تواصل اليوم الأربعاء من مدينة إب مسيرة الحياة الراجلة التي انطلقت صباح أمس الثلاثاء من ساحة الحرية بتعز بمشاركة عشرات الثائرات مشياً على الأقدام، في خطوة غير مسبوقة للتأكيد على مواصلة المشوار الثوري باتجاه العاصمة صنعاء التي تبعد عن تعز 265 كم شمالاً بعد أن انضم إليها العديد من الثوار من مدينتي إب والقاعدة، يطالبون المجتمع الدولي ـ ممثلا بمجلس الأمن الدولي ـ وكل أحرار العالم لإحالة المتورطين في قتل شباب الثورة الشبابية السلمية في مختلف محافظات اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب, وعدم منح أي حصانة من الملاحقة القضائية لقاتلي النساء والأطفال والشيوخ والشباب العزّل، الذين واجهوا رصاصات قوات نظام صالح بصدورهم العارية.

الموت ولا صالح
وقال الأخ/ صلاح نعمان ـ المسؤول الإعلامي لمجلس شباب الثورة بساحة الحرية بتعز، أحد قياديي مسيرة الحياة الراجلة ـ في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم"ـ : سنعقد اليوم الأربعاء في الساعة السابعة والنصف صباحاً مؤتمراً صحفياً للوقوف على أحداث مسيرة الحياة وما تعرضت له في طريقها، ومن ثم سنواصل السير إلى مدينتي يريم وذمار.
وأوضح القيادي في مسيرة الحياة أنهم خرجوا من ساحة الحرية بتعز في السابعة والنصف صباح الثلاثاء بحوالي 5000 ثائر باتجاه الحوبان وهناك التحم بالمسيرة الثوار القادمون من المديريات وسط هتافات ثورية وترحيب الأهالي حتى وصلوا مدينة ماوية وهناك انضم إليهم المزيد في مسيرة حاشدة حتى وصلوا منطقة القاعدة ظهراً.
يقول صلاح نعمان:" لا أستطيع أن أصف السعادة التي كانت في استقبالنا في القاعدة والهتافات لدرجة أننا لم نستطع أن نخفي دموعنا من الفرح".
وتابع:" وصلنا نقيل السياني والمئات ينضمون إلينا في مسيرات حاشدة يعمها الحب والسلام وفي النجد الأحمر كانت في انتظارنا مسيرة حاشدة من ساحة خليج الحرية في إب استقبلونا بهتافات النصر والألعاب النارية لنتوجه جميعاً إلى ساحة الثورة في إب في أجواء ثورية أيقظت الثورة من جديد وجميعنا يردد على أضواء الشموع (الموت ولا علي صالح الموت ولا علي صالح".
واستشهد أحد الثوار المشاركون في المسيرة في منطقة النجد الأحمر بإب بحادث مروري.


استعدادات في ذمار وصنعاء
ويجري حالياً بمحافظة ذمار وصنعاء استعدادات كبيرة لاستقبال مسيرة "الحياة الراجلة" القادمة من مدينة تعز التي ستجوب عدداُ من الساحات والميادين في محافظات إب وذمار حتى وصولها صنعاء لمساندة الثوار ومواصلة التصعيد الثوري والمطالبة بمحاكمة المتورطين بقتل الشباب في ساحات الاعتصام، وسط توقعات بأن تشهد العاصمة صنعاء احتجاجات غاضبة بعد وصول مسيرة الحياة الراجلة من تعز نظراً لما ستضيفة المسيرة التاريخية من حماس ثوري كبير.
وقال مراسل "أخبار اليوم" في محافظة ذمار إن الاستعدادات تجري على قدم وساق لاستقبال مسيرة الحياة القادمة من تعز وأن وفوداً قبلية كبيرة من مختلف مديريات ذمار جاءت إلى الساحة لاستقبال ثوار المسيرة.
وكشف القيادي في ساحة التغيير بذمار/ إبراهيم المنحي لـ "أخبار اليوم" عن استقبال حاشد للمسيرة على مداخل مدينة ذمار, وقال:"إن مئات السيارات والدراجات النارية ستكون في استقبال إخواننا ثوار تعز وسيقام برنامج ثقافي وفني على شرفهم في ساحة التغيير وسينضم إليهم شباب من ساحة التغيير لإيصال رسالة الشعب اليمني عبر مشاركتهم في المسيرة المتوجهة إلى صنعاء".
من جهته أوضح لـ"أخبار البوم" المتحدث باسم القبائل المؤيدة للثورة بمحافظة ذمار الشيخ/ عبد الإله الحاج استعداد القبائل لحماية ومرافقه المسيرة حتى وصولها إلى العاصمة صنعاء، مبدياًَ إعجابه بالعظمة التي يسطرها شباب تعز وهمتهم العالية في إنجاح الثورة وتحقيق كامل أهدافها.
إلى ذلك تقوم الائتلافات والحركات النسائية في ساحة ذمار في تجهيز الكعك والأطباق والأطعمة السهل حملها لتزويد المشاركين في المسيرة بها بعد استراحتهم في ساحة التغيير بذمار.

رسالة قوية للعالم
وتهدف مسيرة الحياة التاريخية التي تمر بأربع مدن رئيسية هي إب ويريم وذمار وصولاً إلى صنعاء إلى تأكيد تكاملية دور الفعل الثوري بين مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير في مختلف ربوع اليمن وجسارة الفعل الثوري وإدهاش العالم بإرادة شباب اليمن المتطلع للحرية وإقامة دولته المدنية وتعد مسيرة الحياة الراجلة تعبيراً حقيقياً عن سلمية الثورة ونبل مقاصدها وتجسيداً رائعاً لجغرافيا الثورة المتدفقة من كل قرى ومدن وربوع الوطن اليمني، تطلعاً لاستكمال أهداف الثورة السلمية، وإيصال رسالة قوية إلى العالم للتعبير عن غضب الشعب الثائر في مدينة تعز وضواحيها ورفضه لكل التجاوزات وإصراراً على الهدف الأول للثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" كما تهدف مسيرة الحياة إلى رفع الزخم للحسم الثوري السلمي ووفاءً للشهداء والجرحى وجميع المتضررين في مدينة تعز.