أفادت مصادر طبية وشهود أن ستة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين قتلوا أمس في قصف القوات الموالية لصالح لمدينة تعز ثاني مدينة في البلاد تشهد اشتباكات.
قالت المصادر ذاتها لوكالة الشرق الأوسط أمس إن ثلاثة أفراد من عائلة واحدة قتلوا في القصف الذي نسب إلى قوات الرئيس اليمني/ علي عبد الله صالح, فيما قتل مسلحان في اشتباكات مع القوات الموالية للرئيس, ونقلت الجثث الخمس إلى مستشفى الروضة الميداني في أحد أحياء وسط تعز الذي تسيطر عليه المعارضة.
و تحاول الوحدات الموالية للرئيس صالح في هذه المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد, استعادة الأحياء من رجال القبائل المسلحين الذين يؤمنون الحماية للمتظاهرين.
ويرفض العديد من المتظاهرين الاتفاق على انتقال سلمي للسلطة الذي وقعه الحاكم والمعارضة ويمنح صالح والمقربين منه الحصانة.
 ووصلت حصيلة القتلى الذين سقطوا في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 30 شخصا على الأقل بينهم فتاة صغيرة في عمليات قصف تنسب إلى الوحدات الموالية في الجيش, كما تفيد آخر حصيلة طبية.
وكان رئيس الحكومة المكلف والقيادي المعارض/ محمد سالم باسندوة قد هدد في وقت سابق بإعادة النظر في الموقف" ما لم يقم نائب الرئيس بالتدخل لوقف القصف على تعز". يأتي ذلك في وقت تطالب فيه المعارضة بتشكيل اللجنة العسكرية التي تنصّ عليها المبادرة الخليجية لانتقال السلطة والتي يفترض أن تقوم برفع المظاهر المسلحة من اليمن وبإعادة هيكلة القوات الأمنية والعسكرية المنقسمة ويسيطر على معظمها أقرباء الرئيس.
 وبحسب الآلية التنفيذية للمبادرة، كان يفترض أن تشكل هذه اللجنة من قبل نائب الرئيس بعد خمسة أيام من التوقيع على الاتفاق في الرياض في 23 تشرين الثاني/نوفمبر.

من جانبه قال المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان "إن المعارضة متمسكة بتشكيل اللجنة العسكرية التي ستقوم برفع المظاهر المسلحة من تعز وغيرها, مبيناً أن أي تشكيل للجنة فرعية أو أي مبادرة خارج إطار الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية نعتبره التفافاً على الاتفاق.
و ربط قحطان بوضوح بين تشكيل هذه اللجنة وبين تشكيل حكومة الوفاق الوطنية التي كلّف برئاستها محمد سالم باسندوة، والتي كان يفترض أن تبصر النور السبت أو الأحد.
وقال قحطان في هذا السياق إن "أسماء وزراء المعارضة جاهزة ولا مشكلة في تقديم قائمتنا لحكومة الوفاق" التي ستشكل مناصفة مع الحزب الحاكم.
وأكد أن المعارضة "ستقدم قائمتها لوزرائها في الحكومة في غضون 24 ساعة من تشكيل اللجنة العسكرية", مجددا تحذيره من أن عدم تشكيل اللجنة "يفاقم هذه الأحداث وبالتالي يهدد الجهود السياسية بالانهيار.
 وتوصل كل من المعارضة والحزب الحاكم لاتفاق حول تقاسم الحقائب في حكومة الوحدة وسط تأكيدات بأن ولادة الحكومة ستكون ميسرة وستتم يوم الأحد كحد أقصى.