الكبار أو تقف في مواجهتها خاصة تلك الوساطات ذات العيار الثقيل، أما في جانب التربية والتعليم فحدث ولا حرج، ففي الوقت الذي بدأ العام الدراسي الجديد من مدارس مدينة إب ومراكز المديريات لا تزال هناك العشرات من المدارس في المناطق الريفية وخاصة في مديريات الشعر القفر ذي سفال فرع العدين الحزم مغلقة حتى كتابة هذا التحقيق، وفيما يخص عملية نقل المدرسين فقد شهدت الإدارات التعليمية في معظم مديريات المحافظة عمليات نقل عشوائية وبصورة مخالفة للمحضر الموقع عليه من قبل مكتب التربية والتعليم والمجلس المحلي بالمحافظة والذي أقر في شهر رمضان العام الماضي، حيث ظهرت قرارات نقل المدرسين هذا العام بصور فردية تحت توقيع محافظ المحافظة، أو توقيع مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة دون الرجوع إلى المجالس المحلية في المديريات، وأكدت مصادر تربوية ووثائق رسمية حصلت عليها الصحيفة من مصادر خاصة ارتفاع عدد المعلمين المنقطعين عن العمل ويستلمون مرتباتهم شهرياً عن العامين الماضيين خاصة بعد لجوء بعض مدراء الإدارات التعليمية العمل بالبدل الوعي مجال الأوقاف كشفت العديد من الوثائق الرسمية استمرار مسلسل الاغتصاب الذي تتعرض له أراضي الأوقاف وخاصة في مراكز مديريات المحافظة خلال العامين الماضيين، حيث تمثل ما نسبته "50%" من قضايا اغتصاب أراضي أوقاف إب والاعتداء عليها كان ورائها الإجراءات الخاطئة التي تصدر من قبل موظفي مكتب الأوقاف في المحافظة وفروعه في المديريات، وفيما يخص عملية الدوام في شهر رمضان المبارك لوحظ غياب ما يصل نسبته "50%" من الكادر الوظيفي العامل في مختلف المكاتب التنفيذية بعضهم بدون إجازات كما لوحظ مكاتب شبه فارغة خلال أيام الشهر الفضيل ومنها ديوان عام المحافظة ومكتب التخطيط والمؤسسة العامة للكهرباء، ومكتب التموين والتجارة ومكتب الواجبات ومكتب الضرائب اللذان قيل أن الدوام فيهما مساءاً والله أعلم.

وأخيراً مكتب الأشغال، أما في قطاع المشاريع فإنه في الوقت الذي يتحدث قياديو محلي إب عن اعتماد مشروع حماية إب من أضرار السيول فإن السوائل في مدينة إب قد تحولت إلى أماكن لوضع القمامة وخاصة في مديريتي المشنة والظهار، كما تحولت بعض السوائل إلى مجرى للمجاري القادمة من منازل المواطنين وخاصة في مديريات الظهار، إلى جانب عودة الأحجار والأتربة ومخلفات البناء وغيرها إلى تلك السوائل التي سبق جرفها من قبل مكتب الأشغال بتوجيهات من المحافظ الحجري في بداية فصل الصيف هذا العام، أما المشاريع المتعثرة في محافظة إب ومديرياتها المختلفة فلا تزال معظم تلك المشاريع في تعثر مستمر رغم تخصيص مبلغ يزيد عن مائتين مليون وصرفه العام الماضي 2007م لاستكمال تنفيذ تلك المشاريع وتوزيعه بالتساوي بين مديريات المحافظة، وفيما يخص مشاريع الخطة الاستثنائية لمحافظة إب بمناسبة احتضانها فعاليات العيد الوطني السابع عشر العام الماضي فلا تزال مصير مشروع الخط الدائري الشرقي لمدينة إب مجهول رغم تحديد مبلغ يزيد عن "500" مليون لتنفيذ هذا المشروع في الوقت الذي لا يزال مشروع الخط الدائري الغربي ال "30" متعثر ولم يستكمل بعد ناهيك عن العيون التي ظهرت في مشروع توسعة المدخل الجنوبي لمدينة إب، وكذا مشروع رصف الجزر الوسطية بالبلاط في مداخل المدينة والدائر الغربي، أما مشاريع الرصف الخرساني والأحجار في مراكز المديريات فلا تزال معظم تلك المشاريع متعثرة وكذلك هو الحال بالنسبة للخطوط الدائرية لمراكز بعض المديريات، وفي قطاع الصحة وإلى جانب ما يعانيه القطاع الصحي بإب فقد كشفت مصادر موثوقة مؤخراً للصحيفة عن وجود العديد من المستشفيات والمراكز الصحية المغلقة والشبه مغلقة في بعض مديريات المحافظة ويقوم مسؤولوها باستلام كافة الاعتمادات المخصصة لها شهرياً بتواطؤ من قبل مكتب الصحة بالمحافظة.

الحديث عن محافظة إب وما تشهده هذه الأيام طويل والأمل لا يزال يسكن القلوب لدى عامة الناس علَّ قيادة المحافظة أن تتحرك، وتوقف الفوضى الخلافة التي تشهدها مختلف مديريات المحافظة ومكاتبها ومرافقها الحكومية خاصة أن هناك من لا يزال يحلم بأن تصبح إب المحافظة السياحية لليمن الحبيب!

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد